يرصد رصيف22 قصص زواج بين مصريين وأجنبيات والغرض منها. وفي إحصائية رسمية أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن عام 2019 هناك أكثر من عشرة آلاف عقد زواج لمصري أو مصرية من أجانب من أصل حوالى 900 ألف عقد زواج شهدها ذلك العام.
مصر وكوريا في قصة حب
"حبيت وعرفت معنى حياتي الحقيقي". بهذه الكلمات بدأت الفتاة المصرية إسراء جمال السقا البالغة من العمر 28 عاماً حديثها عن زوجها ريان، كوري الجنسية وعمره 31 عاماً، وسردت قصتها التي يتوّجها الحب لا المصلحة والعمل. تقول لرصيف22 إنها تعمل مترجمة فى كوريا منذ سبع سنوات، وهناك تعرفت إلى ريان صدفة في الشارع عندما كانت تود أن تسأل عن الطريق، وتبادلا الحديث والثقافات حتى تعارفا بشكل أكثر عمقاً، خاصة أنه شغوف بالحضارة المصرية، إلى أن أصبحا صديقين ثم زوجين.
عام 2019 هناك أكثر من عشرة آلاف عقد زواج لمصري أو مصرية من أجانب.
وتستكمل إسراء حديثها موضحة أنها تزوجت على الطريقة الإسلامية ووفقاً لعادات مصر، وأن زوجها مسلم الديانة مثلها. وتضيف: "عندما تعرفت بريان كنت أعاني من حالة اكتئاب شديدة، وهو الذي ساعدني على الخروج منها"، مؤكدة أن زواجها منه لم يكن له علاقة بمصلحة أو عمل، واصفة حبها له بقولها: "عرفت معنى حياتي الحقيقي، وهو سند لي، لأنه الصديق والأخ والزوج والابن وكل ما لي في الغربة".
وتضيف أنها لم تقابل صعوبات كثيرة خلال زواجها لأنها تعيش في كوريا منذ فترة طويلة، وعرفت الكثير عن الدولة وسكانها، مؤكدة أن علاقتها بزوجها تتميز بالثقة والحب وكل منها يكمل الآخر، وليس صحيحاً ما يُقال بأن المصريات يتزوجن من جنسيات أخرى مقابل المصلحة أو السفر، فهناك قصص حب عظيمة ولدت منذ شرارة اللقاء الأول.
وتشير إلى أن أفراد أسرتها لم يقفوا عائقاً أمامها، بل أنهم يحبون زوجها أيضاً. تقول: "أشعر أحياناً أن أمي تحبه أكثر مني، وأمه تحبني أكثر منه"، تقول ضاحكة، وتتابع أن الفارق الوحيد بين الزوج المصري والزوج من أي جنسية أخرى هو الاحترام والتقدير، فكثير من العلاقات الزوجية المصرية تفتقد الاحترام والأمان بين الزوجين.
إسراء وريان في حفل زفافهما
"المصلحة أهم من الحب"
"إنتي عارفة يعني إيه الجنسية الأمريكية؟ يعني حصانة في كل مكان". بهذه الكلمات بدأ طاهر -وهو اسم مستعار- حديثه عن زواجه بفتاة أمريكية، ويقول لرصيف22 إنه يعمل في إحدى الوظائف الخاصة، وكان أحد أحلامه الحصول على الجنسية الامريكية ورأى أن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو الزواج بفتاة أمريكية.
ويضيف الرجل الأربعيني أنه تعرف على هذه الفتاة من خلال الإنترنت، وتم التنسيق للسفر والزواج في أقل من ستة أشهر، معترفاً: "الصراحة هي كانت تحبني وأنا استغللت هذه النقطة في إتمام الزيجة سريعاً حتى أحصل على هدفي"، وأكد طاهر أنه اشترط عليها عدم الإنجاب، وقد وافقت.
"أعيش معها بجسدي ولكن قلبي مع فتاة مصرية"، يستكمل طاهر قصته قائلاً إنه وفقاً للقوانين لا يستطيع الانفصال عن الفتاة الأمريكية إلا بعد مرور ثلاث سنوات حتى يستطيع الحصول على الجنسية، موضحاً أنه يوهمها بالحب وأنه سعيد، ولكنه يعد فتاة مصرية أخرى يحبها وتنتظره حتى يتزوجها عقب مرور السنوات الثلاث، مشيراً إلى أنه إذا تزوجها الآن وهو متزوج فسيعاقبه القانون وستحصل الفتاة الأمريكية على نصف ثروته من دون أن يحصل هو على الجنسية.
"المصلحة أكبر من الحب، والجنسية الجديدة إن حصلنا عليها تتيح لنا ميزات لا توفرها الجنسية المصرية"، يقول طاهر ويضيف أن كثيراً من الشباب المصري يبحث عن مصلحته فى الحصول على الجنسية عندما يتزوج بفتاة أجنبية خاصة إذا كانت أمريكية، مشيراً إلى أن فارق السن المحتمل لا يشكل معضلة لكثيرين منهم، فقد يكون الشاب عشرينياً ويتزوج أجنبية في الأربعين من عمرها، ويختم: "لا يعني ذلك عدم وجود شباب مصريين يتزوجون بأجنبيات بعد قصة حب، لكن أعتقد بأن عددهم قليل".
"الفارق الوحيد بين الزوج المصري والزوج من أي جنسية أخرى هو الاحترام والتقدير، فكثير من العلاقات الزوجية المصرية تفتقد الاحترام والأمان بين الزوجين"
اكتساب خبرات وصداقات
تزوج تسع مرات بفتيات أجنبيات، لأنه يشعر بالمتعة لدى خوض هذه الخبرات الجديدة. يقول سلطان -وهو اسم مستعار- إنه يعيش في مصر، وبحكم عمله يتعرف على أجنبيات بطريقة مستمرة، وتزوج تسعة منهن، وهو اليوم متزوج سيدة مصرية وله منها أطفال.
ويضيف سلطان البالغ من العمر 37 عاماً في حديث لرصيف22: "تزوجت روسية وجزائرية ومغربية، وغرضي الأول والأخير حب التجربة والاستمتاع فقط لا غير، بعيداً عن الحب وعن المصلحة أيضاً".
ويرى سلطان أن الأجنبيات ليست لديهن تعقيدات الزواج مثل تلك التي لدى الزوجة المصرية، فكان الزواج يستمر أشهراً قصيرة أثناء إقامة الزوجة في مصر، ثم يحدث الطلاق قبل عودة السيدة لبلدها وذلك لتجنب تعقيدات تسجيل عقد الزواج في حال أراد السفر مع إحداهن.
ولا ينفي سلطان أفكاراً راودته باستغلال هذه الزيجات القصيرة الأمد لإيجاد فرصة عمل في الخارج، لكنه لا يريد ترك مصر أو السفر، وكان لا يرى في هذه الزيجات سوى فرصة لاكتساب خبرات وصداقات، ويقول: "الست الأجنبية لو طلقتها هتبقى صاحبتك طول العمر"، مؤكداً في نهاية حديثه أن كثيراً من الرجال المصريين يتزوجون أجنبيات، والأهداف تختلف بين الاستمتاع والمصلحة أو الرغبة باستغلال الأمر للسفر خارج البلاد.
"المصلحة أكبر من الحب، والجنسية الجديدة إن حصلنا عليها تتيح لنا ميزات لا توفرها الجنسية المصرية"، يقول طاهر ويضيف أن كثيراً من الشباب المصري يبحث عن مصلحته عندما يتزوج بفتاة أجنبية خاصة إذا كانت أمريكية
حالات قانونية وأخرى خارج إطار المحاكم
يقول أيمن محفوظ، وهو محامٍ مصري مهتم بهذه القضية، إن زواج المصريين بالأجنبيات ينقسم إلى ثلاث حالات بشكل رئيسي، الحالة الأولى هي الزواج القائم على الحب وهدف تكوين أسرة بين مصري وأجنبية أو العكس، ويتم توثيقه في وزارة العدل بشكل قانوني.
والنوع الثاني والأخطر هو العقود العرفية التي يبرمها مصريون مع سيدات أجنبيات ومنهن كبيرات في السن بغرض المتعة فقط، ومعظم هذه الزيجات لا تستمر أكثر من ثلاثين يوماً، وتوجد بشكل خاص في محافظات الغردقة وشرم الشيخ.
أما النوع الثالث فيندرج تحت بند زواج القاصرات، ويتمثل برجال عرب يتزوجون مصريات قاصرات مقابل مبالغ مالية طائلة تُدفع لأهالي الفتاة الصغيرة بغرض المتعة فقط، ويشير محفوظ إلى أن كل عقود هذا النوع من الزواج تتم عند محامين ولها سماسرة.
زواج المصريين بالأجنبيات يمكن أن يقوم على الحب أو من خلال عقود عرفية بغرض المتعة فقط.
وبحسب محفوظ، هناك اشتراطات وضعها القانون المصري لتوثيق زواج الأجانب في مصر، منها إبرام عقد زواج مكتوب مكتمل الشروط والأركان الشرعية والقانونية، ويتم التوجه لمكتب التوثيق بوزارة العدل لتثبيته من خلال شروط عدة، منها أن يكون للأجنبي إقامة بغير غرض السياحة، وأن يكون كلا الزوجين قد أتم عامه الواحد والعشرين، وألا يكون بينهما فارق في السن أكثر من 25 سنة.
ومن الشروط الأساسية أيضاً لهذا النوع من الزواج موافقة سفارة الأجنبي أو الأجنبية، فقوانين بعض الدول تمنع الزواج مرة ثانية أو تضع قيوداً على زواج مواطنيها من الأجانب، وهي شروط تختلف من بلد لآخر. وعند اكتمال الشروط القانونية يخضع توثيق عقد الزواج لنفس الاشتراطات اللازمة لزواج المصريين من حضور شاهدين واستكمال الأوراق اللازمة.
ويختم محفوظ بأن البعض يتبعون طرقاً ملتوية يتحايلون بها على القانون من خلال الزواج العرفي غير الموثق، وذلك لعدم توافر الشروط التي تطلبها القوانين المصرية أو دولة الزوج الأجنبي، وغالباً ما يكون هدف هذا النوع من الزيجات المصلحة أو المتعة لفترة محدودة، إضافة لحالات زواج القاصرات التي يهدف الأهل من خلالها للتخلص من أعباء بناتهن الصغيرات، لكن النتيجة تكون "كارثية على الأهل والأطفال المستقبليين لأن الزواج بني على مصلحة مؤقتة وبشكل غير قانوني"، وفق تعبيره.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com