"جمالها أمير يأمر، وملك يحكم، وسلطان يأسر السلاطين، فتنتها مرهقة محرقة، لكن يفوح منها البخور، تضع يداً بماء يغلي، وتضع الأخرى بماء من ثلج، إنه تعادل الحرارتين"، هكذا عبر الفنان عبد السلام النابلسي في تصريح قديم ومتداول عن انشغال الوسط الفني بالجمال الأنثوي الاستثنائي لفيرجينيا السينما المصرية، و"جميلة الجميلات" التي بدأت حياتها الفنية نجمة متألقة، كما كانت رحلتها الحافلة شاهدة على العديد من الحكايات المثيرة. إنها الفنانة ليلى فوزي.
يلخص ما قاله النابلسي الحالة التي صنعتها ليلى فوزي في الوسط السينمائي المصري، بسلاح "الجمال الأنثوي" وخلفيتها الأرستقراطية إذ صاغت مشروعها الفني، كما جاء دخول الألوان إلى السينما، والخروج من زمن الأبيض والأسود نقطة إيجابية لصالحها ساعدت في زيادة نجاحها.
نتتبع في هذا المقال الحكايات التي صنعت النقاط الساخنة في مشوار فوزي، تزامناً مع الذكرى الـ102 لميلادها، في أكتوبر\تشرين الأول 1918.
بداية سينما الألوان
في إسطنبول كانت خطواتها الأولى، الوالد المصري المتنقل بين مصر وتركيا وسوريا بسبب عمله في تجارة الأقمشة، أحب والدتها التركية، حفيدة "قيصر لي باشا"، أحد قادة الجيش التركي خلال الحقبة العثمانية. ولدت على الأراضي التركية عام 1918، في الوقت الذي كانت فيه الحرب العالمية الأولى تلملم أوراقها الأخيرة.
جاءت خلفيتها الاجتماعية الراقية لتصنع لها وضعاً خاصاً في تاريخ السينما المصرية، هو النموذج الأكثر سطوعاً للجمال الأنثوي وسط بنات جيلها، في ظل محاكاتها لمعايير الذوق الغربي السائد عالمياً منتصف القرن العشرين، لذلك تبقى ليلى فوزي هي أبرز من قام بدور الملكات، والأميرات، وسيدات المجتمع الأرستقراطي، وأيضاً الجاسوسة لصالح إسرائيل في المسيرة السينمائية العربية.
"حاولت فنانات أن تسير على خطى ليلى فوزي في الإدارة القوية الذكية لقدرات فنية متوسطة، ولكن النجاح في هذا ليس سهلاً، إلا أن الممثلة روبي تعتبر أبرز فنانة على هذا الطريق"
كان أول أدوارها عام 1941 في فيلم "مصنع الزوجات"، ولم تكن قد تجاوزت منتصف العقد الثالث من العمر، وفي فترة قصيرة كانت بنت تاجر الأقمشة قد بلورت نفسها داخل إطار مخملي لجميلة الجميلات، لذلك اختارتها إحدى المجلات الفنية الأمريكية في أربعينيات القرن العشرين واحدة من أجمل فتيات العالم، بحسب تصريح لها قبل وفاتها.
الناقدة السينمائية المصرية صفاء الليثي تقول لرصيف22: "مشوار ليلى فوزي يصلح للتأمل في التباينات التي حدثت في النظر للجمال الأنثوي ومستوياته، فقد جاء دخول الألوان ليبرز الجمال المبهر للنجمة الراحلة، وهو ما ساعد على بقائها في أدوار البطولة، وسط المنافسة الشرسة من بنات جيلها".
"تأثرت وتعلمت معنى الفن"
الناقدة المصرية ماجدة خير الله قالت لرصيف22 إن مستوى ليلى فوزي التمثيلي كان متوسطاً، فهي لم تكن ممثلة فذة، لكنها كانت شخصية تميزت بالذكاء، واستطاعت الاستفادة من إمكانياتها المتاحة، على مستوى الشكل والخلفية الاجتماعية، لتقدم مجموعة من الأدوار التي تمثل فيها طبقة ابنة الذوات، كما أن ملامحها الجميلة دفعت الفنان نور الشريف لاختيارها لفيلم "ضربة شمس" بعد أن وصف ملامحها بالمحايدة تماماً، وهو الأمر الذي كان يحتاجه في من ستقوم بأداء الدور.
تقول ليلى فوزي في حوار صحافي أجرته قبل وفاتها بعامين: "تأثرت في حياتي بالكثيرين، بداية بعبد الوهاب ومحمد كريم، مروراً بأنور وجدي، وقبله عزيز عثمان، بالإضافة إلى يوسف شاهين وكمال الشيخ وجلال معوض، أنا مدينة بالفضل لكل من علَّموني، فلم أعد مجرد "دمية" جميلة، بل فنانة تعرف معنى الفن الحقيقي".
شاركت فوزي في نحو 85 فيلماً و40 مسلسلاً، وأبرز أدوارها السينمائية بعد أن تجاوزت الستين من عمرها، مشاركتها الصامتة في فيلم "ضربة شمس" من بطولتها ونور الشريف ونورا عام 1979، بينما كان فيلم "الملائكة" من إنتاج عام 1983 وإخراج التونسي رضا الباهي آخر أدوارها، ثم قررت الانسحاب بعد ظهور موجة أفلام المقاولات في الثمانينيات من القرن الماضي.
"مستوى ليلى فوزي التمثيلي كان متوسطاً، فهي لم تكن ممثلة فذة، لكنها كانت شخصية تميزت بالذكاء، واستطاعت الاستفادة من إمكانياتها المتاحة، على مستوى الشكل والخلفية الاجتماعية"
فتح الجمال الفتان للنجمة ليلى فوزي الطريق على مصراعيه للمغامرات العاطفية، فخطفت قلب صديق والدها عزيز عيد، رغم فارق السن الكبير بينهما، ووافقت على أن يصبح زوجاً لها بعد أن أحبت حسه الكوميدي ودعاباته المستمرة، وأرجعت سبب انفصالها عنه إلى أسلوب تفكيرها، مؤكدة أنه كان رجلاً عظيماً، له مواقف لا تنسى في حياتها. وقالت "فيرجينيا السينما" في أحد حواراتها الصحافية إنها تعلمت على يديه الكثير على المستوى الفني والشخصي، في مرحلة من أصعب المراحل التي تمر بها الفتاة في حياتها، أي "مرحلة المراهقة".
الناقد الفني المصري رامز عماد قال لرصيف22: "هناك فنانات حاولن السير على خطى ليلى فوزي في الإدارة القوية الذكية لقدرات فنية متوسطة، ولكن النجاح في هذا الأمر ليس أمراً سهلاً، إلا أن الفنانة روبي تعتبر سائرة على طريق ليلى فوزي، خاصة بعد انفصالها الفني عن المخرج شريف صبري".
قبل وفاتها، رفضت فوزي عرضاً مغرياً من إحدى القنوات الفضائية لبيع مذكراتها مقابل مبلغ مالي كبير، بعد أن قررت الاحتفاظ بحكاياتها المثيرة بعيداً عن النور.
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ 6 أيامSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.