عقد صباح اليوم، السبت 17 يوليو/ تموز، حفل تنصيب الرئيس السوري بشار الأسد، وسط تدابير أمنية مشددة وتحذيرات أطلقتها القوات الروسية، التي باتت شريكة في الحكم وتمارس على الأراضي السورية أعمال سيادة، ربما لا تمارسها على الأراضي الروسية نفسها، وأبرزها تجربة الأسلحة في مواجهات مباشرة مع الفصائل المسلحة والمدنيين السوريين.
خلال اجتماعه مع موظفي شركة روستفيرتول الروسيّة لصناعة المروحيّات في يوم الأربعاء، 14 تموز/ يوليو الجاري، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الذي يشغل منصبه منذ العام 2012، إنّ روسيا جرّبت أكثر من 320 نوعًا مختلفًا من الأسلحة في سوريا، بما فيها طائرات الهيلكوبتر التي صنعتها شركة روستفيرتول، ممّا ساعدهم في تطوير هذه المروحيّات العسكريّة، حسبما نقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء.
في لقاء مع مسؤولي تطوير الصناعات العكسرية قال بوتين إنّ جيش بلاده جرّب أحدث أسلحته، وأثبت مواصفاتها الفريدة خلال عمليات نفذها ضدّ "الإرهابيين" في سوريا.
حقل تجارب روسي
في نهاية أيار/ مايو الفائت، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اجتماع عقده في مدينة سوتشي مع المسؤولين عن تطوير الصناعات الدفاعيّة ومع قادة في الجيش الروسي، إنّ جيش بلاده قد جرّب أحدث الأسلحة التي يمتلكها وأثبت مواصفاتها الفريدة، خلال عمليات نفذها ضدّ "الإرهابيين" في سوريا.
وأضاف بوتين آنذاك أنّ الجيش الروسي "يمتلك أحدث الصواريخ الجوّالة البعيدة المدى وراجمات الصواريخ والقنابل الموجّهة التي تمتلك مواصفات فريدة، تجعلها أفضل من نظيراتها الأجنبيّة"، مشيرًا إلى أنّه "تمّ تأكيد هذه المواصفات في أعمال عسكريّة حقيقيّة أثناء العمليات التي جرى تنفيذها ضد الإرهابيين في سوريا"، وأنّ "أكثر من 85% من قادة تشكيلات وأفواج القوات المُسلّحة الروسيّة قد تلقوا تجارب قتاليّة في سوريا".
سبق ذلك تصرّيح آخر لبوتين خلال اجتماع لجنة التعاون العسكري التقني مع الدول الأجنبيّة، عقد في نيسان/ أبريل الماضي، قال فيه إنّ "الزيادة الحاصلة في تصدير الأسلحة الروسيّة إلى دول العالم، رغم المنافسة الشديدة في هذا المجال، يقف وراءها الاختبار العملي لهذه الأسلحة في سوريا". مضيفًا أنّ بلاده قد نفذت خططها لتصدير السلاح لعام 2019 بنسبة بلغت 102%، وهو ما يشكّل زيادة فاقت التوقعات.
الجراحون العسكريون الروس اختبروا بنجاح أجهزة طبيّة جديدة في سوريا، في "تجارب سريريّة حقيقيّة".
تجارب طبية
لم تكتف روسيا بتجربة أسلحتها الفتاكة في حربها السوريّة، بل امتدت تجاربها لتصل إلى اختبار أجهزتها الطبيّة في سوريا، فنقلت وكالة "تاس" الروسيّة للأنباء، عن جرّاح روسي، مدرّس في قسم الجراحة الميدانيّة العسكريّة في الأكاديميّة الطبيّة العسكريّة؛ أنّ الجراحين العسكريين الروس قد اختبروا بنجاح أجهزة طبيّة جديدة في سوريا، في "تجارب سريريّة حقيقيّة"، مضيفًا أنّه قد تمّ اختبار العديد من المنتجات الطبيّة في سوريا تحت رعاية المديريّة الطبيّة العسكريّة الرئيسيّة التابعة لوزارة الدفاع الروسيّة.
في سياق متصل، نقلت شبكة قنوات زفيسدا الحكوميّة تقريرًا لعمل وحدة طبيّة عسكريّة روسيّة انطلاقًا من قاعدة حميميم العسكريّة، القاعدة الرئيسيّة للقوات الروسيّة في سوريا، مشيرةً إلى قول أحد العاملين في هذه الوحدة: "نحن في المقام الأول ضباط وعسكريون، وفي المرتبة الثانية أطباء يجب أن يقدموا المساعدة. نحن مستعدون دائمًا لحمل السلاح، إذا لزم الأمر".
الوجود الروسي في سوريا
في أيلول/ سبتمبر 2015 نفذت القوات الروسيّة أول غارة جويّة في سوريا، معلنة بذلك تاريخ بدء تدخلها العسكري المباشر، ومنذ ذلك الوقت استطاعت الدولة الروسيّة بسط سيطرتها على الكثير من الأراضي السوريّة وعلى معظم المفاصل الحيويّة في مناطق سيطرة النظام، متخذة من قاعدة حميميم العسكريّة مقرًا رئيسيًا لعملياتها العسكريّة ومسيطرة على ميناء طرطوس البحري وعلى حقول النفط والغاز ومتحكمة بمفاصل اقتصاديّة، صناعيّة وتجاريّة، وناشرة اللغة الروسيّة في البلاد، إضافة إلى نشرها قوات حفظ النظام والأمن الداخلي في بعض المناطق.
نتيجة لهذا التدخل، ونتيجة لاستخدام الأسلحة الروسيّة، فقد 2068 مدنيًا أرواحهم فقط خلال الشهور الستة الأولى من بدء التدخل الروسي، أي بين أيلول/ سبتمبر من العام 2015 ونهاية آذار/مارس من العام 2016، وذلك حسب قاعدة بيانات الهجمات الروسيّة الموثّقة من قبل منظمة الأرشيف السوري.
كذلك وثّقت المنظمة "1418 حادثة استهدفت فيها قوات روسيّة مدنيين أو بُنى تحتيّة مدنيّة ذات قيمة عسكريّة ضئيلة أو معدومة" بين نهاية أيلول/ سبتمبر من العام 2015 وبداية أيلول/سبتمبر من العام 2018، ومنها استهداف منشآت طبيّة ومرافق صحيّة.
في هذا السياق، قال رئيس لجنة الدفاع والزمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور بونداريف، في نهاية أيلول/ سبتمبر من العام 2018، في الذكرى الثالثة لانطلاق العمليات العسكريّة الروسيّة في سوريا، إنّ روسيا قد قتلت حوالى مئة ألف "إرهابي" منذ بدء تدخلها في سوريا، في إشارة إلى ضحايا العمليات العسكريّة التي تشير التقارير إلى أنّ معظمم أولئك الضحايا هم من المدنيين السوريين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...