شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"السيسي مرشّح لجائزة نوبل للسلام"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 2 سبتمبر 202005:36 م

"النائب مصطفى الجندي، رئيس تجمع برلمانات شمال أفريقيا والمستشار السياسي لرئيس البرلمان الأفريقي، يرشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس جنوب السودان سلفاكير ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم في السودان عبد الفتاح البرهان لجائزة نوبل للسلام تقديراً لجهودهم الكبيرة لإحلال السلام داخل السودان وتوقيع اتفاق جوبا".

خبر تداولته الصحف المصرية والعربية في الساعات الماضية. ظنه منتقدو الرئيس المصري وحقوقيون "مزحة"، فيما احتفى به أنصاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في 31 آب/ أغسطس المنتهي، وقعت الحكومة السودانية اتفاق سلام مع ثلاثة فصائل متمردة رئيسية، من دارفور والمناطق الجنوبية التي تشكو التهميش، في عاصمة جنوب السودان جوبا لإنهاء 17 عاماً من الحرب الأهلية.

عُدّ الاتفاق خطوة مهمة على طريق حل الصراعات العميقة التي تعود إلى عهد الرئيس المخلوع عمر البشير في غمرة توضيحات بأنه "ليس شاملاً" وتواجهه "صعوبات كبيرة". وتجدر هنا الإشارة إلى اتفاقات سلام مماثلة سابقة - مثل اتفاق عام 2006 في أبوجا بنيجيريا واتفاق عام 2010 في قطر- لم يتم التزامها وكان مصيرها الفشل.

"جنرالات الحرب أصبحوا رسلاً للسلام؟"... رئيس تجمّع برلمانات شمال أفريقيا يرشّح السيسي والبرهان وسلفاكير لنيل نوبل للسلام تقديراً لـ"جهودهم الكبيرة" في توقيع اتفاق جوبا. سودانيون يسألون "ماذا فعل السيسي؟"

أي دور لعبه السيسي؟

ليس واضحاً الدور الذي لعبته مصر أو الرئيس السيسي في إتمام الاتفاق، الذي حضر توقيعه من الجانب المصري أسامة شلتوت، مساعد وزير الخارجية لشؤون السودان وجنوبه، حتى يرشح النائب في البرلمان المصري السيسي لهذه الجائزة.

وفي كلمة ألقاها باسم بلاده، استعرض شلتوت "المساعي المصرية الداعمة لجهود إحلال السلام في السودان، ومنها استضافة عدة اجتماعات في القاهرة والعين السخنة بهدف توحيد صفوف الجبهة الثورية وضمان تواصلها الدائم مع الحكومة السودانية طوال عملية التفاوض"، بحسب عدة صحف مصرية.

لكن بقية المتحدثين السودانيين وغير السودانيين لم يشيروا إلى دور "مميز" لمصر في هذا الاتفاق بل جاء الشكر للمشاركة المصرية عابراً وعقب الإشادة بجهود جنوب السودان ورئيسها وتشاد والإمارات والسعودية.

ربما هذا ما دفع بالعديد من السودانيين إلى التعبير عن دهشتهم من الترشيح المتداول باسم الجندي. فعلق أحدهم: "فهمنا سلفاً وبلعنا البرهان، السيسي ده الجابو هنا شنو (ما دخله)!". وأضاف آخر إلى هذا التعليق: "جنرالات الحرب أصبحوا رسلاً للسلام؟ علامات الساعة".

معلقون مصريون أيضاً استغربوا مثل هذا الترشيح، وإن لم يستغربوا صدوره عن نائب في البرلمان المصري على سبيل "التطبيل" أو "المجاملة" للسيسي، معتبرين ذلك "آخر نكتة". ورجّح أحدهم: "أعتقد أن الجائزة ستذهب إلى (زعيم القاعدة أيمن) الظواهري أو ستكون مناصفةً بينهما".

وسأل آخرون: "هل يكون هذا الترشيح مكافأةً على الانقلاب على حكم الرئيس الراحل محمد مرسي وفض اعتصام رابعة بالقوة وقمع المعارضة والزج بالمنتقدين في السجون؟"، في إشارة إلى الانتقادات الحقوقية التي توجه إلى الرئيس المصري.

ثلاثة نواب رشحوه سابقاً للجائزة… المحلل السياسي المصري عمرو خليفة يؤكد لرصيف22 أن ترشيح السيسي لنوبل ليس إلا "نوعاً من التملق السياسي تعودناه في هذه المنطقة" لاستغلاله في عمليات "البروباغاندا والتضليل". ويشدد: "مكان السيسي في لاهاي لا في ستوكهولم"

مرشح دائم للجائزة؟

الصحافي والمحلل السياسي المصري عمرو خليفة قال لرصيف22: "ترشيح السيسي والبرهان لنوبل ليس إلا نوعاً من التملق السياسي تعودناه في هذه المنطقة. إنما في عالم الواقع الذي هو السياسة الدولية، يُعدّ مزاحاً غير مضحك".

وشدد خليفة على أن "المكان الملائم للسيسي ليس ستوكهولم (حيث تسلم جائزة نوبل)، بل في لاهاي (حيث محكمة العدل الدولية المعنية بمحاكمة المتهمين في جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب)".

وطوال السنوات الماضية، بمناسبة وبدون مناسبة، رشح نواب وساسة مصريون السيسي لنيل نوبل للسلام "في تصريحات إعلامية".

عام 2015، دعا روفائيل بولس تواضروس، رئيس حزب مصر القومي الذي تأسس عقب ثورة 25 يناير عام 2011، إلى منح السيسي الجائزة "تقديراً لما قدمه من أعمال خدمت السلام، إذ إنه أنقذ شعبه من خطر محدق، وانصاع لرغبة شعبه وإرادته في ثورة 30 يونيو عام 2013" و"مكافحة خطر العنف والإرهاب".

ومطلع العام الماضي، اقترح نبيل لوقا بباوي، عضو في مجلس الشورى المصري سابقاً، أن تتولى أي من الجامعات المصرية ترشيح السيسي لجائزة نوبل للسلام، "تحقيقاً للعدل الإلهي" و"لدوره الكبير فى تجديد الخطاب الديني وقبول الآخر".

وفي تموز/ يوليو من العام الماضي أيضاً، أشادت شادية ثابت، العضوة في مجلس النواب المصري، بـ"بدء عدد من الشباب المصريين والعرب في الداخل والخارج تدشين حملة دولية كبرى للمطالبة بترشيح السيسي لجائزة نوبل للسلام لجهوده في دحر الإرهاب محلياً وإقليمياً"، داعيةً إلى دعمها.

وعقب تصريح الجندي سارع مهدى العمدة، العضو في لجنة الشؤون الأفريقية في البرلمان إلى الثناء على هذا الترشيح المزعوم قائلاً إنه "لم يأتِ من فراغ"، ومشيراً إلى جولات السيسي الخارجية ومشاركته في "كل الأحداث الخارجية مثل مشاكل القرن الأفريقى ومواقفه فى السودان وإريتريا والقضية الفلسطينية وحرب اليمن وليبيا".

ورأى خليفة، حسبما أشار في حديثه مع رصيف22، أن هذه الترشيحات المتكررة "تؤكد طابع الكوميديا السوداء للموضوع"، مبرزاً أن "جزءاً كبيراً من الموجة الفاشية العالمية هو الـGaslighting (التلاعب) الذي يُعدّ ظاهرة أساسية في البروباغاندا (الدعاية) ونشر المعلومات المضللة. وهذه الظاهرة تتمثل في الإشارة إلى شيء غير موجود أو التضليل العكسي بالزعم أن أمراً حقيقياً غير موجود".

وختم: "ليست هنالك أسباب منطقية للترشيح لأن الأمر لا يعدو سوى تجسيد للـGaslighting".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard