"من بين كل كتب ياسمين خان، هذا الكتاب هو الأسهل. الوصفات كلها لا تزيد مكوناتها عن ستة أو سبعة مكونات في الحد الأقصى".
من مراجعات عديدة تمتدح كتاب الطاهية البريطانية ياسمين خان "تينات ناضجة Ripe Figs"، تلفت هذه المراجعة التي كتبتها سيرين كيل على موقع "فايس" النظر إلى عنصر مميز للكتاب الذي جمعت فيه الطاهية والكاتبة البريطانية وصفات طعام وحكايا من مخيمات اللاجئين. ألا وهو لون من الإتاحة الفقيرة التي باتت مرتبطة بالمشردين.
الكتاب الصادر عن دار نشر بلومزبري البريطانية يخرج عن مجرد كونه كتاباً لوصفات الطعام البسيطة الفقيرة التي يطهوها اللاجئون العالقون في مخيماتهم بانتظار تقرير مصيرهم من حكومات الدول الأوروبية، بل يرصد الكتاب أوضاع المخيمات وسياسات الحدود الشرق اوسطية الأوروبية، من خلال الطعام.
كتاب ياسمين خان الجديد هو "رحلة ذاتية وسياسية عبر اليونان وتركيا وقبرص"، حيث مخيمات اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط على وجه الخصوص، ونظرة إلى كيف تلقي الغربة والشتات وغموض المصير ظلالهم على يوميات اللاجئين وطعامهم.
بحسب موقع نيجيلا المتخصص في الطهو، فكتاب ياسمين خان الجديد "رحلة ذاتية وسياسية عبر اليونان وتركيا وقبرص"، حيث مخيمات اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط على وجه الخصوص، وكيف تلقي الغربة والتشتت والخوف من غموض المصير ظلالها على يوميات اللاجئين وطعامهم.
مبادرات برائحة الوطن
تبدأ حكايات ياسمين خان في كتابها "تينات ناضجة" بقصة مبادرة قام بها متطوعون يونانيون أتوا بحاويات من الخضر والمكونات الغذائية إلى مجموعة من اللاجئين المشردين في إحدى الحدائق، وأصر المتطوعون على طهو الطعام بأنفسهم للاجئين، عوضاً عن المنهج المعتاد بتسليمهم وجبات جاهزة. تنقل خان عن نادينا كريستوبولو، وهي من مؤسسي المبادرة: "أردنا أن نوصل لهم رسالة بأن هناك من يهتم لأمرهم، يهتم إلى حد أن يقضي قسماً من نهاره كي يخبز كعكة رائحتها كرائحة كعك البيت".
"بيت للجميع" هو اسم مطعم صغير يفتح أصحابه الأبواب يومياً لأربعين شخصاً من اللاجئين، يستقدمهم المشاركون في المبادرة مما تصفه ياسمين بـ"واحد من أعنف مخيمات اللاجئين" في جزيرة ليسبوس اليونانية. يجلس اللاجئون حول طاولات طعام داخل المطعم الدافئ الواقع قرب أحد مرافئ الصيد، وتقدم لهم الوجبات التي يطلبونها كأي من زبائن المطعم "أن يجلس اللاجئون إلى طاولة ويتناولون الطعام على نحو لائق ويقوم طاقم بخدمتهم، فهذا بجعلهم يشعرون أنهم ليسوا مجرد لاجئين ينتظرون العطف، بل هم أناس كاملو الكرامة وتذكرهم بمن هم، وبأحقيتهم في حياة كريمة لائقة شبيهة بما عاشوه في أوطانهم".
سافرت مؤلفة الكتاب إلى تركيا واليونان لتشارك اللاجئين والسكان المحليين المقيمين بجوار مخيمات اللاجئين طعامهم، تتعلم منهم وتطهو لهم. تقول ياسمين خان: "بإمكانك أن ترى التشابه القوي في الطعام (الثقافة) إذ تصر الحدود السياسية على الفصل بين الناس. وجدت مشتركات كثيرة برغم فرض السلطات استدعاء الاختلافات".
"في الولايات المتحدة وبريطانيا، ينطلق الخطاب المعادي للاجئين والمهاجرين من دعوى أنه ‘ليس لدينا ما يكفي’. لكن الحقيقة أننا نجد أن الناس الذين ليس لديهم ما يكفي بالفعل، هم الأكثر ترحاباً، وهم من يفتحون بيوتهم وأذرعتهم لاحتضان اللاجئين.
ناشطية التذوق
"في الولايات المتحدة وبريطانيا، ينطلق الخطاب المعادي للاجئين والمهاجرين من دعوى أنه ‘ليس لدينا ما يكفي’. لكن الحقيقة أننا نجد أن الناس الذين ليس لديهم ما يكفي بالفعل، هم الأكثر ترحاباً، وهم من يفتحون بيوتهم وأذرعتهم لاحتضان اللاجئين، ليس من منظور ‘سنعطيك شطيرة تسكت الجوع’ بل بمنظور سنمنحك كل ما نملك، سنطهو لك حتى تشعر أنك في بيتك ووطنك".
"ليست لدينا أزمة لاجئين. الأزمة تظهر عندما نصر على إقامة الحواجز والأسوار... الهجرة كانت وستظل وسيلة من وسائل البقاء. طوال تاريخ الإنسانية عشنا معاً، ونستحق أن نواصل العيش معاً".
هذه النظرة التي تسكن كتاب ياسمين خان وتنطق بها في كتابها ليست جديدة على الناشطة السياسية المعروفة في بريطانيا بنشاطها الحقوقي في الدفاع عن اللاجئين ورفض عنصرية وعنف الشرطة وشاركت في مسيرات وقوافل لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وأًصدرت ياسمين عن فلسطين وتراثها وموروثها كتاباً عنوانه "زيتون" عام 2019، وهو يتحدى الادعاءات الإسرائيلية المتمثلة في السطو على التراث الفلسطيني وتسجيله كتراث ينتمي إلى الدولة العبرية التي يبلغ عمرها نحو 70 عاماً. إلا أن ياسمين خان لا تطرح ذلك الخطاب في كتابها بشكل مباشر، إذ أصرت حتى في لقاءاتها الإعلامية من أجل الترويج للكتاب على التذكير بأنه عن "المطبخ الفلسطيني" حتى وهي تنقل وصفات من مناطق صارت رسمياً تحت علم دولة الاحتلال.
كتاب ياسمين خان الأحد "تينات ناضجة" يولي – من دون قصد- عناية خاصة للوصفات العربية، انطلاقاً من أن اللاجئين من العراق وسوريا هم نسبة غير قليلة من اللاجئين في تركيا واليونان حيث كانت رحلة الكاتبة. ويظهر في الكتاب الجوامع المشتركة القوية بين المطبخين التركي واليوناني والمطبخين العراقي والسوري من جهة، والتشابه بين مطبخي الدولتين المتصارعتين تركيا واليونان من جهة أخرى.
تقول خان رداً على سؤال حول إيمانها بالحدود المفتوحة طرحته صحيفة غارديان البريطانية: "لدينا حدود مفتوحة لقسم من المجتمع. الأغنياء فُتحت لهم الحدود، ويمكنهم السفر إلى أي مكان في أية لحظة في أمان تام. أما اللاجئون (الفقراء) فتكلفة سفرهم هي حياتهم المهددة في القوارب المتداعية في البحر، ليصلوا إلى مخيمات غير آدمية".
وتختتم المقابلة: "ليست لدينا أزمة لاجئين. الأزمة تظهر عندما نصر على إقامة الحواجز والأسوار. السفر والهجرة وانتقال البشر وثقافتهم معهم مكون رئيس من مكونات تاريخ الإنسانية وطبيعتها. الهجرة كانت وستظل وسيلة من وسائل البقاء. طوال تاريخ الإنسانية عشنا معاً، ونستحق أن نواصل العيش معاً".
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.