شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
بين الفوط والتامبون وأكواب الحيض... ما الأفضل للتعامل مع الدورة الشهرية؟

بين الفوط والتامبون وأكواب الحيض... ما الأفضل للتعامل مع الدورة الشهرية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 28 نوفمبر 202010:40 ص

أكثر من 1.9 مليار امرأة في العالم يختبرن تدفق دماء الحيض، في المتوسط، لمدة 65 يوماً في السنة، وفي حين يلجأ البعض منهنّ للفوط والسدادات القطنية أثناء فترة الحيض، فإن هناك أخريات يفضلن استخدام أكواب الدورة الشهرية (Menstrual cup) بغية تجنّب تلطيخ الملابس ببقع الدم.

في ثلاثينيات القرن الماضي، تم تطوير كل من كأس الحيض القابل لإعادة الاستخدام، والتامبون أي السدادات القطنية التي يمكن التخلص منها.

ونظراً للإمكانيات التجارية الكبيرة التي تتمتع بها الصناعة الكامنة وراء السدادات القطنية، فقد تمّ تسويق هذا المنتج بقوة أكثر، إلا أن القلق المتزايد بشأن التأثير البيئي للسدادات القطنية والفوط الصحية، فضلاً عن الحاجة لتقديم المزيد من الخيارات للتعامل مع الدورة الشهرية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، كلها أمور أدت إلى انتشار استخدام أكواب الحيض.

لكن هل تعتبر أكواب الدورة الشهرية هذه آمنة، وما الفرق بينها وبين منتجات الدورة الشهرية الأخرى؟

تطور كأس الحيض

تستخدم المرأة الواحدة في المتوسط، 11000 فوطة وسدادة قطنية في حياتها، نتيجة لذلك، يتم إلقاء ما يقرب من 20 مليار منتج حيض، يستخدم لمرة واحدة، في مكبات النفايات سنوياً، مع العلم بأن معظم هذه المنتجات تحتوي على بلاستيك لا يتحلل حيوياً لمئات السنين.

من هنا تم تطوير أكواب الدورة الشهرية وجعلها صديقة للبيئة، آمنة وغير مكلفة على المدى الطويل.

تستخدم المرأة الواحدة في المتوسط، 11000 فوطة وسدادة قطنية في حياتها، نتيجة لذلك، يتم إلقاء ما يقرب من 20 مليار منتج حيض، يستخدم لمرة واحدة، في مكبات النفايات سنوياً، مع العلم بأن معظم هذه المنتجات تحتوي على بلاستيك لا يتحلل حيوياً لمئات السنين

والواقع، إن هذه الأكواب موجودة على الأقل منذ العام 1932 عندما حصلL. J. Goodard على براءة اختراع وعاء مهبلي، كان على شكل جرس، يمكن للمرأة إدخاله في قناة المهبل لجمع دم الحيض.

أما في الوقت الحاضر، فقد بات كأس الحيض يصنع من مواد طبية، ناعمة، مرنة، معقمة ويمكن تنظيفها بسهولة، مثل السيليكون والمطاط واللاتكس.

الجدل حول أكواب الدورة الشهرية

اكتسبت أكواب الدورة الشهرية شعبية كبيرة لكونها منتجاً صديقاً للبيئة، إذ يمكن للمرأة إعادة استعمال كأس الحيض، وبالتالي الحدّ من النفايات الناجمة عن المواد البلاستيكية والذي لا يمكن إعادة تدويرها، كما أن هذه الأكواب متينة ويمكن أن تستمر لمدة 10 سنوات تقريباً، غير أنه منذ بدايتها، أثارت كؤوس الحيض العديد من التساؤلات لناحية ما إذا كانت آمنة، أو أقل أماناً من الفوط والسدادات القطنية التقليدية التي يمكن التخلص منها فوراً بعد الاستخدام.

في هذا الصدد، أجرى فريق من كلية ليفربول للطب الاستوائي في المملكة المتحدة، بالتعاون مع باحثين آخرين من المملكة المتحدة، كينيا والهند، مراجعة للدراسات الطبية، وانكبوا على ملخّصات المؤتمرات، التقارير وأطروحات الدكتوراة، لمعرفة المزيد عن استخدام أكواب الدورة الشهرية وسلامتها.

وبالإضافة إلى ذلك، نظر الباحثون أيضاً في عدد المرات التي تضمنت فيها المواقع والبرامج التعليمية معلومات حول أكواب الحيض، جنباً إلى جنب مع منتجات نظافة الدورة الشهرية الأخرى.

في هذا الصدد، لاحظت كبيرة مؤلفي المراجعة، البروفيسورة بينيلوبي فيلبس هوارد، أنه وعلى "الرغم من حقيقة أن 1.9 مليار امرأة على مستوى العالم يقضين في المتوسط 65 يوماً في السنة في التعامل مع تدفق دم الحيض، إلا أن هناك القليل من الدراسات الجيدة التي تقارن المنتجات الصحية".

وأضافت فيلبس قائلة: "نهدف إلى معالجة ذلك من خلال تلخيص المعرفة الحالية حول التسرب، السلامة وقبول أكواب الدورة الشهرية ومقارنتها بالمنتجات الأخرى، حيثما أمكن ذلك".

تفاصيل المراجعة

نظر العلماء في 43 دراسة شملت 3319 مشتركة من بلدان ذات مستويات دخل مختلفة (15 دراسة من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، و28 دراسة شملت مشتركات من البلدان ذات الدخل المرتفع).

قارنت بعض الدراسات بشكل مباشر أكواب الدورة الشهرية مع السدادات القطنية والفوط الصحية التي تستخدم لمرة واحدة، وذلك بغية معرفة أي من هذه الوسائل أكثر عرضة ليتسرب منها دم الحيض.

وجدت 3 دراسات أن معدلات التسرب كانت متشابهة بين كأس الحيض والمنتجات الأخرى، بينما أشارت إحدى الدراسات إلى أن تسرّب أكواب الدورة الشهرية كان أقل بشكل ملحوظ.

هذا واعتبرت بعض الدراسات أن التسرب من كأس الحيض قد يعود إلى عوامل عديدة، بما في ذلك النزيف الغزير الذي تختبره بعض السيدات، استخدام كوب صغير جداً، وضع الكأس بشكل غير صحيح في قناة المهبل أو عدم إفراغه في الوقت المناسب.

أما بالنسبة لطريقة استخدام أكواب الدورة الشهرية، فقد وجدت بعض السيدات صعوبة في كيفية استخدام كأس الحيض، بالأخص في المرات الأولى، فاحتجن إلى عدة دورات حتى يتمكنّ من وضعه في المهبل بشكل صحيح، بخاصة وأن المعلومات حول أكواب الدورة الشهرية وكيفية استخدامها غالباً ما تكون غير متوفرة. في المقابل، أعربت 70% من النساء عن سعادتهنّ بمواصلة استخدام هذا المنتج، بمجرد اطلاعهنّ على كيفية استخدامه بشكل صحيح.

أكواب الحيض... آمنة للاستخدام؟

نظر الباحثون في مدى سلامة استخدام أكواب الدورة الشهرية، كما قاموا بتحليل الآثار الضارة التي أبلغ عنها سكان أوروبا، أميركا الشمالية وأفريقيا.

من بين المشتركات في الدراسة، أبلغت 5 سيدات فقط عن تعرضهنّ لمتلازمة الصدمة التسممية (إحدى المضاعفات النادرة والمهدّدة للحياة، والتي تنشأ عن أنواع محددة من العدوى البكتيرية) بعد استخدام كأس الحيض.

ومن بين النساء اللواتي استخدمن هذا المنتج، أبلغت 5 منهنّ عن الشعور بالألم، وأصيبت 3 بجروح في المهبل، 6 بالحساسية، وكشفت 9 سيدات عن معاناتهنّ من مشاكل في المسالك البولية.

في المقابل، أثبتت العديد من الدراسات أن استخدام أكواب الدورة الشهرية لم تؤثر على الفلورا المهبلية، كما أظهرت الأبحاث التي فحصت القناة المهبلية وعنق الرحم بعد استخدام كأس الحيض، أن هذا المنتج لم يتسبب في تلف الأنسجة.

من هنا، خلص الباحثون إلى القول بأنه واستناداً إلى الدراسات المتاحة، فإن أكواب الدورة الشهرية آمنة وموثوقة، على الأقل مثل غيرها من منتجات النظافة الشهرية: "تقترح هذه المراجعة المنهجية أن كؤوس الدورة الشهرية يمكن أن تكون خياراً مقبولاً وآمناً للنظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية، في البلدان ذات الدخل المرتفع والمنخفض والمتوسط الدخل، ولكنها غير معروفة جيداً. يمكن للنتائج التي توصلنا إليها إبلاغ صانعي السياسات والبرامج بأن أكواب الدورة الشهرية هي بديل للمنتجات الصحية التي يمكن التخلص منها، حتى عندما تكون مرافق المياه والصرف الصحي سيئة".

أكواب الدورة الشهرية VS الفوط الصحية والسدادات القطنية

على مدى السنوات الماضية، ظهرت أنواع عديدة من المنتجات التي تساعد النساء على التعامل مع الدورة الشهرية بأمان، أبرزها الفوط الصحية والسدادات القطنية بالإضافة إلى أكواب الحيض.

والحقيقة أن كل وسيلة تشكل إيجابيات وسلبيات عديدة، غير أن أكواب الحيض قد تكون الخيار المفضل لدى الكثير من الخبراء.

أكواب الدورة الشهرية قادرة على توفير المال، كما أنها صديقة للبيئة

في حديثها مع موقع رصيف22، أوضحت القابلة القانونية فرح كنج، أن أكواب الدورة الشهرية قادرة على توفير المال، كما أنها صديقة للبيئة.

وبالرغم من أن الفوط الصحية حاصلة على موافقة من إدارة الأغذية والعقاقير (FDA)، إلا أن فرح أكدت أن الشركات المصنعة لها لا تخضع لشروط معيّنة وصارمة، كإجبارها على ذكر المواد التي تتضمنها: "تحتوي الفوط الصحية والسدادات القطنية على البلاستيك والمواد الكيميائية، وغيرها من الأمور التي تلحق ضرراً بصحة المرأة"، على حدّ قولها.

وشددت كنج على أن المهبل هو عبارة عن منطقة حساسة، غنية بالغدد اللمفاوية، ولديها نسبة امتصاص عالية لأي منتج أو مواد كيميائية تؤثر سلباً على صحة المهبل والمبيض وعنق الرحم، وقد تسبب العديد من الأمراض السرطانية في هذه الأجزاء الحميمة من الجسم.

في المقابل، أشارت فرح إلى أن أكواب الدورة الشهرية مصنوعة بمعظمها من سيليكون غير مضر، كما أنها وسيلة مريحة وعملية في حال اعتادت المرأة عليها: "تقوم السيدة بوضع كأس الحيض داخل المهبل لساعات قبل أن تفرغه"، مضيفة بأن بعض السيدات لا يشعرن حتى بوجود هذا المنتج داخل مهبلهنّ، ويتمكن بالتالي من مواصلة نشاطاتهنّ بشكل طبيعي.

"تحتوي الفوط الصحية والسدادات القطنية على البلاستيك والمواد الكيميائية، وغيرها من الأمور التي تلحق ضرراً بصحة المرأة"

باختصار، في السنوات القليلة الماضية، ظهرت أكواب الدورة الشهرية كبديل صديق للبيئة للفوط والسدادات القطنية التي تستخدم لمرة واحدة. بدلاً من امتصاص دم الحيض، تجمع هذه الأكواب المرنة والتي تأتي بمقاسات مختلفة، الدم من داخل المهبل، ويمكن وضع كأس الحيض ما بين 4 إلى 12 ساعة قبل تفريغه، اعتماداً على غزارة الحيض.

ونظراً لكونها متينة وقادرة على الاستمرار لمدة تصل إلى 10 سنوات، فإن أكواب الحيض تعتبر خياراً أرخص بكثير من شراء آلاف المنتجات ذات الاستخدام الواحد، أما طريقة استخدام أكواب الدورة الشهرية فقد تكون صعبة في البداية، إذ يجب طويها وإدخالها إلى قناة المهبل، مع التأكد أن الفتحة للأعلى، ولكن مع الاستخدام المتكرر، سرعان ما تعتاد المرأة عليها، وتصبح قادرة على التعامل بشكل أفضل الدورة الشهرية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image