شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
هل تشتري تركيا العلاقات السعودية بالـ

هل تشتري تركيا العلاقات السعودية بالـ"درونز" وأجساد السوريين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 17 مارس 202108:53 م

في أحدث مؤشر على ذوبان – محتمل- للجليد بين إدارتي الحكم التركية والسعودية، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء 16 آذار/مارس، إن السعودية تريد شراء طائرات مسيرة مسلحة من تركيا التي تواجه عزلة إقليمية متزايدة. ويأتي ذلك بعد كشف يمني عن اتفاق يقضي بإرسال تركيا مقاتلين سوريين لمساندة الجبهة السعودية في حرب اليمن.

 وتوقفت أنقرة والرياض عن التعاون في الشؤون الإقليمية مع توتر العلاقات في أعقاب مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل قنصلية الرياض في اسطنبول عام 2018.

ومع ذلك، انتقد أردوغان الرياض لمشاركتها في مناورات عسكرية مشتركة مع اليونان، المنافس الرئيسي لتركيا في شرق البحر المتوسط، معتبراً الموقف السعودي مُحير.

وانتقد مسؤولون أتراك حضور السعودية منتدى في أثينا في شباط/فبراير ضم وزراء دفاع من فرنسا واليونان ومصر والإمارات والبحرين.

شكوك حول صحة تصريحات أردوغان المتصلة ببيع طائرات مسيرة بدون طيار إلى السعودية... ولكن طائرات تركية ظهرت في العجمات السعودية في اليمن. 
تهدئة إقليمية؟

يرتاب كثيرون في إعلان أردوغان، الذي اعتبره البعض زائفاً أو محاولة تهدئة إقليمية بين السعودية والتركية اللتين لا يزال أمامهما طريق طويل قبل أي تقارب حقيقي.

إذ انحاز البلدان إلى جانبين متعارضين من التغير السياسي الذي شهدته مصر عام 2013، كما اختلفا في دعم أطراف الصراع والحرب الأهلية في ليبيا، ثم تدخلت أنقرة في نزاع مجلس التعاون الخليجي وانحازت إلى جانب قطر وأقامت قاعدة عسكرية في الدوحة.

ولاتزال القضية الأبرز في الخلاف السعودي التركي قائمة، وهي محاكمة عدد من المسؤولين الكبار والمقربين من ولي العهد محمد بن سلمان في اسطنبول على خلفية مقتل خاشقجي.

في الأسبوع الماضي، قررت السعودية إغلاق مدارس تركية في مكة والمدينة المنورة، كما أعلنت، الأربعاء 17 آذار/مارس الحالي، أي بعد يوم واحد من إعلان أردوغان عن بيع الطائرات المسيرة إلى السعودية، عن تغيير اسم شارع في الرياض كان يحمل اسم "اسطنبول".

في تغريدة على تويتر قالت الأكاديمية الإيطالية سينزيا بيانكو: "لا تكونوا مرتبكين مثل أردوغان، إذا كانت السعودية تحاول الحصول على طائرات بدون طيار تركية بينما تشارك في التدريبات العسكرية مع اليونان. هذا لأن المنافسات الإقليمية في استراحة استراتيجية".

في مؤشر على سعي الدول الإقليمية إلى التهدئة، بدأت أنقرة مؤخراً الحديث مرة أخرى مع مصر، بعد سنوات من العلاقات الجليدية في أعقاب عزل الرئيس الراحل محمد مرسي في عام 2013.

وغرد الصحافي الإسرائيلي سيث فرانتزمان أنه من غير المرجح أن تشتري السعودية طائرات تركية بدون طيار، على الرغم من مزاعم أنقرة الأخيرة.

وقال فرانتزمان المتخصص في تغطية قضايا الشرق الأوسط: "تذكروا ادعاء تركيا الزائف حول شراء اليونان طائرات تركية بدون طيار تركية. على أي حال؛ الرياض بحاجة إلى طائرات بدون طيار، وحصلت بالفعل على طائرات بدون طيار صينية. وتتطلع الولايات المتحدة لتقليص حظر مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية".

تركيا قد تكون مخرجاً للسعودية من الحظر الأمريكي على شرائها للأسلحة المتطورة.

وأوقفت إدارة بايدن مبيعات الأسلحة المتقدمة إلى السعودية في الوقت الحالي، مما أدى إلى كبح جماح الآمال التي أطلقت عنانها إدارة دونالد ترامب، إذ فتحت أبواب الشركات الأمريكية المصنعة للطائرات بدون طيار أمام أسواق الخليج.

ومع ذلك رأى المعارض السعودي عبد الله الأحمد في تغريدة أن السعودية تمتلك بالفعل بعض الطائرات التركية بدون طيار ولكن ليس "بيرقدار" التى تم استخدامها ليبيا وأذربيجان، والتي شملها تصريح أردوغان محل الجدي.

وأضاف: "يبدو أن السعودية جادة في الحصول عليها. تريد أنقرة البيع كجزء من صفقة أكبر".

في عام 2017 قامت شركة "فيستل" التركية بعرض مسيرات لها في معرض دبي الدولي، لتقوم بعدها السعودية بعقد صفقة لشراء بعض نلك المسيرات باشتراط نقل تقنية التصنيع إلى المملكة، وتمت الصفقة بقرابة المليار دولار.

وكان من المخطط أن تدخل أولى المسيرات التركية المصنوعة في المملكة الخدمة في بداية 2021، على أن يتم تصنيع قرابة 48 مسيرة في الخمس السنوات المقبلة.

وعلق الصحافي غريج كارلستروم في تغريدة قائلاً: "إنه أردوغان، لذا خذوا هذا بحذر. لكن السعوديين يريدون المزيد من الطائرات بدون طيار، وبصرف النظر عن اقتناء طائرات وينج لونج الصينية، فإنهم ليس لديهم الكثير من الخيارات لشرائها في الوقت الحالي".

حرب اليمن

في تقرير نشره موقع المونيتور الأمريكية، عن تصريحات أردوغان أشار إلى أن  دول الخليج تتطلع إلى توسيع ترساناتها من الطائرات بدون طيار والصواريخ والدفاع الجوي، وسط هجمات متواصلة من الجماعات المرتبطة بإيران في المنطقة.

ولفت التقرير إلى  أن توفير تركيا هذه التكنولوجيا التي قد تغير قواعد اللعبة، يمكن أن يعطي لأنقرة نفوذاً.

وتستخدم قطر بالفعل طائرات تركية مسلحة من طراز "بيرقدارBayraktar TB2"، كما تفعل أذربيجان وأوكرانيا. وتتطلع تركيا لبيعها في أماكن أخرى، وذلك بعدما أثبتت بالفعل فعاليتها في ساحات القتال في ليبيا وناغورنو كاراباخ الأذربيجانية، وغيرت مسار الحرب في هذه الجبهات.

واللافت أن إعلان أردوغان يأتي بالتزامن مع تداول محللون أمنيون مختصون في الشأن السوري مزاعم بأن تركيا تعتزم إرسال مقاتلين سوريين إلى اليمن، للقتال إلى جانب حزب الإصلاح الذي يحظى بدعم سعودي في الصراع اليمني، على الرغم أنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

في 7 آذار/مارس، أعلن المتحدث باسم جماعة الحوثي التي تقاتل السعودية في اليمن يحيى سريع عبر تغريدة على تويتر أن "الدفاعات الجوية تتمكن من إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة نوع كاريال تركية الصنع تابعة لسلاح الجو السعودي، أثناء قيامها بمهام عدائية في أجواء منطقة المرازيق في محافظة الجوف".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image