قبل حوالي الأربعين سنة من تسلم نجيب محفوظ لجائزة نوبل للآداب، يذكر في مذكراته، التي كتبتها رجاء النقاش، أنه تسلم جائزة أدبية من الصالون الأدبي لقوت القلوب هانم الدمرداشية عن رواية لم تنشر بعد في استثناء من لجنة الحكم التي منحته التكريم مع تعويض مادي كان قدره عشرون جنيهاً.
لا تبدأ حكاية الست قوت القلوب من هنا، غير أن تضارب المعلومات في المصادر العربية والأجنبية عن حياتها، جعلنا نبدأ بمعلومة لعلها تكتسب مصداقية كونها ذكرت في سيرة الأديب الشهير.
فمن أين تبدأ حكاية الدمرداشية؟ كيف كانت حياتها وهي الروائية وسيدة المجتمع الأرستقراطية، والمرأة المستقلة، سليلة الطريقة الصوفية التي تحمل اسم العائلة نفسه؟ ولماذا لا نعرف الكثير عنها؟ أسئلة نحاول الإضاءة عليها هنا في هذا المقال.
أسرة الدمرداش
يعود تاريخ أسرة الدمرداش إلى الخلوتية المتصوفين الذين جاؤوا بأمر من سلاطين المماليك، وكانوا يعرفون باسم "تمر تاش" الذي تحول لاحقاً إلى دمرداش. يذكر إيرل ويغ، بروفيسور كندي مختص في الدراسات الإسلامية في جامعة البيرتا، في بحثه "كاتبة إصلاحية من أسرة الدمرداش" أن ثروة الزاوية الدمرداشية جاءت من سخاء السلطان قايتباي، الذي تبرع بضيعة للشيخ شمس الدين دمرداش تقديراً لمساعدته الروحية له في تلك الفترة، والذي بدوره عكف على تقديم المساعدات الخيرية لمريدي الطريقة من أهالي الضيعة. لكن العلاقة بين الشيخ وحكومة المماليك المركزية لم تجر دائماً بهذه السلاسة، فقد تعرضت ضيعهم لهجمات عنيفة متكررة من بعض الأمراء استمرت لعدة عقود. هذا لم يرسخ فقط مكانة الدمرداشية لمساعدتهم للأهالي الذين سلبت أموالهم واغتصبت نساؤهم، بل دفع الأجيال اللاحقة من الأسرة إلى الانعطاف نحو التحديث والتعليم بسبب النظرة الدونية لحياة الفلاحين في القرى.
أُخذ عبد الرحيم دمرداش، حفيد شيخ مشايخ الطريقة الدمرداشية، من والده في وقت مبكر وأرسل إلى المدرسة لتعلم القرآن. ثم حضر الأزهر، وعندما توفي والده عام 1294 هـ / 1877 م، أصبح عبد الرحيم شيخًا في الرابعة والعشرين من عمره. وتمكن من جذب العديد من العلماء ورجال الدين إلى طريقته بفكره الإصلاحي المتسامح، ونقل الزاوية إلى مسجد أكبر وزاد عدد أتباع الخلوة. كما قام بعدة إصلاحات مثل تمديد صنابير المياه النظيفة وتصميم نظام صرف صحي حديث وتزويد المسجد بالكهرباء وترميم جميع المباني حول المسجد. واستفاد من علاقاته القريبة من الإنكليز في توسيع دائرة معارفه وأنشطته.
وهذا ما يشير له شيخ الدمرداشية الحالي، أحمد، حفيد عبد الرحيم، بقوله "إن جده كان معجباً بشكل خاص باللورد كيتشنر وجمعته علاقة طيبة مع لويد جورج الذي حضر تدشين المشفى الخيري الذي أنشأه الشيخ عبد الرحيم. ومع ذلك، تذكر المصادر أن الشيخ لم يكن على وفاق تام مع الإنكليز، فقد عارض بشدة مطالبهم بالسيطرة على قناة السويس، واحتقارهم للفلاح المصري.
جمعت عائلة الدمرداش الكثير من الثروة والأرض في عهد محمد علي باشا الذي سمح لهم بمزاولة أنشطتهم. وبلغت مساحة الأرض المحيطة بالزاوية والخاضعة لسيطرة الشيخ أكثر من ألف فدان تصل إلى ما يزيد عن خمس كيلومترات شمال شرق العامرية.
جاء جمال عبد الناصر إلى السلطة عام 1952 كرئيس لانقلاب الضباط الأحرار الذي أطاح بالملكية المصرية. وتنفيذاً لخطته التأميمية التي بدأها عام 1957، استولى القطاع العام على الكثير من الأراضي وشركات الأعمال التابعة للطبقة الأرستقراطية، وقد تضررت عائلة دمرداش بشدة من هذه الإصلاحات.
تأثرت قوت القلوب الدمرداشية بوالدها وطريقته الصوفية، فأعدها للقيام بدور فعّال في الزاوية مع نساء المريدين، فأصبحت أماً للدرواريش الصوفيين
ابنة الشيخ، أم الدراويش
كان للشيخ عبد الرحيم ابنتان: حميدة وقوت القلوب، التي اعتبرها تفوق جيلها ذكاء ونفوذاً فعهد لها بمعظم ثروته. ولأن عبد الرحيم لم ينجب ابناً، ولأن زوجته كانت بعيدة عن الثقافة المصرية بسبب أصولها المغربية وثقافتها الفرنسية، هيأ ابنته قوت القلوب (1892- 1968) لتقوم بدور فعال في الزاوية، فقدمت الاستشارة الروحية والمساعدة المادية لنساء المريدين. وتمتعت بمكانة كبيرة بينهم فسميت بأم الدراويش.
حافظت قوت القلوب بسيطرتها القوية على أموال وممتلكات والدها التي استثمرها في جميع أنحاء البلاد: عقارات في الدلتا بالقرب من القليوبية، أراضي في العياط والمنوفية، قصر في الإسكندرية، ممتلكات في عدة أماكن حول أسيوط، ومشفى خيري في القاهرة. بالإضافة إلى ذلك، امتلكوا العديد من المباني في وسط المدينة وأكثر من شقة في حي الزمالك، وقد تردد أن مجموع الأراضي الخاضعة لسيطرة عائلة دمرداش تجاوز 80.000 فدان.
وتابعت قوت القلوب نهج والدها في طقوس المولد النبوي فقدمت أربعة عجول وعدداً من رؤوس الغنم في كل مولد. وواظبت على زيارة آلاف المريدين وتزويد كل منهم بالطعام والشراب الكافيين. كما حصلت أسرهم على مجموعة كاملة من الملابس الجديدة سنوياً. ودعمت مشاريع أتباع الطريقة بتقديم قروض لهم وصلت أحياناً إلى 10000 جنيه. كما تلقت جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها هدايا خلال المولد. ويشار إلى أنها كانت امرأة كريمة ونبيلة للغاية.
نشأة الهانم وحياتها
"لقد عاشت قوت القلوب الدمرداشية وهي تسبح عكس التيار بالنسبة لانتمائها الصوفي أو مسلكها العام أو تصرفاتها الشخصية"
ناصر الدين النشاشيبي
لم يقتصر تعليم قوت القلوب على إرث العائلة الصوفي، بل اهتم والدها بتثقيفها وتعليمها الآداب، فكما يذكر الصحافي المصري سمير رفعت في صحيفة كايرو تايمز: "أشرفت على تربيتها مجموعة من المربيات الأجنبيات، وتلقت تعليمها باللغة الفرنسية".
تزوجت قوت عام 1922 في عمر الثالثة والعشرين، الذي كان يعتبر حينها عمراً متأخراً، من مصطفى محسن مختار الذي عمل قاضياً في المحاكم المختلطة. ويذكر محمود القاسم في كتابه "الأدب العربي المكتوب بالفرنسية (1996) في فصل أفرده لقوت القلوب، أنها احتفظت بالعصمة لنفسها لأنها وجدت زوجها "أقل مكانة ووجاهة" منها، ما أثار ضجة بين أوساط المصريين الذين لقبوها "صاحبة العصمة".
مختار، الذي أدرك أن زواجه بقوت ليس تقليدياً لأنها رفضت الخضوع لسيطرته منذ اللحظة الأولى، طلقها وتزوج مجدداً بعد إنجابها لأربعة ذكور وبنت واحدة بحسب ويغ. غير أنها لم تحتفظ بحضانة الأولاد فحسب، بل أصرت على إعطائهم اسم أسرة المرداش ونسبهم لها. أرسلت قوت أبناءها إلى المدرسة اليسوعية في القاهرة، على عكس والدها وأجدادها الذين تلقوا تعليمهم في مدارس الكتّاب الإسلامية.
ربما تجدر الإشارة هنا إلى تضارب المصادر حول سيرة حياة قوت القلوب، ففي حين يقول السيد أبو النجا في كتابه "السيد أبو النجا مع هؤلاء" (1985) إن قوت القلوب أنجبت مع زوجها الأول ولداً وبنتاً، وأنجبت بنتاً من زوجها الثاني الصحافي المصري علي أمين، يذكر ناصر الدين النشاشيبي في كتابه "نساء من الشرق الأوسط" (1988) أنها كانت الابنة الوحيدة للشيخ عبد الرحيم وأنها تزوجت مرة واحدة ورزقت بثلاثة أبناء وابنة، بينما تشير هالة البدري في كتابها "نساء في بيتي" (2018) إلى أن أمين تزوج ابنة قوت الوحيدة وأنجبا بنتاً.
الروائية وسيدة الصالونات الأدبية
أهدى عبد الرحيم إلى ابنته قوت القلوب فيلا يوسف باشا قطاوي في حي الزمالك. وهناك أقامت صالونها الأدبي المسائي الذي أصبحت أمسياته الباذخة من تقاليد المجتمع الأرستقراطي والأدبي في القاهرة. وبحسب ويغ، استخدمت شبكة قوية من المعارف لجذب الشخصيات البارزة إلى سهراتها، مثل محمد عبده، جلال الدين الأفغاني، اللورد كرومر وسعد زغلول والعديد من الأدباء المصريين والسوريين والفرنسيين.
كان لقوت القلوب شبكة قوية من المعارف، استخدمتها لجذب الشخصيات البارزة إلى سهرات صالونها الأدبي، مثل محمد عبده، جلال الدين الأفغاني، اللورد كرومر وسعد زغلول وأشهر الأدباء المصريين والسوريين والفرنسيين حينها
من الواضح أن قوت استخدمت صالوناتها لصقل تصورها عن الأذواق الأدبية العالمية، لتنمية مهاراتها الخاصة في التأليف، التي بنتها على أسس صوفية واجتماعية لإطلاع القراء العالميين على المجتمع المصري وحياة الناس فيه. وربما بسبب ضعف لغتها العربية، اتجهت نحو التأليف بالفرنسية، ما منحها شهرة غربية لم تتمتع بمثلها في مصر. حيث أصدر لبعض كتبها خمس طبعات وترجمت إلى أربع لغات على الأقل.
لم تكن القضايا التي أثارتها قوت في رواياتها بعيدة عن المجتمع المصري، بل تناولت حياة العامة من الناس والتقاليد الاجتماعية السائدة في المجتمع وأكدت تمسكها بالثقافة المصرية العريقة، على رغم من رؤاها الإصلاحية. وتكاد تكون الروائية الوحيدة التي نقلت الأجواء الشرقية وعالم الحريم والأجواء الصوفية إلى العالم الغربي. ومن مواضيعها التقدمية في مؤلفاتها طغى رفض لحصر دور المرأة في الزواج والإنجاب وترويج لاستقلاليتها وتحقيق طموحاتها. كما رأت في خلع الحجاب "حالة انفصال عن سطوة الرجل ونظرته الجنسية ومحاربة لتسليع المرأة".
ويذكر القاسم أنها "لم تكن امرأة متفرنسة، بل امرأة مصرية سواء في دورها الذي قامت به اجتماعياً أو في أدبها الذي أضاع طريقه إلى رفوف المكتبات العربية بسبب لغته الفرنسية".
صدر لها ثماني روايات ومجموعة قصصية وحيدة، جميعها بالفرنسية: مصادفة الفكر (1937)، حريم (1937)، ثلاث حكايات عن الحب والموت (1940)، زنوبة (1947)، الخزانة الهندوسية (1951)، ليلة القدر (1954)، رمزة ابنة الحريم (1958)، حنفاوي الخارق (1961)، وبعد وفاتها طبعت يومياتها التي كتبتها تحت عنوان "ليالي رمضان" (1980).
أشاد العديد من الأدباء الفرنسيين برواياتها وأسلوبها الأدبي أمثال فرانسوا مورياك الذي كتب مقدمة لروايتها "رمزة"، والكاتب أندريه موروا الذي اعتبر أن بطلاتها نظيرة وزهيرة وظريفة في "ثلاث حكايات عن الحب والموت" عرفنه على نساء مصر أعمق مما عرفته من كاثرين مانسفيلد عن نساء انكلترا، وأكثر مما كتبته كوليت عن نساء فرنسا".
حملت قوت القلوب رسالة تقدمية في رواياتها تجمع بين التمسك بالتقاليد والتحرر ، واعتبرت أن خلع الحجاب هو "حالة انفصال عن سطوة الرجل ونظرته الجنسية للمرأة كسلعة"
وبالرغم من وجود أبحاث باللغة الماليزية والفرنسية عن أعمالها، كما تذكر هالة البدري، كبحث الناقدة الفرنسية جوليا مادوف "مرآة النسوية والاستشراق عند قوت القلوب"، وبحث ألودي جان "الأخلاقيات الثقافية عند الروائية المصرية قوت القلوب" إضافة إلى العديد من الأبحاث وكتب الأنطولوجيا التي خصصت صفحات لها، لم تجد معظم أعمالها طريقها إلى العربية.
ولا نجد في أرشيفها اليوم غير ملخص بالعربية لروايتها زنوبة نشرته صحيفة الهلال في ديسمبر 1947، وترجمة ميرفت شيخون لرواية "ليلة القدر"، وتعريب دسوقي سعيد لرواية "رمزة" التي نقلها عن الترجمة الألمانية، وبحثاً يتيماً للدكتورة سونيا عقداوي بعنوان "قوت القلوب أو رؤية مصر الأمس" (1985).
هل حرمت قوت القلوب من الحب؟
يذكر أبو النجا أن جانباً تعيساً عكر حياة قوت القلوب الفارهة، فقد "عاشت رغم ثرائها محرومة من الحب"، ويروي عن قصة حب، من طرف واحد، عاشتها مع الصحفي محمود أبو الفتح، صاحب جريدة "المصري" ونقيب الصحفيين لأكثر من دورة، وأنها كانت مستعدة للتضحية بالمال من أجل إرضائه برغم صده لها.
يروي الكاتب قصة تؤكد استعدادها لبذل أي شيء من أجله فيقول: "عندما أراد (أبو الفتح) شراء شركتي الإعلانات الشرقية والمصرية قمت أنا بمفاوضة مستر يونج على القيمة واتفقنا على أن تكون ثلاثمائة ألف جنيه نقداً ولكن من أين يأتي أبو الفتوح بهذا المبلغ؟".
فما كان منه إلا أن فاتح قوت القلوب بحاجته للمبلغ، "فانفرجت أسارير وجهها وقامت على الفور وحررت شيكاً بالمبلغ"، واشترى أبو الفتح الشركتين لكنه لم يتزوجها، بحسب رواية أبو النجا... وبقيت مع ذلك على حبها ووفائها له حتى وفاته في ألمانيا، "أشرفت على تغسيله واستأجرت طائرة خاصة لنقل جثمانه والمعزين إلى تونس، حيث كرم ذكراه الحبيب بورقيبة وأقام له ضريحاً من الرخام بعد أن رفض الرئيس جمال عبد الناصر أن يصرح بدفنه في مصر". ويضيف "علقت صورة كبيرة له في بيتها بالقاهرة قبل أن يهدمه الدكتور عزت سلامة وزير الإسكان في عهد عبد الناصر لينشئ نفق قصر النيل. وكانت تبدأ يومها كل صباح وتختمه في المساء بالصلاة تحت صورة أبو الفتح".
وبحسب أبو النجا فإن أبو الفتح أعطى لقوت القلوب سبباً مضافاً لكرهها للثورة: "كانت تحب كل شيء يحبه محمود، ولذلك كانت تكره الثورة لأن الثورة اضطهدته، إنه حب عذري ولكني لم أر أكثر منه اشتعالاً في حياتي". تجدر الإشارة هنا إلى أن ما كتبه أبو النجا هو رأي شخصي وقراءة لأخبار لا يمكن لأي منّا توثيقها أو التحقق منها.
الأديب الفرنسي فرانسوا مورياك: "بطلات قوت القلوب عرفنني إلى نساء مصر أعمق مما عرفته من كاثرين مانسفيلد عن نساء انكلترا وأكثر مما كتبته كوليت عن نساء فرنسا
قرار التأميم: هجرة قوت القلوب ووفاتها
يشير البروفيسور ويغ إلى تأثير الثورة الكارثي على أسرة الدمرداش عموماً وعلى قوت القلوب بشكل خاص. فقد اعتبرت إصلاحات ناصر هجوماً شخصياً عليها وعلى أسرتها التي دائماً ما كانت تستثمر أموالها في البلاد وقادت نظام رعاية اجتماعية باهظ التكاليف لهؤلاء الذين كانوا تحت ولايتها. كما اعتبرتها اعتداءً مباشراً على الإرث الصوفي الذي بذلت له الكثير من مواردها من أجل تحسين حياة المريدين والأتباع.
غادرت قوت القلوب، عقب مصادرة أموالها، مع أبنائها إلى روما دون عودة. وحين زارها الراهب الدومينيكي جورج أناواتي، رئيس أحد أديرة مدينة القاهرة وصديق قديم في منزلها في روما، نقل إنها "وجدت نتائج الثورة مدمرة على مصر، وأن الإجراءات القاسية التي اتخذتها حكومة عبد الناصر بحقها وبحق أسرتها ليست إلا حرباً عليهم لأنهم كانوا حماة اسم وتقاليد الدمرداشية". ويبدو أن قوت القلوب لم تضع في اعتبارها إشكالية العلاقة الطويلة التي جمعت بين أسرتها والإنكليز، والتي شكلت سبباً كامناً لعداء النظام تجاه الطريقة والأسرة الدمرداشية.
كان جزءاً من مأساتها سببه اكتشافها أن المجوهرات التي اشترتها في مصر، وحاولت بيعها لتنفق من ثمنها في إيطاليا، لم تكن تعادل قيمة المبالغ التي دفعتها مقابلها. فقد كان الماس ذو نوعية رديئة لدرجة أنها بالكاد استطاعت الحصول على ما يكفي من المال للعيش في روما، فوصلت إلى الإفلاس التام قبيل وفاتها إثر وقوعها على رأسها.
أبناؤها وأحفادها
احتل أبناء قوت الأربعة مناصب بارزة في مجالاتهم. عبد الرحيم، الابن الأكبر وصل إلى رتبة ضابط مشتريات السلاح في الحكومة الفيدرالية الكندية. مصطفى، الابن الثاني، كان دبلوماسياً ولكن حياته المهنية انتهت باكراً لأسباب سياسية، وأصيب لاحقاً بالاكتئاب الهوسي، الأمر الذي جعله مشتبهاً به بتهمة القتل العمد لوالدته بدفعها لتقع ميتة. الابن الثالث، مهندس، وهو اليوم شيخ الطريقة الدمرداشية، والتحق الابن الأصغر البروفيسور محسن الدمرداش بمعهد باستور ليصبح أخصائياً في الغدد الصماء. أما ابنتها زينب، فعاشت حياة هادئة في فندق كوزموبوليتان في القاهرة.
ويعيش جميع أحفاد قوت القلوب الثمانية في الغرب دون علاقة تربطهم بتراثهم المصري الإسلامي إلا أنهم لا يزالون يحملون اسم العائلة مع اختلاف تهجئته باللغات الأجنبية. لكن ربما قد تفخر قوت إن علمت أن حفيداتها الكنديات الثلاث صنعن لأنفسهن حياة كللها النجاح. فبينما تتمتع حميدة دمرداش بشهرة عالمية كباحثة في اللغويات، تشغل ليلى دمرداش كينير منصبًا رفيعًا في وزارة العدل الكندية، وحتى وقت قريب عملت إقبال دمرداش كبيرة المفوضين التجاريين في الشؤون الخارجية الكندية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...