شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"توقّفوا عن البناء على دمائنا وعظامنا"... حملة دولية تنشُد العدالة لضحايا مشروع نيوم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 18 يونيو 202004:47 م

أطلق عدد من الناشطين وأبناء قبيلة الحويطات، في 17 حزيران/ يونيو، حملةً دولية تستهدف الرأي العام الغربي وتنشد "العدالة لضحايا نيوم"، في إشارة إلى المشروع الضخم الذي يسعى ولي العهد السعودي إلى تنفيذه على أراضي القبيلة.

وكتبت الناشطة السياسية والحقوقية السعودية علياء الحويطي عبر تويتر، في 18 حزيران/ يونيو: "بدء حملة العدالة لضحايا نيوم من أجل استنهاض المجتمع الغربي بوسائل إعلامه، ومؤسساته للوقف معنا بتعرية إجرام نيوم، ووقف الترحيل والتعريف بقضية عبدالرحيم الحويطي، يشاركني بها فريق محامين دوليين، و(منظمة) هيومن رايتس ووتش، ونطلب منكم التكاتف معنا لإظهار الحق".

من هم ضحايا نيوم؟

وفي بيان الحملة المرفق بالتغريدة، والمكتوب باللغة الإنكليزية، ورد: "هذا الصباح، أطلقت حملة لتحقيق العدالة لعدد من أفراد قبيلة الحويطي في السعودية والذين إما خسروا حيواتهم أو سجنوا جراء بناء مشروع نيوم".

وأضاف: "على عكس ما يظهر في الفيديو الترويجي للمشروع بالزعم أنه يقام على ‘أرض قاحلة‘، فإن قبيلة الحويطات تقيم على مناطق متنوعة منها منذ مئات الأعوام. أبناء الحويطات ليسوا ضد إعمار المدينة، لكنهم على الرغم من ذلك لديهم الحق والرغبة في أن يتم شمولهم بالعمران والاستفادة من استغلال أرضهم. للأسف، برغم الوعود العديدة، لم يتحقق لهم ذلك".

"حلم القبيلة في التطوير تحول إلى كابوس"... حملة دولية للتنديد بـ"الانتهاكات الحقوقية" المترتبة على تنفيذ مشروع نيوم السعودي الضخم، أملاً في "العدالة لضحايا نيوم" من أبناء قبيلة الحويطات الذين قُتلوا أو سُجنوا لمعارضتهم الترحيل القسري من أرضهم

ونبه إلى أنه في حين توقفت أعمال البناء في المشروع على خلفية تدهور أسعار النفط وأزمة وباء فيروس كورونا، استمر طرد أبناء الحويطات من قبل السلطات السعودية "في مخالفة لعدد من المعايير المنصوص عليها دولياً".

ومضى البيان مُذكراً بـ"القصة المأسوية لعبد الرحيم الحويطي، ومقتله على إثرها بسبب مقاومته الترحيل"، داعياً إلى تحقيق العدالة له ولأفراد عائلته الذين اعتقلوا وزج بهم في السجون حتى الآن لمحاولتهم العثور على بعض الإجابات بشأن جريمة قتله.

وأشار البيان إلى أن الهيئات الاستشارية والتنفيذية لمدينة نيوم تتكون من أسماء معروفة وذات صيت محترم دولياً في عالم العمارة وتخطيط المدن والاستثمار والتنمية البيئية، مبرزاً أن أياً منها لم تلبِّ حتى الآن الدعوات إلى وقف مساهماتها في المشروع بسبب انتهاكه حقوق الإنسان.

وبيّن أن هذا هو السبب الكامن وراء انطلاق الحملة التي تسعى إلى نقل صوت "ضحايا نيوم"، أملاً في أن تُثار مخاوفهم "المشروعة" وأن يتوقف القتل والانتهاكات. 

وشدد على أن "هذه حملة لجذب الانتباه لأزمة ضحايا نيوم، ولتكوين منظمة تمثلهم وتقاتل لحماية حقوق الإنسان الخاصة بهم".

"الحكومة السعودية لا تحترم مواطنيها"

ونقل البيان عن علياء الحويطي المقيمة في لندن قولها: "حلم القبيلة (بتطوير منطقتها) تحول إلى كابوس. ولي العهد السعودي أخبر قبيلتنا أن عليها الانتقال من الأرض التي عشنا عليها منذ 800 عام من دون أن يوضح إلى أين ومن دون أي تعويض مالي. القبيلة لا يمكن أن تقبل بهذا الظلم".

واستدركت: "هذا ما كان يقاتل لأجله عبد الرحيم الحويطي حين قُتل. طوال نحو شهر بعد مقتله، ظل الأمن السعودي يتجول في المنطقة. ‘اختطف‘ طفلاً لا يتجاوز العاشرة من عمره لأنه كتب على الحائط شعار ‘لن نرحل من هنا‘. أشقاء وأعمام عبد الرحيم اختطفوا أيضاً وهم في السجن. آخرون قُبض عليهم لأنهم سألوا عن التعويض عن منازلهم. هذا لا يمكن أن يستمر. توقفوا عن البناء على دمائنا وعظامنا".

وذكرت سارة ليا ويتسون، المديرة التنفيذية السابقة في هيومن رايتس ووتش، في البيان أن "الانتهاكات التي يتعرض لها أفراد قبيلة الحويطات تعكس موقف الحكومة السعودية تجاه المواطنين السعوديين. وتؤكد ازدواجية السلطات السعودية حيث ترغب في بناء مدينة مستقبلية على الأراضي السعودية ولكن بلا سعوديين".

سارة ليا ويتسون: "الانتهاكات التي يتعرض لها أفراد قبيلة الحويطات تعكس موقف الحكومة السعودية تجاه المواطنين السعوديين. وتؤكد ازدواجية السلطات السعودية حيث ترغب في بناء مدينة مستقبلية على الأراضي السعودية ولكن بلا سعوديين"

"دمج المجتمع المحلي"

ويسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إطار رؤيته للمملكة 2030 إلى تحويل منطقة ديار الحويطات إلى مشروع عملاق قد تصل تكلفته إلى 500 مليار دولار أمريكي، ويغطي مساحة 10 آلاف ميل مربع من الصحراء بهدف جذب "أعظم العقول وأفضل المواهب في العالم".

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، دشن أبناء منطقة الحويطات حملة، عبر وسم #الحويطات_ضد_ترحيل_نيوم على مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن رفضهم التام أنباء تهجيرهم المحتمل من المنطقة.

لكن مقتل عبد الرحيم الحويطي، في نيسان/ أبريل الماضي، جعلت غضب الحويطيين يأخذ منحىً آخر. 

وفي حين لم تعلق السلطات السعودية أو ترد على مخاوف أبناء الحويطات، ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، في 15 حزيران/ يونيو، أن شركة نيوم فتحت باب التسجيل لقبول دفعة جديدة من "أبناء المجتمع المحلي"، تمهيداً لمنحهم "فرص عمل مرموقة في مشروع نيوم والشركات المشغلة له والعاملة في المشروع فور الانتهاء من دراسته، كي يساهموا في بناء مستقبل المنطقة الرقمي".

ولفتت إلى "شراكة وقعتها الشركة مع جامعة فهد بن سلطان مطلع العام الجاري لتوفير منح دراسية لنحو 500 من أبناء منطقتي تبوك ونيوم في إطار إستراتيجية ‘المسؤولية الاجتماعية‘ التي ركزت على دمج أبناء المجتمع المحلي ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من هذا المشروع".

وفي اليوم نفسه، غردت علياء الحويطي: "اجتماع دار بين شيوخ الحويطات مع محافظ ضبا بحضور وكيل وزير الداخلية للشؤون الأمنية للتعريف بالناس الساكنين في المنطقة!! وأعمال ميدانية على الأرض لتمرير الترحيل وجعله أمراً واقعاً".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image