شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
تذكروا أنّ كلّكم بشر، وأنّ كلّ البشر أنتم... قصائد جوي هارجو

تذكروا أنّ كلّكم بشر، وأنّ كلّ البشر أنتم... قصائد جوي هارجو

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز

السبت 11 سبتمبر 202111:49 ص

مجاز الجِوار، مؤانسة الغرباء في البستان المجاور


جوي هارجو، شاعرة وموسيقيّة من الولايات المتحدة الأمريكيّة، تعود أصولها إلى قبائل مسكوجي كريك، وهي من قبائل السكّان الأصليين الأمريكيين. وُلدت الشاعرة في العام 1951، حصلت على لقب الشاعرة الرسميّة للولايات المتحدة الأمريكيّة في العام 2019، كأول شخص أمريكي من السكّان الأصليين يحصل/ تحصل على هذا اللقب.

تُعرف هارجو، بالإضافة إلى شعرها وموسيقاها، كأحد أبرز ناشطات الموجة الثانية لنهضة سكّان أمريكا الأصليين، إضافة إلى نشاطاتها ضد العنصريّة، والمدافعة عن حقوق الإنسان.

قصيدة للتخلص من الخوف

 أُحرّرُكَ،

يا خوفي الجميل الرهيب.

أحرّرُكَ

أنت يا توأمي المحبوب المكروه.


الآن لا أعرفك

كما أعرف نفسي.


أحرّرُكَ

مع كلّ الألم

الذي سأعرفُه عند موت

أطفالي.

أحرّرُك أيها الخوف، لأنّك وُلدتَ، كما وُلدتُ، بعينين لا يمكن أبداً أن تُغمضا... مجاز الجوار في رصيف22

لم تعد دَمْي

بعد الآن.


أعيدُكَ إلى الجنود

الذين أحرقوا بيتي

وقطّعوا رقاب أولادي

واغتصبوا إخوتي

وأخواتي.


أعيدك إلى أولئك

الذين سرقوا الطعام من صحوننا

حين كنا نتضوّر جوعاً.


أحرّرُك أيها الخوف

لأنّك وُلدتَ،

كما وُلدتُ، بعينين

لا يمكن أبداً أن تُغمضا.


أحرّرُكَ.

أحرّرُكَ.

أحرّرُكَ.


لستُ خائفة من أن أكون غاضبة.

لستُ خائفة من أن أبتهج

لستُ خائفة من أن أجوع

لستُ خائفة من أن أشبع

لستُ خائفة من أن أكون سوداء

لستُ خائفة من أن أكون بيضاء

لستُ خائفة من أن أكون مكروهة

لستُ خائفة من أن أكون محبوبةً

أن أكون محبوبةً

أن أكونَ محبوبةً، أيها الخوف.


آه، لقد خنقتني

لكنني أعطيتكَ الرِباط.


لقد أخرجت أحشائي

لكنني أعطيتك السكين.


لقد افترستني

لكنني استلقيتُ بنفسي فوق النار.


إنّني أستعيد نفسي، أيها الخوف

لست ظلاً لي بعد اليوم

لن أشبك يديّ بيديك

لن أحملك في عيني، أو في أذني، أو في صوتي، أو في بطني

أو في قلبي، قلبي، قلبي، قلبي، قلبي…


تعال إلى هنا، أيها الخوف

أنا حيّة

وأنت خائفٌ جداً

من الموت.


من أجل الاحتفاظ

الشمس تخلقُ اليومَ جديداً

نباتات متناهية الصغر تظهر على وجه الأرض

عصافير تغني واضعة السماء في مكانها

أريد أن أكون هنا، لا في مكان آخر

أتكئ على إيقاع قلبك كي أرى إلى أين يأخذنا

نعدو نحو رياح جنوبيّة دافئة

أربطُ ساقاي بساقيك ونمضي سويّة

نحو مخيم أقربائنا الموغل في القدم

أين كنت؟ يسألون

لماذا استغرقت وقتاً طويلاً؟

في تلك الليلة، بعد أن أكلنا وغنينا ورقصنا

استلقينا سويّة تحت النجوم

نعرف أنفسنا كي نكون جزءاً من هذا الغموض.

هذا غير قابل للوصف.

إنّها أبدية،

من أجل الاحتفاظ بها.


تذكروا

تذكروا السماء التي ولدتم تحتها،

تعرفوا على قصة كلّ نجمة.

تذكروا القمر، تعرفوا عليه.

تذكروا ولادة الشمس عند الشروق، هذه

اللحظة الأقوى في الزمن. تذكروا غروب الشمس

وتسلل الليّل.

تذكروا حياة النباتات والأشجار والحيوانات، لجميعهم أصول وعائلات وتواريخ، أيضاً. تحدثوا إليهم، استمعوا إليهم. إنهم قصائد حيّة... مجاز في رصيف22

تذكروا ولادتكم، حين كانت أمهاتكم تصارعن

من أجل أن تلدكم. أنتم دليل على

حيوات أمهاتكم، وعلى حيوات أمهاتهن، وأمهاتهن.

تذكروا آباءكم، هم جزء من حياتكم، كذلك.


تذكروا الأرض، التي تكوّنون جلدها:

أرض حمراء، أرض سوداء، أرض صفراء، أرض بيضاء

أرض بنيّة، نحن الأرض.

تذكروا حياة النباتات والأشجار والحيوانات، لجميعهم أصول

وعائلات وتواريخ، أيضاً. تحدثوا إليهم،

استمعوا إليهم. إنهم قصائد حيّة.

تذكروا الريح، تذكروا صوتها. الريح تعرف

أصل هذا الكون.

تذكروا أنّ كلّكم بشر، وأنّ كلّ البشر

أنتم.


تذكروا أنّكم هذا الكون، وأنّ هذا الكون هو

أنتم.

تذكروا أن كلّ ما يتحرك وينمو هو أنتم.

تذكروا أنّ اللغة تأتي من هنا.

تذكروا رقصة اللغة، رقصة الحياة

تذكروا.

تُرجمت القصيدة بصيغة الجمع رغم إنّ القصيدة مكتوبة بصيغة المفرد، لكن في الإنكليزيّة صيغة المفرد حياديّة، لا مذكرة ولا مؤنثة. لكن في العربيّة يتم التفريق، فمثلاً لا يمكن ترجمة كلمة remember بصيغة حيادية، فهي تذكّر أو تذكّري. وبسبب تاريخ الشاعرة، والتي ناضلت في قضايا حقوق الشعوب الأصليّة وقضايا النسويّة والقضايا الحقوقيّة العامة لم أستطع ترجمة القصيدة بصيغة المُذكر مثلما يتم الأمر عادة في الترجمات، والتي تترجم كلمة remember عادة بـتذكّر. كنتُ أمام خيارين إما أنّ أكتب الكلمات مثل تذكّر/ي أو أن أترجم القصيدة بصيغة الجمع وهو الخيار الذي قمت به.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image