شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
مقابل وعد لم ينفَّذ... الحوثيون متهمون بتهجير آخر يهود اليمن

مقابل وعد لم ينفَّذ... الحوثيون متهمون بتهجير آخر يهود اليمن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 6 أبريل 202104:05 م

 نشرت صحيفة الشرق الأوسط، المملوكة للمجموعة السعوديّة للأبحاث والتسويق، في الثامن والعشرين من آذار/ مارس الفائت، تقريرًا، اتهمت فيه جماعة أنصار الله، المعروفة باسم الحوثيين والمدعومة إيرانيًا، بطرد آخر العائلات اليهوديّة اليمنيّة من البلاد.

ذكر التقرير أنّ الحوثيين رحّلوا ثلاث عائلات يهوديّة، يبلغ مجموع عدد أفرادها 13 شخصاً بين ذكور وإناث. وأضاف التقرير أنّ الحوثيين قايضوا العائلات على الرحيل، مقابل الوعد بإطلاق سراح "ليفي سالم" المعتقل لدى السلطات الحوثيّة منذ أكثر من خمس سنوات بعد اتهامه بالمشاركة في تهريب نسخة تاريخية من التوراة خارج اليمن. كما نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريرًا، ذكرت فيه أنّ العائلات التي تمّ تهجيرها، توجّهت إلى القاهرة بعد استحالة وصولها إلى الإمارات، وأضاف التقرير أنّ عملية الترحيل الأخيرة أدت إلى تقليص عدد اليهود اليمنيين في البلاد إلى ستة فقط.

كيف يخرج يهود اليمن من وطنهم؟

أشار تقرير الصحيفة الإسرائيليّة إلى أنّ أولئك اليهود اليمنيين لم يُجبروا على ترك البلاد بشكل مباشر، بل "توصلوا إلى اتفاق مع الحوثيين" للخروج، وأنّهم تلقوا عرضًا بالتوجه إلى اسرائيل عن طريق مدينة عدن الساحليّة التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات، إلا أنّهم رفضوا العرض، وفضّلوا التوجّه إلى القاهرة. وعادة ما يلجأ يهود اليمن المُهجَّرين الرافضين للحياة في إسرائيل إلى دول عربية قريبة قبل الهجرة إلى دولة ثالثة.

 كان أفراد العائلات الثلاثة من بين بضعة آلاف من اليهود اليمنيين الذين اختاروا البقاء في بلدهم، إلّا أنّهم في السنوات الأخيرة، وبسبب أحداث الحرب الدائرة في اليمن، قد دُفعوا إلى الهجرة وترك البلاد، بعضهم إلى اسرائيل في عمليات سريّة نفذتها الوكالة اليهوديّة، شبه الرسميّة، وآخرون عبر دول عربيّة إلى دول أخرى.

تلعب الإمارات دورًا محوريًا في عمليات لمّ شمل اليهود اليمنيين وترحيلهم إلى إسرائيل، أو إعادة توطينهم أو إرسالهم إلى جهة ثالثة، متحملة جميع تكاليف هذه العمليات.

 كذلك جرت إعادة توطين العديد من العائلات اليهوديّة اليمنيّة في الإمارات في الأشهر الأخيرة، حسب الصحيفة الإسرائيليّة، وقد "مُنحت هذه العائلات ظروفًا ماليّة جيدة للغاية بما في ذلك وحدات سكنيّة".

 وتلعب الإمارات دورًا محوريًا في عمليات لمّ شمل اليهود اليمنيين وترحيلهم إلى إسرائيل، أو إعادة توطينهم أو إرسالهم إلى جهة ثالثة، متحملة جميع تكاليف هذه العمليات. خاصة بعد توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل. إذ  تعوّل الحكومة الإسرائيليّة على الإماراتيين في نقل اليهود إليها لما لها من نفوذ في اليمن.

عصر الترحيل

بعد أن قام الإسرائيليون بتهجير الفلسطينيين وجلب وتوطين أبناء الدين اليهودي من كلّ دول العالم في أرض فلسطين، وإنشاء دولة إسرائيل سنة 1948، بدأ الإسرائيليون بجلب اليهود اليمنيين وإعادة توطينهم في إسرائيل، في عمليّة سُميت "بساط الريح".

من خلال هذه العمليّة تم ترحيل حوالى 49 ألف يمني يهودي من مدينة عدن إلى إسرائيل على متن طائرات أمريكيّة بريطانيّة، خلال خمسة عشر شهرًا ابتداءًا من حزيران/ يونيو 1949.

جاءت هذه العملية بعد تهديدات مستمرة للوجود اليهودي في اليمن، وعلى رأس هذه التهديدات  "مذبحة عدن" في بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر سنة 1947، والتي قتل خلالها 82 يهوديًا وأصيب 76 آخرين، جرى تدمير وسرقة 106 من أصل 170 متجرًا يمتلكها يهود. كما حرقت معابد يهوديّة وسُويّت بالأرض، فضلاً عن نهب من أكثر من مئتي منزل يهودي، كما دمرت مدرسة يهوديّة للبنات.

حدثت هذه المذبحة بعد تصويت الأمم المتحدة في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر لتقسيم فلسطين على إثر انتهاء الانتداب البريطاني، وإعلان إنشاء دولة إسرائيل، مما أثار غضب الشارع العربي المسلم، فقام على إثر هذا التصويت بمهاجمة اليهود في مدن عربيّة مختلفة.

إضافة إلى الهجرات الطوعية، فإنّ عمليات تهجير اليهود التي حدثت على مدار السنوات السبعين السابقة ساهمت في تقليص أعداد يهود اليمن، ومنها عملية تهجير عشرات اليهود من أهالي قرية "آل سالم" سنة 2007 .

رفض العديد من اليهود اليمنيين إعادة توطينهم في إسرائيل واختاروا الانتقال إلى دول أخرى، فيما رفض المئات  الرحيل عن وطنهم الأم، اليمن، رغم صعوبات العيش في البلاد. إلّا أن أعدادهم تناقصت بشكل تدريجي بسبب الهجرات المتتالية إلى دول مختلفة حتى صرّح مسؤول يمني سنة 2017 أنّ عدد اليهود المتبقين في اليمن هو حوالى 50.

إضافة إلى الهجرات الطوعية، فإنّ عمليات تهجير اليهود التي حدثت على مدار السنوات السبعين السابقة، ساهمت بتقليص أعداد يهود اليمن، ومنها عملية تهجير عشرات اليهود من أهالي قرية "آل سالم"، الواقعة في محافظة صعدة، من قبل جماعة الحوثي سنة 2007.

 في الوقت نفسه تتزايد أعداد اليهود اليمنيين (أو الـ"تيمانيم" بالعبريّة) في إسرائيل، حتى بلغت حسب بعض التقديرات أكثر من 350 ألفًا من أصل يمني يعيشون في دولة إسرائيل. وأعلنت إسرائيل عام 2016 نقلها 19 يمنيًا في مهمة سريّة إليها، حاملين معهم لفائف تاريخيّة من التوراة، وكان في استقبالهم آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

من هو ليفي سالم؟

في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، نشرت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة بيانًا صحافيًا دعت فيه إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن ليفي سالم موسى مرحبي، الذي اعتقلته السلطات الحوثيّة سنة 2016. وقال البيان إنّ صحة مرحبي متدهورة وهو يقبع في سجنه في العاصمة اليمنيّة صنعاء. وأضاف أنّ المجتمع اليهودي في اليمن آخذ في الانكماش بعد أن كان "جزءًا مهمًا من النسيج الاجتماعي المتنوع في اليمن لآلاف السنين".

وليفي سالم هو مواطن يمني يهودي، وأحد اليهود الستة الأخيرين الباقين حالياً في البلاد. اعتقل مع عدد من اليمنيين (المسلمين) بتهمة تهريب نسخة قديمة جدًا من كتاب التوراة، يقدّر عمرها بـ800 عام، مع اليهود الذين وصلوا إلى إسرائيل سنة 2016. وهو من أولئك اليمنيين اليهود الذين رفضوا مرارًا الهجرة خارج اليمن.

تواصل سجن مرحبي على الرغم من صدور أمر قضائي بإطلاق سراحه في أيلول/ سبتمبر سنة 2019، وإسقاط التهم عنه. ووعدت السلطات الحوثيّة بإطلاق سراحه مقابل رحيل العائلات اليهوديّة التي تمّ تهجيرها أخيرًا عن اليمن، لكنّ اعتقاله، حسب تقارير صحافيّة، لا يزال مستمرًا.


إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image