شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
تحقيقات صفقة

تحقيقات صفقة "قطار الحرمين": هل تكون نهاية الملكية الإسبانية على يد العرب مرّة ثانية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 9 يونيو 202001:12 م

على خلفية قضية الفساد المرتبطة بالسعودية، فتحت المحكمة العليا الإسبانية، في 8 حزيران/ يونيو، تحقيقاً بشأن احتمال تورط الملك المتنحي خوان كارلوس في القضية التي يرى معلقون أنها قد تمثل ضربة قاضية للعائلة الملكية في إسبانيا.

يتعلق الأمر بفساد محتمل في صفقة تشييد المرحلة الثانية من "قطار الحرمين السريع" للربط بين مدينتي مكة والمدينة في السعودية، بالتعاون مع تحالف إسباني وقع الاختيار عليه عام 2011.

وكان كارلوس الأول (82 عاماً) قد تنازل عن العرش لابنه فيليبّي في حزيران/ يونيو عام 2014 عقب سلسلة من الفضائح، أبرزها الشكوك في مصدر ثروته وعلاقاته الوثيقة مع العائلة المالكة في السعودية.

غير أنه في أيلول/سبتمبر عام 2018، وعقب نشر تسجيلات للعشيقة السابقة للملك المتنحي، كورينا ساين فيتغنشتاين، زعمت فيها أن الملك تلقى "عمولة" لإبرام عقد بقيمة 6.7 مليار يورو لتشييد القطار الفائق السرعة في المملكة الخليجية الثرية، فُتح تحقيق في الواقعة التي اعتبرتها النيابة الإسبانية آنذاك "جنحة فساد محتملة في المعاملات التجارية الدولية".

رشوة سعودية مزعومة قد تُجهِز على الملكية الإسبانية… تحقيقات في مدريد مع الملك السابق خوان كارلوس بشأن احتمال تورطه في وقائع فساد ضمن صفقة "قطار الحرمين" التي فاز بها تحالف إسباني

رشوة ضخمة وتحقيق محدد

بموجب الصفقة التي أبرمت عند تخلي الملك عن العرش، والحصانة التي كان يتمتع بها، لا يمكن إلا للمحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في البلاد) مساءلته.

وقالت النيابة الإسبانية إن المحكمة العليا ستتولى التحقيق لأن "أحد المتورطين في الوقائع قيد التحقيق كان الملك، العاهل الملكي المتنحي خوان كارلوس دي بوربون".

وبسبب حصانته السابقة، فإن صلاحيات التحقيق الذي فتح ستقتصر على "إثبات أو نفي الصلة الجنائية (للملك المتنحي) بالأفعال التي تمّت بعد حزيران/ يونيو عام 2014 عندما لم يعد الملك خوان كارلوس متمتعاً بالحصانة" فقط. أي أنه لن يُسأل عن أي تورط خلال فترة وجوده على العرش.

يأتي أحدث تطور في قضية الفساد المحتمل عقب تأكيد صحيفة "لا تريبون دو جنيف" السويسرية، في وقت سابق من العام الجاري، أن كارلوس تلقى 100 مليون دولار عام 2008 من العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وقد أودع المبلغ في حساب لدى مؤسسة بنكية في سويسرا.

 وكانت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قد أوردت أن الملك الإسباني الحالي "أحد المستفيدين أيضاً" من هذه المؤسسة البنكية.

وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية في نسختها الإنكليزية، مطلع آذار/ مارس الماضي، إلى طلب المحكمة العليا الإسبانية من المدعي العام في سويسرا معلومات بشأن تحويلات مالية قد يكون الملك السابق أجراها لأصدقاء له، منبهةً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى التحقيق مع كارلوس الأول.

تقارير إعلامية كانت قد ادّعت أن العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز قدم للملك الإسباني السابق 100 مليون دولار عام 2008. لكن التحقيقات بشأن تورطه في فساد ستقتصر على سنوات ما بعد تنحيه بسبب "الحصانة الملكية"

وأضافت الصحيفة آنذاك أن المعلومات المطلوبة تتصل باتهام سيدة الأعمال الألمانية وعشيقة الملك السابقة، كورينا، بـ"شبهة غسل الأموال" على خلفية تداول تسجيلات لها ادعت فيها أنها استُخدمت كواجهة لإخفاء جزء من ثروة الملك المتنحي، وأنه يمتلك حسابات غير معلنة في سويسرا.

وذكّرت بأن المدعي العام السويسري كان قد اكتشف تبرعاً مزعوماً بملايين اليورو لكورينا عام 2012 من حساب مصرفي زعمت هي أنه على سبيل التبرع من كارلوس لها ولابنها.

نهاية الملكية؟

وعلى الرغم من أن القصر الملكي الإسباني كان قد أعلن وقف حصول الملك المتنحي على مخصصاته السنوية (نحو 194 ألف يورو) وتخلي الملك فيليبّي السادس عن ميراث والده "من أجل الحفاظ على التاج كمثال يُحتذى"، يعتقد مراقبون أن القضية قد تهدد استمرار الملكية في إسبانيا.

وعبر تويتر، قال المؤرخ والباحث الأمريكي المتخصص في قضايا الشرق الأوسط دانيال بايبس: "هل يمكن أن تنتهي (قصة) رشوة الـ100 مليون دولار من ملك السعودية إلى ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس بتدمير الملكية الإسبانية؟"، مجيباً عن السؤال الذي طرحه: "هذا ممكن. هناك تحقيق جارٍ في الأمر. ترقبوا".

ولم يصدر عن الملك السابق ولا عن العائلة المالكة في إسبانيا ولا عن السلطات السعودية تعليق على بيان الادعاء العام الإسباني.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image