شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
ثلاثة أعوام على حصار قطر: الخليج تغيّر ولن يعود كما كان

ثلاثة أعوام على حصار قطر: الخليج تغيّر ولن يعود كما كان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 5 يونيو 202004:30 م

"لا أرى أن أزمة قطر في ذكراها الثالثة تستحق التعليق. افترقت المسارات وتغيّر الخليج ولا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه. أسباب الأزمة معروفة، والحلّ كذلك معروف وسيأتي في أوانه. ولعل النصيحة الفضلى هي تجاوز التصعيد والعمل للمستقبل".

بهذه الكلمات أشعل وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش سجالاً لم يزل مستمراً بشأن الأزمة الخليجية في ذكراها الثالثة.

في 5 حزيران/ يونيو عام 2017، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر، متهمات الدوحة بـ"تمويل الإرهاب" وإيواء معارضين ومنتقدين لأنظمتها، ومشترطات قائمة طويلة من الإجراءات لإنهاء القطيعة التي عُرفت بـ"حصار قطر"، في حين رفضت قطر الاتهامات، معتبرةً الشروط المطروحة تعدّياً على سيادتها.

وعقب مرور ثلاث سنوات، يصر كل طرف على موقفه، فيما يبدو أن الوزير قرقاش كان يلمح بتعليقه على الأزمة، ضمنياً، إلى التقارير التي نشرت حديثاً بشأن وساطة أمريكية مفترضة وضغوط على دول المقاطعة لفتح المجال الجوي مع الدوحة.

وبمعزل عن تغريدة الوزير الإماراتي، لوحظ غياب ذكرى الأزمة الخليجية عن قائمة الأعلى تداولاً في جميع دول الحصار، مصر والإمارات والبحرين والسعودية، وسط تعليقات محدودة تزعم "خنق نظام الحمدين".

في الذكرى الثالثة لـ#حصار_قطر… قرقاش يؤكد أن "الخليج تغيّر ولا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه" وقطريون يحتفون بـ"ثلاث سنوات من السيادة ورفض الابتزاز" ويصفون المناسبة بـ #يوم_العزة_والكرامة

قطر: "ثلاث سنوات من السيادة"

في المقابل، كان الموقف القطري من الذكرى مختلفاً إذ وجّه رئيس الوزراء الأسبق حمد بن جاسم التحية إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "على الحكمة والثبات في التعامل مع هذا الموقف الذي، ويا للأسف، دمر الحلم الخليجي، وأصبح عبئاً ليس علينا في قطر، بل على من فرضه".

كذلك شكر بن جاسم تعاضد "الشعب القطري الوفي". وخاطب "من بدأوا هذا الحصار بجهل وعنجهية" بالقول: "اتركوا قطر جانباً، وأسألوا أنفسكم ماذا جنيتم أنتم من سياساتكم الداخلية والخارجية على شعوبكم وعلى المنطقة. وأنا لست هنا بصدد تفنيد مواقفهم، بل هذا من باب التذكير فقط بما سبق".

وأقر بأن الحل موجود في إحدى عواصم دول المقاطعة، في إشارة إلى أبوظبي التي يشاع أنها المعرقل الرئيسي للتصالح مع قطر.

وقدم وزير الخارجية القطري نائب رئيس مجلس الوزراء، محمد بن عبد الرحمن، التحية إلى الشعب القطري والمقيمين في البلاد على صمودهم إزاء "الحصار الجائر الذي بُدىءَ بحملة تضليلٍ واهية أضرت بواقع مجلس التعاون وشعوبنا".

بشكل لافت، غابت الذكرى الثالثة للأزمة الخليجية عن تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في دول الحصار. أما القطريون فاحتفوا بـ"تجاوز الأزمة وتحويل المحنة إلى منحة" و"خير كثير"

وأضاف عبد الرحمن: "بينما تواجه الدول الخليجية تحديات إقليمية ودولية عديدة آخرها كوفيد 19، كان من الأجدى أن نرى تعاضداً لمجلس التعاون الخليجي لحماية شعوبنا ومحاربة التحديات معاً، ولكن، ويا للأسف، فإن الاستقطاب لا يزال مستمراً بدل أن تسود الحكمة ويُحتكم للعقل".

وذكّر بأنه "لطالما دعت دولة قطر إلى الحوار الحضاري غير المشروط والمبني على أسس المساواة واحترام السيادة والقانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

شعبياً، احتفى القطريون بـ"ثلاث سنوات من السيادة وعدم التنازل" و"السير بخطى ثابتة على الطريق الصحيح". ووصفوا ذكرى الحصار بـ"يوم العزة والكرامة" و"رفض الابتزاز" و"تحويل المحنة إلى منحة". وبيّنوا كيف تحولت "الصدمة وخيبة أمل والطعنة غير المتوقعة من أقرب الناس إلى الخير الكثير"، مجددين دعم قيادتهم ضد دول تحالف الحصار.

ولفت الإعلامي المصري في قناة الجزيرة القطرية أحمد منصور إلى أن ذكرى الأزمة تحل هذا العام "بينما الهزائم العسكرية والفضائح السياسية والأزمات الاقتصادية الهائلة تلاحق دول الحصار فى ليبيا وتونس واليمن. علاوة على تردي أوضاعها الاقتصادية بشكل غير مسبوق".

يشار إلى أن لولوة الخاطر، مساعدة وزير الخارجية القطري والمتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية،  أكدت في تصريح لـ"العربي الجديد"، في ذكرى الأزمة، استمرار المساعي الكويتية لحل الأزمة الخليجية في ظل ترحيب قطري، نافيةً الأنباء المتداولة بشأن رغبة قطر في الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، وواصفةً إياها بـ"الشائعات".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image