شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"سلّفي صاحبتك لزوجك"... الدعوات إلى زواج "البارت تايم" تتجدد في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 16 أغسطس 202105:08 م

مرة أخرى، عادت الدعوات إلى تعدد الزوجات إلى الواجهة في مصر، هذه المرة في ثوب مبادرة تحمل اسم "زوجتي مطلقة" أو "زواج البارت تايم"، وبنفس النبرة التي لا تخلو من تشييء المرأة وتسليعها، وتحت عباءة "ستر المطلقة وحمايتها من نظرة المجتمع" المكررة.

تصدى للمبادرة المحامي أحمد مهران، الذي يعرّف عن نفسه عبر موقعه بأنه مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية ومحامٍ متخصص في قضايا الأسرة.

"مبادرة ثلاثية"

وعبر حسابه في فيسبوك، أطلق مهران، في 14 آب/ أغسطس، "مبادرة ثلاثية" قال إنها تهدف إلى "القضاء على الطلاق" وتشمل: "زواج البارت تايم، زوج سلف، اتجوزها هي وصاحبتها المطلقة".

وأضاف في منشور آخر: "عندنا 2.5 مليون مطلقة محتاجين يكملوا حياتهم ويكوّنوا أسرة وبيت وحياة. لو ظروفك تسمح إتجوز من #مطلقة بنت ناس ومحترمة تحافظ عليك وتنجب لك ذرية طيبة وكمان تساعدها في تحمل أعباء الحياة وحمايتها من نظرة المجتمع وكلام الناس وتساهم معاها في تربية أولادها وتكون ليهم أب".

وأصر على أن "زوج شرك أو زوج لبعض الوقت أو زوج سلف ليوم واحد في الأسبوع أفضل من الانحراف الأخلاقي الذي وصل إليه المجتمع". 

وعن المقصود بـ"زواج البارت تايم"، أوضح مهران: "زواج ‘البارت تايم‘ زواج شرعي تتنازل فيه الزوجة عن الحق في المبيت. سلّفى (أعيري) صاحبتك زوجك يتجوزها بالحلال وتشاركك الحياة، ولو صاحبتك غالية عليكي ومن غير جواز اتجوزوا سوا راجل واحد، المهم الحياة تستقر بينكم".

عادت الدعوات إلى تعدد الزوجات إلى الواجهة في مصر، هذه المرة في ثوب مبادرة تحمل اسم "زوجتي مطلقة" أو "زواج البارت تايم"، وبنفس النبرة التي لا تخلو من تشييء المرأة وتسليعها، وتحت عباءة "ستر المطلقة وحمايتها من نظرة المجتمع" المكررة

تفاعلاً مع دعوات مهران، أعرب العديد من المعلقين عن غضبهم واستيائهم مما قال، مطالبين السلطات المصرية الأمنية والدينية بمنع مثل هذه الاستفزازات. وطالبه ساخرون بالبدء بنفسه لإثبات "الصدق في الدعوة".

ولأن هذه ليست السابقة الأولى لمهران في الدعوة إلى التعدد بذريعة "مكافحة ارتفاع معدلات الطلاق"، اتهمه معلقون بأنه "عاشق للترند" عبر إثارة الجدل بدعوات غير مقبولة ولا تناسب الثقافة المجتمعية.

وفي كانون الأول/ يناير الماضي، أطلق مهران مبادرة بعنوان "زواج التجربة". لكن لم تحظ برواج بسبب وصف التقارير الإعلامية لها بأنها "زواج متعة"، وتحريم الأزهر لها واعتبار أن شرط المدة الزمنية في هذا الارتباط "فاسد لا عبرة به".

ورداً على الهجوم عليه والدعوات إلى محاكمته، قال مهران عن حملته الأخيرة "بحثت بعناية وسألت الأزهر وأهل العلم وأفتوني بحلالها".

لكن أحد المحامين، يدعى وائل نجم، صرّح للصحافة المحلية بأنه بصدد التقدم ضد مهران ببلاغ للنائب العام لاعتبار أن مبادرته تسعى إلى نشر "أفكار فاسدة تهدف لهدم المجتمع وتحرض على الفسق والفجور".

واتهم نجم مهران بانتحال صفة محامٍ، قائلاً إنه "اعتاد أن يؤجج أفكاره الخبيثة في وجه المجتمع لنشر الرذيلة والترويج للفتنة والفساد في البلد دون رادع. لذلك تحركت بشكل عاجل بمجرد إعلانه لمبادرته الأخيرة رفقة عدد من الزملاء القانونيين لردعه وإيقافه عند حده".

صاحب دعوة "زواج البارت تايم": "زوج شرك (بالشراكة) أو زوج لبعض الوقت أو زوج سلف ليوم واحد في الأسبوع أفضل من الانحراف الأخلاقي الذي وصل إليه المجتمع"

في غضون ذلك، قال أحمد مدكور، الباحث بمشيخة الأزهر، لموقع "المصري اليوم لايت": "لما واحدة تقول لصحبتها سلفيني زوجك -كما يدعي صاحب المبادرة- فهذا زنا وليس زواجاً في الإسلام. ومن يفعل ذلك يأثم شرعاً ويعاقب قانوناً، وكل الأدلة من القرآن والسنة وما اجتمع عليه جمهور العلماء والفقهاء ومؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء تؤكد أن هذا الزواج حرام شرعاً".

ليست جديدة

ومبادرة "زواج البارت تايم" ليست جديدة على الإطلاق بل تم تدويرها عدة مرات في السنوات القليلة الماضية بما في ذلك على لسان مهران نفسه منذ عام 2017، ومجدداً عام 2018 في حوار مع صحيفة السياسة الكويتية.

وناقش بعض البرامج الاجتماعية والدينية هذا الزواج الذي وصفه رجال دين إسلامي بأنه "زواج مسيار" و"زواج متعة".
إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image