شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
نصائح لسفر بأقلّ التكاليف من الرحالة

نصائح لسفر بأقلّ التكاليف من الرحالة "ابن حتوتة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رود تريب

الثلاثاء 31 أغسطس 202103:59 م


"نسافر لنستعيد الأمل الذي فقدناه، الأمل بالإنسان، بعد أن فرّقتنا السياسات والحكومات ووسائل الإعلام، نسافر لنكون أقرب إلى الشعوب، أقرب إلى الحقيقة، إلى السعادة، أقرب لنا نحن"... حاملاً هذه المقولة في قلبه وعقله، يجوب صانع المحتوى والرحالة الأردني قاسم الحتو، بقاع الأرض، ليغتنم أيّ فرصة لاختبار تجارب جديدة.

هو "ابن حتوتة" كما يسمّي نفسه، الرحالة العربي الجديد، الذي تخصّص في علم الحاسوب، إلا أن شغفه وحبه للاكتشاف جعله مسافراً بدوام كامل. يصف الحتو لرصيف22 بدايته مع السفر والترحال بأنها "عشوائية جداً"، حيث سافر لأول مرة في حياته مع عائلته إلى تركيا، وأعجب كثيراً بفكرة السفر، رغم أنّ رحلته كانت تقليدية. أما عن سبب تسمية نفسه ابن حتوتة فيقول: "هوَ جمع بين ابن بطوطة واسمي العائلي (الحتو)، وحتوتة تعني (قصة)، وأنا راوٍ للقصص".

بحسب ما يقول الحتو، كان الحاجز الأكبر الذي يقف في طريقه هو العائق المادي، "كنت أفكر إنو السفر كتير صعب وكتير غالي، بس إجا وقت وجمّعت فيه مبلغ صغير كتير، وقررت إنو هيدا المبلغ لازم أسافر فيه لو اضطريت أنام في الشوارع! مع هذا القرار الصغير بدأت حياتي مع الترحال".

عن سبب تسمية نفسه ابن حتوتة فيقول: "هوَ جمع بين ابن بطوطة واسمي العائلي (الحتو)، وحتوتة تعني (قصة)، وأنا راوٍ للقصص"

أبرز ما تعلمه الحتو بعد أن جاب 56 بلداً أنه أغلب ما نعرفه عن غيرنا من الشعوب خاطئ، وأغلب ما يعرفه عنا باقي الشعوب خاطئ أيضاً، يقول الحتو: "تعلمت كيف أتفهم الاختلاف وأتعامل معه، وأفكر بطريقة مجردة بعيدة من كلّ الأحكام المسبقة. قال التبريزي، الأهم من سفر المكان هو سفر الوجدان... فما نفع تبديل الأماكن وأنت أنت؟".

آسف إمي! آسف أبوي! ما بدي أعيش حياة عادية

"آسف إميّ! آسف أبوي! ما بدي أعيش حياة عادية. ما بدّي أعيش روتين عم بيعيشوه ملايين الناس وبيحلموا باليوم اللي يكسروه. ما بدّي أكافح طوال السنة منشان أعيش (أسبوعين)، إذا رضي مديري يعطيني إجازة... بدّي أعيش 365 يوم بالسنة! وكلّ يوم غير إلّي قبله!"

بهذه الكلمات توجه قاسم الحتو إلى أهله الذين، كأيّ أهل تقليديين، يتمنون لأولادهم مستقبلاً مضموناً، واضح المعالم، يبدأ بتخرجهم من الجامعة وينتهي بإيجادهم وظيفةً تضمن لهم ولعائلتهم حياة كريمة.

"الأيام الجميلة لا تأتي إليك؛ يجب أن تمضي إليها"، يبدأ ابن حتوتة بهذه المقولة لجلال الرومي مقطعَ الفيديو الذي يتحدث فيه عن قراره للسفر، ويقول: "ما بين أن أعيش حلمي وشغفي وأن أتوظّف وأترك المجتمع يقرّر عنّي، وأدخل ماراثون التوقعات الاجتماعية، من التخرج إلى الوظيفة إلى الشقة والسيارة والزواج والأطفال، اخترت أن عيش حلمي. أنا قاسم، عمري 27 سنة، ولا أحبّ أن أنتظر أن يصبح عمري 60 سنة حتّى أعيش حياتي". ويؤكد أنّ "السفر مش لازم يكون حكر عالأغنياء. شخص عادي من عائلة عادية بموارد عادية، ممكن يلحق حلمه ويعيش تجارب كنا نفكّرها بس لأغنى الناس".

أبرز ما تعلمه ابن حتوتة بعد أن جاب 56 بلداً أن أغلب ما نعرفه عن غيرنا من الشعوب خاطئ، وأغلب ما يعرفه عنا باقي الشعوب خاطئ أيضاً

تجارب مميزة من حول العالم

كثيرة هي التجارب المميزة والمثيرة للاهتمام التي عاشها ابن حتوتة، من السباحة مع القروش في المالديفز، إلى أكل العقارب وأحصنة البحر والصراصير في الصين، إلى تذوق التاكو في المكسيك مع صرصار الليل (cricket)، ثم السباحة مع الدلافين الحرة، وركوب قطار النوم في القاهرة. من التجارب المميزة أيضاً، يذكر الحتو النزول في بيوت الناس المحليين في البلدان التي يزورها، وهو ما بات متاحاً من خلال تطبيقات سهّلت عمليات CouchSurfing.

ويعدّ ابن حتوتة أنّ الـparagliding في تركيا، والـBungee jumping في ماكاو (من أعلى نقطة للقفز) من التجارب التي لا تُنسى، مثلها مثل القفز من جسر موستار في البوسنة، التي يعتبرها تجربة مثيرة للاهتمام، كونها واحدة من عادات البوسنيين الثقافية. فقد اعتاد الرجال البوسنيون، بحسب الحتو، القفز عن هذا الجسر كدليلٍ على انتقالهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب.

وبالإضافة إلى ما سبق، يذكر الحتو من ضمن الأمور اللافتة التي شهدها: تمكن الأثيوبيين من ترويض الضباع البرية، وتقديم الماء الساخن في مطاعم الصين بدل الماء البارد، وأكل الأثيوبيين للمعكرونة بالخبز ووضع اللبنانيين للكنافة في الكعكة أو السندويش، وسلق أرجل الدجاج في الصين وتقديمها للأكل.

"الأيام الجميلة لا تأتي إليك؛ يجب أن تمضي إليها"

وعن أجمل البلدان التي زارها من ناحية الطبيعة سمّى ابن حتوتة آيسلندا، وعن أجمل البلدان من ناحية الغنى الثقافي ذكر الهند، وعن أجملها من ناحية الطبيعة والثقافة، سمّى كلاً من البرتغال وتركيا.

نصائح ابن حتوتة لمحبّي السفر والاكتشاف

يَعتبر ابن حتوتة أنّ السفر لا يجب أن يكون دائماً للاستجمام، فبحسبه هناك أسباب أهمّ وأعمق لخوض الرحلة. يقول الحتو: "نسافر أولاً لنترك أنفسنا للضياع، ونسافر بعدها لنجدها. نسافر لنفتح قلوبنا وأعيننا ولنتعلم عن العالم أكثر مما نقرأ في الجرائد ونشاهد في نشرات الأخبار. نسافر لنترك معتقداتنا ومسلّماتنا خلفنا في البيوت، لنرى العالم من منظور جديد، منظور مجرّد من كلّ الأحكام المسبقة".

وفي الختام يقدّم ابن حتوتة مجموعة نصائح لمحبي السفر والاكتشاف بتكلفة أقلّ:

- خذ/ي وقتك في البلد الذي تزوره/ينه. ليس من المهمّ أن تزور/ي بلداناً عديدة، الأهمّ أن تتعرّف/ي على ثقافة هذه البلدان بعمق.

- استثمر/ي ميزانيتك على التجارب التي يمكن أن تعيشها/تعيشيها لا على الأشياء التي يمكن أن تقتنيها.

- احجز/ي رحلتك لوحدك وليست عن طريق مكتب سياحة أو طيران كي لا تزيد/ي مصاريف على نفسك.

- ابحث/ي عن طيران رخيص، وهناك العديد من المواقع المتاحة اليوم ومنها "Skyscanner"، وفيه عدة خيارات تساعدك على إيجاد الرحلة الأرخص.

- لسفرات بأقلّ التكاليف فكّر/ي بالنزول في "هوستل" (نُزُل)، وهو مكان مثل الفندق تستطيع/ين فيه استئجار سرير في غرفة بهدف التوفير والاقتصاد، وتتشارك/ين هذه الغرفة مع أشخاص آخرين. يمكن حجز مثل تلك الأسرّة عن طريق أي موقع حجز فنادق أو من "Hostelsworld "وهو مختص بالهوستلات فقط.

- ابدأ/ي بدولٍ سهلة، قريبة، رخيصة، لأنه في الدول الغالية أيّ خطأ ممكن أن يكلّفك الكثير من المال.

- حاول/ي أن تأخذ/ي معك أقل عدد من الأغراض الممكنة، لأنّ كثرة الأغراض ستعيق حركتك.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image