للوهلة الأولى، يخال لنا أن الواقي الذكري مختلف عن الواقي الأنثوي، لكن كلاهما يعمل بطريقة مماثلة، بحيث يشكلان حاجزاً يمنع دخول السائل المنوي إلى الرحم.
والواقع أنه يتم وضع الواقي الأنثوي داخل المهبل للمساعدة في منع حدوث الحمل والإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً (STDs)، ولكن لا ينبغي استخدامه جنباً إلى جنب مع الواقي الذكري، فقد يلتصقان ببعضهما البعض، ويتمزقان أو يخرجان من مكانهما.
ما هو الواقي الأنثوي؟
يعتبر الواقي الذكري الذي يوضع على القضيب المنتصب قبل ممارسة الجنس مباشرة، شكل قديم من وسائل منع الحمل والحماية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
يقترح البعض أن الواقي الذكري يعود إلى مصر القديمة، ولكن أول وصف موثّق للواقي الذكري كان من قبل عالم التشريح الإيطالي، غابرييلو فالوبيو، في العام 1564، في كتابه De Morbo Gallico، بحيث ذكر أن الواقي الذكري هو طريقة فعّالة للوقاية من مرض الزهري، وهي عدوى بكتيرية تنتشر عادة عن طريق الاتصال الجنسي.
أما بالنسبة للواقي الأنثوي، فهو يعود بدوره إلى زمن بعيد، إذ تصف الأسطورة اليونانية القديمة استخدام الواقي الأنثوي المصنوع من مثانة الماعز، أما أول وصف حديث للواقي الأنثوي فيعود إلى العام 1907، في براءة اختراع لطريقة جمع السائل المنوي للحيوانات للتكاثر.
عند الاستخدام الجيّد، فإن كلاً من الواقي الذكري أو الواقي الأنثوي يمكن اعتبارهما من الوسائل الفعّالة لمنع الحمل، لكن معدل فشل الواقي الأنثوي أعلى من معدل فشل الواقي الذكري
بشكل بسيط، يمكن القول إن الواقي الأنثوي هو أشبه بكيس فضفاض مزود بحلقة في كل طرف.
وفي حين تدخل حلقة في المهبل لتثبيت الواقي الأنثوي في مكانه، تبقى الحلقة الأخرى في الطرف المفتوح للواقي خارج المهبل، وتُستخدم أيضاً في إزالة الواقي بعد إنتهاء العملية الجنسية.
وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) على نوعين فقط من الواقي الأنثوي: FC1 وFC2 في الولايات المتحدة الأميركية.
وبالرغم من أن الواقي الأنثوي FC1 مصنوع من مادة البولي يوريثين (بلاستيك) إلا أنه لم يعد يُنتج، بل تم استبداله بالواقي FC2 المصنوع من اللاتكس الصناعي، وهو آمن للأشخاص الذين لديهم حساسية من المطاط الطبيعي، مع العلم بأنه يأتي مشحّماً بمادة أساسها السيليكون.
كيف يعمل الواقي الأنثوي؟
يتم وضع الواقي الأنثوي داخل المهبل كوسيلة لتحديد النسل أو منع الحمل، من خلال عدم السماح للحيوانات المنوية بالوصول إلى البويضة.
واللافت أنه يمكن وضع الواقي الأنثوي في المهبل في أي وقت (حتى 8 ساعات) قبل ممارسة الجنس، ولكن يجب التأكد من أن العضو الذكري لم يحتك مع المهبل قبل وضع الواقي، وذلك لكون السائل المنوي قد يخرج من القضيب حتى قبل الوصول إلى النشوة الجنسية.
تشبه طريقة إدخال الواقي الأنثوي طريقة وضع السدادة القطنية: قد يبدو الأمر صعباً في البداية، لكن كل ما تحتاجه المرأة هو القليل من التدريب.
لاستخدام الواقي الأنثوي بطريقة صحيحة وفعالة، يجب اتباع التعليمات التالية:
-فتح عبوة الواقي وإزالته بعناية، من دون استخدام الأظافر أو الأسنان، بهدف الحرص على عدم تمزيقه.
-الضغط على الحلقة الأصغر الموجودة في الطرف المغلق للواقي الأنثوي وإدخالها في المهبل باستخدام الإبهام والإصبع الأوسط، ومن ثم وضع السبابة داخل الواقي ودفع الحلقة إلى الأعلى في المهبل.
-التأكد من أن الحلقة الأكبر الموجودة في الطرف المفتوح للواقي الأنثوي تظل عند فتحة المهبل، وتغطي المنطقة المحيطة بها.
-أثناء ممارسة الجنس، يجب التأكد من أن العضو الذكري لا ينزلق بين الواقي والمهبل، والتأكد من عدم دفع الحلقة الخارجية للواقي الأنثوي داخل المهبل أثناء العملية الجنسية.
-عند نزع الواقي، يجب لف الحلقة الخارجية الكبيرة لمنع تسرب السائل المنوي.
هذا ومن الأفضل تشحيم الواقي الأنثوي مسبقاً، بحيث تسهل عملية إدخاله في المهبل.
بعض عيوب الواقي الأنثوي
بالرغم من أن معظم النساء قد يلجأن إلى الواقي الأنثوي كوسيلة لتحديد النسل، أو بعد الولادة أو الإجهاض، ولكن الواقيات الأنثوية ليست مناسبة للجميع، بخاصة للنساء اللواتي لديهنّ حساسية من اللاتكس الصناعي، أو اللواتي لا يشعرن بالراحة مع تقنية الإدخال، أو في حال كانت المرأة تعاني من تشوهات في المهبل أو لديها تاريخ محبط مع وسائل منع الحمل.
هذا ويجد بعض الأزواج أن إدخال الواقي أثناء العملية الجنسية يؤثر سلباً على الحالة المزاجية واللحظات الرومانسية، لذا، وبهدف تجنب هذه المشكلة، يمكن إدخال الواقي مسبقاً أو جعله جزءاً من المداعبة.
وعلى الرغم من أن الواقي الأنثوي قوي جداً، إلا أنه إذا لم يتم استخدامه بشكل صحيح فقد يتمزق، كما أنه قد يكون مكلفاً ولا يتوفر على نطاق واسع مثل الواقي الذكري.
الواقي الذكري VS الواقي الأنثوي
عند الاستخدام الجيّد، فإن كلاً من الواقي الذكري أو الواقي الأنثوي يمكن اعتبارهما من الوسائل الفعّالة لمنع الحمل، لكن معدل فشل الواقي الأنثوي أعلى من معدل فشل الواقي الذكري، فالواقي الذكري فعّال بنسبة 98% في منع الحمل غير المرغوب به، في حين أن الواقي الأنثوي فعال بنسبة 95% إذا تم استخدامه بشكل صحيح.
وبالتالي، يعتبر الواقي الذكري أكثر فعالية مقارنة بالواقي الأنثوي عندما يتعلق الأمر بمنع الحمل.
أما الواقي الأنثوي فلا يوفر الحماية في الحالات التالية:
-عند التمزق.
-عند الانزلاق من المهبل.
-عندما يتم دفع الحلقة الخارجية داخل المهبل أثناء ممارسة الجنس.
-عندما ينزلق العضو الذكري بين المهبل والواقي.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يعتمد استخدام الواقي الأنثوي على حدوث الانتصاب مثل الواقي الذكري، كما أنه لا يمكن استخدام الواقي الذكري والأنثوي معاً، بل يمكن استخدام أحدهما مع وسائل منع الحمل الأخرى، بما في ذلك حبوب منع الحمل.
أسرار عن الواقي الأنثوي
قد تكون الواقيات الأنثوية من أفضل الأسرار المحفوظة في مجال الصحة الإنجابية.
على الرغم من طرح أول منتج للواقي الأنثوي منذ حوالي عقدين من الزمن، إلا أن الواقي الأنثوي لا يزال غير معروف أو متاح على نطاق واسع لمعظم النساء والرجال في جميع أنحاء العالم.
ولكن ما هي أبرز الأسرار التي يمكن أن تزيد معرفتكم/نّ بالواقي الأنثوي؟
للواقي الأنثوي مكانة مميزة في وسائل الوقاية: يمكن اعتبار الواقي الأنثوي الوسيلة الوحيدة المتاحة التي بدأتها المرأة والمصممة لتوفير "حماية مزدوجة" من الحمل غير المقصود والأمراض المنقولة جنسياً، ويمكن أن تقطع شوطاً طويلاً في تلبية الاحتياجات بين النساء.
الرجال يحبون الواقيات الأنثوية لكونها لا تكون مشدودة على العضو الذكري، ولا تمنع أو تُضعف الإحساس الجنسي
تشير التقديرات إلى أن 222 مليون امرأة في البلدان النامية يرغبن في تجنب الحمل، لكنهن لا يستخدمن وسائل منع الحمل، أما السبب فهو الخوف من الآثار الجانبية التي يمكن أن تحملها هذه الوسائل، غير أن هذا الأمر يمكن معالجته بواسطة الواقي الأنثوي، لكونه لا يحتوي على هرمونات ولا يُستخدم إلا عند الحاجة.
والواقع، إن فيروس نقص المناعة البشرية هو السبب الرئيسي للوفاة والعجز بين النساء في سن الإنجاب على مستوى العالم، ما يؤكد الحاجة إلى وسائل الوقاية المصممة لتراعي احتياجات المرأة، وعليه يمكن للواقي الأنثوي أن يضع قوة الحماية في أيدي النساء.
يفضل الرجال الواقي الأنثوي: صحيح أن الواقي الأنثوي مصمم للنساء، إلا أن الأبحاث أكدت أن الرجال يحبون الواقيات الأنثوية، لكونها لا تكون مشدودة على العضو الذكري، ولا تمنع أو تُضعف الإحساس الجنسي مثلما يحدث عادة مع استخدام الواقي الذكري.
الواقي الأنثوي قد يزيد المتعة الجنسية: هناك بعض المزايا الأخرى لاستخدام الواقي الأنثوي، بما في ذلك احتمالية زيادة المتعة الجنسية.
بمعنى آخر، إن أحد الأسرار "الأكثر جاذبية" حول الواقي الأنثوي هو أن العديد من النساء والرجال يجدون أن هذا المنتج يمكن أن يعزز العلاقة الحميمة والمتعة بين الشريكين.
يمنح الواقي الأنثوي النساء السيطرة الكاملة على الحماية المستخدمة أثناء ممارسة الجنس.
وفي إحدى الدراسات، كشفت المشتركات أن الجنس أكثر متعة مع الواقي الأنثوي، وتحديداً لأنهنّ يمتلكن القدرة على التحكّم في الحماية من الأمراض المنقولة جنسياً والحمل، هذا وقد أوضحت بعض النساء أنهن لا يستطعن دوماً الوثوق التام بشركائهن لناحية استخدام الواقي الذكري، ما يجعلهن يقلقن بشأن عواقب الجنس غير المحمي بدلاً من الاستمتاع الكامل بتجربتهن الجنسية.
أحد الأسرار "الأكثر جاذبية" حول الواقي الأنثوي هو أن العديد من النساء والرجال يجدون أن هذا المنتج يمكن أن يعزز العلاقة الحميمة والمتعة بين الشريكين
بالإضافة إلى ذلك، فقد علّق بعض المشتركين/ات بأن الجنس كان أكثر متعة من الناحية الجسدية مع الواقي الأنثوي، والسبب قد يكمن في مادة التزليق الموجودة على الواقي، إذ إنه، وعلى غرار معظم الواقيات الذكرية، عادة ما يتم تشحيم الواقي الأنثوي بسوائل السيليكون أو مواد التشحيم القائمة على الماء، كما أن حلقات الواقي الأنثوي توفر أيضاً متعة إضافية، إذ تقوم الحلقة الخارجية للواقي الأنثوي بتوفير تحفيز إضافي للبظر لبعض الأشخاص، وقد يشعر البعض بالتحفيز الإضافي من الحلقة الداخلية أثناء الإدخال العميق.
وبخلاف الواقي الذكري، ليس من الضروري إزالة الواقي الأنثوي فور ممارسة الجنس، ما يسمح للأزواج بالبقاء في اللحظة الآنية، مع التنويه بأنه يمكن إدخال الواقي الأنثوي قبل ممارسة الجنس، لعدم إفساد اللحظة الحميمة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...