كشف تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في 25 تموز/يوليو الجاري عن تفاصيل جديدة تتصل بمشروع "نيوم" السعودي، الذي من المتوقع أن تصل تكلفته إلى 500 مليار دولار أمريكي.
وبحسب وثائق سرية حصلت عليها الصحيفة الأمريكية، فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يرغب في أن يحوي المشروع الجديد سيارات أجرة طائرة، تحلق في السماء من دون طيار، فيما سيكون على أرض المشروع مختبر مختص بالتعديل الوراثي لـ"جعل البشر أقوى".
ويعود اسم نيوم للكلمة اليونانية نيوس التي تعني الجديد والمستقبل. ويأتي هذا المشروع الطموح في إطار إستراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على عوائد النفط.
من مدينة قاحلة إلى مدينة خيال علمي
وصفت الصحيفة الأمريكية المنطقة التي ستشهد المشروع، شمال غربي المملكة، بأنها قاحلة تماماً، إلى حد أن الموارد الوفيرة الوحيدة التي استطاعت مجموعة من الاستشاريين تحديدها فيها هي "أشعة الشمس والوصول غير المحدود إلى المياه المالحة". لكنها أضافت أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عندما هبطت مروحيته هناك قبل سنوات رأى المستقبل"، ووضع تصوراً لخطة تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار لتغطية مساحة 10 آلاف ميل مربع من الصحراء بهدف جذب "أعظم العقول وأفضل المواهب في العالم".
ومن الأفكار المحتمل إدراجها في المشروع، سيارات طائرة تنقل المقيمين في المدينة، في حين ستصبح السيارات التقليدية مجرد تسلية من أجل الترفيه وليس من أجل التنقل، كما ستنظف الروبوتات منازل العلماء حين يكونون مشغولين باختراعاتهم.
وتأمل المملكة أن يحل المشروع الجديد محل وادي السيليكون في مجال التكنولوجيا، وهوليوود في مجال الترفيه، والريفيرا الفرنسية لتمضية العطلات.
وقالت وول ستريت جورنال إنها استطاعت الحصول على نحو الفي ومئتي صفحة من الوثائق السرية، التي ضمت الأعمال الاستشارية لبضع شركات منها "بوسطن الاستشارية"، وماكينزي وشركاه، وغيرهما.
وتظهر الوثائق، التي يعود تاريخها إلى أيلول/سبتمبر 2018 ، الشكل الأكثر تفصيلاً لمشروع نيوم منذ الكشف عنه لأول مرة في العام 2017.
ووفقاً للوثائق، فإن هناك مخططاً لنقل القبائل المحلية التي تعيش حالياً في المنطقة قسراً إلى مناطق أخرى.
وتبيّن الوثائق أن مدينة نيوم ستكون مدينة تكنولوجية ضخمة يصبح فيها الحاسوب قادراً على أن يبلّغ "عن الجرائم قبل أن يبلغ عنها البشر، وحيث يمكن تتبع جميع المواطنين".
وعلى الرغم من الانتهاء من كل تلك التفاصيل، فإن مسؤولين سعوديين وموظفين في نيوم قالوا إنهم لا يعرفون متى يتحول المشروع إلى واقع بسبب مشكلات التمويل المحتملة والقيود التكنولوجية.
وعلى مدى سنوات طويلة تجنبت الشركات الأجنبية الاستثمار في السعودية بسبب وجود نظام قانوني غير شفاف، وفساد، وقيود اجتماعية تحظر الكحول وتطالب النساء بالحصول على إذن قريب من الذكور قبل السفر.
ينقل القبائل المحلية قسراً ويستبدلها بالسيارات الطائرة والروبوتات... ما هي تفاصيل مشروع نيوم السعودي؟
قمر من صنع البشر، وأمطار صناعية، وسيارات طائرة... تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال يكشف النقاب عن تفاصيل جديدة عن مشروع "نيوم" السعودي
وتصف الصحيفة "نيوم" بالمدينة الأكبر والأكثر طموحاً في سلسلة من المدن المستقبلية التي طورها قادة الخليج للمساعدة في تنويع اقتصاد بلادهم، بدلاً من الاعتماد الدائم على النفط. فعلى سبيل المثال، أصبحت دبي وأبو ظبي مركزين تجاريين رئيسين في الإمارات، ومثلهما العاصمة القطرية الدوحة.
ويعتبر المشروع المحسوب على خطة الأمير محمد بن سلمان طموحاً، إذ يحوي بعض التقنيات المتطورة جداً.
أبرز ما سيتضمنه المشروع
بحسب وثائق وول ستريت جورنال، فإن المشروع سيتضمن تقنية "البذر السحابي" لتصنيع السحب الاصطناعية وإنتاج كمية أكبر من الأمطار في الصحراء السعودية، كما ستحوي المدينة مرافق طبية حديثة، حيث سيعمل علماء المدينة على مشروع لتعديل الجينوم البشري لجعل الناس أقوى.
إضافة إلى ما سبق ستحوي المدينة نماذج آلية للديناصورات، وهذا ما سيعطي المقيمين فرصة زيارة جزيرة تشبه ما جاء في سلسلة أفلام حديقة العصر الجوراسي. كما ستصبح الرمال من نوع خاص يتوهج في الظلام.
وكشفت الصحيفة الأمريكية أن الكحول قد لا يكون محظوراً في "نيوم"، على عكس باقي مناطق المملكة.
كذلك سيمكن المقيمين في المدينة أن يتوجهوا إلى مكان خاص، يقدم عروضاً قتالية من نوع مختلف، مثل اقتتال الروبوتات داخل الأقفاص الحديدية، في مشاهد تذكر بفيلم المستقبل "ريل ستيل".
أما في ما يتعلق بالأمن في المدينة، فهو مختلف عن أنظمة الأمنفي أغلب دول العالم، إذ ستكون هناك كاميرات وطائرات بدون طيار في كل مكان، كما ستنتشر تكنولوجيا التعرف على الوجه لتتبع الجميع في مختلف الأوقات.
كذلك سيكون هناك قمر ضخم من صنع البشر، يضيء ليالي المدينة. ويشير أحد الاقتراحات إلى أنه يمكن أن يبث القمر صوراً مباشرة من الفضاء الخارجي، ليكون بمنزلة معلم بارز في المدينة.
أما في مجال التعليم، فستستخدم الفصول الدراسية تقنية البعد الثالث. وتقول وثائق الاستشاريين إن نيوم سيكون لديها "نظام تعليمي رائد على هذا الكوكب".
وكان ولي العهد السعودي قد ذكر في عام 2017، أن نيوم في عام 2030، تاريخ الانتهاء من تحقيق رؤية المملكة، سوف تساهم بمبلغ 100 مليار دولار في الإنتاج الاقتصادي للمملكة، كما أكد أن المشروع سيضم 12 مدينة أو بلدة صغيرة قرب البحر، ومنطقة صناعية، وميناء ضخماً وبضعة مطارات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع