شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
سفير قطر لدى واشنطن: علاقتنا بإيران

سفير قطر لدى واشنطن: علاقتنا بإيران "للضرورة" وعلاقة ترامب وتميم "ممتازة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 26 يونيو 202002:31 م

"قطر الآن أقوى مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. تقرير البنك الدولي يؤكد أن الاقتصاد القطري ينمو ويستمر في النمو على عكس اقتصادات دول الحصار. قطر اليوم أكثر استقلالية وأمنها الغذائي أفضل".

 هذا ما قاله مشعل آل ثاني، سفير قطر لدى واشنطن، في أحدث تصريح رسمي تعليقاً على آخر جهود الوساطة لإنهاء الأزمة الخليجية التي بدأت في حزيران/ يونيو عام 2017، بمقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر للشقيقة الصغرى قطر.

وخلال مقابلة إذاعية مع برنامج Al-Monitor Podcast مساء 25 حزيران/ يونيو، تحدث آل ثاني عن قضايا مهمة تصدرتها آفاق المصالحة مع دول المقاطعة الخليجية، والعلاقات الأمريكية القطرية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والعلاقات مع إيران، وأخيراً خطط الاستعداد لكأس العالم 2022 في قطر وتعامل البلاد مع فيروس كورونا.

جديد الأزمة الخليجية

بشأن المقاطعة الخليجية، قال آل ثاني: "لا أعلم إذا كان الجميع يعلم كيف بدأت هذه الأزمة. لقد بدأت باختراق حساب وكالة الأنباء القطرية ونشر أخبار زائفة. على الرغم من محاولاتنا العديدة للتوضيح لجيراننا أن الوكالة تعرضت للاختراق وأن تلك الأنباء لم تكن صحيحة، استمروا في موقفهم، وأخبرونا أن ‘الوقت قد تأخر‘"، مشدداً على أن "جهود الوساطة الكويتية لرأب الصدع الخليجي ‘لا تتوقف‘ وهي مستمرة بالدفع تجاه إيجاد حل منذ ذلك الحين وجلب العرب إلى طاولة مباحثات".

وأعرب السفير عن تقدير بلاده جهود الوساطة الأمريكية لحل الأزمة أيضاً، مبرزاً أن "الضغوط الأمريكية على دول الحصار" أسفرت عن تقديمها لائحة الـ13 شرطاً التي سبق أن قدمتها لاستعادة العلاقات مع قطر.

السفير القطري لدى أمريكا: دول الحصار تصد أي محاولة وساطة لحل الأزمة من خلال وساطة الكويت أو الولايات المتحدة، وحاولت تضليل إدارة الرئيس ترامب بشأن نشاطات قطر

ورأى أن هذه الشروط "قُصد ألا تكون قابلة للتنفيذ أو القبول"، موضحاً "لا أعتقد أن هذه الشروط وضعت على أساس الرغبة في التفاوض، هذه رؤيتي. القول إن قطر تدعم الإرهاب خطأ".

وأعرب آل ثاني عن أسفه لأن المحاولة الأخيرة التي قامت بها الكويت والحراك الدبلوماسي الذي رافقها "قوبلت لسوء الحظ برفض دول الحصار". وكان يشير بذلك إلى زيارة أحمد ناصر المحمد الصباح، وزير الخارجية الكويتي، إلى قطر، وزيارة محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، إلى الكويت.

وبيّن السفير أن بلاده لا تزال تلتزم بعضويتها في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية وتحضر الاجتماعات وتشارك في فعالياتهما، مشيراً إلى وجود عراقيل للمشاركة في الاجتماعات التي تستضيفها دول الحصار، لا سيما السعودية.

واعتبر أن "الوقت هو الكفيل بعودة دول الحصار إلى رشدها وإدراك أن الحل الوحيد هو بالحوار المبني على احترام جميع الأطراف"، منبهاً إلى أن على المقاطعين لبلاده "أن يوقفوا إلقاء اللوم والاتهام بمزاعم مخطئة ووضع أسس مقبولة للتوافق".

دول الحصار وتضليل أمريكا

في سياق آخر، وصف آل ثاني علاقة بلاده بالولايات المتحدة بأنها "ممتازة"، متهماً دول المقاطعة بمحاولة تضليل إدارة الرئيس دونالد ترامب لدى توليه الحكم عبر مشاركتها معلومات زائفة عن الأنشطة القطرية، ومبيّناً أن الإدارة الأمريكية أدركت في غضون عدة أسابيع أن هناك شيئاً مخطئاً وأن مزاعم تلك الدول غير صحيحة. 

وأشار إلى أن الجهود الأمريكية في الوساطة لإنهاء الأزمة بدأت منذ ذلك الحين، واصطدمت في كل مرة برفض دول الحصار، فيما تطورت العلاقات القطرية الأمريكية وازدادت قوة.

مشعل آل ثاني: اقتصادنا ينمو وسيستمر في النمو بعكس اقتصادات دول المقاطعة… نحن الآن أكثر استقلالية وأمننا الغذائي أفضل
وأضاف آل ثاني: "رأينا المزيد من المبادرات بين قطر والولايات المتحدة على صعيد التعاون السياسي أو في النواحي الاقتصادية. ومن النجاحات التي تشهد على العلاقات بين البلدين الحوار الإستراتيجي الذي تم عام 2018 والذي يعكس قوة العلاقات الأمريكية القطرية".
وتابع: "الرئيس ترامب والأمير تميم (بن حمد أمير قطر) يحتفظان بعلاقات ممتازة. وهما يتشاوران بشكل منتظم بشأن العديد من القضايا. الرئيس ترامب يقدر الدور الذي قامت به قطر في توقيع اتفاق السلام في أفغانستان"، مبرزاً وجود علاقة شخصية جيدة بين الزعيمين.

وأردف: "نقدر الدور الذي تقوم به أمريكا لحفظ الاستقرار في منطقتنا، وسوف نستمر في العمل معها".

العلاقة بإيران والإخوان المسلمين

تعليقاً على الانتقادات التي توجّهها دول الحصار إلى بلاده بدعم منظمات "إرهابية" مثل جماعة الإخوان المسلمين، قال آل ثاني: "كحلفائنا في الولايات المتحدة وبريطانيا، لا نعتبر جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية. كانت هناك جهود حثيثة لوضع الجماعة على قائمة الإرهاب في أمريكا وبريطانيا وأوروبا لكنها خلصت إلى أنها لا تستوفي معايير المنظمات الإرهابية".

أما عن العلاقة الأكثر إثارة للانتقاد خليجياً، مع إيران، فأوضح: "ينبغي أن يعلم الجميع أن قطر تشارك إيران ‘أكبر حقل لإنتاج الغاز في العالم‘، وهذا يدفعنا إلى الاحتفاظ بعلاقات جيدة معها. وهي علاقة ‘تقتضيها الضرورة‘ لهذا الغرض: الطاقة".

وأكد أن مخاوف بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي لم توضع في الاعتبار من البداية عند توقيع الاتفاق النووي مع إيران، مضيفاً "كنت أتمنى لو تمت استشارتنا منذ بداية المفاوضات على الاتفاق النووي مع إيران. كنت أتمنى أن يكون الاتفاق شاملاً وليس مقتصراً على البرنامج النووي فقط".

وتطرق السفير القطري إلى المخطط الإسرائيلي الرامي إلى ضم أراضٍ فلسطينية بقرار أحادي، معبّراً عن تقدير قطر "الجهود الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لكن قطر أوضحت أنها ترفض خطة الضم التي تخالف القانون الدولي والاتفاقات الدولية بين الجانبين"، ومبرزاً أن الضم "يضع إسرائيل في موقف صعب. لذا أعتقد أن هذا أمر خطير، وندعو الحكومة الإسرائيلي إلى التراجع عنه".

"علاقة ضرورة"... السفير القطري لدى أمريكا يوضح طبيعة علاقة بلاده بإيران ويؤكد: "نتشارك وإياها في أكبر حقل غاز في العالم"

كورونا وكأس العالم والعمالة الأجنبية

وتحول آل ثاني إلى أثر الجائحة على قطر، وتحديداً في ما يتعلق بأزمة العمالة الأجنبية والانتقادات الحقوقية التي شملت قطر بشأنها أخيراً، وتأثيراتها المحتملة على استضافة البلاد بطولة كأس العالم 2022. واعتبر أن "الاستجابة السريعة للحكومة القطرية والقدرة الاستيعابية للنظام الصحي" ساعدتا قطر على مواجهة الوباء، وهو ما ينعكس في قلة عدد الوفيات مقارنة بعدد الإصابات.

وأشاد السفير بسياسة إجراء الفحوص المكثفة والمجانية وتوفير الشروط الصحية في أماكن العمل، وتحرك الحكومة السريع تجاه غلق المدارس والجامعات والأماكن العامة، وغيرها من التدابير الاحترازية التي اتخذت.

وأعرب في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن فيروس كورونا لن يؤثر على تنظيم بطولة كأس العالم بعد سنتين نظراً للانتهاء من عدد كبير من المشاريع.

وقال: "قطر ستستضيف نسخة رائعة من كأس العالم، وأستطيع أن أؤكد أن الجمهور سيحظى بتجربة ممتعة"، لافتاً إلى أن "الرياضة تبني الجسور بين الناس ونحن نريد أن ينظر العالم إلى الشرق الأوسط ليس فقط كمكان للصراعات".

وتعقيباً على أوضاع العمال الأجانب في مشروعات كأس العالم، قال: "نحن، كقطريين، نحترم كل عامل أجنبي يعمل على مساعدتنا في هذا المشروع، ولا نتمنى  أن يتعرض إلى إساءة معاملة، وهناك إرادة قطرية لتخطي جميع التحديات وإنهاء أية مشكلات أو انتهاك حقوق يتعرض له هؤلاء العمال".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image