شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
بعد ظهور

بعد ظهور "مستعربي" السلطة في رام الله… الغضب ضد "عباس" يتصاعد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 27 يونيو 202104:43 م

في مشهد اعتبره كثيرون يشبه هجمات جنود المستعربين الإسرائيليين، الذين يتظاهرون بأنهم عرب بغرض التسلل بين الفلسطينيين لضربهم واعتقالهم، هاجم متعاونون مع جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني يرتدون أزياء مدنية، المحتجين في مدينة رام الله خلال مظاهرات احتجاجية ضد مقتل الناشط نزار بنات.

وهاجم الجنود التابعون للسلطة الفلسطينية المحتجين بالحجارة والهروات، متحركين في تشكيلات وجدها المحتجون تشبه تلك التي يلجأ إليها جنود الاحتلال.

وكان البلطجية المعروفين في الضفة الغربية باسم "زعران"، بصحبة رجال أمن في ملابس رسمية نشرتهم السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس في 26 حزيران/يونيو لمواجهة المتظاهرين، الذين خرجوا إلى شوارع رام الله لليوم الثالث على التوالي للاحتجاج ضد مقتل بنات، أبرز منتقدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد ساعات قليلة من اعتقاله والاعتداء عليه بالضرب.

ويحذر محللون موالون للسلطة، أن التظاهرات "لم تكن بريئة" وتهدف إلى إسقاط الرئيس محمود عباس، وليس المطالبة بمحاسبة قتلة نزار بنات. فيما رأى آخرون أن استخدام أجهزة الأمن في قمع وملاحقة المعارضين سيؤدي إلى انهيار الشرطة وعرقلة الانتخابات والقضاء على الديمقراطية الفلسطينية.

وهاجم الجنود التابعون للسلطة الفلسطينية المحتجين بالحجارة والهروات، متحركين في تشكيلات وجدها المحتجون تشبه تلك التي يلجأ إليها جنود الاحتلال.

غضب متراكم

في  26 حزيران/يونيو، سار حشد من المتظاهرين في شوارع رام الله ملوحين بالأعلام الفلسطينية وصور نزار بنات، وطالبوا بإنهاء حكم الرئيس محمود عباس الذي دام 16 عاماً، ومكافحة الفساد.

وفي محاولة لتفرقة المحتجين، أطلق رجال الأمن الفلسطيني الغاز المسيل للدموع، واستخدموا الهراوات لضرب المتظاهرين العزل وكذلك الصحفيين.

واشتبك رجال بزي مدني وصفهم النشطاء بـ"زعران الأمن" الفلسطيني، مع المتظاهرين بحسب الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة. ولم ترد أرقام رسمية عن عدد الأشخاص الذين اعتقلوا أو جرحوا جراء الاعتداءات التي شهدتها رام الله.

يحذر محللون موالون للسلطة، أن التظاهرات "لم تكن بريئة"، وتهدف إلى إسقاط الرئيس محمود عباس. فيما رأى آخرون أن استخدام أجهزة الأمن في قمع وملاحقة المعارضين سيؤدي إلى انهيار الشرطة وعرقلة الانتخابات والقضاء على الديمقراطية الفلسطينية.

في مقطع فيديو، يظهر مجموعة من الشباب يصطحبون فتاة تنزف في وجهها، قائلين: "هؤلاء شبيحة محمود عباس.. هؤلاء جواسيس".

وقالت الصحافية الفلسطينية مجدولين حسونة التي كانت تشارك في المظاهرة "يا عالم نحن في خطر... أفراد أمن بلباس مدني ومسلحين يتعمدون الاعتداء على الصحفيات". بحسب شهادة مجدولين خليفة، تعمد "الشبيحة" ضرب الصحافية فيحاء خنفر على رأسها ففقدت الوعي، كما "صادروا هاتف نجلاء زيتون وضربوها. كما ضربوا سجى العلمي وحاولوا اعتقالها فهربت واختبأت وما زالت محاصرة، فيما أصيبت الزميلة شذى حماد بقنبلة في وجهها".

وكتب رئيس تحرير موقع عرب 48 رامي منصور على فيسبوك في تعليق على صورة اعتداء رجل بزي مدني على أحد المحتجين بالحجارة "صورة توجز ما حصل بالثورة الفلسطينية. من بندقية المقاوم لبندقية المفاوض. من حجر الانتفاضة الأولى لحجر تكسير الرؤوس. حالة انفصام توجز في صورة واحدة. المهم أنه إسرائيل متقدمة على السلطة حتى بأداء فرق المستعربين. في الأصل وفي المسخ".

وغرد الكاتب الفلسطيني حسام شاكر قائلاً: "استدعت السلطة الفلسطينية حشود القمع، وهذا يكشف مأزقها وخشيتها من غضب الشعب. أظهر الاستنفار القمعي بعد اغتيال نزار بنات اصطفاف السلطة في مواجهة شعب يرزح تحت الاحتلال. خيار القمع مغامرة زائدة الكلفة في زمن التصوير والبث، فالشعب مسلّح بهواتف تفضح القمع وتوظِّفه عكسياً ليشحن الغضب".

وفي رسالة احتجاج، أعلن زيد محمد سيف الدين استقالته من منصب منسق الدبلوماسية الرقمية في دائرة الدبلوماسية والسياسات العامة بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقال سيف الدين: "لا أخفيكم بأني فكرت مراراً باتخاذ هذا القرار خلال العامين والنصف (اللذان) قضيتهما في القطاع الحكومي،  لم أتردد بانتقاد السلطة أبداً خلالها، وشهدت وسمعت عن عدة قضايا من فساد وتكاسل في العمل وتجاوزات".

وأضاف سيف الدين: "ما حدث مؤخراً ومشاهد شبيحة الأجهزة الأمنية بالقرب من موقع عملي، كان بمثابة رصاصة الرحمة لي. على الرغم من أن عملي كان محصورًا في الساحة الدولية وبعيدًا عن السياسة الداخلية، ولكنني لا أريد أي صلة بهذه المنظومة. نزار بنات قدم حياته من أجل كلمة الحق وهذا أقل ما أستطيع تقديمه من أجل ذلك ومن أجل ضميري".

واعتقلت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية المعارض نزار بنات فجر الخميس 25 حزيران/يونيو وتقول شهادة ابنته ان تعرض للضرب المبرح على رأسه اناء الاعتقال بشكل متكرر بقضيب معدني، قبل اصطحابه إلى أحد أماكن الاحتجاز، بحسب عائلة بنات.

وقال المتحدث باسم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية طلال دويكات إن لجنة التحقيق في مقتل بنات بدأت عملها وحث الناس على انتظار النتائج. ولم يعلق على أعمال العنف التي اندلعت خلال الساعات الماضية.

تفكك قوى الأمن

 حذر المحلل الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب أن هناك تداعيات خطيرة للمواجهات التي وقعت، وأخطرها تحول السلطة إلى أداة بوليسية لكبح الحريات وملاحقة المعارضين، وتعطيل إجراء الانتخابات بوضع مزيد من العراقيل.

وقال الرقب لرصيف22 إن "هذا المشهد القمعي يدفع نحو حراك واسع في الضفة الغربية، وتدمير الديمقراطية الفلسطينية المعطلة، وخلق مزيد من الفوضى وصرف الانتباه عن المساعي المصرية للتفاوض وإعادة الإعمار في الأراضي الفلسطينية".

عضو حركة فتح: "السلطة متماسكة، وتدرك أبعاد كل شيء وسيكون المستفيد الرئيسي مما يحدث هو إسرائيل".

ويجذر الرقب أن "الأخطر في مسألة المواجهات التي جرت وحوادث القتل والقمع، هو انهيار القوى الأمنية الفلسطينية نتيجة الخلافات العائلية التي ستنجم عن هذه الأحداث الدامية، خصوصاً في الخليل التي توفى بها بنات، وهي منطقة معروفة بالعصبية القبلية".

من جانبه، قال المحلل الفلسطيني وعضو حركة فتح الدكتور عبد المهدي مطاوع إن حادثة مقتل نزار بنات "تخضع للقانون فحسب، ولا حل لها إلا بالقانون وعلى المتجاوز أيا كان أن يقع عليه الجزاء بالقانون".

وأضاف لرصيف22: " هناك مبالغة فيما يحدث، ومحاولة استغلال الحادث لأهداف غير بريئة من أطراف مارست القتل والإيغال في الشعب الفلسطيني. لم يكن بريئاً أن تكتب شاشات الجزيرة الربيع العربي منذ العدوان على غزة، ثم يظهر رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم ويتحدث عن إزاحة الرئيس الفلسطيني".

وتابع مطاوع: "ما يحدث هو استغلال لحادثة مدانة وتوجيه التهم لحركة فتح والدعوات لإسقاط السلطة هو جزء من مخطط تدفع السلطة ثمنه لأنها أربكت مخططات صفقة القرن سابقاً".

وفي رأي مطاوع، فإن الوضع على الأرض مختلف عن الحقيقية، وهناك تضخيم متعمد للتظاهرات، مؤكداً أن "السلطة متماسكة، وتدرك أبعاد كل شيء وسيكون المستفيد الرئيسي مما يحدث هو إسرائيل".



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image