شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"دمار شامل" و"إبادة"... غزة تحت "قصف جنوني" والمقاومة تُبلي حسناً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 12 مايو 202111:57 ص

"عشنا ثلاثة حروب، بس هاي التلت ساعة أصعب منها كلها. هذا جنون بحت وإرهاب". بهذه الكلمات وصف الصحافي الفلسطيني المقداد جميل القصف المكثف العنيف الذي أصبح عليه سكان قطاع غزة عقب ليلة من الاستهداف شبه المتواصل بالغارات الجوية الإسرائيلية للمقار السكنية والحكومية على السواء.

وأكد العشرات من الغزّيين النشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن القطاع يتعرض لـ"حملة مجنونة" و"دمار شامل" و"إبادة" و"حقد أسود" من الاحتلال الذي أُصيب بسعار جراء الرشقات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية التي ألهبت تل أبيب وعسقلان ومطار بن غوريون على مدار ليل الثلاثاء/ الأربعاء.

ومما كتبه الناشطون الغزّيون عبر تويتر:

"المنزل بيهتز في كل لحظة".

"ما تعيشه غزة الآن غير معقول".

"رائحة البارود تغطي كل القطاع". 

"كل ما نغفى دقيقة بيعطونا هدية (قصف) جديدة".

"البيت إذا ما انقصف حيوقع من كمية وقوة القصف".

"عشنا ثلاثة حروب، بس هاي التلت ساعة أصعب منها كلها"... قصف إسرائيلي مكثف ووحشي على قطاع غزة هذا الصباح. حصيلة الضحايا ترتفع إلى 37 شهيداً، بينهم 12 طفلاً وثلاث نساء، ونحو 250 جريحاً

"جنون صهيوني، واستهدافات بشكل كبير وعنيف بكل مكان في القطاع".

"في أي لحظة، قد يُهدم منزلك فوق رأسك وتتحول أنت وأطفالك لأشلاء".

وأشاروا إلى استهداف إسرائيل العديد من الأبراج السكنية والمنازل، مع ضرب مقر الشرطة في القطاع (الجوازات) والأمن الداخلي والجامعة الإسلامية وقصر الحاكم وأبراج في حي تل الهوى، وحتى مبنى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).

وأوضح رامي عبده، مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن "لجوء الاحتلال لاستهداف الأعيان المدنية بما فيها الأبراج السكنية في مرحلة مبكرة من بدء العدوان على #غزة يعكس بوضوح عقلية إجرامية وضعفاً معلوماتياً ميدانياً".

وأضاف: "الاحتلال المجرم لا يملك أي قاعدة بيانات لأهداف عسكرية، ويستخدم الترويع وكي وعي السكان لأجل تحقيق أهداف رخيصة".

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة ألسنة الدخان والنار تتصاعد من أرجاء القطاع، علاوة على طرق مدكوكة وركام متناثرة في كل مكان.

وروّج البعض لاحتمال إلقاء إسرائيل قنابل فسفور محرمة دولياً ضد القطاع وسط حديث عن وجود رائحة غريبة في أجواء القطاع إذ غرد أحدهم: "الريحة المنتشرة في الجو خنقتنا وعينينا انحرقوا، وما حد عارف شو هي!".

لكن ما من مصدر مسؤول في الصحة أو الأمن الفلسطينيين أكد الأنباء التي وصفها صحافيون هناك بأنها شائعة مغرضة قد يكون الهدف منها ترويع المواطنين. ورُجح أن تكون الرائحة والتأثير على العين نتاج الكمية غير المسبوقة من البارود الناجمة عن انفجار الصواريخ.

"المقاومة كرّست معادلة الدم بالدم"... صدمة في إسرائيل جراء قدرات المقاومة الفلسطينية في الرد على قصفها الوحشي ضد غزة. لأول مرة، غالبية سكان إسرائيل يبيتون ليلتهم في الملاجئ مذعورين

وفيما يزيد عدد ضحايا القصف الإسرائيلي بوتيرة سريعة، أُبلغ عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 37 فلسطينياً (بينهم 12 طفلاً وثلاث نساء) صباح الأربعاء، بالإضافة إلى نحو 250 مصاباً. وحذّر أشرف القدرة، المتحدث باسم صحة غزة، من أن "القصف المتواصل على غزة يضع أكثر من نصف السكان من الأطفال والنساء في حالة هلع وانعكاسات نفسية خطيرة".

في سياق متصل، نشرت مواطنة غزّية صورةً لطفلتيها وقد نامتا وأيديهما على آذانهن من شدة القصف.

المقاومة تكبد إسرائيل خسائر جسيمة

ورداً على استهداف مقار سكنية في غزة، استهدفت المقاومة الفلسطينية، مساء الثلاثاء، تل أبيب ومطار بن غوريون الدولي في إسرائيل، ما أدى إلى إغلاقه أمام الرحلات الجوية. بالتزامن، استمرت الرشقات الصاروخية التي وجهتها المقاومة لعسقلان المحتلة حيث جرى استهداف خط أنابيب عسقلان إيلات الحكومي بنحو 20 صاروخاً، فيما أظهر مقطع فيديو للقناة 12 الإسرائيلية تصاعد ألسنة اللهب منه.

وعكست وسائل الإعلام الإسرائيلية، صباح الأربعاء، صدمة الاحتلال من قدرات المقاومة الفلسطينية على ضرب إسرائيل إذ عنونت "معاريف" عددها بـ"الدولة تحترق"، فيما أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن غالبية السكان قضوا ليلتهم في الملاجئ بشكل غير مسبوق منذ قيام دولة الاحتلال.

ولفت الباحث في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، أن "إحدى أكبر ضحايا عمليات المقاومة هي منظومة الدفاع الجوي الصهيونية ‘القبة الحديدية‘ التي تتباهى بها إسرائيل والتي تعاقدت الكثير من الدول معها على شرائها. المنظومة فشلت في اعتراض معظم الصواريخ".

من جانبه، اعترف جيش الاحتلال بأن "الليلة الماضية شهدت موجات كبيرة وواسعة جداً للغارات الجوية في قطاع غزة مستهدفة مجموعة كبيرة من الأهداف والنشطاء".

"إحدى أكبر ضحايا عمليات المقاومة هي منظومة الدفاع الجوي الصهيونية ‘القبة الحديدية‘ التي تتباهى بها إسرائيل والتي تعاقدت الكثير من الدول معها على شرائها. المنظومة فشلت في اعتراض معظم الصواريخ"

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أن 850 صاروخاً أُطلقت من القطاع صوب إسرائيل سقط 200 منها في غزة. لكن تقديرات جيش الاحتلال توقعت أن أكثر من 1050 صاروخاً من غزة صوبت نحو إسرائيل.

وأقر جيش الاحتلال بشن غارة جوية على منزل القيادي في حماس، صلاح دهمان، بذريعة استخدامه "كمخزن لوسائل قتالية" للحركة. وكذلك، بإسقاط طائرة درونز خرقت المجال الجوي الإسرائيلي عقب انطلاقها من قطاع غزة.ووزعم مقتل رئيس جهاز أمن المخابرات العسكرية في حركة حماس وقائد شعبة مكافحة التجسس. لكن الخبر لم يؤكده أي مصدر فلسطيني.

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، صباح الأربعاء، أن حصيلة القصف الصاروخي من حماس والفصائل الفلسطينية على الأهداف الإسرائيلية - منذ الاثنين- بلغت خمسة قتلى وتسعة جرحى، اثنان منهم في حالة حرجة.

لكن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أكدت أن 200 شخص عولجوا في مستشفيات وسط إسرائيل وجنوبها جراء القصف، الثلاثاء، سبعة منهم كانوا في حالة خطيرة، مشيرةً إلى أن الإصابات وقعت أثناء ذهابهم إلى الملاجئ وأن كثيراً منهم أصيبوا بالقلق.

واعتبر ناشطون فلسطينيون أن "المقاومة كرّست معادلة الدم بالدم" عبر قصفها أهدافاً إسرائيلية وتحقيق خسائر فيها.

ومن ضحايا القصف على إسرائيل، الفلسطينيان نادين وخليل عوض (أب وابنته)، اللذان قضيا في اللد حيث لم تتوفر لهما أي وسيلة للحماية عن نفسيهما إذ أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية - نقلاً عن قريب للضحيتين- أنه لا يُسمح للفلسطينيين ببناء ملاجئ.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image