شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
بعد مداهمة المستودعات... لبنانيون يُطالبون بإعدام محتكري الأدوية

بعد مداهمة المستودعات... لبنانيون يُطالبون بإعدام محتكري الأدوية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 24 أغسطس 202104:26 م

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر وزير الصحة العامّة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، وهو يجول على المناطق اللبنانية ويداهم مستودعات الأدوية برفقة دورية من مكتب مكافحة الجرائم المالية وتبييض الأموال التابع للشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي، وذلك بهدف تحرير الأدوية من مستودعات التجار ومخازن المحتكرين.

المشهد أكّد أنّ الشعب محاصر، ليس من دول خارجية، بل من أفراد يعيشون بينه، ويحتكرون العلاج بغطاء سياسي وأطماع تجارية.

احتكار أدوية ضرورية جدًا من بينها كريمات بالآلاف لمداواة الحروق في وقت افتقد مصابو كارثة التليل وجود ما يهدئ أوجاعهم


محتكر تابع لحزب الله

الحاج عصام خليفة صاحب مستودع New pharm في منطقة العاقبية، وصاحب صيدلية الغدير في بلدة الغازية والتابع لحزب الله، ظهر في مقطع الفيديو أثناء مداهمة مستودعه المكتظ بالأدوية المدعومة، وهو يبرّر نفسه.

يستدير وزير الصحة نحوه ويتوجّه له، قائلًا: “هيدا دوا صرع، الناس عم بدوّر على علبة وحدة. حرام يا حاج". ويكرّر الحاج الخطاب نفسه المتعلّق بضمان ربحه المادّي غير آبه للأجساد التي تتألّم بسبب عدم توفّر خلاصهم المحتكر من قبله. وغير مدرك أن الخواتم الدينية التي يرتديها، والبقعة الواضحة على جبينه من كثرة الصلاة لن تجعل منه شخصًا مؤمنًا. فكل الذين شاهدوا كمية الأدوية المخزّنة في مستودعه، أجمعوا على أمر واحد: في زمن يتوسّل فيه النّاس حبّة الدواء الواحدة، فإن الحاج المحتكر عصام خليفة مجرم وكافر.

وآخر تابع لتيار المستقبل

الأدوية في لبنان كما الخبز والمحروقات لم تعد بمتناول اليد والسبب الأساسي يعود لسياسة الاحتكار المعتمدة من قبل التجّار.

أظهرت جولة الوزير، أمس، وجود أطنان من الأدوية المخزنة في المستودعات، فضلًا عن كميات كبيرة من المضادات الحيوية وحليب الأطفال.

في منطقة جدرا، داخل مستودع new novel التابع لحسين مشموشي المنتمي لتيار المستقبل تمّ العثور على أدوية سكري وكلى وأنسولين وأدوية الضغط والتجلطات ومضادات حيوية وأدوية الصرع والحروق ومسكنات الآلام وحماية المعدة.


في تصريح له، قال حمد: “أطنان الأدوية الموجودة تقسم الى ثلاثة: قسم أول من أدوية مدعومة يتم صرفها تباعًا. وقسم ثان من أدوية مجمّد صرفها في انتظار الحصول على موافقة بتغطيتها من قبل المركزي بناءً على موافقة وزارة الصحة. وقسم ثالث وهو الأهم ويتضمّن كميّات كبيرة من الأدوية المدعومة والمغطاة بحوالات من المركزي ولا تصرف في السوق، وهي أدوية ضرورية جدًا من بينها كريمات بالآلاف لمداواة الحروق في وقت افتقد مصابو كارثة التليل وجود ما يهدئ أوجاعهم”.

 الشعب محاصر، ليس من دول خارجية، بل من أفراد يعيشون بينه، ويحتكرون العلاج بغطاء سياسي وأطماع تجارية

خطوة الوزير التي اعتبرها الناس متأخّرة جدًا لأن المرضى فقدوا حياتهم بسبب عدم توفّر أدويتهم لمدّة أشهر، جاءت على ضوء الفواتير التي تسلمتها وزارة الصحة العامة من المصرف المركزي، والتي تُظهر الحوالات المالية التي تسلمتها الشركات. وقد كشفت التقارير عبر مقارنة الفواتير أن مستودع جدرا تسلّم ما يقارب المليوني دولار.

وفي التصريح نفسه، أضاف حمد: “إن هذا الوضع يدعو إلى التساؤل عن هذا الإجرام في الاتجار غير الشرعي بصحّة المواطن. إن الخلل واضح سواء من خلال المسؤولية المباشرة وغير المباشرة بالنسبة إلى التحويلات المالية، أم من خلال المسؤولية المباشرة لشركات الأدوية بالتردد في صرف الأدوية وسط الشح الحاصل”. وأكّد أن التحقيقات مستمرّة لتحديد المسؤوليات.

أدعية الناس كثيرة

في الشوارع، وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وفي المحادثات الهاتفية، أينما توجّهتم اليوم في لبنان، تسمعون الناس يشتمون المحتكرين ويطالبون بإعدامهم في الساحات. هؤلاء الذين حرموا المرضى من علاجهم، والذين بسببهم احترق أهالي عكّار دون أن تبرد حروقهم، والذين بطريقة مباشرة تسبّبوا بزهق الأرواح وإنشاء شبكات تواصل مع المغتربين للحصول على الأدوية وحليب الأطفال، يُجمع الشعب اللبناني على أنه  يجب أن تتم محاسبتهم بجميع الوسائل الممكنة لأنهم قتلة. والقتلة في لبنان يتم السكوت عن جرائمهم فترات طويلة لأنهم ينتمون إلى منظومة تحميهم وهي وحدها تقرّر متى تزيل الغطاء عنهم، ليس رحمة بالناس بل تلميعًا لصورتها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard