استدعت المواقف المتباينة لنجمة الأفلام الإباحية المعتزلة ميا خليفة، والداعية المقيم في الإمارات وسيم يوسف، مما يجري على الأرض في فلسطين المحتلة، لا سيّما القصف الإسرائيلي الوحشي ضد قطاع غزة، مقارنةً ترتب عليها تغيير في مفهوم ما يسمى بـ"الشرف" لدى مسلمين وعرب كثر، بحسب ما أظهرت تعليقاتهم.
وتتعرض غزة للقصف الإسرائيلي الجوي الوحشي لليوم الثاني على التوالي، ما أسفر عن سقوط نحو 40 شهيداً وعشرات المصابين وتدمير العديد من المقار السكنية والحكومية.
عبر حسابه في تويتر، غرّد يوسف: "تطلق #حماس صواريخ بين مساكن ومنازل الناس، وحينما يأتي الرد تتباكى #حماس وتصرخ أين العرب أين المسلمون؟ جعلتم #غزة مقبرة للأبرياء والأطفال! آذيتم #مصر و #سيناء، أحرقتم أعلام أغلب الدول العربية، شتمتم جميع الدول لم تحترموا أحداً، لم ترحموا طفلاً ولا شيخاً في #غزة". وذيّل تغريدته بعبارة: "الإخوان المسلمون وباء".
على الجانب الآخر، كرّست اللبنانية الأصل، خليفة، جهودها لإعلاء الصوت الفلسطيني عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعها ملايين الأشخاص حول العالم. يتابع خليفة عبر تويتر 3.6 مليون شخص، و23.7 مليون شخص عبر انستغرام، وأكثر من 4 ملايين متابع على فيسبوك.
"إذا بيشد حاله شوي، يعتذر لليهود عن غزوات الرسول"... سخرية وهجوم على الداعية #وسيم_يوسف عقب تغريدة مضللة عما يحدث في #غزة، ومقارنة لصالح الممثلة الإباحية المعتزلة #ميا_خليفة التي تدافع عن #فلسطين بقوة
استخدمت خليفة خدمة البث الحي على انستغرام لشرح حقيقة الاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون في مواجهة البروباغاندا الصهيونية والدولية التي تسعى لإظهار الإسرائيليين ضحية وليس جناة.
وكانت ذكية تماماً في اختياراتها لمنشوراتها ورسائلها التي تخاطب بها المواطن الغربي، فركزت على ما يفضح بشاعة الاحتلال وممارساته مثل استهداف وعرقلة العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني ومقدمي الرعاية الصحية لضحايا القصف الإسرائيلي.
كذلك عرضت مواقف إسرائيليين معارضين للأبارتهايد بينما يكشفون كيف يتمتع المدنيون الإسرائيليون بالحماية بينما المدنيون في غزة مكشوفون تماماً أمام الغارات الجوية الإسرائيلية التي لا تتوقف.
وحاججت وردت بمنطقية تتسم بالكثير من البساطة والوضوح على كل من حاول مناقشتها أو ادعى أن الفلسطينيين هم الطرف الشرير في التطورات المميتة الأخيرة.
ردود فعل قوية
كما كانت مواقفهما قوية، جاءت ردود الفعل كذلك. بالنسبة ليوسف، اتهمه البعض بأنه أداة في أيدي النظام الإماراتي يستخدمه للهجوم والتحريض ضد الفلسطينيين. وكتب أحدهم: "وسيم يوسف عامل غرفة تشبيح على الكلوب هاوس. طبعاً دفاع مبطن لإسرائيل".
كرّست ميا خليفة حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإعلاء الصوت الفلسطيني وكشف زيف البروباغاندا الصهيونية الغربية، فتباهى الكثير من المسلمين والعرب بـ"شرفها"
وقال آخر: "الاسم: وسيم يوسف. الوظيفة: أفيخاي أدرعي"، فيما نعته آخرون بـ"الحاخام وسيم يوسف". وسخر ثالث: "إذا بيشد حاله شوي، يعتذر لليهود عن غزوات الرسول". كما اتهموه بالنفاق مسترجعين حديثاً سابقاً له قبل التطبيع حين قال إن "فلسطين ساحة جهاد" ضد "العدو الصهيوني مغتصب الأرض".
واستخدم معلقون حديث عالم الدين والداعية الكويتي عثمان الخميس عن خطورة "الشماتة" في أهل غزة. في مقطع متداول، قال: "بعض الناس الآن شبه شماتة، يشمت بأهل غزة… بلغني أن البعض قد يقول: ‘زين سووا فيهم اليهود‘ و‘خيراً صنعوا‘"، معتبراً أن ذلك "خطر على بقاء الإيمان في دينه في قلبه هذا… هذه ردة (خروج عن الإسلام)".
ثم شدد: "قتل اليهود للمسلمين، أعوذ بالله. هذا لا يفعله ولا يقوله ولا يفرح به إلا من خُتم على قلبه بالكف".
مفهوم "الشرف"
في سياق متصل، قارن كثيرون بين موقف يوسف وخليفة، معتبرين أن القضية الفلسطينية تصح معياراً لـ"الشرف" وكشف زيف ما يُنظر إليهم على أنهم "شخصيات مُعتبرة". وعكست تعليقات المغردين العرب والمسلمين المقارِنَة بين الموقفين هذا التحول في مفهوم "الشرف" - ليس كمفهوم ذكوري يرتبط بفرج المرأة وإنما كمعيار أخلاقي مبني على الارتباط بالقضايا الإنسانية العادلة ونصرة المظلوم.
كتب أحدهم: "ميا خليفة طلعت أشرف من وسيم يوسف".
لم تدعم خليفة القضية الفلسطينية استعراضاً، بل أخلصت في ذلك وكانت ذكية تماماً في اختياراتها لمنشوراتها ورسائلها التي تخاطب بها المواطن الغربي، مثل التركيز على استهداف الاحتلال للعاملين الصحيين، ومنشورات الإسرائيليين المعارضين لوحشية حكومتهم
وأعاد المعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي مشاركة تغريدة يوسف معلقاً عليها: "عندما يصبح التضامن مع المظلوم متاجرة بالقضية، والسكوت عن الظلم وتبرير الاعتداء هما البطولة في نظر المتخاذلين! فهنيئاً لنا بتجارة رابحة وهنيئا ًلهم ببطولة زائفة". ثم أردف: "مكة هي قبلتي، الأقصى هو مسجدي، والقدس عاصمتي، وفلسطين هي بلادي وقضيتي، وأنتم بلا قضية ولا عزة ولا كرامة ولا شرف".
وكتب مغرد لخليفة: "جميع المسلمين يقدرونكِ اليوم. لقد أظهرتِ الحقيقة لجمهورك. الله يباركك. ونحن، كمسلمين، نؤكد أنكِ لو وقعتِ بمأزق، فسندعمك جميعاً".
وأضاف له آخر: "عظيم ميا. في الأيام الخوالي، ظننتكِ مجرد ممثلة إباحية بلا قلب. لكن أجدكِ أفضل من الكثير من الإسلاميين. ما تفعلينه عظيم ولمس قلبي".
في الوقت نفسه، لم يتسامح معلقون مع لهجة البعض في الإشادة بجهود خليفة لشعورهم بمسحة تقليل فيها. كتبت إحداهن: "مستفز أوي الاحتقار المبطن في كلام زي ‘حتى ميا خليفة اتكلمت‘ مش إنه شكراً ميا أو كتر خيرك… لأ... حتى ميا اتكلمت... كأنها مش إنسان من حقه يكون له مواقفه وانحيازاته".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...