ما إن انتشر خبر غير موثوق عن ترشيح المغنية السورية، سارية السواس، نفسها لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، حتى ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بالمنشورات التي أطلقها سوريون، سخرية أو ترحيباً.
" تليق بالمجلس ولا تليق بالشعب، أساساً منذ متى كان هذا المجلس يمثّلنا؟ لعلّ مجلس التصفيق الآن يصفّق على الأغاني الشعبية المتداولة بدل التصفيق للخطابات غير المفهومة، خاصةً إذا بدأت مداخلاتها لرئيس المجلس القادم بمقدمة أغنيتها المعروفة (بس اسمع مني)، ولكم أن تتخيلوا ما سيحدث سيما إذا كان رئيس المجلس المنتج المثير للجدل محمد قبنّض".
هذا ما كتبه أحد الناشطين على صفحته في موقع فيسبوك، لتنهال التعليقات المؤيدة والمعترضة، كعادة الشعب السوري في الجدال على كل شيء.
الخبر(الإشاعة) مجهول المصدر، نفاه مكتب إدارة أعمال المغنية "سارية"، ابنة تلكلخ في ريف حمص، والتي بدأت الغناء منذ كان عمرها ستّ سنوات في الملاهي والمقاصف الليلية، لتغادر البلاد أثناء الحرب السورية، وتنتقل للعيش بين لبنان والإمارات ودول الخليج، قبل أن تعود "إلى حضن الوطن"، كما يقول السوريون ساخرين.
الشعب السوري الغارق في بؤسه وصعوبة تأمين احتياجاته في ظل التدهور الكبير لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، ودخول قانون قيصر حيّز التطبيق على سوريا، يبدو معظمه غير معني بالانتخابات المقبلة لمجلس الشعب
الشعب السوري الغارق في بؤسه وصعوبة تأمين احتياجاته في ظل التدهور الكبير لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، ودخول قانون قيصر حيّز التطبيق على سوريا، يبدو معظمه غير معني بالانتخابات المقبلة لمجلس الشعب، يقول ضياء، وهو أستاذ رياضيات من حمص: "ما يثير السخرية ليس خبر ترشح سارية، فهي على الأقل لم تكن من الفاسدين المتحكمين بلقمة الشعب ولم تؤذ سورياً واحداً، المهزلة ما نعيشه وما وصل إليه حال شعبنا من الفقر، راتبي لا يكفي لشراء الخبز، لن أنتخب أحداً، أنهم لا يشبهوننا".
مصطلح غير مألوف ظهر أيضاً في انتخابات هذا العام، وهو "عملية الاستئناس" التي أطلقها حزب البعث الحاكم لاختيار ممثليه في المجلس، مصطلح يصعب فهمه وفهم ديناميكيته حتى على أفراد الحزب نفسهم، ويزيد التعقيد عند سماع نصائح الأمين العام المساعد، هلال هلال، الذائع الصيت في المجتمع السوري، عن أهمية التزام الحيادية والديمقراطية والمسافة الواحدة مع جميع المرشحين، وسماع توصيات الأمين العام للحزب، الرئيس الأسد، الذي أقر بجمود الحزب وتراجع دوره في بعض المراحل، داعياً أعضاءه لخوض تجربة الاستئناس الحزبي لإثبات ديناميكية الحزب وتطوره وتجديد الممارسات الحزبية، كل هذه المصطلحات عبّرت عنها عبير (اسم مستعار)، في حديث معها، قائلة: "ما هذه الطلاسم؟ هذه الكلمات أشبه بتعويذة سحرية صعبة الفهم، هل يمزحون معنا عند مخاطبتهم لنا بهذه الأمور، الأولى أن يشرحوا لنا طريقة تأمين الطعام لأطفالنا".
حول تفاقم الأوضاع المعيشية، أعلن برنامج الغذاء العالمي أن 9.3 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بزيادة 1.4 مليون عن الأشهر الستة الماضية، وأضاف التقرير أن السوريين يواجهون أزمة جوع لم يسبق لها مثيل، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة حتى في ذروة النزاع، حيث ارتفعت الأسعار 200% في سوريا في أقل من عام.
التذمّر من سوء الأوضاع المعيشية بات مألوفاً في الشارع السوري الغارق بالفوضى والمهدد بانتشار فيروس كورونا بشكل متصاعد، أصوات البطون الخاوية علت، إلى جانب أصوات المتظاهرين الذين عادوا إلى الشارع السوري في مدينة السويداء، جنوب البلاد، هاتفين ضد الأسد وحلفائه، محمّلين إياه مسؤولية ما وصلت إليه البلاد، مطالبين بحرية المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين، الأمر الذي ربطه بعض المحللين بتزامن هذه المظاهرات مع إقرار قانون قيصر للعقوبات على النظام السوري، الذي صدر بناء على شهادة أحد الضباط الفارين من البلاد عام 2013، والملقب بقيصر وهو مجهول الهوية، وتسريبه 55 ألف صورة لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في أقبية السجون وفروع الأمن السورية، حسب شهادته.
وعن هذه المظاهرات يقول علاء، وهو أحد الشباب المشاركين فيها: "بالرغم من خطورة الأمر إلا أنني لم أتردد بالمشاركة بهذه المظاهرات، كنت طفلاً في 2011 ولم أشارك بأي حراك مدني سابقاً، لي أخ معتقل منذ 5 سنوات أثناء سفره من السويداء إلى دمشق، من حقنا أن نعرف مصيره قبل أن أراه جثة في صور يسربها قيصر آخر".
أما سراب فقالت: "في الشارع نرفع أصواتنا بمطالب من المستحيل أن يتجرأ أحد بمجلس الشعب على التفكير والمطالبة بها".
كانت إشاعة إعلان ترشّح سارية السواس لتتحقق لو طلبت من بطل أغنيتها، أبو جعفر، المساعدة، قائلة: "أبو جعفر ينجحني"، بدل "أبو جعفر يصبرني"، إلا أنها تفضّل قبة الملاهي عن قبة المجلس، ومعها حقّ
يشار إلى أن مجلس الشعب هو الهيئة التي تتولى السلطة التشريعية في سوريا منذ عام 1971، ويقاسمه السلطة رئيس الجمهورية، من خلال مراسيم تشريعية يصدرها ويصادق عليها المجلس. ويتكون من 250 مقعداً، منهم 187 مقعداً لأعضاء الجبهة الوطنية التقدمية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، و63 عضواً مستقلاً.
كانت إشاعة إعلان ترشّح سارية السواس لتتحقق لو طلبت من بطل أغنيتها، أبو جعفر، المساعدة، قائلة: "أبو جعفر ينجحني"، بدل "أبو جعفر يصبرني"، إلا أنها تفضّل قبة الملاهي عن قبة المجلس، ومعها حقّ.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين