شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
صراعات التهريب والنهب تشعل قتالاً جديداً في عفرين

صراعات التهريب والنهب تشعل قتالاً جديداً في عفرين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 10 أغسطس 202102:37 م

اندلعت اشتباكات مسلحة جديدة بين فرقتين من الميليشيات السوريّة المدعومة من تركيا، في منطقة عفرين. بدأت مساء السابع من آب/ أغسطس، واستمرت حتى فجر اليوم التاسع منه بين فصيلي "تجمّع أحرار الشرقيّة" و"الفرقة التاسعة"، التابعَين لـ"الجيش الوطني السوري". وبقيت متواصلة حتى وصول "القوات الخاصة" التابعة لغرفة العمليات الموحّدة (عزم)، لتُنهي المواجهة وتسيطر على الموقف.

 

 فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّه رصد وقوع اشتباكات عنيفة بين أحرار الشرقيّة والفرقة التاسعة في شارع الفيلات في مدينة عفرين، إذ هاجمت مجموعات أحرار الشرقيّة منازل عناصر الفرقة التاسعة في شارع الفيلات وسط اشتباكات عنيفة في أنحاء متفرقة من المدينة.

إحدى المواجهات المسلحة اندلعت بسبب نزاع حول منزل يسكنه مهجّر من الغوطة الشرقيّة، تعود ملكيته للعائلات النازحة من عفرين نفسها. وأخرى بسبب خلاف على فتح طريق التهريب

 ليست المرة الأولى

تندلع المواجهات المُسلّحة بين فصائل "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا بين فينة وأخرى، وتغذي تلك المواجهات حالة العنف في مناطق سيطرة الجيش الوطني في الشمال السوري، من دون أن تُعرف الأسباب الحقيقيّة الكامنة وراء معظم هذه الاشتباكات.

 لكن هذه المواجهات كثيرًا ما تخلّف وراءها قتلى وجرحى، مثلما حدث في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2020، حين قُتل شخص على الأقل، وأُصيب آخرون جرّاء مواجهات ناريّة بين مسلحي "حركة نور الدين الزنكي"، ومسلحين مُهجّرين من الغوطة الشرقيّة في بلدة جنديرس في ريف عفرين. وبحسب المركز السوري لحقوق الإنسان، فإنّ سبب هذه المواجهات هو نزاع حول منزل يسكنه مهجّر من الغوطة الشرقيّة، تعود ملكيته للعائلات النازحة من عفرين نفسها.

 وفي شباط/ فبراير الفائت، اندلعت اشتباكات بين "جيش الإسلام" و"الجبهة الشاميّة" في عفرين، بسبب "اختلاف على اقتسام أملاك سكّان المدينة الأصليين"، حسب تقرير صحافي نقل الخبر.

 كذلك اندلعت اشتباكات عنيفة بين "لواء شمّر" التابع لـ"فرقة الحمزة" من جهة و"الجبهة الشاميّة" و"حركة أحرار الشام" من جهة أخرى في منطقة السكريّة قرب مدينة الباب، في ريف حلب، في تموز/ يوليو الفائت، بسبب خلاف على فتح طريق التهريب، حسبما نقلت تقارير صحافيّة. جاء ذلك بعد أيام من مواجهات عنيفة بين "جيش النخبة" و"صقور الشمال"، في قرية درويش ميدانكي في ريف عفرين، ما أدى لوقوع إصابات بين الطرفين.

 كما تحدث الناطق باسم "منظمة حقوق الإنسان في عفرين"، إبراهيم شيخو، عن أسباب بعض هذه المواجهات، مرجعًا إياها إلى "رغبة في السيطرة على بعض المواقع الأثريّة في المدينة ونهب ما فيها".

يُطلق مراقبون وصف السكّان الأصليين على الأكراد المُهجّرين من مناطقهم التاريخيّة في الشمال السوري، ولا سيما في منطقة عفرين وريفها، وتُوصف الميليشيات المدعومة تركيًا والجيش التركي بالمُحتلين

جيش وطني؟

تنضوي كلّ هذه الفصائل الكثيرة، بشكل رئيسي، تحت راية "الجيش الوطني السوري"، أحد فصائل "الجيش السوري الحرّ"، المعارض للأسد، رغم قلّة الاشتباكات التي جرت بين معظم فصائله وقوات الأسد، وهي تتخذ "قوات سوريا الديمقراطيّة" (قسد) التي يشكّل الأكراد قوامها الأساسي، عدوًا لها.

 أعادت تركيا تشكيل فصائل "الجيش الحر" باعتبارها "الجيش الوطني السوري" ودعمته بالسلاح والمال في العام 2017 مقابل الولاء المباشر لها. كما أرسلت بعض هذه الفصائل "السوريّة" إلى خدمة مصالح تركيا في ليبيا وناغونو كاراباخ على الحدود الأذربيجانيّة الأرمينيّة.

 خلال عملية درع الفرات في العام 2016 وبدء العام 2017 في مناطق شرق الفرات، ولاحقًا في عملية غصن الزيتون في العام 2018 في منطقة عفرين وريفها، استخدم الجيش التركي هذه الفصائل في السيطرة عسكرياً وأمنياً على مناطق الشمال السوري، ولاحقًا استخدمتها تركيا بهدف إحكام سيطرتها على الشريط الحدودي الذي بات محتلاً، وإبعاد السكّان الأكراد، والبدء بعمليّة التتريك.

 السكّان الأصليون والمُحتلون

يُطلق مراقبون وصف السكّان الأصليين على الأكراد المُهجّرين من مناطقهم التاريخيّة في الشمال السوري، ولا سيما في منطقة عفرين وريفها، وتُوصف الميليشيات المدعومة تركيًا والجيش التركي بالمُحتلين، وخاصة عقب إحلال عشرات الآلاف من العرب في بيوت الأكراد بعد مصادرتها وطرد سكّانها، في إطار حملة تغيير ديمغرافي ممنهجة وواسعة.

 معظم العرب القادمين حديثًا إلى عفرين، هم أصلًا من أهل الغوطة الشرقيّة في ريف العاصمة دمشق، والتي قام نظام الأسد بتهجير أهلها، قبل إعادة إحكام سيطرته عليها. وقد قامت الميليشيات والجيش التركي بطرد الأكراد وفرض أتاوات عليهم، وتضييق الخناق على من بقوا، حسب تقارير صحافية وحقوقيّة وشهادات السكّان، وإعطاء البيوت للمُهجّرين من ريف العاصمة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard