في الوقت الذي زعم فيه رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية عواد بن صالح العواد أن الرياض هي "عاصمة المرأة العربية 2020"، كان يحظر على تويتر الحسابات التي تسأل أين لجين الهذلول؟ كما كان يخفي التعليقات الخاصة في هذا الشأن.
لجين معتقلة منذ أيار/مايو 2018 لمطالبتها بمنح المرأة حق قيادة السيّارة. ورغم إقرار السلطات السعودية بهذا الحق بعد أيام من اعتقالها، لا تزال الناشطة السعودية قيد الاعتقال. وبدأت إضراباً عن الطعام منذ 26 تشرين الأول/أكتوبر بسبب سلب إدارة سجن الحائر (المختص بقضايا الإرهاب وأمن الدولة) حقها في الاتصال بعائلتها.
وتناقض السلطات السعودية مع قضايا حقوق المرأة تُظهره تغريدة العواد وتعامله مع ردود الأفعال حيالها. كتب: "المكانة التي تحظى بها المرأة في المملكة تجسدت في مستهدفات #رؤية_2030، وفي أكثر من (20) إصلاحاً نوعياً في مجال حقوق المرأة وتمكينها، تحققت خلال السنوات القليلة الماضية، بتوجيهات سيدي #خادم_الحرمين_الشريفين وإشراف مباشر من سمو سيدي #ولي_العهد".
فانهالت الأسئلة والتعليقات التي اضطر العواد أن يخفي بعضها إلا أن هناك خاصية على تويتر تُظهر التعليقات التي أخفاها صاحب/ة التغريدة الأصلية و"في مثل هذه التغريدات، الحقيقة تكمن في الردود المخفيّة (Hidden Replies)"، كما قال أحد روّاد تويتر.
هنا ثلاثة تعليقات أخفاها:
1- "نبغى نشوف الكلام هذا في قضية إضراب لجين الهذلول وقضايا تعذيب المعتقلين والمعتقلات. راح تكتم ردي مثل ما فعلت برفاقي، اكتم الردود لكن ما تقدر تكتم صوت الحق صوت الحق أعلى منكم".
2- "وين لجين الهذلول يا د. عواد؟"
3- "هل تعرف أخي العزيز عواد بن صالح أين تضع كلامك؟ ليس تويتر! إنما في مكان أنت خابره (تعرفه)".
ولم يتمكن العواد من إخفاء جميع التعليقات التي تسأل عن لجين لكثرتها، كما وضعه روّاد تويتر في مأزق بسبب تغريدته. إذ ذكّروه بالناشطات الحقوقيات المعتقلات بسبب نشاطهم السلمي، كما ذكّروه بسوء دار الرعاية، وقوانين العنف ضد المرأة.
في سياق متصل، كتبت لينا الهذلول، شقيقة لجين، أن العواد بدلاً من أن يتفاعل مع الأشخاص الذين أعربوا عن قلقهم على لجين، يقوم بإخفاء الردود ويحظر من حسابه كل ناقد، مضيفة: "هذا يحكي الكثير عن وضعنا، وكيف يتم التفاعل مع استفساراتنا عن لجين".
ومن الذين تم حظرهم فتاة تدعى أصيل، كتبت لرئيس هيئة حقوق الإنسان: "إشراف مباشر على أحوال المعتقلات في السجون المعرّضات للحبس الانفرادي والتعذيب والتحرش والحرمان من التواصل؟ أو سجينات دور الرعاية؟ أو فشل مركز البلاغات والجهات الأمنية في إنهاء حالات العنف؟ هذه المكانة التي تحظى بها المرأة في المملكة".
وتابعت في تغريدة ثانية: "لجين الهذلول مضربة عن الطعام وهذا اليوم السابع لها احتجاجاً على حرمانها الدائم من التواصل بأهلها، خلال سنة كانت مرات تواصلها بهم على عدد أصابع اليد، حضرتك تعرف ما يحصل في داخل السجن وتعرف حال لجين، والله ما نسامح ولا نغفر لكل المتواطئين في تعذيبها #لا_تقتلوا_لجين".
لينا الهذلول: "بدلاً من أن يتفاعل رئيس هيئة حقوق الإنسان مع الأشخاص الذين أعربوا عن قلقهم على لجين الهذلول، يخفي الردود ويحظر من حسابه كل ناقد. هذا يحكي الكثير عن وضعنا، وكيف يتم التفاعل مع استفساراتنا عن لجين".
المزيد من الأسئلة
لم تنتهِ الأسئلة هنا، إذ وُجهت له الأسئلة التالية:
- "نحن معكم على أرض الواقع وقاعدين نشوف. هالكلام موجه لمين؟"
- "التوجيه والإشراف المباشر هل تقصد فيه تعذيب لجين الهذلول اللي تم بتوجيهات وبإشراف مباشر من سعود القحطاني اليد اليمنى لولي العهد؟"
- "يا ليت تشرح لنا موقف هيئة حقوق الإنسان من معاملة الحكومة للجين في السجن وبالمناسبة ممكن تعدد لنا هالعشرين إصلاح اللي تتكلم عنه؟ شكراً مقدماً".
- "هل نساء دار الرعاية/الحماية/الضيافة لا يتم تصنيفهن من ضمن النساء في هذا المكان؟ هل قوانين الحماية واقتحام المنازل في حالات العنف لا تشمل النساء؟ هل خروج النساء من السجن بعد انتهاء محكوميتهن بدون الحاجة لتوقيع ولي أمر ليس ضمن حقوق الإنسان؟ هل حقوق النساء تشمل طبقة مخملية من النساء؟".
وكان الناشط السعودي المعارض عمر عبدالعزيز في عداد الذين علقوا على تفاعل العواد مع التعليقات، إذ كتب في تغريدة: "رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية يخفي الردود في تويتر على تغريدته المثيرة للضحك. لا عجب من الإخفاء فهو يمثل حكومة تخفي المواطنين بل تخفي جثثهم".
واعتبر معلقون أن التعليقات على تغريدته "تُبرّد القلب"، فيما قال آخرون إن العواد يعتقد بأنه يعطي تصريحاً تلفزيونياً يستطيع أن يكذب فيه دون أن يتلقى رداً من أحد.
وكتبت ناشطة نسوية: "أنا أتقبل التطبيل من كل أحد، إلا من أدعياء حقوق الإنسان، أظنها أكثر بشاعة حين تأتي منهم، لأنهم أكثر الناس وعياً وفهماً لخطأهم وجرمهم".
"رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية يخفي الردود في تويتر على تغريدته المثيرة للضحك. لا عجب من الإخفاء فهو يمثل حكومة تخفي المواطنين بل تخفي جثثهم"
تجاهل
وتجاهل رئيس هيئة حقوق الإنسان كل الانتقادات تلقاها، وأعلن في تغريدة نشرها في 2 تشرين الثاني/أكتوبر أنه "افتتح حلقة نقاش عن 'حق المرأة في الإرث' لمناقشة التحديات والصعوبات التي قد تواجهها والحلول الممكنة لها، بمشاركة نخبة من ذوي الخبرات الذين أكدوا حق المرأة الشرعي في الإرث، وأنه لا يمكن لأحد حرمانها منه".
وأكد أن الهيئة تعمل على حماية حق المرأة في الإرث الشرعي، داعياً خطباء المساجد أيضاً إلى التوعية بشأن أهمية حقهن في الإرث. وأشار إلى أهمية تضافر الجهود لتوعية المجتمع بحق المرأة الشرعي والنظامي والاجتماعي والإنساني في الحصول على حقها في الإرث.
وأشار إلى أن "الهيئة تعمل على جميع ملفات حقوق الإنسان بلا استثناء" من دون أن يعطي شرحاً لسبب إخفاء التعليقات الخاصة بلجين ولا لسبب حظره الحسابات الناقدة له والمطالبة بأدنى الحقوق.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...