مجاز الأبدية، طريق طويل إلى إيثاكا
-1-
قليلٌ من الحب
لأشدّ قوس الجسد،
لأرث الله
أنا ابنته الوحيدة
وأنتم أبناء فكرتي عنكم.
وحدي على هذا الكوكب
أكتب المزامير لأجيال تتوالى في رأسي،
أؤلّف القواميس
للباحثين في اللغة النار،
في مجاز الجمر وتأويلات الحطب.
سأرث الله
أنا المرأة الأخيرة،
ودّعت أسلافي بنظرة متعالية،
بابتسامة شاحبة
غادرت صديقاتٍ يمرضن كل يوم
ويمتن كلّ فجأة.
أنا المرأة الأخيرة
سرقني قرصان سقط سهواً من نصّ سابق،
راح يشدّ شراع القلب
بكثيرٍ من الحبّ،
وراح يشدّ قوسَ الجسد طمعاً بسماء سابعة،
أنا وريثة الله وابنته الوحيدة.
-2-
لم أرتدِ ثوب زفاف،
لم أخبز يديّ لأطفال،
ولا مشيت في جنازة،
مع أني ارتديت السوادَ طويلاً
لأخفي امتلائي بالكلام،
لأوهم المرآةَ بأني رشيقةٌ كبيت شِعر،
طويلة كسِرب حمام.
أريد حديقة صغيرة، بيتاً يطلّ على الضحك من شرفته الشرقية، من بوابته الخلفية، على الطيش... مجاز الأبدية في رصيف22
جسدي معافى من الزمن،
معفيّ من الأمومة،
من التدخين،
من المُسكرات والمنبهات،
مسكون بالأشباح،
بقصص الجانّ،
بالوحوش اللطيفة والذئاب الهاربة.
رأسي الجميل يحلم بموتٍ مبكر،
بانطفاء سريع،
أن أكون وليمة للغياب،
عروساً لدمع من أحببتهم،
قرباناً على مذبح حزنهم عليّ،
قداساً لتنهي الملائكة جدالها العقيم
مع شياطينِ الكتابة،
وليرتل الحاضرون بكاءَهم الطويل
على حياتي القصيرة
بـ"ليه يا بنفسج بتبهج وانت زهر حزين!".
-3-
أريد حديقة صغيرة،
بيتاً يطلّ على الضحك من شرفته الشرقية،
من بوابته الخلفية،
على الطيش.
أريد عناقاً طويلاً طويلاً،
عناقاً يطلّ على الموت.
وأريد هذه الموسيقى الآن،
صوت الكمان الذي خرج من العناق
وأنا أكتب
كلّ النايات التي فرّت من الموت
وأنا أبكي.
أريد عمراً قصيراً
يطلّ على الحب
ويمضي.
لم أرتدِ ثوب زفاف،
لم أخبز يديّ لأطفال،
ولا مشيت في جنازة،
مع أني ارتديت السوادَ طويلاً
لأخفي امتلائي بالكلام،
لأوهم المرآةَ بأني رشيقةٌ كبيت شِعر
-4-
أريد أن أنفصل
عن المجانين في الشارع
في البيت
في رأسي.
أريد غرفةً باردةً في ديرٍ مهجور
شمعتين، سريراً، ونافذة
لحناً يقترب ثم يبتعد ثم يقترب
قليلاً من القهوة على رفّ خجول
معطفاً معلقاً
وحذاءً وحيداً لا يصلح للطريق
ولا للاعتذار
حذاءً بيتياً لوحشة بريّة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ 4 ساعاتكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...