في نهاية السنة المالية 2020/ 2021 في 31 آذار/ مارس الماضي، سجلت شركة طيران الإمارات الحكومية خسائر تقدر بـ5.5 مليار دولار، تعد الأولى منذ 33 عاماً، ضمن التبعات المستمرة لجائحة الفيروس التاجي فيما يُرجح أن يتطلب التعافي أعواماً عديدة.
وأظهر تقرير السنة المالية المنتهية للشركة، وهو أُعلن الثلاثاء 15 حزيران/ يونيو، ونشرته وكالة رويترز، تراجع عائداتها بفعل القيود التي فرضت على السفر للحد من تفشي الفيروس التاجي. بلغت خسائر الشركة 22.1 مليار درهم (نحو ستة مليارات دولار) مقابل أرباح قدرت بـ1.7 مليار درهم (نحو 456 مليون دولار) ليكون صافي الخسائر 5.5 مليار دولار.
وتعد هذه أول خسارة سنوية لطيران الإمارات منذ السنة المالية 1987-1988، وقد تزامنت الخسائر مع أقل عدد من الركاب يتم نقلهم منذ عشرين عاماً. وكانت الشركة المعتمدة اعتماداً كاملاً على السفر الدولي قد حققت أرباحاً تقدر بـ288 مليون دولار في السنة المالية السابقة.
دعم حكومي عاجز عن تعويض الخسائر
في تعليقه على التقرير المالي، أوضح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة طيران الإمارات، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، أن "جائحة كوفيد-19 لا تزال تتسبب في خسائر فادحة في الأرواح البشرية والمجتمعات والاقتصادات وصناعة الطيران والسفر".
أول خسارة سنوية منذ السنة المالية 1987-1988… خسائر طيران الإمارات خلال السنة المالية 2020/ 2021 تبلغ 5.5 مليار دولار، ورئيسها يقول إن التعافي لا يمكن التنبؤ به
وأضاف أن "طيران الإمارات أُضيرت بشدة في 2020/ 2021 جرّاء انخفاض الطلب على السفر الدولي، إذ أغلقت دول العالم حدودها وفرضت قيوداً صارمةً على السفر".
كما لفت آل مكتوم إلى الدعم الحكومي المقدم إلى الشركة، مبيّناً أنها تلقت 11.3 مليار درهم (نحو 3.1 مليارات دولار) من حكومة دبي، ورغم ذلك اضطرت، لأول مرة منذ إنشائها، إلى تسريح عمّال.
وأضاف أن إجمالي القوى العاملة في مجموعة الإمارات، التي تضم شركة الطيران وغيرها من أصول السفر، انخفض بنسبة 31%، وأصبح عددهم 75,145 موظفاً من 160 جنسية مختلفة. وقد شُغلت 44.3 % فقط من جميع الرحلات في العام الماضي، بانخفاض 78.4 % عن المتوسط في السنة المالية السابقة.
بشكل عام، انخفضت إيرادات مجموعة الإمارات أيضاً بنسبة 65.8 % إلى 9.7 مليار دولار مع خسارة تقدر بستة مليارات دولار.
وبينما نوه بأن حكومة دبي ستواصل تقديم الدعم المالي للمجموعة، أبرز آل مكتوم أن التعافي من آثار كوفيد-19 قد يكون غير منظم، مضيفاً أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بموعد اكتماله.
برغم دعم حكومة دبي لها بـ3.1 مليار دولار، استمرت شركة طيران الإمارات في تقليص القوة العاملة لديها بفعل انخفاض الطلب على السفر الدولي الذي تعتمد عليه اعتماداً تاماً
آثار عميقة على اقتصاد دبي
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد حذرت، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، من أن خسائر شركة الطيران الوطنية تلقي بظلال سلبية عميقة على اقتصاد إمارة دبي.
وبيّنت أنه منذ بداية الجائحة، ألغت الشركة الأم لطيران الإمارات، وهي في عداد أكبر أرباب العمل في دبي، عشرات الآلاف من الوظائف من إجمالي قوتها العاملة التي كانت تبلغ 100 ألف شخص، في تراجع عن حظوة الشركة التي تفوقت طويلاً على منافساتها في الولايات المتحدة وأوروبا في ما يخص حقوق الطاقم والركاب.
وتجدر الإشارة إلى أن تأسيس حكومة دبي الشركة، عام 1985، كان مرهوناً بالنجاح وتحقيق المكاسب المالية وهو ما كسرته الجائحة عبر التسبب في تقليص قطاع السفر والسياحة في الإمارة الغنية بشكل شهري تقريباً.
وكانت دبي من أسبق مدن العالم إلى إعادة فتح أبوابها أمام الزوار، في تموز/ يوليو من العام الماضي، في محاولة للتعويض عن خسائر الاقتصاد. إلا أن استمرار غالبية دول العالم في فرض القيود على السفر حال دون تحقيقها الاستفادة المرجوة، على ما يبدو.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...