شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
حصيلة

حصيلة "مسيرة الأعلام"... قصف غزة ومصادرة مكانس وتأكيد على عروبة القدس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 16 يونيو 202105:31 م

تعرض قطاع غزة المحاصر لقصف ليلي قبل ساعات من فجر الأربعاء 16 يونيو/ حزيران، رداً على إطلاق عدد من البالونات المتفجرة من القطاع احتجاجاً على ممارسات الشرطة والمستوطنين الإسرائيليين في القدس المحتلة، خلال مسيرة الأعلام التي نفذتها القوى الإسرائيلية المتطرفة أمس الثلاثاء.

"صحافي إسرائيلي يقول من الجيد تنظيم مسيرة الأعلام مرة كل عام كي نتذكر أن شرق القدس ليس لنا".

وفي بيان، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس إن القصف الإسرائيلي "محاولة فاشلة لوقف تضامن شعبنا ومقاومته مع المدينة المقدسة، وللتغطية على حالة الارباك غير المسبوقة للمؤسسة الصهيونية في تنظيم ما يسمي بمسيرة الأعلام".

وأضاف قاسم في تغريدة نشرها عبر صفحته على "تويتر": "سيظل شعبنا ومقاومته الباسلة يدافعان عن حقوقنا ومقدساتنا حتى طرد المحتل من كامل أرضنا".

المشهد تحول في ساعات الليل إلى "مسرحية كوميدية"، بعدما جلب المقدسيون المكانس لتنظيف الأماكن التي انتشر بها المشاركون في المسيرة، فسرعان ما غضبت الشرطة الإسرائيلية وقررت مصادرة المكانس بالقوة.

بداية الصدام

عقب بدء ما وصف بـ"الهدنة الهشة" في قطاع غزة، أعلن يمنيون ومستوطنون إسرائيليون عزمهم تنظيم مسيرة الأعلام السنوية في يوم القدس، وهو ما يشبه العيد السنوي لاحتلال القدس الشرقية.

وقتذاك أصدر وزير جيش الاحتلال في حكومة نتنياهو بيني غانتس قرارًا بتأجيل المسيرة إلى أجل غير مسمى، خاصة مع اشتعال الداخل المحتل والقدس بمظاهرات فلسطينية تؤكد على وحدة كامل التراب الفلسطيني وتظهر التضامن بين الفلسطينيين في مختلف القطاعات المحتلة والمحاصرة.  

وبعد أيام قليلة من بدء ولاية رئيس الوزراء نفتالي بينيت ونهاية العهد الطويل لنتنياهو، أعلن فجأة عن الاستمرار في خطة تنظيم مسيرة الأعلام، لتتم أمس الثلاثاء 15 يونيو/ حزيران. 

واعتبر الفلسطينيون تأجيل المسيرة في مايو/ أيار الماضي انتصارًا معنويًا كبيرًا، وعده الداخل المحتل "إسرائيل" انتكاسة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، الذي بات يوصف في الإعلام العبري بـ"المخرب".

وفي المرة الثانية التي جرت أمس الثلاثاء، كان أغلب المشاركين من المراهقين المتدينين، الذين يحضرون عادة في هذه المناسبات بدافع من النشطاء المتطرفين، الذين تسبب بعضهم في احتكاكات مع السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية.

وواجه فلسطينيون المسيرة بهتافات "فلسطين حرة"، وردد المستوطنون شعار "الموت للعرب!"، ومع ذلك تعرض الهاتفون بالحرية للقمع الشديد، بينما تمتع المحرضون على القتل بالحماية الكاملة من قوات الاحتلال.


واندلعت اشتباكات بالقرب من باب العامود فأدت إلى إصابة عشرات الفلسطينيين، فيما أطلق متظاهرون في قطاع غزة بالونات حارقة تجاه إسرائيل، ما تسبب في احتراق محاصيل المستوطنين، ورد الاحتلال بتنفيذ غارات محدودة على مواقع لحركة حماس من دون سقوط ضحايا.

مسيرة الأعلام

"مسيرة الأعلام" هي عبارة عن جولة يقوم بها يهود يحملون الأعلام الإسرائيلية ويطوفون بها شرق القدس المحتلة عبر الأحياء العربية والمقدسات الإسلامية والمسيحية وصولاً إلى حائط البراق، للتاكيد على يهودية تلك الأراضي والمساحات ونفي الهوية الفلسطينية عنها. 

وتنظّم هذه المسيرة جماعات صهيونية يمينية ودينية متطرفة مثل حركة "شباب بني عكيفا"، و"إم ترزو"، وكتلة "مستوطنات أريئيل وعتصيون"، وأحزاب سياسية صهيونية.

 وتقام  المسيرة سنويًا في ما يعرف بـ"يوم القدس"، الذي يحتفل فيه الإسرائيليون بذكرى احتلال المدينة القديمة عام 1967، ويطلقون عليه " يوم إعادة توحيد المدينة".

لغم للحكومة الجديدة

كان الهدف الأصلي لمسيرة العلم الثانية، التي كان من المفترض أن تحدث نهاية الأسبوع الماضي "تأجيج الأعصاب في القدس وجر حماس لقتال جديد" بحسب تقدير صحيفة ها آرتس الإسرائيلية، التي رأت أن تخطيط حكومة نتنياهو لإطلاق المسيرة قبل مغادرتها الحكم كان بهدف تخريب مساع تشكيل الحكومة الجديدة التي تم الإعلان عنها في 13 حزيران/يونيو.

يُذكر أن إعلان بيني غانتس وزير جيش الاحتلال معارضته تنظيم المسيرة، وإطلاق الخطة "ب" وتأجيلها إلى 15 حزيران/يونيو، كان بهدف وضع "لغم أرضي" في طريق الحكومة الجديدة بعد تشكيلها.

أثارت المسيرة انقساماً حاداً بين السياسيين الإسرائيليين، إذ قال عضو الكنيست عوفر كاسيف - العضو اليهودي الوحيد في القائمة المشتركة العربية-  إن "النازيين اليهود قد وصلوا. وهم يصرخون ‘محمد مات‘ و‘الموت للعرب‘ و‘أتمنى أن تحترق قريتك‘".

وأضاف كاسيف: "في دولة تحترم القانون، سيتم نقل هذا القطيع إلى السجن واحداً تلو آخر بتهمة التحريض على القتل".

ودعى عضو الكنيست عن حزب ميرتس اليساري، يائير غولان، الذي يعتبر حزبه أيضًا شريكًا في الائتلاف الحكومي الجديد، إلى إلغاء المسيرة.

وكتب غولان على موقع تويتر "إنها ليست مجرد مسيرة للعلم، سيكون هناك المزيد من المبادرات القومية، وهدفها الوحيد هو شن حرب يأجوج وماجوج. سيحاول عدد قليل من الأشخاص المضطربين بقيادة عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتامار بن غفير وزعيم الحزب الصهيوني الديني بتسلئيل سموتريش إشعال المنطقة". 

وأضاف في تغريدة أخرى: "مصير اسرائيل ستحدده أغلبية عاقلة أو أقلية مجنونة".

وندد وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد  يائير لابيد باستخدام هتافات "الموت للعرب" خلال المسيرة. وقال لابيد الوسطي الليبرالي: "لا يمكن تصور كيف يمكن للمرء أن يحمل العلم الإسرائيلي بيد واحدة ويصرخ ‘الموت للعرب‘ في نفس الوقت. هذه ليست اليهودية ولا الإسرائيلية، وهذا بالتأكيد ليس ما يرمز إليه علمنا. هؤلاء الناس هم وصمة عار على شعب اسرائيل".

القدس لنا

اعتبر الفلسطينيون المسيرة دليلًا على أنهم أصحاب القدس وسكانها الأصليون، وذلك بسبب الآلة العسكرية التي رافقت اليهود خلال سيرهم في المدينة القديمة لحمايتهم من السكان العرب.

غرد الناشط الفلسطيني محمد الكرد: "إذا كنت ‘مواطناً أصليًّا‘ في مدينة ما، فلن تحتاج إلى قمع وإبعاد جميع سكانها الأصليين، وإغلاق طرقها، ونشر كميات مجنونة من القوة العسكرية، وتنفيذ عرض لأعلام الإبادة الجماعية والوطنية الخيالية. هذا هو سلوك المستعمر".


وقال الكوميديان الفلسطيني علاء أبو دياب على فيسبوك: "يا خزوة هيك احتلال صارله 73 سنة ومضطر يفتح جبهة حرب وينزل كتيبة جيش عشان 500 واحد يرقصوا بعلمه 40 دقيقة. لم أشعر بحياتي أن القدس لنا أكثر من اليوم".

وكتبت الصحافية الفلسطينية نجوان سمري على تويتر: "عندما يحتاج كل مستوطن لشرطي ونصف كي يصل إلى باب العامود!". ونقلت عن صحافي إسرائيلي قوله: "صحافي إسرائيلي يقول من الجيد تنظيم مسيرة الأعلام مرة كل عام كي نتذكر أن شرق القدس ليس لنا".

وقال الناشط السياسي الفلسطيني أدهم أبو سلمه: "بعد 73 عامًا على احتلال فلسطين، تحول قرار مرور مسيرة للصهاينة في القدس، إلى قرار يحتاج لجهد ونقاش واتصالات بحجم قرار الحرب. هذه معادلة ثبّتها شعبنا الفلسطيني بصبره وجهاده وتضحياته، وهي تعني أن المشروع الصهيوني في انحسار، وإرادة شعبنا في الحرية في صعود وثبات".

وعلقت ها آرتس في متابعتها قائلة إن المشهد تحول في ساعات الليل إلى مسرحية كوميدية، بعدما جلب المقدسيون المكانس لتنظيف الأماكن التي انتشر بها المشاركون في المسيرة، فسرعان ما غضبت الشرطة الإسرائيلية وقررت مصادرة المكانس بالقوة.

وغردت دانا الكرد : "حتى محاولات تنظيف السلالم خارج المدينة القديمة، قوبلت بالقمع".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard