يتّجه مجلس إدارة أكبر جمعية خيرية إسلامية في بريطانيا إلى تقديم استقالة جماعية، في 22 آب/ أغسطس، على خلفية منشورات لمديره وصف فيها قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بـ"الأبطال" ونعت إسرائيل بالعدو الصهيوني واتهم حكام العرب بـ"رضاعة الجبن والولاء للفرنجة".
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قد رصدت مجموعة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لمدير منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية (IRW) يمجّد فيها الهجمات ضد إسرائيل ويظهر فيها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في ملابس تحمل علامة نجمة داود.
هذه المرة الثانية خلال شهر تواجه فيها منظمة الإغاثة العالمية تدقيقاً بسبب التعليقات المحرضة لأحد القائمين عليها. كشف عن المنشورات، وهي باللغة العربية، الأكاديمي البارز المتخصص في الإسلاموية لورنزو فيدينو.
أقرت المؤسسة الخيرية، ومقرها برمنغهام، بأن منشورات فيسبوك لمديرها كانت "غير مناسبة وغير مقبولة"، معلنةً عزم مجلس أمنائها التنحي تمهيداً لانتخاب "مجلس إدارة جديد تماماً" اليوم.
وصف دعوة الإخوان المسلمين بـ"الدعوة الربانية المباركة"... مجلس إدارة منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية في بريطانيا يقدم استقالة جماعية عقب منشورات تتهم القادة بالنفاق وتشيد بأردوغان وقادة حماس والإخوان
السيسي والإخوان المسلمين
وفي الشهر الماضي، استقال حشمت خليفة من رئاسة المنظمة بعدما كشفت "التايمز" عن منشورات "معادية للسامية" له، وصف فيها الإسرائيليين بـ "أحفاد القردة والخنازير" والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"القواد ابن اليهود". وأُجبر خليفة أيضاً على التنحي عن منصبه مديراً لصندوق هبات دولي بمحفظة سبعة ملايين جنيه إسترليني (نحو تسعة ملايين دولار أمريكي) تسيطر عليها المؤسسة الخيرية.
وشغل المنصب عوضاً عنه المعتز طيارة، وهو أيضاً رئيس لفرع المنظمة في ألمانيا.
وفي منشورات له، وصف طيارة قادة الإخوان المسلمين و"حماس" والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"العظماء" الذين لبّوا "الدعوة الربانية المباركة"، قاصداً دعوة جماعة الإخوان المسلمين. وتصنف بريطانيا كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، "منظمة إرهابية محظورة" منذ عام 2001.
وكتب طيارة: "أبطال القسام لم يتخرجوا من الأكاديميات العسكرية البريطانية والأمريكية التي خرجت حكام العرب وأمراءها، هناك أرضعوهم الجبن والولاء لبني الفرنجة الأمريكان والإنجليز. أبطال القسام خريجو مدرسة الإخوان المسلمين ومدرسة النبوة وتعلموا الفنون العسكرية في مدرسة خالد بن الوليد العسكرية".
في منشور آخر، بالرسوم الكرتونية، يظهر أوباما بحجم كبير وهو يرتدي ربطة عنق عليها نجمة داود ويجلس في حضنه ثلاث شخصيات بحجم أصغر هم: المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على الخامنئي والرئيس السوري بشار الأسد وزعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي. وثلاثتهم يهتفون: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل" و"الموت الموت".
ويُعتقد بأن طيارة قصد من الصورة الإشارة إلى سيطرة اللوبي الصهيوني على الحكم في أمريكا، واتهام الزعماء الشيعة بالنفاق.
كتبت المنشورات بين عامي 2014 و2015. واكتشفتها أولاً الباحثة الألمانية سيغريد هيرمان مارشال، التي نشرتها في مدونة عام 2017.
اعترفت منظمة الإغاثة الإسلامية الألمانية بأنها كانت على علم بمنشورات طيارة منذ عام 2017، لافتةً إلى أنها سمحت له بالاستمرار رئيساً لها بعدما اعتذر وحذف المنشورات وأغلق حسابه على فيسبوك.
سَلفُه وصف السيسي بـ"القواد ابن اليهود"... للمرة الثانية خلال شهر، يضطر رئيس منظمة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا إلى الاستقالة على خلفية منشورات وصفت بأنها "تُمجّد الإرهاب" و"تعادي السامية". المنظمة ترد: "ليست لنا أي انتماء سياسي"
اتهامات للمنظمة
تعمل IRW على التخفيف من حدة الفقر والجوع في أكثر من 40 دولة.
وكثيراً ما واجهت مزاعم تفيد بأن لديها صلة بمنظمات إسلامية. لكنها طالما نفت ذلك بشدة، بما في ذلك العام الماضي عندما قالت الحكومة الألمانية إن الجمعية الخيرية لها "روابط وطيدة" مع جماعة الإخوان المسلمين. قالت IRW إن الادعاء "مخطئ ولا أساس له".
عندما كُشف عن منشورات خليفة في تموز/ يوليو الماضي، قالت المنظمة إنها "خشيت التعليقات البغيضة"، مؤكدةً إدانتها معاداة السامية ورفضها الإرهاب. ونفت وجود أي انتماء سياسي لها، مشددةً على التمسك "بأعلى معايير الحياد". وتعهدت في الوقت نفسه "مراجعة وفحص منشورات الأمناء وكبار المديرين التنفيذيين على وسائل التواصل الاجتماعي لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى".
وفي 21 آب/ أغسطس، صرحت المنظمة الخيرية بأن منشورات طيارة هي الأخرى تتعارض مع قيمها. وفيما فُهم أن المنظمة لم تكن على علم بمنشوراته التي أثارت الجدل، أوضحت المنظمة أنه سيتنحى عن منصبه و"لن يلعب أي دور آخر في إدارة IRW".
كذلك صرحت مفوضية المؤسسات الخيرية في بريطانيا، وهي التي بدأت التحقيق مع إدارة المنظمة، الشهر الماضي، بعد الكشف عن منشورات خليفة، بأنها "طلبت اجتماعاً عاجلاً مع المجلس الجديد" لمناقشة أحدث المزاعم.
وقال طيارة لـ"التايمز" إنه يشعر "بالخجل الشديد" من منشوراته، موضحاً أنه عندما نشرها كان ضائقاً بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن التعليقات، التي ادعى أنه نسخها من مشاركات الآخرين، كانت "مخزية وغير مقبولة".
وكان طيارة قد اعتذر عام 2017 إلى مجلس منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، مضيفاً: "هذه ليست معتقداتي. أنا لا أؤيد أي حركة إرهابية. لا أؤيد الإخوان المسلمين أو كتائب عز الدين القاسم. أنا لست معادياً للسامية".
أما فرع المنظمة الإغاثية في ألمانيا، فنبه إلى أنه "صُدم من المحتوى المعادي للغرب والمناهض لإسرائيل في المنشورات التي تمجّد العنف والإرهاب" عام 2017. ومع ذلك، نظر إلى ما قدمه الرجل للمؤسسة الخيرية من "دعم متميز" طوال عقد من الزمان.
ورأى فيدينو، وهو مدير برنامج تحليل التطرف في جامعة جورج واشنطن، أن منشورات خليفة وطيارة تكشف عن "مشكلة على أعلى مستويات IRW لا تقتصر على فرد مارق واحد".
وأضاف: "مثل هذا السلوك يجب أن يرفع الرايات الحُمر لكل حكومة وطنية ومنظمة مجتمع مدني تموّل ‘الإغاثة الإسلامية‘ وتتعاون معها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين