شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
“اللبس وجسمه وطريقة تسريح شعره“... مصريات يتحدثن عما يجذبهنّ في الرجال

“اللبس وجسمه وطريقة تسريح شعره“... مصريات يتحدثن عما يجذبهنّ في الرجال

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 3 أكتوبر 202005:00 م

لدى الرجال مزايا عديدة منحها لهم المجتمع، خاصة اختيار ما تمثل لهم الفتاة المثالية. مهما كان الشاب يعاني من السمنة فهو يعلّق كثيراً على امتلاء جسد حبيبته أو يريدها كعارضات الأزياء، لكن هل يعطي المجتمع للفتيات الحق نفسه في التعليق على الجمال الشكلي للرجال دون أن يُنظر إليهن نظرة دونية؟ هل تحدد الفتيات أفكار الرجل، وتحمله للمسؤولية عن نظافة مظهره وجماله مثلما يفعل هو تجاهها.

"أخاف من الأصلع"

إذا سألتِ جدتك عن الرجل المثالي، فستقول حتماً إنه لا بد أن يكون "طول بعرض ملو هدومه"، وهو كان الجسد الشائع آنذاك، فكثيرات كنّ حول رشدي أباظة، وقليلات حول حسن يوسف، أما في الألفية الجديدة، فربما يكون لدى الفتيات تفضيلات أخرى، وقد يفزعهنّ ذلك "الطول بعرض" كأباظة أو الرجل المُشعراني كحسن يوسف.

لدى طبيبة الامتياز العشرينية أمنية سويدان، مواصفات لا تحبها إذ تثير لديها بعض المشاهد السلبية، تقول لرصيف22: "مبحبش الرجالة المُشعرة بزيادة لأني بقشعر من الشعر، أصابتني تروما بسبب ممثل مُشعر شفته في مشهد اغتصاب، وعنف جنسي، وأنا طفلة"، كما لا تفضل الرجال ذوي العضلات المنتفخة.

 "ريحته مش وحشة، ضوافره مش وسخة، بحب المدخنين، بحسها حاجة سكسي مع إني ارتبطت عادي بحد مش بيدخن، وبحب الجسم المشدود وبرضه عادي ارتبطت بحد تخين مرة"

وبعكس بعض الآراء التي تقول إن الرجل الأصلع أكثر جاذبية لدى أمنية رأي آخر هو: "مش بفضل الصلع، بيفكرني بالراجل التقليدي المُمل اللي شايل بطيخة وهوا راجع الضُهر".

الكاريزما والانطباعات الأولى

"الانطباعات الأولى تدوم" من ناحية الشكل والكاريزما، لكن المظهر يتعدى كونه شكلاً خارجياً، ويحدد طريقة تفكير صاحبه، تقول ابنة الإسكندرية: "نسبياً باقدر أحدد صفات الرجل الشخصية من شكله، يعني لو شعره كيرلي بحسه من الأشخاص المتساهلين، ولو شعره كلاسيك زي فنانين الخمسينات، بحسه راجل لطيف وچانتيه، بس بيخاف من التغيير، ولو شعره مصبوغ بشوفه متمرد، بالنسبة للطبقة الاجتماعية مش بركز في ده، المهم الراجل يكون لبسه متناسق وشيك".

أما دينا نبيل، طبيبة عشرينية، تقيم بالقاهرة، تقول إنها ليس لها تفضيلات جسدية في الرجل، لكنها لا تتنازل عن الحد الأدنى اللائق، توضح: "ريحته مش وحشة، ضوافره مش وسخة، بحب المدخنين، بحسها حاجة سكسي مع إني ارتبطت عادي بحد مش بيدخن، وبحب الجسم المشدود وبرضه عادي ارتبطت بحد تخين مرة".

كل تلك المواصفات لا تقلل من أهمية عقل الرجل، خاصة في مجتمع لا يقدر حرية المرأة، تقول دينا: "أنا بابص عالشكل بس العقل أهم ليا لأني عندي فوبيا الذكورية، وبخاف على حريتي وما أقدرش أدبس نفسي مع حد عشان شكله حلو".

بينما حنان اسم مستعار (28 عاماً)، محامية، تنفر من رائحة التدخين، وينفرها رائحة فم الرجل المقيتة، وكذلك رائحة الجسم، وتنتبه جيداً إلى استعمال الرجل لمستحضرات النظافة والعناية الشخصية وتغييره لملابسه ونظافتها، كما تستطيع أن تميز من طريقة تناسق الملابس ميول الشخص الدينية والأيدولوجيا السياسية، حسب تعبيرها.

استطاعت حنان أن تقرأ أفكار رجل كان يسعى للارتباط بها من طريقة لبسه، وهي ممتنة إلى حدسها آنذاك، فتنسيق الرجل لملابسه وشكل جسمه ربما يكونان في بعض الأحيان محددان لعقليته، هكذا ترى حنان.

تقول حنان لرصيف22: "اللبس، وجسمه، وطريقة تسريحه لشعره، ودقنه كل دي حاجات مجرد ما أبص عليها بآخد فكرة ممكن تكون سطحية، لكن بكون منها أفكاره وشخصيته، في حد رفضته، حددت أفكاره من شكله، وبالفعل طلعت زى ما أنا شكلتها، عرض علي الارتباط رفضته، شكله مكنش مهتم بنضافته الشخصية، بالتالي ده خلاني آخد فكرة إنه مش مُنظم ولا مسؤول في حياته، واكتشفت إن أفكاره ضد إن الست تشتغل، ومعظمها تشاؤمية ومش مخطط لحياته ولا لمستقبله".

مع ارتفاع نسبة السمنة في مصر، أصبح شكل الكرش مميزاً للرجل المصري لكن سهيلة سامي، 25 عاماً، لا تنجذب للرجال ذوي الكروش الممتلئة، تقول لرصيف22: "أنا مش فارق معايا شكله المهم يبقي من غير الكرش المصري المميز شكل الكرش مع جسم ضعيف مش متناسق، مش حتشدله من الأول".

وترى الطالبة بكلية الحقوق، منى حميدة، أن التفضيلات الجسدية ليست واحدة في كل من أعجبت بهم، لكنها مؤخراً أعجبت بشاب، وتأكدت أن مواصفاته هي المواصفات التي تريدها جسدياً في الرجل، كاهتمامه بنفسه، وضحكته المميزة جعلاها تقترب أكثر منه لمعرفة أفكاره وشخصيته، وتعتقد أنه لولا الانجذاب الذي حدث في البداية لما أرادت معرفته بشكل أكبر، ولكانت أغلقت الأبواب في وجهه، بحسب قولها.

"أكره المدخنين بسبب أبي"

أما سامية (اسم مستعار)، 22 عاماً من القاهرة، فتقول "عندى النضافة والاهتمام أول نقطة، ثانياً مبحبش اللي شكلهم رفيع أوى مش بنجذب ليهم ولا أبو الكرش بيحسسني بعدم الاهتمام بنفسه، وإنه مش خايف على شكله ولا صحته ولا المُدخن مش بنجذب ليه نهائي، بكره المُدخن بسبب ريحة السجاير، غير إن عندي تروما بسبب أبويا، ريحة الدخان بتاعته لما بتبقي في البيت يعني هو جه، يعني البيت هيبقي مكهرب، وزعيق وقلة قيمة طول ماهو قاعد".

بحسب مقال في موقع "ميديكال ديلي" فإن الرجل المدخن مثير جنسياً، لكن مروة، اسم مستعار (22 عاماً)، طالبة في كلية الصيدلة، تختلف مع هذه الفكرة، فهي لا تتنازل عن النظافة الشخصية وتكره كل الروائح "غير اللطيفة"، لدى الرجل، تقول: "مقدرش أحط مواصفات شكلية محددة، إلا أنه يكون دايماً ريحته عرق أو مبيغسلش سنانه، ارتبطت مرة بحد مكنش بيعرف ينسق هدومه كويس وكان بينزل الكلية بأي حاجة وده كان بيضايقني جداً بس حاولت اصلحه جوة العلاقة".

وتضع شيرين السيد، اسم مستعار، مبرمجة، (30 عاماً)، مقيمة بالاسكندرية، شروطاً واضحة، ومحددة، فجسدياً تنجذب إلى الرجل الطويل القامة، لأنها طويلة، وتحب أن يكون جسده متناسق الوزن وأسمر اللون، مضيفة: "بس لو بحبه مش مهم الكلام اللي فوق دا خالص، أنا محبتش حد مش شبه المواصفات دي، ممكن الطول بس عشان أنا أصلاً طويلة، فمرتبطتش بحد أطول مني قبل كدا، اجتماعياً لازم يكون زيي، مادياً معنديش مشكلة".

أزمة "رجولة"

هناك أشخاص يشعرون بانجذاب جنسي نحو الأشخاص الذين يمتلكون أفكاراً جيدة، هؤلاء يطلق عليهم "سابيو سيبكشوال". أماني الليثي، وهي فتاة عشرينية تؤكد أنها لا تنظر إلى تفضيلات شكلية واضحة لدى الرجل بل إلى أفكاره وعقله. تستطيع أماني أيضاً أن تحدد أخلاقه من ملابسه، تقول: "أحياناً في حد تبصي في وشه تقولي ده شرير أو متحرش أو نصاب".

رائحة الفم ليست رفاهية لأماني، فهي تذكرها بتجربة سيئة تعرضت لها حينما كانت في علاقة مع أحدهم، وكان يقبلها ورائحة نفسه كريهة، وتشع منه رائحة السجائر، وكان يمارس معها العلاقة الحميمية بالإجبار، وهي نائمة، وغير مدركة لذلك، وهذا ما سبّب لها تروما لا تستطيع تجاوزها.

"هناك أزمة فحولة لدى العديد من الشباب، فهم يعملون أكثر من 12 ساعة يومياً ولا يحققون دخلاً كافياً، وصوت الشباب غير مسموع ويتم تهميشهم واعتقالهم؛ لذا فالبعض يثبت وجوده عبر مظهر جسده"

لكن مي عامر، باحثة في دراسات النوع الاجتماعي، تختلف مع النساء اللاتي يولين اهتماماً أكبر للمظهر، وترى أن الشاب أصبح يهتم بشكله كثيراً هذه الأيام، فهناك صالات التدريب الرياضية (الجيم) في الحارات، والشوارع الضيقة، وقد تصادف سائق (توكتوك) دخله اليومي لا يتجاوز 150 جنيهاً (10 دولارات) يذهب إلى (جيم) ويدفع 20 جنيهاً في اليوم، ويتناول بروتينات صينية رخيصة ليحصل على جسد يشبه أجسام الفنانين.

تعتقد عامر أن هناك "أزمة رجولة متفحلة" لدى الرجال، فهم يعملون أكثر من 12 ساعة يومياً ولا يحققون دخلاً كافياً، ينفقونه على الطعام والمواصلات إلى العمل، كما أن صوت الشباب غير مسموع ويتم تهميشهم واعتقالهم. كل ذلك جعل أعداداً غير قليلة من الشباب يثبت رجولته من خلال جسمه.

وترى عامر أن الاهتمام بنظافة الجسد ورائحته لا يرتبط بالمستوى المادي، كما يروج البعض، تقول لرصيف22: "مثلاً ثقافة أهل النوبة تهتم بروائح كل شيء: البيت والملابس والرجال والنساء، فهي عنصر مهم كمحدد ثقافي. كما أن الفتيات عموماً يتم تربيتهن منذ الصغر على الاهتمام بأجسامهن في روتين شبه شهري. أما الرجل فجزء من رجولته هو العبثية والعشوائية كما لا يطالبه المجتمع بما يطالب به الفتيات".

وتنتقد عامر مقولة "الراجل ما يعيبوش إلا جيبه" التي كانت سارية قديماً حينما كانت المرأة تختار الرجل بناء على مستواه المادي. أما الآن فحينما حدثت مشاركة في الإنفاق على البيت ظهر معيار ثان يجري اختيار الرجل على أساسه وهو مظهره وتعليمه.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard