نشرت وزارة الداخلية السعودية عبر حسابها الرسمي بموقع تويتر، صورة لسيدة من الأمن السعودي تدعى "عهود" أثناء إشرافها على مناسك العمرة بالحرم المكي.
وظهرت السيدة وهي ترتدي حجاباً وزياً عسكرياً، وعلى كتفها مكتوب عبارة "أمن الحج والعمرة"، وفي الخلفية رجال ونساء يؤدون مناسك العمرة.
وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نحو 1500 امرأة لخدمة قاصدات وزائرات المسجد الحرام، منهن 600 في وكالة الشؤون الفنية والخدمية، و50 للعربات الكهربائية، و850 في وكالة الشؤون التطويرية النسائية موزعات ما بين (وكالة الشؤون التطويرية النسائية، والوكالة المساعدة للشؤون الإدارية الخدمية، والوكالة المساعدة للشؤون التوجيهية والعلمية).
جندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نحو 1500 امرأة لخدمة قاصدات وزائرات المسجد الحرام، منهن 600 في وكالة الشؤون الفنية والخدمية، و50 للعربات الكهربائية، و850 في وكالة الشؤون التطويرية النسائية
وتضطلع جنديات الحرم في بعض المهمات الأمنية في المسجد الحرام، كالتنظيم وتطبيق الإجراءات الاحترازية والمتابعة الأمنية لكل ما يخص النساء في الحرم.
وكالعادة، أثارت صورة المجندة "عهود" ردود فعل واسعة ما بين مؤيد ومنتقد على فضاء تويتر في السعودية المتنفس الرئيس للشعب السعودي للتعليق على مجريات الحياة السياسية والاجتماعية في المملكة.
أما المؤيدون فرأوا أن ظهور أمن الحرم من السيدات صار شيئاً إلزامياً من أجل "التعامل مع النساء المخالفات"، وعلق تركي الحمد وهو أستاذ سابق للعلوم السياسية بجامعة الملك سعود بأن الصورة دليل "على السعودية الجديدة القادمة بقوة إلى العصر الحديث".
استدعى أحد المعلقين على صورة سيدة الأمن فتوى سابقة لصالح الفوزان أحد الدعاة السعوديين، تقول إنه "لا يجوز تجنيد المرأة في الجيش والشرطة" لأن هذه الأعمال تخص الرجال، وبالتالي لا يحق للمرأة أن تتولى أعمالاً ليست مخصصة لها".
وكتب تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية وأحد وجوه المملكة البارزين على الصورة: "بنت الوطن في الميدان".
في المقابل، استدعى أحد المعلقين على صورة سيدة الأمن فتوى سابقة لصالح الفوزان أحد الدعاة السعوديين، تقول إنه "لا يجوز تجنيد المرأة في الجيش والشرطة" لأن هذه الأعمال تخص الرجال، وبالتالي لا يحق للمرأة أن تتولى أعمالاً ليست مخصصة لها".
مؤخراً، انتهجت السلطات السعودية سياسة دعم قطاع الأمن العام بالكوادر النسائية. وفي سبيل ذلك وافقت وزارة الداخلية على قبول أعداد كبيرة من السعوديات في السلك الأمني وتدريبهن في الإعداد العسكري، وعلى الأنظمة والقوانين المتعلقة بالعمل الأمني، إضافة إلى مهارات استخدام الحاسب الآلي، واللغة الإنجليزية والاتصالات، والأدلة الجنائية والإسعافات الأولية.
وفتح الباب أمام السعوديات لتقديم طلبات الالتحاق بجهاز الشرطة وتلقي التدريبات في عام 2017، وجرى تخريج الدفعة الاولى بعد عامين، لتشهد شوارع المملكة انتشار ضابطات خدمات مرورية وأمنية في عام 2019.
تطور أوضاع المرأة السعودية
يأتي تولي المرأة حراسة أمن الحرم ضمن سلسلة خطوات اتخذتها المملكة العربية السعودية نحو تحسين أوضاع المرأة خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2017 وافقت المملكة على ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس، وفي عام 2018 سمحت المملكة للمرأة بقيادة المركبة لأول مرة، تبعها إقرار قانون مكافحة التحرش الذي قضى بضرورة التشهير بالشخص الذي تثبت إدانته بالتحرش على وسائل الإعلام المحلية أو الإلكترونية حسب جسامة الجرم المرتكب.
وتوالت القرارات السعودية، فسمحت السلطات للأسر بدخول مباريات كرة القدم لأول مرة في تاريخ المملكة، ومنح تراخيص قيادة الطائرات للنساء للمرة الأولى في تاريخ المملكة.
وفي عام 2019 سمحت السعودية للمرأة بالسفر من دون اشتراط موافقة ولي أمرها، وفي نفس العام تبوأت المرأة السعودية منصب " سفير" لأول مرة في تاريخها، وكانت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان أول سفيرة للسعودية في هذا المنصب.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" في تقرير صدر عام 2019 إن تمكين المرأة السعودية يأتي ضمن رؤية 2030 "التي تستهدف رفع مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل بنسبة 30%، إضافةً إلى تبوّئها مناصب سياسية، فضلًا عن مشاركتها الفعالة في مجلس الشورى والمجال الأمني، وتوليها المناصب العليا في قطاع التعليم، وترشيح نفسها لعضوية رئاسة البلدية".
نساء خلف القضبان
وبرغم ذلك، لا تزال السعودية تواجه انتقادات لاذعة في سجل حقوق الإنسان، لا سيما حقوق النساء. وكان حساب سعودي اسمه "معتقلي الرأي" أعلن في مارس/ آذار الماضي اعتقال "عدد من الشابات" في السعودية على خلفية نشاطهن على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف الاعتقال بأنه "تعسفي".
وقال الحساب: "تم اعتقال الشابات بعد اختراق حساباتهن على إنستغرام وسناب شات وكشف هوياتهن الحقيقية".
وواجهت السعودية انتقادات سابقة في قمة العشرين التي احتضنتها في عام 2020، وعُرضت صور ناشطات سعوديات على واجهة متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك قبل أيام من انطلاق القمة الافتراضية، ومن اللواتي عرضت صورهن لجين الهذلول التي أفرج عنها لاحقاً.
ويشير تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في عام 2020 إلى أنه بالرغم من التطور الإيجابي في بعض القضايا التي تخص المرأة المنظورة أمام القضاء السعودي، "تظل النساء والفتيات يواجهن التمييز المجحف في القانون والواقع الفعلي في ما يتعلق بالزواج، والطلاق، والإرث، ويفتقرن إلى درجة كافية من الحماية من العنف الجنسي وغيره من ضروب العنف. وظلت اللواتي تعرضن للأذى الأسري بحاجة إلى إذن ولي الأمر الذكر لمغادرة دور الرعاية المخصصة"، بحسب نص التقرير.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون