شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"النزهة المثالية" خلال الجائحة... أثرياء دبي ينسون كورونا على متن اليخوت الفارهة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الاثنين 14 يونيو 202104:46 م

برغم جائحة الفيروس التاجي، حافظت إمارة دبي على قدرتها على جذب ملايين السياح الأثرياء، بمن فيهم مشاهير الفن والرياضة، خلال العامين الأخيرين، فيما شكلت رحلات اليخوت الفارهة العنصر الأكثر جذباً للكثير من زائريها وسكانها باعتبار أنها ملاذ يساعدهم على الهروب من مخاطر العدوى.

وفرضت دبي نفسها موطناً للفخامة والرفاهية، ومركزاً مالياً وتجارياً وسياحياً إقليمياً وعالمياً عامراً بناطحات السحاب والمشاريع العقارية والترفيهية العملاقة. وكانت من أسبق الوجهات لاستقبال الزوار إثر الوباء، منذ تموز/ يوليو 2020.

وبرغم القواعد الصارمة لارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي المفروضة في البلد الخليجي، ساهمت حملة التلقيح الشامل في الإمارات، وهي أحد أعلى معدلات التطعيم على مستوى العالم، في السماح للمطاعم والفنادق والشواطئ بالعمل بشكل طبيعي تقريباً.

مع ذلك، يعتبر الكثير من سكان دبي وزوارها اليخوت رهاناً أكثر أماناً، وفق ما أفادت به وكالة فرانس برس، الاثنين 14 حزيران/ يونيو.

"النزهة المثالية"

قالت ندى نعيم (36 عاماً)، وهي سعودية مقيمة في دبي، للوكالة، إن "الأمر أكثر خصوصية كونه يعني الاستمتاع مع العائلة والأصدقاء فقط. إنّها النزهة المثالية في ظل الوباء. تشعرين كما لو أنك تستطيعين التنفس أخيراً وكأنك سافرت".

الساعات الثلاث تكلف نحو 5000 دولار… سياحة اليخوت الفارهة في دبي تزدهر بفضل كورونا. الأثرياء يرونها "النزهة المثالية" بعيداً عن مخاوف العدوى

قامت نعيم بأربع رحلات على متن يخوت في مناسبات مختلفة منذ تفشي الوباء في العام الماضي بينما لم تستطع مغادرة دبي منذ شباط/ فبراير 2020.

أما الفلسطينية جيلان، وهي مقيمة في الإمارات منذ أكثر من 30 عاماً، فقالت إن "ركوب القارب أمر بسيط لكنّه يعني الوجود في الهواء الطلق والابتعاد عن الغرباء والاجتماع فقط بمن تثق بهم".

وتقر الشركات الخاصة بتأجير اليخوت بزيادة في الطلب على رحلاتها منذ تخفيف التدابير الاحترازية للحد من الوباء العام الماضي. قال محمد السيد، مدير إحدى هذه الشركات، لـ"فرانس برس": "عندما خففوا قيود الإغلاق وصار الوضع طبيعياً، فضّل الناس شيئاً آمناً يتناسب مع القيود (للبقاء) برفقة عائلاتهم وأصدقائهم".

وأضاف السيد أن المقيمين والسياح على السواء "يريدون مشاهدة المعالم السياحية والإبحار، يريدون الاسترخاء والاستمتاع، ونحن نقدّم لهم خدمة مناسبة مع اتباع جميع القواعد وتعقيم اليخت وتزويدهم المستلزمات الصحية".

وتقوم عشرات اليخوت البيضاء برحلات يومية عبر القنوات الاصطناعية في الإمارة، فيما ترسو أخرى على طول الساحل في مياه الخليج المطلة على الأبراج الشاهقة بالقرب من الجزر الاصطناعية. ويُسمح لهذه اليخوت بالعمل بسعة 70 % لاعتبارات التباعد الاجتماعي حالياً.

وأكد مدير آخر لشركة تأجير يخوت، فضل عدم ذكر اسمه، أنه لاحظ "زيادة في الطلب على تأجير القوارب منذ آذار/ مارس 2021، في وقت كانت بعض القيود لا تزال مفروضة في الفنادق والنوادي الشاطئية"، مضيفاً "سُمح لنا في ذلك الوقت بالعمل بسعة 50 %، وكان الزبائن سعداء للغاية للاستمتاع بوقتهم مع الأصدقاء وتشغيل الموسيقى والقيام بالرحلات البحرية وتناول الطعام معاً".

ماذا عن التكلفة؟ 

أما عن التكلفة، فتصل للرحلة الواحدة ومدتها ثلاث ساعات على متن سفينة يبلغ طولها 42 متراً تقريباً، نحو 4900 دولار. أوضح سكان في دبي أنه يمكن تحمل التكلفة إذا تقاسمها الركاب.

"أمر فاحش، ومؤشر على أن أولويات العالم خاطئة بشكل سيئ"... أكثر من مليار ونصف المليار دولار أُنفقت على اليخوت الفارهة المستعملة هذا العام لأن الأثرياء "لا يريدون الاقتراب من اليابسة" خوفاً من كورونا

أخبرت نعيم الوكالة: "السعر (للفرد الواحد) يصبح أقل من (سعر) وجبة فطور شاملة في مطعم".

وسعت دبي إلى الإسراع بإعادة فتح أبوابها أمام السياح للتعويض عن خسائر الاقتصاد الناجمة عن تضرر قطاع السياحة بعدما كانت قد استقبلت نحو 16 مليون زائر قبل عام من تفشي كوفيد-19. نجح تدفق الوافدين في إعادة الحياة إلى القطاع وساهم في تعافي العديد من الأنشطة التجارية والعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة.

خلال الوباء، باتت دبي وجهة مفضّلة لمشاهير كثر، بينهم لاعب كرة القدم الفرنسي بول بوغبا والبرتغالي كريستيانو رونالدو، يصلون الإمارة عادةً على متن طائراتهم الخاصة أو قواربهم الفارهة لقضاء رأس السنة أو الاحتفال بأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة بعيداً عن القواعد الصارمة التي اتخذتها دول أخرى.

علماً أن السيد نوه بأنه حتى في أفخم اليخوت المخصّصة للحفلات، لا تزال القيود المرتبطة بالفيروس مطبقة. وتفرض السلطات الإماراتية غرامات باهظة على من يثبت انتهاكهم التدابير الوقائية، في حين تسير معظم الرحلات بسلاسة.

ظاهرة عالمية

ويعتبر الإنفاق على اليخوت -شراؤها والرحلات على متنها- في ظل الجائحة، ظاهرة عالمية. الشهر الماضي، قالت شركة بوت إنترناشيونال، المتخصصة في أخبار نمط الحياة الفاخر، إن شراء اليخوت الفخمة يحقق "أعلى مستوى على الإطلاق" حالياً، مرجحةً أن يشهد العام الجاري أكبر زيادة في مبيعات اليخوت المستعملة.

للأثرياء فقط… يمكنكم نسيان وباء كورونا تماماً والاستمتاع بالرفاهية الكاملة على متن أحد يخوت دبي. فقط بـ5000 دولار ولمدة ثلاث ساعات، يا بلاش!

وأوضح ستيوارت كامبل، رئيس الشركة، أن العديد من مالكي اليخوت "لا يريدون الاقتراب من اليابسة" بسبب مخاوفهم من العدوى.

في غضون ذلك، استنكرت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية إنفاق ما قدرته بالمليار جنيه استرليني (نحو 1.5 مليار دولار أمريكي) على اليخوت الفاخرة المستعملة خلال عام 2021، قائلةً إن المبلغ كان كافياً لتلقيح دولة بأكملها.

وصرّح ماكس لوسون، رئيس سياسة عدم المساواة بالمنظمة: "مبلغ المليار جنيه إسترليني الذي أنفقه المليارديرات على اليخوت الفاخرة هو أكثر من تكلفة تطعيم سكان دولة مثل نيبال حيث يتسبب كوفيد في خسائر فادحة".

وأضاف: "أمر فاحش، ومؤشر على أن أولويات العالم خاطئة بشكل سيئ، وأنه مع وجود الكثير من الثروات، لا يمكن للبلدان الفقيرة الحصول على اللقاحات التي تحتاجها لحماية شعوبها".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard