أعلنت شركة تكنولوجيا التجسس الإسرائيلية سيليبرايت (Cellebrite) ابتكارها تقنيةً تُمكّن من اختراق تطبيق الاتصالات سيغنال (Signal) الذي كان يُعتبر آمناً ضد القرصنة؛ التطبيق الأكثر تشفيراً في العالم والذي ستخدمه الصحافيون للتواصل مع مصادرهم.
أفادت الشركة بذلك في مدونتها نهاية الأسبوع الماضي وذلك قبل يوم واحد من تقرير أمريكي يشير إلى أن وكالات حكومية أمريكية اشترت تكنولوجيا الشركة، بحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
على الرغم من أن تكنولوجيا سيليبرايت المتخصصة في اختراق الهواتف تُباع إلى وكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم، فإن الشركة تعرضت مراراً للانتقادات بسبب بيعها منتجاتها إلى دول ذات سجل سيىء في مجال حقوق إنسان على رأسها السعودية وإندونيسيا وفنزويلا.
عقب تقارير عن استخدام الصين منتجات الشركة للتجسس على النشطاء المؤيدين للديمقراطية في هونغ كونغ، أعلنت سيليبرايت أنها لن تقدم خدمات للصين أو قوات الشرطة في المنطقة الإدارية الصينية مجدداً.
فيما يعتمد عليه الصحافيون حول العالم كتطبيق اتصال آمن… شركة تجسس إسرائيلية تعلن نجاحها في ابتكار تقنية تُمكّن من اختراق "سيغنال" لسيليبرايت سجل في بيع منتجاتها إلى دول لا تحترم حقوق الإنسان وتراقب مواطنيها
المنتج الرئيسي للشركة الإسرائيلية هو UFED، وهو نظام يسمح للسلطات بفتح بيانات أي هاتف في حوزتها والوصول إليها. علاوةً على "المحلل الفيزيائي" (Physical Analyzer) القادر على تنظيم ومعالجة البيانات التي تُنقل من الهاتف المخترق. نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الشركة تطوير هذا المحلل بإضافة قدرة جديدة تسمح لعملائها بـ"فك تشفير البيانات والمعلومات من سيغنال".
ما خطورة الأمر؟
يعتمد سيغنال على نظام تشفير خاص مفتوح المصدر يسمى Signal Protocol، كان يُعتقد أنه يجعل من المستحيل على طرف ثالث اقتحام محادثة أو الوصول إلى البيانات التي تتم مشاركتها على النظام الأساسي المعتمد على "التشفير من طرف إلى طرف".
نظراً لموثوقية نظام التشفير هذا، اعتمدته شركات تواصل عملاقة مثل فيسبوك وسكايب وواتساب لحماية مستخدمي تطبيقاتها. وتتلقى شركة سيغنال تمويلاً لمنتجها من منظمات حرية التعبير وهيئات مراقبة الصحافة بهدف "دعم وتسريع وتوسيع مهمة سيغنال المتمثلة في جعل الاتصالات الخاصة متاحة وفي كل مكان".
يستخدم سيغنال على نطاق واسع إذ نزّل التطبيقَ نحو مليون مرة في أيار/ مايو الماضي، وأفادت وكالة "رويترز" بأن الإقبال على تنزيل التطبيق في الصين والولايات المتحدة ارتفع بشكل كبير خلال جائحة فيروس كورونا.
نظراً لموثوقية نظام تشفير سيغنال، اعتمدته منصات تواصل عملاقة مثل فيسبوك وسكايب لحماية مستخدميها. لكن الشركة الإسرائيلية تذرعت بأن "المجرمين يستخدمونه للتواصل، وإرسال المرفقات، وإجراء صفقات غير قانونية" لاختراقه
لكن الشركة الإسرائيلية زعمت أنها طورت تقنيتها لاختراق التطبيق بذريعة أن "المجرمين يستخدمون هذا التطبيق للتواصل، وإرسال المرفقات، وإجراء صفقات غير قانونية يريدون إبقاءها سراً وبعيدةً عن أنظار جهات إنفاذ القانون".
وتابعت: "المحلل الفيزيائي من سيليبرايت يسمح الآن بالوصول القانوني إلى بيانات تطبيق سيغنال. في سيليبرايت، نعمل بلا كلل لتمكين المحققين في القطاعين العام والخاص لإيجاد طرق جديدة لتسريع العدالة وحماية المجتمعات وإنقاذ الأرواح".
وكانت الشركة في إعلان أولي حُذف لاحقاً، قد أشارت إلى صعوبة كسر شفرة التطبيق وشرحت تفصيلاً مراحل هذه العملية قبل أن تستدرك الأمر وتستبدل ما قالت إنه كان "مسودةً داخلية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...