توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي اليوم، الخميس 27 أيار/مايو، حيث التقى نظيره إسماعيل عمر جيله، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس أركان القوات المسلحة المصرية محمد فريد إلى كينيا، ومشاركة كافة افرع القوات المسلحة المصرية في مناورات ضخمة في السودان تحمل اسم "حماة النيل" أطلقت تكهنات داخل مصر ورد فعل ظاهره الترحيب من إثيوبيا.
تظهر صور الأقمار الصناعية وجود وفد عسكري مصري حالياً في رواندا، وهي ضمن الدول الخمس الموقعة على مبادرة دول حوض النيل 2010، التي ترى مصر والسودان أنها تجور على "حقوقهما التاريخية" في مياه النيل
خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بنظيره الجيبوتي، تحدث السيسي عن تعاون اقتصادي ضخم، لكن وجه رسائل إلى إثيوبيا بأن مصر تريد التوصل إلى صفقة عادلة لحل أزمة سد النهضة، وترفض فرض الأمر الواقع، في إشارة إلى عدم قبول القاهرة بالملء الثاني، بالرغم من التصريحات الرسمية لوزير الخارجية المصري سامح شكري التي قرأها الجانب الإثيوبي باعتبارها موافقة ضمنية على الملئ الثاني لبحيرة السد.
وفي المجال الاقتصادي، قال السيسي: "قررنا زيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي، لتمهيد الطريق أمام الشركات المصرية للمساهمة في مشروعات البنية التحتية، وتسهيل دخول الصادرات المصرية إلى سوق جيبوتي، وفتح فرع لبنك مصر، والإسراع في إجراءات إنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في الفترة المقبلة لتسهيل تصدير البضائع المصرية المختلفة".
وأعلن أيضاً أنه ناقش تعزيز التعاون في مجال النقل وربط الموانئ بين مصر وجيبوتي، كما بحث مع نظيره الجيبوتي التنسيق بين الجانبين لإنشاء مستشفى مصري في الدولة الواقعة بالقرن الأفريقي والتعاون في مجال الاستزراع السمكي. كما اتفق الرئيسان على أهمية تكثيف التعاون في مجال أمن البحر الأحمر.
وعشية الزيارة، أعلن المتحدث العسكري المصري تامر رفعت أن القوات المسلحة أرسلت طائرتين محملتين بالمساعدات إلى جيبوتي.
أن تأتي متأخراً
في 26 أيار/مايو، كان رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمد فريد في زيارة إلى كينيا. ولم تعلن السلطات المصرية عن هذه الزيارة وأسبابها.
وأصبحت الزيارة معروفة لوسائل الإعلام بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الكينية، الأربعاء، توقيع اتفاقية فنية للتعاون الدفاعي مع مصر. وتظهر صور الأقمار الصناعية وجود وفد عسكري مصري حالياً في رواندا، وهي ضمن الدول الخمس الموقعة على مبادرة دول حوض النيل 2010، التي ترى مصر والسودان أنها تجور على "حقوقهما التاريخية" في مياه النيل، والتي مهدت لإقامة سد النهضة كأول مشروع مائي على مجرى النهر من دون موافقة دولتي المصب، بحسب نص الاتفاقية التي رفضتها الدولتان.
في نفس الشهر وقع الجيشان المصري والبوروندي اتفاقية تعاون عسكري في مجالات التدريبات المشتركة. بعد اتفاقية تعاون استخباراتي مع أوغاندا واتفاق دفاعي مع الخرطوم.
وتعد هذه رابع اتفاقية دفاعية توقعها مصر هذا العام مع دولة أفريقية بعد بوروندي وأوغندا والسودان. إذ وقعت مصر اتفاق دفاعي مع الخرطوم في مارس/آذار، ووقعت في أبريل/نيسان مذكرة تفاهم مع أوغندا بشأن تبادل معلومات استخباراتية. وفي نفس الشهر وقع الجيشان المصري والبوروندي أيضاً اتفاقية تعاون عسكري في مجالات التدريبات المشتركة.
وتقع الدول الأربعة التي وقعت اتفاقيات دفاعية مع مصر في منطقة القرن الأفريقي، حيث يتزايد التوتر بين مصر وإثيوبيا بسبب وصول المفاوضات حول بناء سد النهضة إلى طريق مسدود، وتهديد السيسي بأن الأمن المائي المصري خط أحمر.
وتجري مصر مناورات عسكرية ضخمة، تشارك فيها أفرع القوات المسلحة الرئيسية في السودان تحت شعار"حماة النيل" وهي المناورة الثالثة منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
أسباب الزيارة
في رأي الباحث البريطاني صمويل راماني: "هذه الرحلة هي جزء من جهود السيسي لحشد الشركاء في شرق إفريقيا لمواجهة تركيا وعزل إثيوبيا".
من جانبه، قال الصحفي الإثيوبي منير آدم على تويتر: "على وقع تصاعد الخلافات ومناورات عسكرية؛ السيسي يحل ضيفاً على جيبوتي اليوم. مصر قد تستغل مشاعر عدم الارتياح لدى جيبوتي من صفقة المليار دولار بين إثيوبيا والإمارات لإقامة ممر تجارة، لمحاصرة (إثيوبيا) وتضييق الخناق عليها على أمل رضوخها لاتفاق ملزم قبل تعبئة السد".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...