في تقرير نشرته صحيفة "أخبار مانشستر" المسائية، في 21 نيسان/أبريل، أن احتمال استحواذ السعودية على نادي مانشستر يونايتد ليس مطروحًا على الطاولة، بسبب ملف الرياض في انتهاكات حقوق الإنسان.

قال تقرير بريطاني إن الأمير السعودي مصمم على الاستحواذ على فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، وقدم عرضاً لنيوكاسل يونايتد الصيف الماضي. ورفض الاتحاد الانجليزي إتمام الصفقة، بسبب مخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان في السعودية والقرصنة على قناة بي إن سبورت القطرية.

مع ذلك، من الصعب على ملّاك النادي الذين أعادوا طرح فكرة بيع النادي بسبب تعثرهم مالياً، العثور على زبون في الوقت الحالي قادر على شراء مانشستر يونايتد بسبب قيمته التي تصل إلى 3 مليارات دولار. وقالت الصحيفة إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "يمارس ضغوطاً على الحكومة في لندن لإتمام الصفقة"، وإنه قد يكون الزبون القادر على  شراء النادي، لأنه لا يزال يحاول امتلاك نادي كرة قدم على غرار أمراء قطر والإمارات.

بيع النادي

عاد موضوع ملكية أندية كرة القدم في إنجلترا إلى جدول الأعمال هذا الأسبوع، بعد إعلان أندية "الستة الكبار" التقليدية في الدوري الإنكليزي الممتاز انضمامها إلى دوري السوبر الأوروبي.

وبررت الأندية الستة انضمامها الى السوبر الأوروبي، بأنها تسعى لتطوير دخلها لمواجهة تداعيات أزمة كورونا، لكن ضغطت الحكومة البريطانية على الأندية للانسحاب من هذا الدوري.

ودان المشجعون والنقاد والمدربون واللاعبون السابقون و اللاعبون الحاليون الفكرة، وعليه انسحبت جميع الأندية الإنجليزية الستة من البطولة استجابة لضغوط الحكومة البريطانية. لكن مع انهيار فكرة الدوري السوبر، وتراجع القدرة على توفير مصدر دخل جديد للأندية، أعاد مالكو نادي مانشستر يونايتد مقترح بيع النادي مرة أخرى. إلا أن المبلغ المطلوب لشراء النادي سيجعل مسألة العثور على الزبون أمراً صعباً، إذ قُيمت مجلة فوربس الأمريكية مانشستر يونايتد مؤخراً بأكثر من ثلاثة مليارات جنيه إسترليني، ما يجعله رابع نادي من حيث القيمة في كرة القدم العالمية.

أفادت صحيفة الغارديان البريطانية أن بن سلمان حذّر رئيس الوزراء بوريس جونسون في رسالة نصية من أن العلاقات بين المملكة المتحدة والسعودية ستتضرر إذا فشلت الحكومة البريطانية في التدخل "لتصحيح" قرار الدوري الممتاز "الخاطئ" بعدم السماح له بالاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد العام الماضي.

غيرة بن سلمان

أشار موقع "We All Follow United" الرياضي، في 21 نيسان/أبريل، إلى إن محمد بن سلمان سيبدأ بجهود تفضي إلى شراء النادي بعدما أعلن مُلاكه استعدادهم لبيعه.

في 2019، التقى مدير نادي يونايتد ريتشارد أرنولد بمندوبين سعوديين، ثم انتشرت شائعات بأن بن سلمان كان يتطلع إلى محاولة الاستحواذ على مانشستر يونايتد. وقال الموقع البريطاني إن الأمير السعودي مصمم على الاستحواذ على فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، وقدم عرضاً لنيوكاسل يونايتد الصيف الماضي.

ورفض الاتحاد الانجليزي إتمام الصفقة، بسبب مخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان في السعودية، والقضايا المتعلقة بالقرصنة التلفزيونية في السعودية على قناة بي إن سبورت القطرية خلال فترة المقاطعة التي قادتها السعودية. ويضيف الموقع البريطاني: "بالنظر إلى الموقف الذي اتخذه الاتحاد الإنجليزي والجماهير ضد نيوكاسل الصيف الماضي، يمكن توقع حدوث نفس الشيء إذا تقدم بن سلمان بطلب للحصول على يونايتد".

وفي 2005 حين قرر المالك الحالي شراء ملنشستر يونايتد، كان هناك معارضة واسعة من المشجعين، ومع ذلك نجح في الاستحواذ على النادي. حتى دشن الجمهور حركة الأخضر والذهبي عام 2010 بهدف الإطاحة بملاك النادي الأمريكيين المكروهين على نطاق واسع.

وفي 15 نيسان/أبريل الجاري، أفادت صحيفة الغارديان البريطانية أن بن سلمان حذّر رئيس الوزراء بوريس جونسون في رسالة نصية من أن العلاقات بين المملكة المتحدة والسعودية ستتضرر إذا فشلت الحكومة البريطانية في التدخل "لتصحيح" قرار الدوري الممتاز "الخاطئ" بعدم السماح له بالاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد العام الماضي.

وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية، التي أبلغت لأول مرة عن محاولة الضغط التي قام بها ولي العهد، أن الرسالة إلى جونسون أُرسلت في 27 حزيران/ يونيو ونصها: "نتوقع من الدوري الإنكليزي الممتاز إعادة النظر في استنتاجه الخاطئ وتصحيحه".

وذكرت الغارديان في التقرير الذي كتبه الصحافي الدبلوماسي باتريك وينتور أن السعودية تشعر دائماً بالغيرة من مشاركة خصمها اللدود قطر في نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم، وامتلاك الإمارات مانشستر سيتي الانجليزي.

وأشارت الصحيفة الى وجود معارضة حقوقية قوية لمساعي بن سلمان للاستحواذ على نادي كرة قدم غربي لغسيل صورة المملكة بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في 2018.

وقالت منظمة العفو: "في الوقت الذي كان فيه ولي العهد يمارس ضغطًا على رئيس الوزراء، كان العالم لا يزال يعاني من تداعيات مقتل خاشقجي، واعتقال نشطاء حقوق الإنسان مثل لجين الهذلول، والطائرات الحربية السعودية كانت تقصف اليمن بلا تمييز". وتابعت الغارديان في تقريرها: "هذه القضية المتشابكة برمتها تؤكد الحاجة إلى إجراء إصلاح شامل لاختبار مالكي ومديري الدوري الإنجليزي الممتاز، لتوفير تدقيق مناسب في مجال حقوق الإنسان لمن يحاول الاستحواذ على بريق وهيبة كرة القدم الإنكليزية".