شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
عبر تطبيقات المواعدة والصلاة… كيف يعرف الجيش الأمريكي مواقع ملايين المسلمين؟

عبر تطبيقات المواعدة والصلاة… كيف يعرف الجيش الأمريكي مواقع ملايين المسلمين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تكنولوجيا

الأربعاء 18 نوفمبر 202010:53 ص

يشتري الجيش الأمريكي بيانات الحركة الدقيقة للأشخاص حول العالم بعد جمعها عبر تطبيقات تبدو آمنة، أبرزها تطبيقات المواعدة والتطبيقات الدينية الخاصة بالمسلمين، كتطبيق "مسلم برو" الذي جرى تنزيله أكثر من 98 مليون مرة.

هذا ما خلص إليه موقع التقنية المتخصص "Motherboard " ونقله موقع "فايس" الأمريكي في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر.

 شملت مجموعة التطبيقات التي حللها الموقع التقني وثبت جمع المعلومات عن الموقع عبرها لمصلحة الجيش الأمريكي، علاوةً على تطبيقات المواعدة الإسلامية والتطبيقات الخاصة بالصلاة والقرآن، مثل "كريغليست" الذي يوفر إعلانات مجانية عن العمل والسكن وبيع المنتجات والخدمات، و"ليفل" وتطبيقات الطقس.

مساران لجمع المعلومات

من خلال السجلات العامة والمقابلات مع المطورين والتحليل الفني، اكتشفت "مذربورد" مسارين منفصلين ومتوازيين للبيانات يستخدمهما/ استخدمهما الجيش الأمريكي للحصول على بيانات الموقع للمستخدمين. أولهما بالاعتماد على شركة تدعى "بابل ستريت" Babel Street، صاحبة أداة "لوكايت إكس"، وهي فرع من الجيش مكلف مكافحة الإرهاب والتمرد والاستطلاع الخاص، وبمساعدة هذه الأداة تتمكن من مساعدة قيادة القوات الخاصة الأمريكية (USSOCOM) في العمليات الخارجية. 

"يرسم خريطة تحركات الأشخاص ويتتبعهم حتى عتبة المنزل"... موقع أمريكي يكشف كيف يجمع الجيش الأمريكي بيانات موقع المستخدم عبر تطبيقات شهيرة -العديد من مستخدميها مسلمون- لتنفيذ هجماته ضد الجماعات الإرهابية

أما المسار الآخر لتدفق المعلومات فيتم عبر شركة "إكس مود" X-Mode، التي تحصل على بيانات الموقع مباشرة من التطبيقات، ثم تبيعها للمقاولين، يعمل بعضهم لمصلحة الجيش الأمريكي أو البنتاغون.

ويسلط هذا التحليل الضوء على سياسة استغلال بيانات الموقع غير الشفافة لمطوري العديد من التطبيقات، جنباً إلى جنب مع حقيقة أن الجيش الأمريكي، الذي استخدم بشكل سيئ بيانات الموقع لتحديد أهداف ضربات بالطائرات بدون طيار، يشتري الوصول إلى البيانات الحساسة للأشخاص من دون علمهم.

الأمر الجدير بالملاحظة في التحليل هو أن العديد من مستخدمي التطبيقات المشار إليها في سلسلة إمداد البيانات من المسلمين، ولا يمكن إلا ربط هذا بأهداف الضربات الأمريكية الأخيرة على الجماعات الإرهابية في بلدان ذات غالبية مسلمة في الشرق الأوسط، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من المدنيين.

ولم تتمكن "مذربورد" من تحديد العمليات العسكرية التي استغل فيها الجيش الأمريكي هذا النوع من بيانات الموقع.

تطبيقات تجسست على مواقع مسلمين

أبرز التطبيقات التي تبيّن شراء الجيش الأمريكي -أو عملاء له- بيانات الموقع للمستخدمين، كان تطبيق "مسلم برو" الذي يذكر بموعد الصلاة واتجاه القبلة في مكة ومقاطع من القرآن. جرى تنزيل التطبيق عبر غوغل بلاي أكثر من 50 مليون مرة، مع إجمالي عمليات تنزيل تتخطى 98 مليوناً عبر مختلف المنصات، وفق الموقع الرسمي للتطبيق.

عقب نشر تقرير "فايس"، تعهد "مسلم برو" الذي يصف نفسه بأنه "أشهر تطبيق إسلامي" عدم مشاركة البيانات مع "إكس مود" بعد الآن. لكن العديد من المستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوا إلى حذف التطبيق "غير الآمن".

من التطبيقات الإسلامية التي أرسلت بيانات الموقع لـ"إكس مود" أيضاً، "مسلم منجل" وهو تطبيق مواعدة جرى تنزيله أكثر من 100 ألف مرة.

"مسلم برو"... التطبيق الإسلامي الأشهر والذي جرى تنزيله أكثر من 98 مليون مرة كان يبيع بيانات موقع مستخدميه شديدة الحساسية لشركة تتعامل مع وزارة الدفاع الأمريكية. عقب افتضاح الأمر، التطبيق يتعهد بعدم بيع البيانات مجدداً

ولم يكن بعض مطوري التطبيقات الذين تحدثت إليهم "مذربورد" على دراية إلى أي جهة تنتهي بيانات موقع مستخدميهم. قال العديد منهم للموقع التقني إنهم لم يعلموا بشأن ذهاب البيانات إلى مقاولي وزارة الدفاع الأمريكية.

وقد لا يستطيع المستخدم، حتى مع فحص سياسة خصوصية التطبيق، أن يدرك في النهاية عدد الشركات أو الوكالات المختلفة التي تشتري بعضاً من البيانات شديدة الحساسية.

لكن شراء جهة إنفاذ القانون الأمريكي لمثل هذه المعلومات يثير تساؤلات حول قيام السلطات بشراء مثل هذه البيانات التي قد تتطلب عادةً تفويضاً للوصول إليها. وما من دليل على أن لدى الجيش الأمريكي أحكاماً تخوله استخدام بيانات كهذه.

لكن سجلات المشتريات تثبت شراء USSOCOM الوصول إلى "لوكايت إكس" من "بابل ستريت". موظف سابق في الشركة شرح لـ"مذربورد" كيف يمكن لمستخدمي المنتج رسم خريطة تحركات الشخص، ومشاهدة جميع الأجهزة التي تحتوي على بيانات عبر الأداة ثم تتبع جهازاً محدداً لمعرفة مكانه النهائي.

بيانات Locate X نفسها مجهولة المصدر، غير أن المصدر أكد أنها "تمكن من تحديد هوية أي شخص على الإطلاق"، مع إمكانية استغلالها في التلاعب.

واشترت USSOCOM "لوكايت إكس" وأداة أخرى لتحليل النص، "بابل إكس"، في نيسان/ أبريل الماضي بنحو 90,600 دولار أمريكي.

في بيان، أكد تيم هوكينز، المتحدث باسم قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، شراء "لوكايت إكس" زاعماً أنه "يتم استخدام وصولنا إلى البرنامج لدعم متطلبات مهمات قوات العمليات الخاصة في الخارج".

وشدد: "نحن نلتزم بشدة الإجراءات والسياسات المعمول بها لحماية الخصوصية والحريات المدنية والحقوق الدستورية والقانونية للمواطنين الأمريكيين".

ليس الجيش الأمريكي وحده الذي يعتمد على "لوكايت إكس"، فوكالات إنفاذ القانون الأمريكية الأخرى، مثل الجمارك وحماية الحدود (CBP) وإدارة الهجرة والجمارك (ICE)، تفعل ذلك أيضاً بحسب ما كشفه منشور تكنولوجي في آذار/ مارس الماضي. اشترت وكالات حكومية أمريكية أخرى إمكانية الوصول إلى بيانات الموقع من بائع آخر هو "Venntel".

يسلط التحليل الضوء على سياسات بيانات الموقع غير الشفافة للعديد من التطبيقات التي يُزعم أنها "آمنة". كما يظهر أن الجيش الأمريكي، الذي استخدم بشكل سيئ بيانات الموقع لتحديد أهداف ضربات بالدرونز، يشتري الوصول إلى البيانات الحساسة للأشخاص دون علمهم

عادةً، تحرص بعض الشركات على الحصول على بيانات موقع التطبيق لدفع المعلنين إلى إدراج إعلاناتهم في جلسات تصفح الأشخاص.

وتشجع شركة بيانات الموقع "إكس مود" مطوري التطبيقات على دمج SDK، وهي حزمة من التعليمات البرمجية، في تطبيقاتهم الخاصة، بحيث تجمع بيانات موقع مستخدمي التطبيق بشكل منتظم وغير طوعي وترسلها إلى الشركة. في المقابل، تدفع "إكس مود" لمطوري التطبيق رسوماً تعتمد على عدد المستخدمين لكل تطبيق.

على سبيل المثال، تطبيق يضم 50000 مستخدم نشط يومياً في الولايات المتحدة، سيكسب مطوره 1500 دولار شهرياً من الشركة، وفق موقعها على الإنترنت.

في مقابلة حديثة مع شبكة "سي أن أن"، قال الرئيس التنفيذي للشركة، جوشوا أنتون، إنهم يتعقبون شهرياً 25 مليون جهاز داخل الولايات المتحدة، و40 مليوناً في أماكن أخرى، كالاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. تبيع الشركة البيانات الحساسة لمجموعة ضخمة ومتنوعة من العملاء، بينهم شركات استخبارات خاصة ومقاولون عسكريون أمريكيون يكون هدفهم تتبع المستخدم حتى "عتبة المنزل".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image