شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"إما نحن أو شفرة الحلاقة"... أحاسيس نسائية متناقضة تجاه شعر جسد الرجل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 19 أبريل 202106:05 م

ما إن وصل والد سهى (55 عاماً) إلى بيتها، بعد اتصال قام به الزوج، يطلب من الأب القدوم ليفض الخلاف القائم بينهما، حتى بدأ الزوج (36 عاماً) بالحديث عن أصل المشكلة، التي نشبت بينهما في تلك الليلة، قائلاً: "ألا يحق لي حلق ذقني!".

صمت الزوج قليلاً بعدما هدأ، ثم أكمل: "أنا لا أطيق وجهي بالشعر، فهي تأكلني (تسبب هرشاً جلدياً) وأرى وجهي شاحباً وكئيباً"، وما هي إلا لحظات حتى تدخلت زوجته سها (22 عاماً) بالقول بعصبية شديدة: "أنت تطلب مني أن أطيل شعري، فلماذا تستخف برغبتي في أن تطلق لحيتك؟ أريدك أن تطلق لحيتك، فأنا لا أميل للرجل الأملس لأنه يجعلني أشعر وكأنني مع امرأة مثلي".

وأمام هذا الجدل شعر الأب بحيرة، ما الحل لهكذا مشكلة، خاصةً أنها أمور شخصية، لا يسمح الشخص لغيره أن يتدخل فيها، فما كان من الأب إلا أن اصطحب ابنته إلى بيته علها تهدأ، فضاً للجو المشحون جراء هذا النوع من الرغبات.

وتصمم سهى، وتسكن في قطاع غزة، بحسب روايتها لرصيف22، على حقها في أن يطلق زوجها لحيته لأنها ببساطة تحب الرجل المشعر، وللأكمة ما وراءها.

نوع من الإغراء

وتدافع أمنية جلال (33 عاماً)، تعمل مدرسة لغة فرنسية من العراق، عن وجهة نظرها في تفضيل الرجل المشعر، قائلة لرصيف22: "شعر الصدر جميل ومغرٍ بشرط ألا يمتد للظهر والكتفين وأسفل الظهر".

وتضيف: "حين تقدم زوجي لخطبتي، كان يرتدي قميصاً شتوياً، ولاحظت أنه كثيف الشعر خاصة في منطقة الرسغ، الأمر الذي أسعدني، فأنا لا أفضل الرجل الأملس لأنه يبدو كطفل غير بالغ".

تقول هنا السماعين (42 عاماً) ربة منزل من غزة: "الشعر في جسد الرجل مقزز ومقرف حين يكون عارياً"، وتكمل حديثها ضاحكة: "هو يجعلني أراه غوريلا"

تمثل أمنية تقريباً مشاعر عدد ليس بالقليل من النساء، إذ يتم تنميط الرجل بزيادة الشعر، والمرأة كونها ملساء، لكن هناك شريحة أخرى ترى الرجل المشعر مقززاً، ويفضلن الرجل بلا شعر في جسده. تقول هنا السماعين (42 عاماً) ربة منزل من غزة: "الشعر في جسد الرجل مقزز ومقرف حين يكون الرجل عارياً، خاصةً في منطقة الظهر"، وتكمل حديثها ضاحكة: "هو يجعلني أراه غوريلا".

وتضيف: "كثافة الشعر تقضي على وسامة الرجل مهما كان جذاباً".

نفسياً، لماذا تميل المرأة للرجل المشعر كما يقال؟ تجيب الأخصائية النفسية والاجتماعية علا حسام (45 عاماً) من الضفة الغربية: "تميل المرأة بشكل عام لكل ما هو عكس طبيعتها كما صورها المجتمع، لذلك نراها تحب الخشونة، ومن سمات هذه الخشونة الشعر الكثيف في الرجل".

وتضيف لرصيف22: "ترى المرأة الشعر الكثيف دليلاً على قوة هرمونات الرجل، وبالتالي قوته، وبما أنها تبحث عمن هو أقوى منها لحمايتها (في مجتمع مضطرب وذكوري) تفضل الرجل المشعر على الرجل الأملس ولكن لكل قاعدة استثناءات".

وتنهي حديثها بالقول: "تعتبر كثافة شعر جسد الرجل من أحد الأمور التي تجذب المرأة للرجل سواءً كان يظهر من ياقة القميص، أو من فتحات الأكمام، فهذا يعتبر أمراً لافتاً للنظر جداً، وفي المقابل فإن هناك نسبة قليلة لا تحب الرجل الكثيف الشعر".

تقول مجموعة من النساء في مقطع بالإنجليزية لفيديو متداول على يوتيوب حول الرجل المشعر: "يا رجال نريد أن نتحدث عن أمر جاد للغاية ألا وهو الحلاقة، فعندما تحلق لحيتك فإن الأمر يؤذينا، فنحن نحب لحيتك. أحبها لأنها تجعلك تبدو كرجل، ونحب أن نلمسها لأنها تشعرنا بالأمان، فأنت تبدو أفضل باللحية مثل محارب فايكنغ، تبدو مثل حطاب، وهو ما نحبه، وليس لديك الحق في قص لحيتك، تلك جريمة خطيرة، حلاقة لحيتك تجعلك أقل جاذبية بنسبة 100%، هذه حقيقة وهي علم، انهض وكن رجلاً، وإذا كنت واقفاً بالفعل، فنحن لسنا بحاجة إلى صبية بحاجة لرجال. لا مزيد من وجوه الرجال الملساء، احترموا أنفسكم، وانضجوا واطلقوا اللحى، إما أنا أو شفرة الحلاقة".

إحساس الرجل بشعر جسده

بحلول منتصف العشرين من عمر الرجل، يبدأ الشكل النهائي لتوزيع نمو الشعر في الظهر بالتكون، ربما يأخذ الشعر توزيعات قليلة الكثافة، وربما يكون شديد الكثافة في مناطق أخرى من الجسم، وقد يكون الأمر طبيعياً في بعض الأحيان، وقد يكون السبب هو وجود مشكلة طبية تحتاج إلى استشارة الطبيب وفقاً لموقع "dailymedicalinfo"الطبي.

وتعود غزارة الشعر في جسد الرجل إلى معدل هرمون التستوسترون المسؤول عن كثافة الشعر أو قلته، وعلمياً هرمون التستوسترون هو الأقوى ومعدلاته تحدد كمية الشعر التي ستكون من نصيب الرجل.

ومرد الأمر إلى الجينات أو العامل الوراثي في ظهور الشعر على الظهر، وهو العامل الأكثر شيوعاً، إذ يمكن أن تجعل بعض الرجال أكثر حساسية لتأثير هرمون التستوسترون.

أما الرجال فهم في حيرة من أمرهم، فمنهم من يرى أن الشعر الكثيف سمة من سمات الرجولة بل يتباهى بالأمر مفضلاً ارتداء قمصان مفتوحة الصدر، بينما يرى البعض أنها مشكلة تؤرقه، ولذلك يقوم بحلاقته وإزالته.

يقول هاني ملاذ (28 عاماً) من مصر يعمل في البناء: "أنا معجب بكوني رجلاً كثيف الشعر خاصةً في منطقة الصدر، التي تجعل الرجل أكثر إثارة، ووسامة في نظر المرأة، وأتعمد إظهار الشعر في منطقة الصدر وأرتدي قلادة تزيد المنطقة إغراءً".

ويضيف ملاذ: "قرأت كثيراً عن تفاصيل صغيرة، تجعل المرأة تنجذب بقوة للرجل، ومنها أن يكون ذا شعر كثيف، فهي تشعر برجولته أكثر".

أما رامي أبو هدب (40 عاماً) من غزة، فيشكو من كثافة الشعر لديه، ويقول إن زوجته تقترح عليه إزالته بالشفرة لأنه يضايقها حين تلتصق بجسده.

ويصف شعوره بعد الانتقاد الدائم من قبل زوجته: "أصبحت أكره جسدي لأنه مليء بالشعر، وأشعر أنني كالإنسان البدائي البري".

"تكره زوجتي شعري، وتقترح علي إزالته بالشفرة لأنه يضايقها حين تلتصق بي، أصبحت أكره جسدي لأنه مليء بالشعر، وأشعر أني أشبه الإنسان البدائي"

ويتابع: "أفكر في إزالته بالليزر لأن الحلاقة بالشفرة قد زادت كثافته لدي، ولكن حين توجهت إلى طبيب تجميل أخبرني أن الأمر مكلف، خاصةً أن الشعر يغطي كامل جسدي ولا أدري ما الحل".

مخاطر إزالة الشعر

هل توجد مخاطر لإزالة شعر جسد الرجل كاملاً؟ يجيب فادي قويدر (57 عاماً)، طبيب جلد من الأردن: "الشعر الكثيف المنتشر في أماكن عديدة من جسم الرجل خصوصاً على البطن، والظهر، واليدين والمناطق الحسّاسة هو من أكثر الأمور التي تسبّب انزعاج الرجل، فبالرغم من أنه يستحمّ يومياً، إلّا أن الشعر يسبّب المشاكل الجلدية العديدة مثل البثور والبكتيريا المختلفة، كما أنه قد يسبّب النفور عند المرأة".

وفيما يتعلق بأضرار إزالته بالليزر، يضيف قويدر: "على الرغم من أن عملية إزالة الشعر بالليزر قد تساعد على تأخير أو إبطاء نموه، إلا أن النتائج غالباً ما تكون مؤقتة، كما قد يحتاج الشخص للخضوع للعديد من الجلسات للحصول على النتائج المنشودة".

أما عن الأعراض الجانبية فإن الشخص يصبح معرضاً للالتهابات، بالإضافة إلى تغير لون الجلد واحمرار وتهيج البشرة وحروق وفقاعات جلدية، ولذلك ينصح ألا يخضع المريض لهذا النوع من العلاجات إلا عند طبيب أخصائي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard