شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مستقبل حار جداً... تقرير أممي يحذر من تدهور الأوضاع المناخية في دول المتوسط

مستقبل حار جداً... تقرير أممي يحذر من تدهور الأوضاع المناخية في دول المتوسط

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

بيئة ومناخ

الأحد 8 أغسطس 202112:20 م

حذرت دراسة أممية غير منشورة من أن مستقبلاً أسوأ ينتظر دول حوض المتوسط، ومنها دول عربية، إن لم تتخذ خطوات عاجلة لخفض الانبعاثات الضارة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

الدراسة التي انفردت وكالة الأنباء الفرنسية بنشرها ونقلتها وكالات وصحف أخرى، أعدت قبل انتشار أخبار موجات الحرائق التي تجتاح دول حوض المتوسط منذ أسابيع، وكان مقرراً أن تنشر العام المقبل 2022، بمناسبة المؤتمر المناخي لدول حوض المتوسط الذي ستستضيفه الأمم المتحدة، إلا أن مراسل لدى وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية تمكن من الاطلاع على نسخة من التقرير.

وتتوقع الدراسة أن ترتفع درجات الحرارة في حوض المتوسط بمقدار 20% فوق معدلاتها الحالية، ما يعرض دول المنطقة لضغوط اقتصادية وبيئية هائلة أخطرها نقص المياه وحرائق الغابات. وقد بدأت كثير من دول المتوسط في المعاناة فعلا من حرائق غاباتها، كما في حالات تركيا واليونان والجزائر، والشح الكبير في المياه كما في حالة سوريا ودول اخرى غير مطيرة منها مصر.


واقع دول ساحل المتوسّط العربيّة

العديد من الدّول العربيّة على ساحل المتوسط تعرّضت لحرائق غابات خلال الفترة الأخيرة، منها الحرائق المتعدّدة في لبنان كحريق شمال لبنان الذي امتدّ إلى الحدود السّوريّة في 29 يوليو/ تموز المنقضي،.  بالإضافة إلى الحرائق التي تلتهم مناطق من سوريا منها  محافظة اللاذقيّة الذي أحرق معه ما يفوق الـ20 دونماً بحلول 18 من تموز الماضي، حتّى تم توقيفه قبل وصوله إلى المناطق المحيطة. وحرائق غابات تونس في نهاية تموز/ يوليو الماضي، التي أتت في ظلّ ارتفاع غير مسبوق لحرارة حيث تخطّت الـ50 درجة مئويّة. أو حرائق الجزائر التي اشتعلت لمدّة 8 أيّام، وقضت على 7 آلاف هكتار من الغابات الجزائريّة، بالإضافة إلى آلاف الهكتارات من الأشجار والمحاصيل. وصولاً إلى حرائق المغرب التي انتشرت على مدى حقول كثيرة بفعل الرّياح القويّة التي صحبتها.

الوضع الحالي

بحسب منظمة المناخ الدولية، ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض 1.1 درجة مئويّة عما كان عليه في مطلع القرن العشرين.

يبدو الرقم بسيطاً ولكن دراسات علمية موثوقة، تقطع بأن كل ارتفاع في درجة حرارة الأرض بمقدار درجة واحدة مئوية؛ يجبر مليار شخص على النزوح أو الاضطرار إلى الحياة في ظروف قاتلة، كما أنها تنذر بالجفاف وفساد المحاصيل الزراعية، وهو ما بدأ في الظهور بقوة في دول عربية عدة من بينها مصر التي باتت تشهد تلفاً واسعاً لمحاصيلها الزراعية، سيما الصيفية منها.

  وبحسب الدراسة، فإنه من المتوقّع أن ترتفع نسبة مساحات الغابات المحترقة إلى 87% من مجموع مساحات الغابات على كوكب الأرض، في حال ارتفعت حرارة سطح الأرض بدرجتين مئويّتين عن مستويات ما قبل الثّورة الصّناعيّة. وفي حال ارتفعت بـ3 درجات، تصبح النّسبة 187%.

كما ترجح مسودّة الدراسة التي أعدتها اللجنة الأممية المعنية بمراقبة تطور وضع التغير المناخي IPPC،  أن خطر وفاة المسنين بسبب الحرّ في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا سيزداد بين 3 إلى 30 ضعفاً بحلول نهاية القرن. ويمكن أن تختلف هذه الأرقام إذا ما تمكّنت البشريّة من خفض انبعاث الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري.

هل هناك أمل؟

وقعت دول صناعية كبرى اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015، إلا أن الالتزام بهذه التفاقية لا يزال محدوداً. كما تهدد الاتفاقية انسحاب الولايات المتحدة منها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي كان يشكك وعنصار إدارته في حقيقة التير المناخي وتأثيره.

ويشمل القلق من التّغيّر المناخي، توقعات بشأن تعرض مدن مطلة على المتوسط لخطر الغرق بسبب ارتفاع مستوى مياه البحر ومنها مدن عربية متخمة بالسكان كالأسكندرية ورشيد، إلى جانب خسائر في الحياة البرية والبحرية بتعرض بعض الكائنات والسلالات لخطر الانقراض. بالإضافة إلى كون كثير من دول المتوسط ومنها دول عربية كلبنان ومصر، يعتمد دخلها القومي في جانب كبير منه على السياحة، وهو ما تهدده درجات الحرارة العالية والجفاف المتوقع.

لذا، فإن الهدف الأساسي من اتّفاقيّة باريس الموقّعة عام 2015، كان الحد من الاحترار العالمي حتّى يبقى ما دون دّرجتين مئويّتين، بغرض المحافظة على المناطق السّاحليّة المأهولة، ومواقع التّراث الثّقافي، والأنظمة البيئيّة والبرّية في المحيطات.


أنجز هذا التقرير ضمن مشروع "شباب22"، برنامج تدريبي لموقع رصيف22 يرعاه مشروع دي- جيل D-Jil، بالاعتماد على منحة من الاتحاد الأوروبي تشرف عليها CFI.


إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image