شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"كنتُ كنزاً مخفياً"... عندما "خاطبنا" إله الإسلام في أحاديث قدسية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 9 أغسطس 202004:19 م

"كنتُ كنزاً مخفياً لم أُعرف فأحببتُ أن أُعرف فخلقت الخلق فتعرّفتُ إليهم فعرفوني” هكذا قال الربّ للنبيّ، حسب هذا الحديث الذي نقله متصوفوّن كُثَر شرحاً لسبب الخلق. حديث يتكلم الله فيه بشكل مباشر كما يفعل في القرآن، وهو حديث اعتبره بعض العلماء ضعيفَ السند، فيما أكّد البعض الآخر مثل ابن عربي أنه صحيح. فما هو هذا النوع من الحديث وما نعرف من تاريخيّته ؟ وهل الأحاديث التي تنقل كلام الله على لسان النبي هي امتداد لكلمته في القرآن؟

من بين النصوص الدينية المؤسِّسة للإسلام، يعرف الكل الفرق بين القرآن والأحاديث النبوية: كلمة الله على جنب، وكلمات النبي وأعماله على جنب آخر.

يتم التركيز على هذا الفرق لدى بعض التيارات الدينية المعاصرة، وإن كانت تتبع لها فئة قليلة من المسلمين، مثل ما يسمى بتيار "القرآنيين": وهم مسلمون اختاروا الاعتماد الكلي أو الرئيسي إلى حد كبير على النص القرآني وحده، فيما يخص العبادات وغيرها من الأمور الدينية، والتخلي عن  المصادر الأخرى التي يعتبرونها ثانوية، مثل الحديث النبوي. 

تقسم الأحاديث إلى مجموعات أو فئات بحسب مضمونها أو رواتها وإسنادها .لكن يبقى الحديث كمرجع ديني محورياً عادة في تنظيم الفكر الديني وتحديد دقائق العبادات، مهما كان نوع التعامل معه. قد يكون حرفياً لدى التقليديين، أو متأقلماً أو نقدياً لدى المعاصرين والإصلاحيين. أما القرآنيون،  فيعتبرون الأحاديث منتجاً متأخر العهد لرجال الدين العباسيين، وبعبارة أخرى يرون أن الأحاديث هي نصوص غير أصيلة، أو على الأقل مشوبة بثقافة عصرهم وآرائهم.

ذلك الموقف من الحديث موجود بشكل واسع لدى عدد من الباحثين الغربيين أيضاً، مع أن بعضهم يفرق بين الأحاديث والأحاديث اللاحقة، أو ما يسمى الأحاديث "الموضوعة" في علوم الدين الإسلامية. فالعلماء المسلمون الكلاسيكيون كانوا واعين لخطر البحث عن الأحاديث، لذلك ازدهر علم خاص بالحديث والجدليات الكثيرة بين العلماء حول الموضوع في العصور الوسطى.

وإن يبدو الفرق بين القرآن والحديث واضحاً في النظرة الأولى، إنما يفقد الفصل بينهما قطعيته على صعيد التاريخ وتطور النصوص. فأصبحت الأحاديث وكأنها ظاهرة مستمرة لا تنفك ترينا واقعة الوحي الإلهي تحت ضوء جديد: ظاهرة استثنائية، سبّب نقلها وحفظها عبر مقولات ومدونات مختلفة ومتقاطعة، حواراً مستمراً بين مختلف أشكالها.

الأحاديث القدسيّة

ضمن هذه المدونات، نجد بين الأحاديث النبوية ما يسمى بالأحاديث القدسية. من بين الباحثين الغربيين، درسها وحللها الباحث الأكاديمي الأميركي ويليام غراهام، في كتابه "الكلمة الإلهية والكلمة النبوية في أول الإسلام". تحتوي هذه الأحاديث على كلمات منقولة على لسان الوحي الإلهي دون أن تكون جزءاً من القرآن. وترد بشكل رئيسي في موضوعين عامين: روايات تخصّ أنبياء آخرين موازية لأدب "قصص الأنبياء" وحواراتهم مع الله؛ وحوارات قصيرة بين النبي محمد والله حول مواضيع مختلفة.

بدت الأحداث التاريخية التي تنسب لها هذه الأحاديث في البداية مشتبهاً بها للباحثين الأكاديميين  الغربيين، لا سيما رأينا أنهم يولون أهمية كبيرة للأصالة والتأكد من واقعية الأحداث التاريخية. ولوقت طويل لم تحظ الأحاديث في أبحاثهم على درجة الاهتمام الذي حظي به النص القرآني لصعوبة إثبات الوقائع التاريخية التي تنسب إليها.

غير أن جدل الأحاديث "الموضوعة" حال دون دفع البحث بجدية في أمر الحديث النبوي، مع أن بعض الباحثين اعتقدوا أن الحديث عائد إلى القرن الثاني الهجري، وأشاروا إلى أن ذلك يدل بالفعل على وجود نواة لتلك الأحاديث في زمن النبي.

ينتمي ويليام غراهام إلى تيار نظري قريب من ذلك الموقف القائم على إثبات صحة الواقعة في الأبحاث التاريخية.

إلا أنه يجد أهمية خاصة للأحاديث القدسية لأنها تساعد على تناول أطراف العالم الإسلامي وصوراً تمثيلية عن الأخلاق واهتمامات المؤمنين في العصور الإسلامية الأولى. فاهتمامه بالحديث قائم على معناه بالنسبة للمؤمنين في المجتمع الإسلامي الجديد، وليس من حيث أنه ينقل الأحداث التاريخية من عصر النبي بشكل مباشر. وبمقارنته للمصنفات المختلفة من الأحاديث، وجد في الكتب الستة الشهيرة عند أهل السنة ومجموعات أخرى، نواة مشتركة مع الأحاديث القدسية، فاصطفى منها 90 حديثاً وترجمها في كتابه.

بالنسبة للمؤلفين المسلمين، يشرح غراهام أن الأحاديث القدسية لم تكن في البداية، تشكل جنساً أدبياً خاصاً خارج جنس الحديث النبوي العادي. مثلاً، البخاري ومسلم يضمانها في مجموعتيهما المعروفتين بصحيح بخاري ومسلم. ثم بمرور الوقت، صار بعض المؤلفين يكرسون أعمالاً خاصة لها، مثل ابن عربي في كتابه "مشكاة الأنوار"، لكنها لا تعتمد كمصادر ذات  أهمية توازي أهمية الأحاديث النبوية، رغم أنها تحتوي على كلمات منقولة من الله مباشرة.

يرى غراهام في ذلك التخصص الأدبي المتأخر تطوراً جذرياً في ترتيب النصوص الدينية، فيشرح أن أقدم العلماء كانوا يحاولون التفريق بين القرآن والحديث القدسي، من حيث أن الاثنين يحتويان على كلمة الله منقولة من قبل النبي والفصل بينهما ليس واضحاً أحياناً، فصار الحديث القدسي جزءاً من الحديث النبوي في وقت لاحق.

تشكلت إثر ذلك، دراسات الحديث القدسي نتيجة لتغيير تاريخي في التعامل مع القول الإلهي والعبادات الدينية.

لم تشكل الأحاديث القدسية جنساً أدبياً خاصاً خارج الحديث النبوي، فنرى البخاري ومسلم يدرجان الحديث القدسي مع الأحاديث النبوية، وبمرور الوقت، أفردت كتباً لها كتب خاصة، ورغم احتوائها على كلام الله منقول من النبي لم تنل أهمية الأحاديث النبوية

نهاية "الزمن المقدس"

مع وفاة النبي، انتهى "الوقت المقدس الذي هو خارج الوقت العادي"، حسب قول عالم الأديان المقارن ميرشيا إيلياد. وتوجب على المؤمنين الجدد حينها تنظيم أنفسهم وعباداتهم بالتماشي مع فقدانهم للمرجعية التي تمثلت بشخص النبي. وجزء من ذلك هو ترتيب وتصنيف الأقوال والكلمات والأعمال التي جاء بها الوحي وسبر مجريات ذلك الوقت المقدس الذي كان من خلاله الإنسان على اتصال مباشر مع الله بوساطة رسوله.

قبل تطور المعرفة الدينية إلى علوم الدين المختلفة ودراستها حسب تصنيفات معرفية، كما شرحها الشافعي في أصول الدين: القرآن والسنة والإجماع والقياس، وقبل الفصل الواضح بين القرآن والحديث، يبدو أن المرجعين العامين، أي القول القرآني والقول النبوي، شكلا حقلاً موحداً من الوحي استخدمه المؤمنون الأوائل كمرجعية لحياتهم الدينية. حيث لم يجد المسلمون حاجة ولا سبباً لفصل كلمات الله عن كلمات النبي، لأن علاقتهم بالله كانت تحدث عبر النبي فقط. أي أن مكانة كلمة النبي كانت بالنسبة لهم  قريبة من مكانة كلمة الله، وليس ذلك لتقليل أهمية القرآن، وإنما لتعظيم دور النبي وضرورة مهمته الدنيوية.

لم يكن التركيز على الكلمة المكتوبة بقدر ما كانت " الأمة المبكرة واعية بأن الكلمة الإلهية محفوظة في قلوب إنسانية ومتلوة على ألسنة إنسانية ومكتوبة في كتب إنسانية"، كما يقول غراهام.

فيما بعد، أصبح القرآن منفصلاً عن زمان أمة الإسلام ومكان نزول الوحي، فصار كتاباً غير مخلوقٍ (والقليلون جداً مثل المعتزلة دافعوا عن موقف خلق القرآن)، وفي الوقت ذاته اعتبرت الأحاديث الوسيط الإنساني لفهم أسباب النزول وسياق الوحي لدى المؤمنين، وكانت الأحاديث القدسية جزءاً منها. جمعت الأحاديث النبوية، في كتب لمساعدة المسلمين ممن يعيشون في بلدان بعيدة وثقافات شديدة الاختلاف عن تلك السائدة في الجزيرة العربية القديمة، على فهم السياق الديني والتاريخي للدعوة.

ومع أن الفقهاء استخدموا الأحاديث النبوية في أمورهم وأحكامهم، وأولوها أهمية قد تزيد عن أهمية القرآن أحياناً، إلا أن الحديث القدسي بقي خارج دائرة شغلهم. يشرح غراهام أنّ الأحاديث القدسية لم تحظ باهتمام الفقهاء لأن موضوعاتها تعود بشكل عام إلى العبادات الشخصية والوعظ الأخلاقي. وهذا الوجه الشخصي للحديث القدسي هو بالذات ما جعله يحظى بعناية خاصة من قبل المتصوّفين، حيث شكل دليلاً لممارساتهم الإضافية على العبادات العادية.

وبعيداً عن الاعتقاد بالوجود "المتأخر" للجماعات الصوفية، كتأثر محض بتقاليد غير إسلامية، كما احتجّ كثير من الباحثين في الغرب، يمكن أن يدلّ اتباعهم لتلك الأحاديث على وجود حركات مبكرة من أهل الزهد والتصوّف، ما يقدّم حجة قوية على الجذور القديمة لتلك التيارات الروحانية والفكرية.

لم تحظ الأحاديث القدسية باهتمام الفقهاء لأن موضوعاتها تعود بشكل عام إلى العبادات الشخصية والوعظ الأخلاقي. وبالمقابل، هذا الوجه الشخصي للحديث القدسي جعله يحظى بعناية خاصة من قبل المتصوّفة

أمثلة عن الأحاديث القدسية

حديث عن الحبيبتين

نقله الترمذي والبخاري وآخرون: "سمعتُ النبيّ يقول إنّ الله تعالى قال إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه، فّصّبّرّ، عوّضتُه منهما الجنة". هنا "حبيبتيه" يعني العينين والابتلاء هو العمى، فالحديث هنا مثالٌ على نوع أحاديث المواساة وأمل التعويض الإيجابي في الآخرة عن أي أذى قد يصيب المؤمن في دنياه.

إن قراءة الحديث القدسي هي عودة إلى زمن ما قبل الانفصال عن الإله، وما قبل تبلور الأحاديث في كتب وإسناد، يتلوها مَن يَذكُر ويتذكّر. تعيدنا تلك الأحاديث إلى زمن قوّة الكلمة المنطوقة في سياق مقدّس وغير مقدّس، إلى زمن استمرار الوحي والحوار مع الإله، زمن القرآن، حين كانت دلالات المعنى الأوّل للجذر "قرأ" أعمق من مجرد القراءة الصامتة في كتاب

حديث عن المغفرة

نقله المدني وآخرون: "سمعت رسول الله يقول إنّ إبليس قال لربّه عزّ وجلّ وَعِزّتَك وجلالتَك لا أبرحُ أغوي بني آدم ما دامت الأرواحُ فيهم، فقال له ربّه عزّ وجلّ فَبِعِزّتي وجلالي لا أبرح أغفرُ لهم ما استغفروني". من الواضح أن وظيفة الحديث الوعظي هذا هو تشجيع الأفراد على الدعاء والاستغفار، ولكنه يقدّم أيضاً رؤية معيّنة للإنسان كمخلوق له حرية الاختيار وإمكانية التغيير سواء إلى ما هو أسوأ  أو إلى ما هو أفضل، حسب أفعاله الشخصية.

حديث عن النوافل

هذا حديث آخر يقدّم نفس الحثّ على إقامة العبادات، مثل النوافل، في سلسلة من الصور التي تقابل الفعل الإنساني بالفعل الإلهي، ونفهم لماذا يتبعه المتصوّفة. نقله البخاري وآخرون: "قال رسول الله إنّ الله قال مَن عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمع به وبصرَه الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءلته".

حديث عن الشفاعة

نقله مسلم والبخاري وابن عربي وآخرون: "عن النبيّ، يقول الله عزَّ وجلَّ: شفعَت الملائكة وشفع النبيّون وشفع المؤمنون ولم يبقَ إلا أرحم الراحمين". ذلك الحديث مستخدم بشكل واسع لدى مؤلفين مثل ابن عربي، للتعبير عن صفة الله المعروفة بالرحمن الرحيم، ووظيفته تسليط الضوء على تلك الصفة الموجودة في القرآن، أياً يكون السياق: "القيامة واليوم الآخر، الشؤون العامة أو الأمور الشخصية". ذلك يشبه حديثاً آخر نقله البخاري وآخرون كذلك: "قال رسول الله: لمّا قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش أنّ رحمتي غلبت غضبي"، من هذه الأحاديث يمكن أن نفهم صعوبة الفصل بين حديث قدسي وآية قرآنية. نجد قولاً مشابهاً على سبيل المثال في الآية 156 من سورة الأعراف: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ".

الحضور الإلهي المباشر

نقل مسلم حديثاً نصه: "إنّ رسول الله حدّث أنّ رجلاً قال والله لا يغفر الله لفلان وأنّ الله تعالى قال من ذا الذي يتألّى عليّ ألا أغفر لفلان فإنّي قد غفرت لفلان وأحبطت عملك". المثير للاهتمام في ذلك الحديث هو رد الفعل المباشر من الله إزاء كلام إنساني، حيث يؤكد الحديث على الرحمة الإلهية مرة أخرى، فإننا نرى هنا مثالاً على قوة الكلمة وفاعلية الخطاب الإلهي الذي توحي به. هذه القوة الفاعلة للكلام الإنساني، المقروء والمنقول قبل أن يكون مكتوباً، موجودة في كثير من الأديان الأخرى.

فالأديان التوحيدية تتمحور حول الكلام الإلهي، وذلك الكلام يبقى حياً عبر تلاوته وقراءته من قبل العباد.

ويمكن أن نرى رد الفعل المباشر من الإله في أديان أخرى غير توحيدية أيضاً: عندما يذكر الإنسان اسم الإله، فيحضر الإله بالفعل في عالمه. كالكلام المتلو من قبل الكاهن أو القسّ خلال الطقوس الدينية والذي يستحضر الوجود الإلهي. والفرق في الأحاديث القدسية يكمن في أن الإنسان العادي استطاع دعوة الإله، إنما عبر وساطة النبي، بمجرّد القسم بالإله. وهذا ما يلفت النظر إلى أهمية القسم من خلال تلك الأحاديث، ويشجّع على عدم التفريط به، والتفكّر والتعقّل قبل إثارة رد الفعل الإلهي، الذي هو أرحم مما يتمناه الإنسان بحسب نص الحديث.

تعيدنا تلك الأحاديث إلى زمن قوّة الكلمة المنطوقة في سياق مقدّس وغير مقدّس، إلى زمن الاتصال بالبعد الإلهي واستمرار الوحي والحوار مع الإله، زمن القرآن، حين كان المعنى الأوّل للجذر "قرأ" واضحاً، فاليوم كثيراً ما يقتصر معنى "قرأ" على القراءة الصامتة في كتاب.

قراءة الحديث القدسي هي عودة إلى زمن ما قبل الانفصال عن الإله، وما قبل تبلور الأحاديث ضمن فئات في الكتب والإسناد، يتلوها مَن يَذكُر ويتذكّر.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image