في مفاجأة فنية، أعلن الممثل المصري محمد رمضان أنه سيجسد شخصية الفنان الراحل أحمد زكي، في مسلسله القادم بعنوان "الإمبراطور"، والمقرر عرضه في رمضان 2021.
وقال رمضان في تغريدة على حسابه في تويتر: "قلت زمان أتمنى تجسيد نجم التجسيد الأول ورئيس جمهورية التمثيل أحمد زكي"، مضيفاً "ودلوقتي بعلن إن شاء الله عن مسلسلي القادم الإمبراطور، أحمد زكي، رمضان 2021".
وختم تغريدته: "ثقة في الله نجاح يليق بالنجم الكبير وبالجمهور العظيم"، بموازاة نشره لمقطع فيديو له كان يُقلد فيه أحمد زكي، في لقاء مع الإعلامي المصري عمرو الليثي.
ولم يعلن رمضان عن اسم مؤلف المسلسل المقبل أو المخرج أو الجهة المنتجة، إلا أن وسائل الإعلام المصرية أشارت إلى أن الإمبراطور سيكون من إخراج محمد سامي وتأليف وحيد حامد.
وفي تصريح لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، أعلن حامد أنه رحّب بالفكرة حين عرضها سامي عليه، لكن لم يحددا موعداً لبدء كتابة المسلسل، كما لم يتعاقد عليه حتى الآن مع أي جهة منتجة.
تشكيك في نجاح المسلسل
ما إن أعلن الفنان المصري عن المسلسل حتى اشتعل جدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول مدى قدرته على تقديم سيرة بحجم تلك التي تركها النجم الراحل.
ودشنت جماهير الفنان الشاب هاشتاغ "رمضان أفضل من أحمد زكي"، رداً على توقع كثيرين فشل مسلسل "الإمبراطور".
في المقابل، سارع عدد من النقاد إلى التشكيك في نجاح المسلسل، استناداً إلى خبرات سابقة لفنانين مصريين حاولوا تقديم السيرة الذاتية لشخصيات أخرى وفشلوا، منها تجربة أحمد زكي نفسه في فيلم "حليم" الذي قدم فيه حياة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.
بدوره، وفي حديث لرصيف22، رأى الناقد السينمائي طارق الشناوي أنه "حينما يوافق كاتب بحجم وحيد حامد على كتابة حياة أحمد زكي، ويكون محمد سامي المخرج وهو صاحب مسلسل البرنس الذي حقق مشاهدات عالية في رمضان الماضي، ويكون محمد رمضان، مع اختلافنا معه في بعض الأمور، هو الذي سيؤدي شخصية الفنان الراحل، فبتالي من وجهة نظري لن يكون هناك مشكلة".
وأضاف الشناوي: "وحيد حامد يعرف أحمد زكي كويس جداً منذ مسرحية مدرسة المشاغبين، وبالتالي حينما كان أحمد يحبو فنياً كان وحيد يتابعه، وهما في نفس المرحلة العمرية، وكتب له أعمال كثيرة، وبينهم صداقة وخلافات وتوافقات وطرائف أحياناً، وعليه فإن حامد صديق زكي سيكون مصدر معلومات حامد الكاتب".
من جهة أخرى، رأى الشناوي أن "محمد رمضان هو الأنسب لأمرين هامين، أولاً تمتعه بموهبة فن الأداء، وقدرته على الجذب كنجم، وهذا لا يعني التقليل من مرشحين آخرين مثل باسم سمرة".
ومع ذلك، أكد الشناوي أنه من الصعوبة تقديم حياة أحمد زكي في الوقت الحالي، لأنه سيكون هناك اختلافات كثيرة، لوجود شخصيات أخرى على قيد الحياة، كانت في حياة الفنان الراحل، مثل الفنانة السورية رغدة والمصرية يسرى ونجلاء فتحي وشيرين رضا وعادل إمام، وغيرهم.
نقاد مصريون يؤكدون صعوبة تجسيد محمد رمضان لشخصية الفنان أحمد زكي لأسباب عديدة، منها وجود فنانين آخرين على قيد الحياة لهم روايات مختلفة عن النجم الراحل، مثل رغدة و يسرا وعادل إمام، ولا يوجد حرية كاملة في كتابة السيرة ذاتية، إضافة لاعتبارات سياسية واجتماعية
وقال الشناوي: "كل هؤلاء لديهم مواقف مع أحمد زكي، سيكون من الصعب الحصول على موافقتهم على هذا العمل الفني، فكل واحد يرى صورة من حياة أحمد زكي ويعتقد أن هذه هي الحقيقة مطلقة".
وتابع الشناوي في شرحه لصعوبة تقديم حياة أحمد زكي: "هؤلاء على قيد الحياة وكانوا بجانب أحمد زكي، والمفروض أن يكونوا متواجدين في هذا العمل الفني، ليس هم بذاتهم، لكن ممثلين يقومون بدورهم، وحين يتم الحديث عن موقف معين عاشوه مع النجم، فمن المحتمل أن يكون لكل منهم رواية أو قصة مختلفة عن الآخر، فأي رواية سيتم عرضها؟".
وفي ما يتعلق برفض كثيرين لأداء رمضان شخصية أحمد زكي، قال الشناوي: "هناك نظرة فيها تنمر على هذا الفنان الشاب، والمفروض أن يكون الحكم على موهبته وليس أشياء أخرى، ورمضان فنان موهوب ولديه كاريزما النجم، ومن حقه المحاولة، لكن أحيانا حب الناس لأحمد زكي يجعلهم يرفضون أن يأتي أحد ويعيد حالته مرة أخرى، وقد يكون ذلك مبرراً لردة الفعل على ترشيح رمضان للدور".
في هذا السياق، قالت الناقدة الفنية علا الشافعي إنها ترفض تماماً أن ترى أحمد زكي على الشاشة في صورة شخص آخر سواء رمضان أو غيره.
وقالت لرصيف22: "عندما أريد أن أرى أحمد زكي الذي أعرفه جيداً والتقيته كثيراً، أذهب إلى مشاهدة أفلامه وأعماله الدرامية، لذلك لا أريد أن يقترب شخص منه، أو يقوم بتقديم أحمد زكي لي، فهو موجود في أعماله وأفلامه التي يمكن استدعاءه من خلالها".
وأضافت الشافعي: "لدينا سؤال أهم، لماذا يريد محمد رمضان في الوقت الحالي أن يقدم حياة أحمد زكي، هل هي مجرد فكرة الولع أن يؤدي دور ‘الأمبراطور‘ فحسب عقب دور ‘البرنس‘ في رمضان الماضي؟".
ولفتت إلى أن "هناك مشكلة وأزمة في الأعمال الفنية التي تقوم على السيرة الذاتية، وهي عدم وجود حرية في الكتابة بسبب تدخلات الورثة مثلاً الذين يظهرون فجأة للاعتراض على تقديم الشخصية بشكل لا يليق بها من وجه نظرهم".
وبينما رأت الشافعي أن الأعمال السابقة لم تكن موفقة حتى مسلسل أم كلثوم الذي قدم الأخيرة بشكل ملائكي بدون أخطاء، وصفت رمضان بأنه "ممثل جيد وموهوب ومجتهد وقريب شكلياً من الفنان الراحل"، لكن ذلك لا يعني القدرة على تقديم شخصية أحمد زكي العبقرية والمجنونة والعصبية والموهوبة التي عاشت فترة طويلة من المعاناة، وقادت ثورة في السينما المصرية.
وشدّدت الشافعي على ضرورة وجود حرية كاملة في كتابة هذا المسلسل، فيما قالت: "أنا لا أرى أن هذه الحالة من الحرية موجودة حالياً، لذلك سيتم عرض أشياء ظاهرية وقشور فحسب ولا تعرض التغييرات التي قام بها، وهذا العمل سوف يسيء لأحمد زكي".
وقالت الشافعي: "في الذاكرة مسلسل سعاد حسني، وهي مثل أحمد زكي حالة فريدة في السينما المصرية، كان سيئاً للغاية وكذلك كان المسلسل عن عبد الحليم حافظ"، معتبرة أن أول مؤشر على الفشل الذي ينتظر المسلسل هو تصريح شقيقة أحمد زكي التي أعلنت أن والدته قد سجلت بصوتها السيرة الذاتية لابنها أحمد زكي، وهذا محل شكوك لأنهما كانا في حالة جفاء لفترة طويلة.
الكاتب المصري وحيد حامد يرحب بكتابة مسلسل لمحمد رمضان عن حياة صديقه أحمد زكي، لكن نقاد يتساءلون هل يحق له أن يروي كل شيئ عن صديقه؟ وهل محمد رمضان هو الأنسب لتقديم سيرة النجم الراحل بشخصيته العبقرية والمجنونة والعصبية والموهوبة؟
من جانبه، قال الناقد الفني محمود مهدي إن المشكلة ليست في تقديم رمضان للمسلسل فهي أكبر من ذلك، وهي أن كل الأعمال التي قدمت السيرة الذاتية لآخرين كانت سيئة للغاية باستثناء مسلسل "الأيام" لطه حسين لأنه اعتمد على السيرة الذاتية التي كتبها هو بنفسه.
وأضاف مهدي لرصيف22: "هناك دائماً اعتبارات سياسية واجتماعية أو احترام لتاريخ الفنان، في عمل مسلسلات السيرة الذاتية، فتخرج لنا كدراسة فقيرة جداً وعمل درامي منقوص".
رد العائلة
من جانبها، قالت السيدة منى عطية، شقيقة أحمد زكي، إن رمضان لم يتواصل مع العائلة للحصول على تصريح لأداء السيرة الذاتية للفنان الراحل، مؤكدة أن شروطها للموافقة على هذا المسلسل تبدأ بقراءة السيناريو أولاً.
وقالت عطية إنها كانت متواجدة مع شقيقها دائماً وكذلك في فترة مرضه، لافتة إلى أن والدتها كانت قد سجلت "كل شيئ عن أحمد خصوصاً طفولته التي لا يعلمها أحد غيرنا".
وفي إشارة إضافية إلى أن المسلسل يواجه عقبات عدة، أعلن المخرج محمد سامي أنه تحدث مع الكاتب وقد رحب بالفكرة، لكنه كان مشغولاً في كتابة مسلسل "الجماعة 3".
وشدّد سامي على أن المسلسل لن يخرج من دون حامد، معلقاً: "لو مفيش وحيد حامد يبقى مستحيل أقدم هذا العمل، فهو بمثابة قنبلة ذرية وموضوع شائك جداً.".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع