في هجوم اعتبرته السلطات الفرنسية عملاً رهابياً، أعلنت الشرطة إن ثلاثة أشخاص قتلوا في هجوم بسكين داخل كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية.
وقال عمدة نيس كريستيان استروزي إن المهاجم قطع رؤوس بعض الضحايا الذين كانوا داخل كنيسة نوتردام خلال الهجوم الدموي. ولفت إلى أن منفذ الهجوم استمر بالهتاف "الله أكبر" خلال تلقيه العناية الطبية بعد إطلاق النار عليه من قبل قوات الشرطة التي اعتقلته.
ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نيس حيث التقى برجال الأمن في موقع الحادث، فيما قررت الحكومة رفع نظام تنبيه الأمن القومي إلى أعلى مستويات اليقظة، مؤكدة أن ردها على الهجوم نيس سيكون "حازماً وحاسماً وفورياً".
ويأتي الهجوم بعد أيام من اندلاع احتجاجات في بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة ضد تصريحات ماكرون التي اعتبر فيها نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد حرية تعبير.
وأفادت تقارير صحافية بأن هجومين آخرين وقعا بالتزامن مع حادث مدينة نيس، أحدهما في فرنسا أيضاً والآخر في السعودية.
في التفاصيل، قُتل رجل بالرصاص قرب مدينة أفينيون بعدما هدد الشرطة والمارة بمسدس. وتعرض حارس لهجوم خارج القنصلية الفرنسية في جدة بالسعودية، وتم القبض على المهاجم ونقل الحارس إلى المستشفى.
وفي وقت سابق من هذا الشهر قُطع رأس معلم في مادة التاريخ وهو صموئيل باتي، بعدما عرض رسوماً كاريكاتورية مثيرة للجدل للنبي محمد على بعض تلاميذه.
وأدى هذا الهجوم إلى ارتفاع حالة التوتر في فرنسا التي قررت غلق عدة جمعيات إسلامية ومساجد في خطوة وصفتها بأنها تهدف إلى مكافحة التطرف.
القتلى ثلاثة ضحايا امرأة مسنة قطع المهاجم رأسها في الكنيسة، ورجل جرح في حنجرته، وسيدة تلقت عدة طعنات في جسدها… الجاني اسمه ابراهيم ويبلغ من العمر 25 عاما وكان يهتف "الله أكبر" خلال علاجه
ماذا نعرف عن هجوم نيس؟
وقالت تقارير صحافية إن اثنين من القتلى تعرضا للهجوم داخل الكنيسة، وهما امرأة مسنة ورجل عُثر عليه جريحاً في حنجرته.
والحالة الثالثة هي امرأة تمكنت من الفرار إلى مقهى قريب بعد تعرضها للطعن عدة مرات، لكنها توفيت في وقت لاحق.
وكشفت وسائل إعلام فرنسية أن المهاجم يدعى إبراهيم، ويبلغ من العمر 25 عاماً ويتحدث الفرنسية من دون الكشف عن أصوله.
قبل أربع سنوات، كانت نيس مسرحاً لهجوم دموي، عندما قاد تونسي شاحنة ليدهسحشوداً كانت تحتفل بيوم الباستيل في 14 تموز/يوليو، مما أسفر عن مقتل 86 شخصاً.
ردود أفعال
أدانت وزارة الخارجية التركية الهجوم على الكنيسة، معربة عن تضامنها مع الشعب الفرنسي وأسر الضحايا من دون أي إشارة إلى الحكومة الفرنسية.
وتشهد العلاقات التركية الفرنسية توتراً بعدما هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ماكرون على خلفية تصريحات الأخيرة عن الإسلام، وهو ما دفع باريس لسحب سفيرها من أنقرة.
واستنكر المجلس الإسلامي في فرنسا بشدة الهجوم الدموي، ودعا مسلمي فرنسا إلى إلغاء احتفالات المولد النبوي تضامناً مع الضحايا.
ودعا رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي إلى "الاتحاد ضد العنف وضد الذين يسعون إلى التحريض ونشر الكراهية".
وقال ساسولي: "أشعر بصدمة وحزن عميقين لأخبار هجوم نيس المروع. نشعر بهذا الألم كلنا في أوروبا".
وأدان الأزهر الشريف في مصر وإمامه الأكبر الشيخ أحمد الطيب هجوم نيس. وأكد في بيان أنه لا يوجد بأي حال من الأحوال مبرر لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وجميع الأديان السماوية، داعياً إلى ضرورة العمل على التصدي لشتى أعمال العنف والتطرف والكراهية والتعصب.
ولفت البيان إلى "أن الأزهر الشريف إذ يدين ويستنكر هذا الحادث الإرهابي البغيض، فإنه يحذر من تصاعد خطاب العنف والكراهية"، داعياً إلى "تغليب صوت الحكمة والعقل والالتزام بالمسؤولية المجتمعية خاصة عندما يتعلق الأمر بعقائد وأرواح الآخرين".
الهجوم على الكنيسة نوتردام رافقه هجوماً آخر على القنصلية الفرنسية في جدة وهجوم ثالث في مدينة أفينيون الفرنسية… دائرة الهجمات تتسع في فرنسا وباريس تتوعد برد حازم وسريع
الهجمات خلال السنوات الأخيرة في فرنسا
تشرين الأول/أكتوبر 2020: قطع رأس مدرس التاريخ صموئيل باتي خارج مدرسة في إحدى ضواحي باريس بعد عرضه رسوماً مسيئة للنبي محمد.
سبتمبر/ أيلول 2020: طعن شخصين وإصابة آخرين بجروح خطيرة في باريس بالقرب من مكتب سابق لصحيفة "شارلي إيبدو"، إذ شن متشددون إسلاميون هجوماً عام 2015.
يوليو/ تموز 2016: مهاجمان يقتلان القس جاك هامل ويصابان بجروح خطيرة بعد اقتحام كنيسة في إحدى ضواحي روان، شمال فرنسا.
تموز/ يوليو 2016: مسلح يقود شاحنة كبيرة وسط حشد يحتفل بيوم الباستيل في نيس، مما أسفر عن مقتل 86 شخصاً في هجوم تبناه تنظيم داعش.
تشرين الثاني/ نوفمبر 2015: شن مسلحون وانتحاريون عدة هجمات منسقة على قاعة حفلات باتاكلان ومطاعم وحانات في باريس، مما أسفر عن مقتل 130 شخصاً ومئات الجرحى.
كانون الثاني/ يناير 2015: مسلحان متشددان يقتحمان مكتب صحيفة "شارلي إيبدو" ويقتلان 12 شخصاً بالرصاص.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...