شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"وصفت الرسول محمد بالمغتصب"... سعوديون يحرضون على قتل "ناشطة نسوية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 14 سبتمبر 202012:55 م

تعرضت الشابة السعودية أمل الأسمري المشهورة في "سناب شات" لهجوم شديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد وسط دعوات إلى محاكمتها ومعاقبتها، حتى بالقتل، عقب تداول تغريدة زُعم أنها هي كاتبتها يُوصف فيها الرسول محمد بـ"المغتصب" ويُتهم الدين الإسلامي بالتحريض على القتل وتعنيف النساء.

وسرعان ما تحول الهجوم على شخص أمل إلى هجمة شرسة ضد "الفكر النسوي" و"النسويات السعوديات" - كعادة هذه السجالات- ترافقها اتهامات بـ"دوام الإساءة إلى الدين وتحريض الفتيات على الفسق والفجور والعُري".

وفق ما يتداوله نشطون عبر تويتر، فإن القصة بدأت حين عبّرت أمل، التي يتابعها أكثر من 26 ألف شخص عبر تويتر، عن غضبها لإضاعة الكثير من الوقت بسبب #إغلاق_المحلات_وقت_الصلاة، مستغربةً أن قرار وقف هذه الممارسة لم يصدر حتى الآن في إطار جملة "الإصلاحات" التي أدخلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي تمدحه في كل تغريداتها تقريباً وتصفه بـ"قمر الأقمار".

وعندما قال لها أحد المتابعين: "القرآن والسنة منعا البيع وقت الصلاة وأنت معترضة"، وجاء ردها المزعوم: "مين قالك إني مؤمنة بقرآنك اللي يحرض على القتل والتعدد ويحرض على ضرب النساء، ولا الرسول اللي اغتصب صفية وقتل أبوها وأخوها وزوجها في يوم واحد".

وكثيراً ما أثيرت الاتهامات بشأن زواج الرسول محمد بصفية بنت حيي بن أخطب إحدى سبايا فتح خيبر. ويقول البعض إن الرسول قتل زوجها ليتزوجها. لكن موقع "إسلام ويب" وصف ذلك بـ"الفرية"، أي الادعاء الكاذب، لافتاً إلى أن النبي لم يعلم عن جمالها إلا عقب مقتل زوجها الذي أعتقها وتزوجها النبي.

"شاتم الرسول لا يُستتاب وعقوبته القتل"... تحريض ضد ناشطة السوشال ميديا في السعودية #أمل_الأسمري عقب تداول تغريدة زُعم أنها هي كاتبتها عن تحريض الإسلام على القتل واتهام الرسول محمد بأنه "اغتصب" زوجته اليهودية صفية

ولم يتسنَّ لرصيف22 التحقق من صحة المنسوب إلى الأسمري إذ لا أثر لتغريدات كهذه في حسابها، فيما يتهمها معلقون بحذف التغريدات بعدما صعدت "الترند".

"نعم لمحاسبتها ردعاً لغيرها"

وعبر وسم #أمل_الأسمري_تسب_الرسول، هاجم سعوديون كثر الشابة التي تبلغ من العمر 24 عاماً، معتبرين أنها "أساءت إلى قبيلتها وإلى الوطن والدين". وحرض فريق منهم الأجهزة الأمنية في البلاد، مثل النيابة العامة ووزارة الداخلية، على التحرك ضدها، متمنياً سماع خبر القبض عليها بأسرع وقت.

ورأى آخرون أنه في حال ثبوت ما نُسب إليها، فإن السجن لن يرضيهم عقوبةً لها، وإنما "القتل تعزيراً" بعد "سحب شهادة الطب منها" باعتبارها ليست أهلاً لحملها.

وغرد الشاعر والناقد السعودي محمد الرفيدي: "إذا كانت #أمل_الأسمري_تسب_الرسول حقيقة، ولم تكن تلك التغريدات ملفّقة عليها، فالواجب إحالتها للنائب العام لإجراء التحقيق معها، ومن ثم تُحال للقضاء، ومعلوم أن شاتم الرسول لا يُستَتاب، وعقوبته القتل".

ولما كانت الأسمري معروفة بالدفاع عن حقوق المرأة، اتسع الهجوم ليشمل النسويات السعوديات اللواتي اتهمن بـ"المداومة على التطاول على الإسلام" و"إفساد عقول الفتيات" و"نشر العُري" وغيرها من الأفكار المغلوطة الشائعة عن النسوية. ودلل المعترضون على ذلك بمواقف لناشطات نسويات أغضبت السعوديين سابقاً لا سيما مواقف سعاد الشمري.ووقالوا إن محاسبة الأسمري وتوقيع أشد العقوبة بها سيكونان "رادعاً لثني غيرها" عن الإساءة إلى الدين وإلى قيم المجتمع مستقبلاً.

"لأنها حبت تعيش إنسانة طبيعية وتحصل على أبسط حقوقها في وطنها"... ناشطون يقولون إن "التغريدات المسيئة" لُفّقت لأمل الأسمري بغرض تشويه صورتها أولاً وإرهاب المجتمع من "النسوية" ثانياً

مفبركة؟

لكن قلة دافعت عن الأسمري قائلةً إن التغريدات "مفبركة"، ومستشهدةً بتغريدات سابقة لها كتبت في إحداها: "أنا آخذ ديني من القرآن والسنة، وأنت خذه من (الشيخين السعوديين) ابن باز وابن عثيمين".

ونصحها أحد المتابعين بغلق حساباتها إذا كانت تعيش داخل المملكة خشية التعرض للسجن، فيما قال آخر إن "كلامها صح".

ولفت مغرّد إلى أن "كل شيء قابل للنقد، وكل شيء مرجح أن يكون موضع نقد، وإذا تحفظوا عليه ورفضوا الخوض فيه، فذلك لأنه موضوع 'هش' لا يصمد إلا بأسوار الحصانة والتحريم" بما في ذلك نقد الدين والرسول محمد.

وحث معلقون في المقابل على محاسبة من "لفّق وزوّر" التغريدات ونسبها إلى الأسمري، معتبرين أن ذلك شوّه سمعتها "لأنها حبت تعيش إنسانة طبيعية وتحصل على أبسط حقوقها في وطنها"، ومبرزين أن الهدف الأبعد هو تشويه "الفكر النسوي" وخلق حالة من رهاب المجتمع حياله.

ولم تعلق الأسمري على صحة التغريدات من عدمها حتى نشر هذه السطور.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image