شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"الوضع ما بطمن بنوب"... ما الذي يحدث في درعا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 29 يونيو 202101:59 م

دشن ناشطون سوريون وعرب حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتحذير من "كارثة إنسانية" أخرى على وشك الحدوث في مدينة درعا، جنوب سوريا، ما لم يتم التحرك العاجل لإنقاذها من الحصار الشديد الذي يفرضه النظام والقوات الروسية الداعمة له.

تحدث المغردون عبر وسم: #فكوا_الحصار_عن_درعا، عن إغلاق جميع منافذ المدينة، تحديداً بلدة درعا البلد، ومنع دخول الأهالي وخروجهم منها عبر التدقيق المشدد على الهويات الشخصية ووضع السواتر الترابية، على خلفية اتخاذ البلدة موقفاً مغايراً عن المناطق السورية الخاضعة لنفوذ النظام، من الانتخابات الرئاسية التي وصفت بـ"المسرحية الهزلية" في أيار/ مايو الماضي.

وحث الناشطون المجتمع الدولي على الضغط على النظام السوري وحليفته روسيا لإنقاذ "مهد الثورة" حيث أن "الوضع ما بطمن بنوب". في حين رد ناشطون من درعا البلد بعبارات تعكس الثبات والعزيمة مثل: "وإن عدتم عدنا" و"تراث الأجداد لن يفرط فيه الأحفاد".

لماذا الحصار؟

وفق حساب "تجمع أحرار حوران" على فيسبوك: "قام عناصر تابعون للمخابرات الجوية، الاثنين، بتدقيق أمني للهويات الشخصية على حاجز ‘العمران‘ في مدخل مدينة درعا الشرقي، ومنع أهالي درعا البلد من الدخول إلى المدينة وإرغامهم على العودة".

ونقل الحساب عن "مصدر خاص" لم يسمه أن غرض النظام من هذه الخطوة هو "تضييق الخناق على أهالي درعا البلد، التي فرض عليها حصاراً تاماً منذ 24 حزيران الجاري، عقب رفض الأهالي تسليم السلاح الشعبي الخفيف، وتفتيش منازلهم من قبل الأجهزة الأمنية دون سبب"، علاوة على رغبة النظام في "الانتقام من المنطقة على خلفية رفضها المشاركة في مسرحية الانتخابات الرئاسية".

مهد الثورة السورية… دعوات إلى فك الحصار الذي يفرضه النظام السوري وحلفاؤه الروس على #درعا_البلد وسط تحذيرات من "كارثة إنسانية" وشيكة. ما الذي يحدث في #درعا؟

وبيّن "تجمع أحرار حوران" أن "الجنرال الروسي الملقب بـ‘أسد الله‘ (مسؤول الشرطة العسكرية الروسية بالمدينة) هدد أهالي درعا البلد بجلب تعزيزات من المليشيات الإيرانية إذا لم ترضخ المنطقة لمطالبه". مع إشارة إلى تحديد نصيب الفرد من الخبز في بعض المناطق المحاصرة برغيفين فقط يومياً، وهو ما يؤشر إلى النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية.

وترجع الأزمة إلى مطلع الشهر الجاري حين شرعت قوات النظام السوري وحلفاؤها الروس في فرض حصار جزئي على درعا كشكل من أشكال العقاب لرفضها المشاركة في إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي، والخروج في تظاهرات احتجاجية منددة بصورية هذه الانتخابات.

وتذرّع "أسد الله" الروسي بمطالبته اللجنة المركزية لدرعا البلد بتسليم 200 بارودة، و20 رشاشاً من نوع "بيكسي" (BKC)، وتعزيز جمرك درعا بعناصر روسية مقابل وعود بحل المليشيات التابعة للنظام السوري هناك، وهي مجموعات عسكرية تشكلت بعد اتفاق "التسوية" الذي استولى بموجبه النظام على درعا في تموز/ يوليو عام 2018، لتشديد الحصار على البلدة منذ 24 حزيران/ يونيو.

ورفضت اللجنة المركزية بدرعا البلد العرض الروسي، نافيةً امتلاكها سلاحاً، ولافتةً إلى تسليم فصائل المعارضة سلاحها بموجب اتفاق التسوية. وأشار بعض قادتها إلى أنه لم يعد لديهم سوى "السلاح الشخصي" للحماية فقط ولا يمكن التنازل عنه خشية أن "يضعف موقفهم التفاوضي" و"يشكل خطراً مستقبلياً عليهم".

ويعتقد بعض الناشطين في درعا أن الحصار الاقتصادي الخانق غرضه "كسر الحاضنة الشعبية، ودفعها للضغط على اللجنة، للقبول بشروط الروس" إذ "يعوّلان (النظام والروس) على انقسام مجتمعي". علماً أن أهالي درعا البلد يدعمون حتى الآن قرار اللجنة المركزية عدم تسليم السلاح.

علاوة على ما سبق، يُرجح أن "النظام السوري يعمل على خلق أزمات في محافظة درعا من أجل التهرب من تنفيذ بنود التسوية"، بحسب عضو اللجنة المركزية لدرعا البلد، الشيخ فيصل أبا زيد.

وتنتقد لجان درعا عدم التزام النظام تنفيذ بنود تسوية عام 2018، رغم مضي ثلاث سنوات عليها، وأبرزها إخراج المعتقلين، وسحب الجيش لثكناته، ورفع المطالب الأمنية، وعودة الموظفين المفصولين إلى عملهم.

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية في درعا، المحامي عدنان مسالمة،  عبر حسابه في فيسبوك، إن إغلاق المعابر والحصار المفروضين على البلدة "جريمة حرب" يعاقب عليها القانون الدولي. وحذر من محاولات لـ"كسر إرادة حوران وسوريا كلها"، داعياً إلى مواجهة ذلك بـ"رص الصفوف كالبنيان والابتعاد عن الشائعات".

"يعوّلان على انقسام مجتمعي"... يُعتقد أن الحصار الاقتصادي الخانق الذي ينفذه النظام والروس على #درعا_البلد غرضه "كسر الحاضنة الشعبية، ودفعها للضغط على اللجنة للقبول بشروط الروس". لكن أهالي "مهد الثورة" يتحدون: "وإن عدتم عدنا"

ولا يستبعد أهالي البلدة اقتحام قوات النظام درعا البلد في محاولة لنزع السلاح بالقوة، وهو ما حذروا منه في وقفات احتجاجية، الجمعة 25 حزيران/ يونيو، معبرين عن أن معركتهم وقتذاك ستكون معركة وجود.

اتهام مباشر لروسيا

من جهتها، طالبت اللجان المركزية والفعاليات الثورية في درعا، في بيان مشترك، بفك الحصار على درعا البلد، مبرزةً أن "حوران تمكنت من الحفاظ على سلمها الأهلي ونسيجها الاجتماعي خالياً من الفوضى والتعصب، رغم مرور ثلاث سنوات على فرض التسوية في درعا من قبل روسيا والنظام" بالرغم من "محاولات النظام زعزعة استقرار المنطقة بأساليب مختلفة، كان أحدها تشكيل مليشيات محلية، وتنفيذ عمليات الاغتيال والاعتقال، والتضييق على الحياة اليومية للمدنيين".

وحمّل البيان "الضامن الروسي" لاتفاق التسوية، والمتمثل باللواء "أسد الله"، والنظام السوري، مسؤولية زعزعة الاستقرار، وطالب بالإسراع في فك الحصار "لتجنب ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال استمرار الحصار".

كما اتهم الجانب الروسي بأنه "خرج عن وظيفته كضامن، وتحول لمصدر ضغط، عبر التهديد بجلب التعزيزات الإيرانية وترهيب سكان درعا بطائرته الحربية، خلافاً لاتفاق التسوية والقرارات الدولية ذات الصلة".

تجدر الإشارة إلى أن رئيس لجنة المصالحة في درعا، حسين الرفاعي، كان قد نفى فرض حصار على درعا البلد، واصفاً ما يحدث هناك بأنه "تصحيح للتسويات السابقة، التي لم تكن عادلة"، بترك الأسلحة مع من وصفهم بـ"المسلحين"، ولغرض "فرض الأمان"، ومنع تكرار حوادث الاغتيالات والهجمات على الحواجز العسكرية التابعة للنظام، على حد قوله.

ولم تستقر الأوضاع الأمنية في درعا منذ التسوية إذ تشهد هجمات واغتيالات بشكل شبه يومي في صفوف النظام والمعارضة. خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، وقعت 151 عملية اغتيال في درعا، أسفرت عن مقتل 135 شخصاً، وفق "مكتب توثيق الشهداء في درعا". علاوة على 74 عملية اعتقال واختطاف نفّذها النظام.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image