شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
نصائح للحفاظ على صورتك النسوية الجادّة

نصائح للحفاظ على صورتك النسوية الجادّة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الثلاثاء 8 ديسمبر 202002:57 م

عادةً، توضع على كفتي الميزان المقارنة بين المرأة "العادية" والمرأة النسوية، وهنا يكمن أحد أبرز المفاهيم الخاطئة التي تحارب في سبيلها النسويات.

فالنسويات لسن خارقات أو ناقصات أو غير عاديات، هن نساء عاديات طبيعيات اخترن طريقاً واضحاً لتحصيل حق النساء في الحياة ولإلغاء التمييز الجندري، ودعم الحريات الإنسانية.

هنا لربما علينا التذكير أنه بفضل الحركات النسوية تم الاعتراف بالمرأة كإنسان، وحصلت على حقها في التعليم، والانتخاب، وغيرهما من الحقوق الإنسانية البديهية.

بالطبع تستمر اليوم الحركات النسوية بكافة أطيافها بنضالها في سبيل تحقيق حياة عادلة لا مكان فيها لاستغلال واضطهاد وظلم للنساء.

في ما يلي أهم الجمل التي تسعى لتنميط النسويات اللواتي يخسرن حياتهن، ويبذلن طاقاتهن وجهودهن في سبيل كسر الصور النمطية، والوصول إلى ظروف حياتية تدعم حق المرأة في تحديد مصيرها، وحقها وحدها بامتلاك جسدها، وفكرها، وحياتها، وحريتها.

تحذير: إذا كنت "منكّد" عليك تأجيل قراءة هذا المقال، فقد كُتب بمزاج عالٍ.

ما كنت مفكرك تقليدية!

يتهمنا البعض بالبلادة -نحن من ندرس أو نعمل ضمن القطاع الطبي- ويلومنا آخرون على جدّيتنا وحدّتنا حين نُلخص مشاعرنا وغرائزنا بمجموعة من الهرمونات والمركبات الكيميائية الكفيلة بتحريكنا وتسييرنا مع وعينا الكامل بأي خطوة نُقدم عليها، ولعل ما يفيدنا في هذا المقال هو الاعتراف بأن الهرمونات المُحرضة لمشاعر الأمومة والتي تتفاوت نسب إفرازها بيننا كنساء، تعجز وحدها عن التحكم في قرارنا بالإنجاب إذ تختلف رغبتنا بأن نصبح أمهات تبعاً لطريقة تنشئتنا وعلاقاتنا بأمهاتنا في طفولتنا ولمرجعياتنا الثقافية ومدى إيماننا بالحياة كظرف آمن للإنجاب، وحجم طاقاتنا القادرة على الحمل والإنجاب والتربية.

تحذير: إذا كنت "منكّد" عليك تأجيل قراءة هذا المقال، فقد كُتب بمزاج عالٍ.

 وعلى الرغم من كل ما سبق يكفي أن تبتسمي بوجه طفل صغير، أو أن تمسي خصلات شعر طفلة تضحك، أو أن تعبري لشريكك بكل وضوح عن مدى رغبتك بأن تصبحي أماً لتجحظ عيناه بوجهك، ولتفلت منه جملة: "ما كنت مفكرك تقليدية!".

هنا بالعودة للأفعال التقليدية فأكاد أستطيع الجزم بأن أي فعل نرغب به هو تقليد محض إذا ما استثينا الاختراعات والاكتشافات الجديدة، فكل ما سبق أن فعله بشر قبلنا هو تقليد سواء أكان الأكل أو الشرب وصولاً للحب وممارسة الجنس ومروراً بالحياة التي تكاد أن تكون أكثر الأفعال تقليدية.

لذلك، عزيزتي، عليكِ دائماً ضبط مشاعرك، والحفاظ على وجهك عابساً بوجه الأطفال، وكبت مشاعر الأمومة إذ ما أحسست بها لئلا تضعي نسويتك في دائرة الخطر، وحتى لا تكوني تقليدية بل عصرية متجددة شهية لعلاقة على قياس الشريك.

ما كنت مفكرك هيك!

في أيامك السعيدة أو تلك الحزينة حد اهتمامك بالتغيير، أي تغيير في إطلالتك، فمثلاً يكفيك إبراز شفتيك بأحمر شفاه فاقع، أو شراء فستان أعجبك، أو حتى تمشيط شعرك ليشكك الحاضرون بنسويتك، لتكوني الأقل أحقية في التعبير عن مناصرتك لحق النساء في تقرير مصيرهن وتحديد خياراتهن بمحض إرادتهن.

لتسمعي عبارات مثل: "ما كنت مفكرك هيك"، "ما تخيلتك تهتمي بهالأمور التافهة" وكأن وجهك وجسدك واهتمامك بنفسك لتظهري بالطريقة التي تحبين مجرد أمرٍ تافهٍ لأن أحدهم يحمل لك مقياس حساب النسوية وينتظر تقييمك.

وهنا لا أستطيع أن أخفي الكارثة الكبرى التي تهدد نسويتك وهي إزالة الشعر الزائد عن جسدك، لا لست حرة بالطبع، فمقياس النسوية عنده حسّاس لا يعمل إلّا بملامسته شعر جسدك.

نظرات الاستغراب ستلاحقك إذا كنتِ في علاقة سعيدة ومتوازنة، وإذا ما عبرتِ لشريكك بحبك أو وسوست لكِ رغبتك لتقبيله في مكان عام فما دمت نسوية فكوني مستعدة دائماً لجملة: "طلعتي بتعرفي تحبي!"

ما توقعت عندك مشكلة!

أن تحملي أفكارك التحررية وتذهبي لشرب القهوة مع صديق ما فهذا سبب يكفيه ليطلق النكات الجنسية، وبالطبع عليكِ أن تضحكي وتثني على خفة دمه. تعبيرك عن أفكارك النسوية في مكان العمل مبرر لزميلك أن يسند يده على فخذك في اجتماعات العمل، لا بأس بالطبع لو ارتفعت يده أو انخفضت فأنت مع الحريات، ويكفي أن تخبري الجميع أنه مُتحرش ليواجهك بوجهه البريء ويهمس بلطف: "ما توقعت عندك مشكلة!".

أمّا في البدايات العاطفية الجديدة، وحتى لو لم تعيشي تجارب جنسية سابقة فعذريتك هي سر خطير عليك كتمانه حتى لا ينصدم غاوي الحريات ويقول لك بدهشة: "بعدك فيرجن لهلق!".

وللآن تلك ستسمعينها سواء كنت في السابعة عشرة أو في السابعة والأربعين عاماً، فحريتك مجدداً تتموضع بين ساقيك فحسب.

ما تخليتك تبكي!

نكبر ونحن نعرف الرجل لا يبكي، ثم نكتشف أن النسويات أيضاً صلبات، قويات، لا يدمعن ولا يبكين خساراتهن.

كونكِ نسوية فهذا يعني أن عليكِ دائماً الخروج من علاقة عاطفية لتدخلي بغيرها، لا ضير أن تخفي هشاشتك وانكساراتك وإخفاقاتك، فأنت المرأة الخارقة التي تأخد لقاح النسوية في طفولتها المبكرة لتنضم لمجتمع الكارهات الحاقدات اللواتي ينقسمن إلى قسمين: العازفات عن الحب والزواج والأخريات المقتنعات أن الرجال كلهم سواسية في العتمة.

وفي حال أنك ضعفتِ وبكيت حبيباً سابقاً فبالتأكيد لن تحظي بعناق، أو منديل لتمسحي له دموعك وإنما اللوم سيكون بانتظارك ونظرات الاستغراب والتوبيخ أحياناً مع جملة: "طلعتي بتبكي!".

في البدايات العاطفية الجديدة، وحتى لو لم تعيشي تجارب جنسية سابقة فعذريتك هي سر خطير عليك كتمانه حتى لا ينصدم غاوي الحريات ويقول لك بدهشة: "بعدك فيرجن لهلق!"

بالطبع نظرات الاستغراب تلك هي نفسها التي ستلاحقك إذا كنتِ في علاقة سعيدة ومتوازنة، وإذا ما عبرتِ لشريكك بحبك أو وسوست لكِ رغبتك لتقبيله في مكان عام فما دمت نسوية فكوني مستعدة دائماً لجملة: "طلعتي بتعرفي تحبي!".

وبين المرأة الخارقة والقوية والحزينة والهشة... عموماً يكفي أن تكوني امرأة ليأخذ أحدهم دور الوصي على حياتك، وليأخذ آخر دور قولبتك بما يتناسب مع مزاجه اليوم. لا يكفي أن تكوني نسوية لتنالي شيئاً من حريتك في تحديد هويتك، بل عليكِ كل يوم أن تستيقظي، تغسلي وجهك، تضعي أحمر الشفاه أو تهمليه، لا فرق، المهم أن تصحي كل يوم لتقولي للعالم كله إنك امرأة فحسب. وهذا أجمل ما في الأمر. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image