أعادت المدوّنة وعارضة الأزياء المصرية ميرهان كيلر حادثة قتل أب مصري ابنتيه قبل 12 سنة إلى الواجهة بعدما أعلنت تعاونها مع منظمات حقوقية وعزمها تحقيق العدالة للفتاتين، أمينة (18 عاماً) وسارة (17 عاماً)، في الوقت الذي تنتفض فيه مصريات على ما ولّده المجتمع الذكوري.
هل أصبحتِ محامية؟ سؤال وُجّه إلى كيلر، فأتى ردّها: "هذا النوع من القضايا يصل إلى جمعيات حقوقية بناءً على طلب أُسر الضحايا إذا لم تحصل على نتيجة طيبة، أو إذا لم تتمكن من توكيل محامٍ جيّد. فيما كنت أعمل مع بعض الجمعيات هنا (الولايات المتحدة) وصلتني هذه القضية بعد معرفة زملائي أن الضحيتين والقاتل مصريون مثلي، وقد يكون لدي معلومات للمساعدة في القضية".
واعتبرت كيلر أن الولايات المتحدة "فشلت" في تحقيق العدالة لأمينة وسارة، آملةً أن التكاتف الشعبي قد يُحقق العدالة الضائعة، خاصةً في الوقت الحالي.
والد أمينة وسارة هو ياسر سعيد (63 عاماً) المدرج اسمه على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) التي تضم أخطر 10 مطلوبين فارين، وأُعلن عن مبلغ 100 ألف دولار أمريكي لمن يُقدم أي معلومة تؤدي إلى اعتقاله.
وسعيد هو سائق تاكسي تزوّج سيدة أمريكية تُدعى باتريشيا أُوِنز منحته إقامة في ولاية تكساس حيث أنجبا أمينة وسارة.
"كان مهووساً بالحفاظ على عذريتهما، وكان خائفاً من أن يُفسدهما المجتمع الغربي"... المطالبة بالعدالة لمصريتين قتلهما والدهما قبل 12 عاماً واسمه مدرج على لائحة FBI التي تضم أخطر 10 مطلوبين فارين
بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي، أخبر سعيد ابنتيه يوم رأس السنة، 1 كانون الثاني/يناير 2008، أنه يُريد تناول العشاء معهما في الخارج. داخل السيارة أطلق عليهما 11 رصاصة. أُصيبت الكبرى أمينة برصاصتين في صدرها، وسارة التي كانت تجلس في المقعد الخلفي بتسع رصاصات.
وكانت سارة قد تمكنت من إجراء اتصال بهاتف الطوارئ 911 أثناء الجريمة وهي تصرخ: "أنا أموت...".
وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن سعيد ربما اختبأ في صفوف الجاليات المصرية بالولايات المتحدة أو خارجها. ولفت إلى أن لديه علاقات في نيويورك، وتكساس، وفرجينيا، وكندا، ومصر.
"كان يُصّور الفتاتين خلال نومهما"
وعُرضت مقاطع من فصول هذه العائلة المصرية في سلسلة تحقيقات "Crime Watch Daily". ومما قيل إن الأب لطالما راقب ابنته سارة خلال عملها في أحد المتاجر، وغضب مرّة لأنها ابتسمت لزبون. وكان يلتقط صوراً لها ولشقيقتها أثناء نومهما وهو يردد "لديكم أرجل جميلة" (عُرض مقطع الفيديو في التحقيق)، كما كان يتحرّش بهما جنسياً منذ كانتا حوالى العاشرة من العمر. وتوجهت والدتهما إلى الشرطة واتهمته بالتحرش ولكن الشكوى سُحبت في وقت لاحق.
وفي فيديو آخر، يقول سعيد لابنته أمينة: "عيونك جميلة وعيوني عليكِ"، فضحكت قائلةً: "أشعر بالغثيان".
وكان يهدد ابنتيه وزوجته بسلاح يمتلكه، كلما رفضن طلباً له. وأخبرت أمينة أصدقاءها بتعرّضها هي وأختها ووالدتهما للضرب. وبعثت إليهم برسالة إلكترونية مفصلة تصف فيها الاعتداء. ومما قالته فيها إن أباها كان يوقظها قائلاً: "استيقظي يا عاهرة".
"كان يلتقط صوراً لابنتيه أثناء نومهما وهو يردد 'لديكم أرجل جميلة'، كما كان يتحرّش بهما جنسياً"... المطالبة بالعدالة لمصريتين قتلهما والدهما قبل 12 عاماً واسمه مدرج على لائحة FBI التي تضم أخطر 10 مطلوبين فارين
وقالت خالة الضحيتين إن سعيد كان جيداً في الأشهر الستة الأولى من الزواج. لكنّه في ما بعد أصبح "يتصرّف كطاغية في المنزل". وأضافت: "بدايةً، أجبر زوجته على عدم التواصل مع عائلتها لأنهم أمريكيون. والأمريكيون سيئون".
واعترفت زوجته أنه أخبرها بأنه ارتكب خطأً حين تزوجها. وتابعت: "انتقل في ما بعد إلى العنف الجسدي. كان يعود إلى المنزل ويركلني لأستيقظ. كان يفتح الخزانة ويرمي الملابس أرضاً ويطلب مني أن أعيد ترتيبها".
وروت أنه تسبب بجرح في فخذها حين رفضت ذات مرّة أن تُمارس الجنس معه، مضيفةً أنها عرفت أنه يخونها مع ست سيدات.
وكتبت كيلر التي أثارت القضية مجدداً: "يُشاع بحسب شهود أن سعيد يعيش في الصعيد بمصر متخفياً. ساعدوني على تحقيق العدالة لهما".
ومما قيل عقب قتلهما إن الأب "كان مهووساً بالحفاظ على عذريتهما، وكان خائفاً من أن يُفسدهما المجتمع الغربي"، وإنه هددهما بالقتل بعدما علم بأن لديهما علاقات غرامية في المدرسة.
كذلكً انتشرت معلومات عدة، منها محاولة الأب تزويج ابنته أمينة من رجل يبلغ من العمر 50 عاماً.
وتصدّر هاشتاغ #JusticeForAminaAndSara
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...