شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"أشتاق لقهوتي الصباحية"... كيف يختلف مذاق فنجان القهوة في رمضان؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 4 مايو 202105:55 م

إذا سألنا الأفراد الصائمين عن أكثر ما يفتقدونه خلال شهر رمضان، لعلّ الجواب الأكثر شيوعاً سيكون: القهوة الصباحية.

ففي العادة، لا يشعر البعض بأن يومه قد بدأ بالفعل ما لم يحتس قهوته الساخنة في الصباح الباكر، والتي أثبتت الدراسات أنها قادرة بالفعل على تحسين المزاج وتزويد الجسم بالنشاط والطاقة، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية.

ولكن خلال فترة الصوم، تتغيّر الكثير من العادات الروتينية، فيعمد بعض الأشخاص إلى تعويض نقص الكافيين عند الصباح عن طريق الإكثار من شرب القهوة ومشتقاتها مباشرة عند الإفطار، على "معدة فارغة" أو على السحور، غير أن ذلك من شأنه أن يسبب مشاكل صحية عديدة.

عشاق القهوة

يعتبر العديد من الأشخاص ان الصوم هذا العام هو الأكثر الصعوبة، بحيث أدت تدابير الإغلاق العام والإجهاد الناجم عن وباء كورونا إلى زيادة عادات الكافيين أو اعتمادها حديثاً، بمعنى آخر، أصبح فنجان القهوة الصباحي أحد الملذات اليومية القليلة المتبقية التي لم ينتزعها الوباء، ما يُصعب على البعض التخلّي عن مشروبهم المفضل بسهولة خلال شهر رمضان.

في اليوم الواحد يدخّن حسام كريدية (40 عاماً) علبتي سجائر مع حوالي 6 أكواب نسكافيه.

وعن عشقه للقهوة، قال كريدية لرصيف22: "يمكن القول إني مُدمن على شرب النسكافيه الذي يترافق دائماً مع السيجارة".

خلال فترة الصوم، تتغيّر الكثير من العادات الروتينية، فيعمد بعض الأشخاص إلى تعويض نقص الكافيين عند الصباح عن طريق الإكثار من شرب القهوة ومشتقاتها مباشرة عند الإفطار، على "معدة فارغة" أو على السحور، غير أن ذلك من شأنه أن يسبب مشاكل صحية عديدة

تحدث حسام، وهو مدخن منذ قرابة الـ15 عاماً، عن تجربته مع الصيام في شهر رمضان قائلاً: "تتراوح ساعات الصيام بين 14 إلى 15 ساعة تقريباً في الأيام الأخيرة في لبنان، وبالتالي هذا الامتناع المفاجىء عن شرب القهوة، يغيّر من عادات الإنسان الذي اعتاد على هذا المشروب، الأمر الذي ينعكس بشكل إرادي أو غير إرادي على مزاجه وسلوكياته، ليغدو أكثر عصبية، وينتابه الشعور بفقدان شيء ما"، ويضيف: "أحياناً أشعر بالاكتئاب أكثر من العصبية، فالنسكافيه والسيجارة صديقان عزيزان... صدقاً أشتاق إليهما في هذه الفترة".

وأوضح الشاب اللبناني أنه يحاول قدر المستطاع أن يهرب من الرغبة الملحّة لشرب النسكافيه، عن طريق النوم لساعات طويلة خلال النهار، أما عندما يحلّ الإفطار، لا يرغب كريدية بالطعام أو الشراب، "كل ما أحتاج إليه هو السيجارة والنسكافيه، لا أستطعم بشي إلا بعدهما"، وفق قوله.

هذا وقد خسر حسام كريدية حوالي 6 كيلوغرامات منذ بداية رمضان حتى اليوم، ويعزو السبب إلى عدم الرغبة بتناول الطعام، والاكتفاء بالتدخين واحتساء مشروبه المفضل.

بدورها، تحدثت مهى مرة (45 عاماً) عن العلاقة "الوطيدة" مع القهوة، وعشقها الكبير لهذا المشروب الذي تحول لحدّ الإدمان: "شرب القهوة الصباحية يعني لي الكثير، فعند احتساء فنجان القهوة يتملكني شعور عارم بالهدوء والاسترخاء وتمتزج أفكاري المتطايرة مع بخار القهوة المتصاعد من الفنجان ورائحتها الزكية"، مشيرة إلى أن القهوة تزرع في نفسها الهدوء والسكينة.

وقد كشفت مرة لرصيف22، أنها تشعر حالياً بوجود نقص ما في داخلها بسبب التخلّي عن عادة شرب القهوة في فترة الصباح: "أشعر بالوحدة والاكتئاب وبالعصبية الشديدة لكوني أفتقد كثيراً لفنجان القهوة الصباحي، بخاصة في الأيام الأولى من الصيام، ولكن أقول في نفسي إن هذا الشهر المبارك سرعان ما سيمرّ وأعود بالتالي لشرب القهوة عند ساعات الصباح الأولى".

هذا وأشارت مهى إلى أنه حتى ولو جلست مع نفسها واحتست القهوة بعد الإفطار، فإن "القهوة الصباحية لها مذاق خاص لا يعوضه أي وقت".

عادات خاطئة

يعاني الكثير من الأفراد من الخمول والصداع، جرّاء عدم تناول المشروبات الغنية بالكافيين طوال ساعات الصيام، لكنهم يعمدون إلى شرب القهوة ومشتقاتها على نحو خاطئ مباشرة على الإفطار، كما أن البعض يظن أن احتساء كميات كبيرة من القهوة في وقت السحور سيجنبه الصداع أثناء الصوم.

في الواقع، إن شرب القهوة مباشرة على الإفطار ليست خطوة جيدة، لكون الكافيين يزيد من إنتاج كمية الأنزيمات والأحماض في المعدة، الأمر الذي قد يسبب حرقة واضطرابات عديدة في المعدة كصعوبة الهضم.

فعند الإفطار، يحتاج الصائمون/ات لشرب الكثير من الماء بغية التعويض عمّا فقده الجسم خلال ساعات الصيام، وتعد القهوة مدرّة للبول ولن تساعد في عملية الترطيب، وبالمثل فإن شربها في السحور يعني فقدان كمية كبيرة من الماء خلال التبوّل في ساعات الصباح.

وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الخصوص: ما هو الوقت الأنسب لشرب القهوة في رمضان؟ وكيف يمكن تجنب أعراض انسحاب الكافيين من الجسم خلال هذا الشهر؟

تنصح الأخصائية في علم التغذية سالي الزين، بشرب القهوة وغيرها من المشروبات التي تحتوي على كمية عالية من الكافيين بعد حوالي ساعة أو ساعتين من الإفطار، أي بعد أن يكون المرء قد تناول بعض الحبات من التمر مع وجبة صحية متكاملة وشرب كمية وافرة من الماء: "عندها يكون معدل السكر في الدم قد أصبح طبيعياً وبات الجسم مزوداً بالسوائل واستعاد نشاطه".

ما هو الوقت الأنسب لشرب القهوة في رمضان؟ وكيف يمكن تجنب أعراض انسحاب الكافيين من الجسم خلال هذا الشهر؟

في المقابل، تحذر الزين من شرب القهوة في وقت متأخر في الليل، لكونها تسبب الأرق وتعيق دورة النوم، الأمر الذي يؤثر على الحالة الصحية ويتسبب في الشعور بالنعاس والإجهاد وعدم القدرة على التركيز أثناء ساعات الصيام، مشددة على أن شرب القهوة عند السحور قد يسبب جفاف الجسم.

وتحدثت سالي عن أعراض انسحاب الكافيين من الجسم التي ترافق الأفراد المعتادين على شرب القهوة بكميات عالية، مشيرة إلى أن الحدّ أو الإقلاع عن تناول مشروبهم المفضل خلال شهر رمضان يجعلهم يختبرون مجموعة من الأعراض التي تشمل ما يلي: الصداع، قلّة التركيز، التعب، الاكتئاب، تقلّب المزاج والقلق.

من هنا وبهدف تفادي هذه الأعراض، تنصح سالي الزين الشخص الصائم بالحدّ تدريجياً من كمية القهوة التي يستهلكها، واستبدال المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين بالقهوة منزوعة الكافيين أو بمشروبات تضم نسبة أقل من هذه المادة كالشاي الأخضر.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image