شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"لا شياطين في أبو ظبي" و"بيغاسوس الذي يمتطي هواتفنا"... جرعة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 25 يوليو 202110:06 ص

بيغاسوس الذي يمتطي هواتف "الجميع"

لم تتوافر إلى الآن القائمة الكاملة بأسماء من تمّ التنصّت على هواتفهم باستخدام تطبيق بيغاسوس، خصوصاً أن الإمارات أكثر من استخدم البرنامج، سواء للتجسّس على الأميرات والناشطين والصحفيين أو على شاعرٍ، مثلاً كـحالة الراحل أمجد ناصر.

الفضيحة التي هزّت العالم كشفت ما كنا نظن أنه مجرد وهم لا يطال الجميع، فالـ"كل" يتجسس على "الكلّ"، مهما كان الهاتف الذي يستخدمه الشخص، حتى عجرفة آبل التي تدعي أن هواتفها منيعة ضد برامج التجسّس والاختراق، لم تسلم من بيغاسوس.

هذا شأن الجميع، خصوصاً أن "السياسة" في سياق المراقبة والتجسّس هذا تصبح بلا معنى، إن كان الكل مراقب و"ينافق"، فلا حقيقة في هذا العالم الذي يتجسّس فيه ملوك على رؤساء، وأمراء على صحفيين، وكأننا جميعاً أسرى "الشبكة"، أو "ماتريكس" من نوع ما، لكن الاختلاف أننا لا نستفيد شيء من هذه المراقبة، حتى الوهم بالحياة المثاليّة غير متوافر، ذات الخراء نأكله، سواء كنا عراة أمام من يتجسّس أو بكامل انضباطنا ووعينا.

الـ"كل" يتجسس على "الكلّ"، مهما كان الهاتف الذي يستخدمه الشخص. حتى عجرفة آبل التي تدعي أن هواتفها منيعة ضد برامج التجسّس والاختراق، لم تسلم من بيغاسوس

لكن، ما الذي يمكننا القيام به، إن كانت كل خطوة نقوم بها وكل مكالمة وكل كلمة نكتبها خاضعة لمستويات من التجسّس والمراقبة، لا نعلم بعد كيف يمكن أن تستخدم. الواضح أن العالم يتجه نحو ديستوبيا سينيكيّة، أي لا يمكن تصديق شيء فيها، إذ من الممكن أن يكون كل ما يقوله أحدهم، مهما كان منصبه، مجرد محاولات لتفادي المراقبة وتزويد من "يستمع" بمعلومات خاطئة.

هنا لدينا طلب وحيد إلى أي شخص يتجسّس على المقتطف أو محرريه، نرجوك، لا تفضح المحرّر المدمن على فيديوهات "قطة تعزف الموسيقا"، الأمر بالنسبة له شديد الإحراج، ويهدّد سلامته العقلية، الباقي أنت حر بالتصرف به.

مات كورت ويسترغارد "صاحب الرسوم الكارتونيّة للنبي محمد"

نتلمس نبرة واضحة من التشفي حين نقرأ بعض المنشورات التي تحكي عن "كورت ويسترغارد"، أو كما يتمّ التعريف عنه، بـ"صاحب الرسوم الكارتونيّة للنبي محمد"، فعدو الإسلام قد رحل، والأمة بخير بانتظار يوم الحساب.

مات ويسترغارد نتيجة صراع مع المرض، ونجا من عدة محاولات لاغتياله، كونه مسّ مشاعر الأمة الإسلامية، وخصوصاً المتحمسين للدفاع عن نبيها، لكن، هل يستحق الأمر كل هذا الغضب؟

لن نخوض في شأن الدفاع عن الكاريكاتور أو المخيلة الفنيّة أو حرية الرأي لأنها أمور مفروغ منها، لكن نحاول أن نفهم عقليّة البعض، المتحمّسين بشكل شخصي للدفاع عن "نبي الإسلام"، متجاهلين كل الصور التي تمثله و تجسده على مدى التاريخ، ناهيك عن الإهانات اليوميّة التي يتلقاها، سواء على المستوى الشعبي أو المؤسساتي، لأولئك نقول: تخففوا من أعبائكم النضاليّة، أو وجهوها نحو من يستحق، لا يوجد أي دين يمثل "الحلّ"، فاتركوا للساخرين سخريتهم، وللمتعبدين عبادتهم، وللمتحذلقين حذلقتهم.

أما أنتم، فصلّوا على النبي، فحرفياً لا أحد يعلم مصير ويسترغادر بعد الموت، ربما هو في فالهالا يشرب البيرة ويتمتع بالمناظر الطبيعيّة، أو ربما، لا شيء، هو فقط مات ولا ينتظره شيء لاحقاً.

"صاحب الرسوم الكارتونيّة للنبي محمد"، رحل. والأمة بخير بانتظار يوم الحساب

أولمبيات طوكيو وفريق اللاجئين

افتتحت دورة الألعاب الأولمبية التي تقام في طوكيو في ظل الكثير من التخوّف من جائحة كورونا، خصوصاً في ظل تسجيل بعض الإصابات بالرغم من إجراءات الوقاية المتبعة، لكن ما يثير اهتمامنا هو فريق اللاجئين الذي يشارك للمرة الثانيّة في دورة أولمبية، يتكون الفريق هذا من 29 لاعباً سينافسون في مختلف الألعاب، كالسباحة والجودو.

لكن، وككل الألعاب الرياضيّة، يستعرض المشاركون قدراتهم الجسديّة وإتقانهم للمهارات المختلفة، ضمن القوانين الخاصة بكل رياضة. لكن، ودون أي مرجع أو دراسة أو إحصاء، يواجه "اللاجئون" في أنحاء العالم تحديات قد تفوق أحياناً كل الألعاب الأولمبيّة، نقترح هنا قائمة ببعض "الرياضات" التي يواجهها اللاجئون في حياتهم اليومية، والتي لابد أن تصبح رياضة رسمية يمكن أن تشارك بها الفرق الأخرى، مثل:

1- سباق ضد العنصرية 2 كم: يجبر المشاركون هنا على المشي ببطء ضمن عوائق تمثل موظفي الدول المضيفة العنصريين، والرابح من يتمكن من إنجاز كل أوراقه متجاوزاً المعاملات البيروقراطيّة وعوائق اللغة.

2- تحدي حواجز شائكة: هذه الرياضة أشبه بالماراثون، على المتسابقين مواجهة أسلاك شائكة كتلك التي يواجهها اللاجئون أثناء عبور الحدود، إلى جانب محاولة تفادي بنادق العنصريين البيض، ثم الركوب في باصات التهريب، أما الاستراحات فهي في خيم لا تردّ البرد ولا الحرّ، والرابح من يصل حيّاً.

3- سباحة مع أطفال 5 كم: هذه المسابقة خطرة وتحتاج للتركيز، على المشاركين قطع حوض السباحة جيئة وذهاباً، وكل واحد منهم يحمل طفلين رضيعين، ومن يتمكن من قطع الكيلومترات الخمسة دون أن يغرق أحد الطفلين يتوّج فائزاً.

4- الأداء الأكروباتي للمندمج الجيّد: هذه المسابقة تشابه الجمباز، وعلى المشارك أن يخضع لسلسلة من الفحوصات، التي ترتبط باللهجة وأسلوب الأكل، إلى جانب مجموعة من الأسئلة التي يختبر ضمنها المحكمون مدى اندماجه في المجتمع المضيف، والفائز من يتمكن من إثبات أنه ليس إرهابي ويقنع لجنة التحكيم باحترامه لقيم البلد المضيف.

جميعة رفق بالحيوان تمكنت من نقل دبّين سوريين من قفصين اسمنتيين صغيرين في لبنان إلى الولايات المتحدة. الشروط السيئة التي يعيش ضمنها الدبان لا تُحتمل حسب بيان الجمعية، طبعاً هذه مبالغة، ففي لبنان وسوريا الكثير من البشر يعيشون بوضع أسوأ

متى يتفعّل الحج السايبري

أثيرت العديد من النقاشات حين قام بعض المشاركين في لعبة "second life" ببناء مجسم للكعبة والمسجد النبوي، ثم دعوة الناس لقضاء فريضة الحج عبر أفاتاراتهم الخاصة.

هذه التقنية لم تنل الترحيب حينها، لكن هذا العام ومع إجراءات الحج التي أصدرتها المملكة العربية السعودية، حرم الكثيرون من زيارة "بيت الله الحرام"، إذ اقتصر الأمر على المواطنين الملقحين، ترافق ذلك مع خسارات مالية كبيرة واجهتها شركات الحج في مختلف أنحاء العالم.

صحيح أن السعودية أعلنت أن الحجّ مرّ بسلام ولم تسجل إي إصابة بكورونا، لكن التقنيات المستخدمة تتركنا مستغربين، لم لم يفعل الحج السايبري، في حين أن السوار الذكي وبرنامج "بنان" للتعرف على الأوجه ومنصة "إحسان" وغيرها، كانت فعّالة، خصوصاً أن هذه الأدوات والتطبيقات تجعل الخوارزميات شريكة مع الله في مراقبة حركة الحجاج ومدى انضباطهم وحقيقة أدائهم للمناسك دون أي سينيكية.

نأمل في المستقبل أن نتمكن من زيارة الحرم المكي بتقنية الـVR، وإن لم يمانع الفقهاء، ربما نتمكن من أداء العمرة ورجم الشيطان، دون الحاجة للسفر، فكل العبادات أساسها النية، فإن كانت الروبوتات تصدر الآن فتاوى، لم لا نزور الكعبة رقمياً؟

ملاحظة: اكتشف سابقاً أن أحد التطبيقات الخاصة بمواعيد الصلاة يسرب بيانات المستخدمين لصالح الجيش الأمريكي.

وداعاً هومير وأوليسيس

نقرأ في خبر عابر أن جميعة رفق بالحيوان تمكنت من نقل دبّين سوريين، يبلغ عمرهما 18، من قفصين اسمنتيين صغيرين في لبنان إلى الولايات المتحدة.

الشروط السيئة التي يعيش ضمنها الدبان لا تحتمل حسب بيان الجمعية، طبعاً هذه مبالغة، ففي لبنان وسوريا الكثير من البشر يعيشون بوضع أسوأ، لكن نجاة الدبين المصابين باضطرابات سلوكية حادة، يمنحنا بعض الأمل، الحيوانات نفسها لم تعد تطيق المعيشة في لبنان أو سوريا، لذا نجاة البشر أقرب للمعجزة، أي ببساطة، البشر قادرون على النجاة في لبنان وسوريا بعكس الحيوانات، ما يحرّك نوع من الغرور التطوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه حالياً، فيقيننا أننا أقدر وأشد من الحيوانات أمر لا يمكن إلا أن نفخر به.

نتمنى حياة سعيدة ومليئة بالأفراح لكل من الدبّين في بلاد العام سام، ونطلب منهم السعي والعمل من أجل دفع مؤسسات الرفق بالحيوان والإنسان من أجل إنقاذ من تبقى في المنطقة، ولو كان ذلك على حساب استعراضهم في أقفاص عالية الجودة، حينها على الأقل، لن يموت الناس من نقص الدواء والماء والطعام.

لا شياطين في أبو ظبي

موجة من الانتقادات والضحك والسخرية رافقت التغريدات والأخبار التي تقول أن الرسام الإيطالي برونو أماديو، والمشهور باسم جيوفاني براغولين، اعتمد على وجه ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، لإنجاز لوحته "ميخائيل يهزم الشيطان" عام 1981.

لا شياطين في أبو ظبي... عن موجة الانتقادات والضحك والسخرية التي رافقت التغريدات والأخبار التي تقول أن الرسام الإيطالي برونو أماديو، اعتمد على وجه ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، لإنجاز لوحته "ميخائيل يهزم الشيطان" عام 1981

لا نعلم مدى صحة الخبر لكن التشابه لا يمكن إنكاره، ولا نحاول هنا أن نقارن أحد بأحد، لكن ربما هي نبوءة فنيّة أنتجتها مخيلة فنان، في محاولة لتوصيف سوق الفن في الأمارات ولوفر أبوظبي، و كل هذه الفقاعة.

المصادفة البحتة هنا تثير الغيظ، لكن ما يمكن التخوّف منه هو شراء أبو ظبي لكافة لوحات جيوفاني وإخفاؤها، أو التجسّس على الأخير باستخدام بيغاسوس وإلصاق فضيحة ما به. القائمة تطول هنا، لكن حقيقة لا نعلم ما الذي يمكن أن يثير غضب السلطة في الإمارات، ولا نعلم ما هو رد الفعل الذي يمكن أن تقوم به، فمن يخطف الأميرات ويتجسّس على الشعراء لا يستبعد عنه شيء.

اقتصاد التوبة الفنيّة

تتكرر مرارا الأخبار عن "توبة" بعض الفنانين والممثلين، وتركهم عالم "الفن" والتوجه نحو "الله"، يترافق ذلك مع تغيير بالزي والشكل الخارجي، والتحوّل إلى نوع من أنواع الدعاة، إذ يصبحون أصحاب قضية ومفكرين كونهم "اختبروا" هذا الدنس الذي اسمه "الفن"، وعليهم الآن توعية الأجيال بخصوصه، يترافق ذلك مع الندم، وعدم التخلي عن أي شيء من الأموال التي اكتسبوها.

هذه "الموضة" المبتذلة أشبه بمحاولة إنقاذ ما تبقى من نجومية البعض، أو محاولة لإطلاقها من جديد، الأمر أشبه بـMake over، حلة جديدة وخطاب جديد وشخصية جديدة، والأهم هو الإيمان العميق برحمة الله الواسعة التي تسامح على كل شيء، طبعاً هذا الكلام غير دقيق، بعض "الكبائر" لا يسامح عليها الله المحمدي الإبراهيمي.

الأهم، المموّل الأكبر للفن الملتزم، ذو الصبغة الدينيّة، تنازل عن الكثير من مبادئه الصارمة، و نتحدّث هنا عن دول الخليج والسعودية، بالتالي يجب دراسة خطوة الانتقال إلى الله بصورة دقيقة، لأنها قد لا تكون مربحة، فـ"ميزان الحسنات" قد يطفح، لكن الحساب البنكي قد لا يشهد ازدهاراً مشابهاً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image