"نتعرض لأساليب تحقيق مرعبة"، هذا بعض ما جاء على لسانَي المعتقليْن الأردنيين مصعب الدعجة وخليفة العنوز المحتجزين لدى المخابرات الإسرائيلية منذ 15 أيار/مايو، بعد أن تسللا من أراضي الحدود الأردنية في معبر الكرامة إلى حدود أراضي فلسطين المحتلة، بعد مشاركتهما في اليوم الذي سبق اعتقالهما في تظاهرة ضمّت آلاف الأردنيين عند الحدود تضامناً مع أحداث حي الشيخ جراح وغزة.
لا يقتصر رعب التحقيقات التي يتعرضان لها الدعجة والعنوز في الساعات المرهقة طوال اليوم الواحد، بل تبقى أيديهما وأقدامهما مكبلة، ويتعرضان لإساءات وانتهاكات لفظية سواء من قبل محققي المخابرات أو محققي الشرطةوكان الدعجة والعنوز قد تسللا عبر البيارات الأردنية ومن ثم عبرا نهر الأردن، وبعد قطع الحدود قاما بالمشي حوالي 35 كيلومتراً طوال يوم ونصف حتى تمكنا من الوصول إلى منطقة مأهولة بالسكان قريبة من طبريا- نيسان، كما أفادا للمحامي المحاجنة، وبعدها اعتقلتهما سيارة شرطة كانت في المكان بالصدفة، ذلك لأن لباسيهما كانا ملفتين للنظر، وبعد استجوابهما بشكل أولي نقلا إلى مركز تحقيق تابع للمخابرات الإسرائيلية.
وكشف المحاجنة في حديثه معنا وهو ينقل رسالة المعتقلين، أن معالم التعذيب النفسي والإرهاق واضحة في هيئتهما وحتى في نبرة الصوت وهما يسردان ظروف الاحتجاز والتحقيق وقد كررا أكثر من مرة أنها مرعبة.
وبعد انتشار أخبار ظروف اعتقالهما على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، استدعت وزارة الخارجية أمس الثلاثاء السفير الإسرائيلي في عمّان، ونقلت له رسالة "احتجاج شديدة اللهجة" بخصوص الدعجة والعنوز.
"معالم التعذيب النفسي والإرهاق واضحتان في هيئتهما وحتى في نبرة الصوت وهم يسردون ظروف الاحتجاز والتحقيق الذين كررا أكثر من مرة أنها مرعبة"
جاء ذلك وفق بيان نشرته الوزارة على لسان ناطقها الإعلامي ضيف الله الفايز وصل رصيف22 نسخة منه، جاء فيه أن السفارة الأردنية في تل أبيب ممنوعة من خلال عاملين فيها من زيارة المعتقلين، وتابع البيان: "شددت الوزارة على ضرورة السماح للسفارة الأردنية بزيارة المعتقلين والوقوف على وضعهما وتقديم الدعم اللازم لهما".
وكان صوت الجانب الرسمي وحتى الشعبي في الأردن ما يزال خافتاً في إبراز ملف المعتقلين الدعجة والعنوز على السطح بقوة، فالجانب الشعبي والحقوقي مشغول بتطورات الأحداث في حي الشيخ جراح وتبعاتها، أما الجانب الرسمي فتحرك بعد أن انتشرت يوم أمس أخبار ظروف اعتقال المحتجزين الأردنيين.وحده النائب أسامة العجارمة وجه انتقاداً لاذعاً للدور الحكومي الأردني في ملف الدعجة والعنوز، خلال كلمته في جلسة النواب، الإثنين الماضي، وجه فيها كيل اتهامات للدولة الأردنية وحتى مجلس النواب في قضية أحداث حي الشيخ جراح، أو في ملف المعتقلين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...