شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
واشنطن... جدرانٌ من خشب

واشنطن... جدرانٌ من خشب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 7 يونيو 202012:44 م

في السماء لا يهدأ هدير طائرة هليكوبتر تشرف على حزن مدينة واشنطن. بدأت الحكاية في مكان بعيد، قبل أن تتشظى فوضى هنا. ركبةُ شرطيٍّ أبيضَ خنقتْ رقبةَ رجل أسود في مينيابوليس. مات جورج فلويد وتدفقت في البلاد مسيراتُ قهرٍ عُمرُه عقود.

في العاصمة الأمريكية غضبٌ مؤجّل. بعدما خنقها الفيروس ثلاثة أشهر، حرّرتها الكلماتُ الأخيرة للرجل المطروح على الإسفلت: "لا أستطيع التنفّس".

خرج المقهورون بالآلاف يسندهم الغضبُ ورفاقٌ يتحسسون أعناقهم. تعالت الصيحات. عَبَرَ السخطُ الداكنُ حدائقَ البيت الأبيض وهزّ واحدة من غرفه السرّية على الأقلّ. اتّسعت صورة الاحتجاجات وألوانُها.

هذه واشنطن قبل أن تصير واجهات من خشب: لكلّ مبنى هنا سيرة وحكاية. الفنادق التي عُقدت في لوبيّاتها صفقات، أو حيكت في طبقاتها السفلى مؤامرات. المطاعم التي تَعرفُ أطباقُها سِيَرَ كتّابٍ وسياسيين ونخب الحزبين. المقاهي التي تلملم الحروفَ المتسربة من صحافيين على عجلة من أمرهم. والوزارات والمحاكم والمؤسسات الدولية ومقاعد الحدائق العامة ومحطات الباصات.

كانت المدينة حزينة حتى قبل أن يشكّ البائعُ في ورقة العشرين دولاراً في مدينة أخرى. هنا، مثل كلّ مكان حيوي في العالم، كان كورونا قد أحكم قبضته على خناق الناس والأماكن. وقبل أن يصل ديريك شوفين ورفاقُه إلى عنق جورج فلويد كانت العاصمة تتفلّت رويداً رويداً من سطوة الفيروس. تنفضُ حزنَها النابض ولا تتحسّب لحزنها الوافد.

في ليلة قاتمة، بعد أيام من مقتل رجل مينيابوليس، تسلل عشرات بين الجموع الغاضبة في واشنطن، وآزرهم آخرون لم يطأوا الساحات الساخطة. عاثوا في المدينة تخريباً ونهباً. منهم مَن أخفى وجهه ومنهم مَن كشفه، لكنهم كانوا جميعاً يحفرون سكاكينهم في وجه العاصمة، ربّما انتقاماً من الشوارع التي تدفعُ بهم وبفقرهم بعيداً عن قلبها عقداً تلو الآخر، وقد صارت الآن بين أيديهم. كلّما هوى زجاج عند أقدامهم سُمع صداه في مدن أخرى شهدت الغزوات ذاتها. من نيويورك إلى أتلانتا وشيكاغو وغيرها.

عند ناصية في شارع 15 في واشنطن وقف جوزف سميث صبيحة اليوم التالي مذهولاً. لم يستوعب بعد ما حلّ بمطعميه اللذين يملكهما ويديرهما منذ سنوات. "بوبي فانس" واحد من المطاعم المعروفة في العاصمة بفرعيه. يقول جوزف في حديثين لـصحيفة "واشنطن بوست" وراديو "أن بي آر" إنه لم يرَ في حياته شيئاً كهذا. كان يشير إلى ما رصدته كاميرات المراقبة في ليلتين متتاليتين من السلب والنهب في بداية الأسبوع. أكثر من 200 شخص يتناوبون دخول المكان، يباشرون تحطيمه بالكامل وسرقة ما فيه، تلفزيونات وكومبيوترات وأجهزة لابتوب وجميع المشروبات الكحولية الباهظة الثمن، حتى لم يبقَ فيه ما يُذكر. يقدّر جوزف خسائر المسروقات بنحو مئة ألف دولار، لكنّ العودة إلى العمل ستكلفه أكثر من مليون دولار.

في صباح ما بعد النهب، عمّت المدينة موجة غضب. المتظاهرون السلميون شعروا أنّ غزوات الليل طالتهم كذلك، فقد سلبتهم شيئاً من زخم تحركاتهم ولطّختها لبعض الوقت، قبل أن تستعيد معركتهم هويتها النضالية نحو الهدف الأسمى: العدالة الاجتماعية، في مواجهة شيطنتهم من الإعلام المؤيد للرئيس.

أصحاب المحلات المنكوبة سُلبوا بدورهم القدرة على تلقّي الضربات بعد انتكاسة كورونا. السكّان لم يعرفوا في شوارعهم وأحيائهم مشاهد كهذه منذ أمد بعيد لا تبلغه ذاكرة معظمهم. لطالما غضبت واشنطن وتحركت وتظاهرت ثم هدأت. مع الرؤساء وضدّهم، احتفالاً بتنصيبهم وسخطاً عليهم، دعماً للمرأة والأقليات والمهاجرين، حماسةً للسجالات الرئاسية والتشريعية والمحاكمات. لكنّ ذلك كلّه لم يكن في ليالي النهب سوى صورة تحترق.

وبين أمواج المتظاهرين الوافدين من كل حدب والبيت الأبيض وقفت أرتال من القوى الأمنية. لم تكن واشنطن يوماً مدجّجة بالسلاح إلى هذا الحدّ منذ عقود، يقول كبار هنا.

صارت واجهات الفنادق الكبرى والصغرى والمطاعم الشهيرة وتلك البسيطة ألواحاً من خشب. ارتأت سلطات المدينة تحصينها درءاً للأسوأ. توارت الديكورات خلف الحُجُب البنّية الفاتحة. الخوف وحّد الأبواب وأسقط الفوارق الهائلة التي كانت بين مطعم فاخر وآخر للوجبات السريعة.

هنا "أوتيل واشنطن" الشهير بالـ"دبليو" W. احتفل قبل عامين بمئويته. وإذ يوصف بأنه الفندق الأقرب إلى البيت الأبيض بحيث يُرى من سطحه ونوافذ بعض غرفه، شهدت أعوامه المديدة تاريخاً حافلاً من الأحداث السياسية والاجتماعات الداخلية والخارجية المهمة، وكان من نزلائه رؤساء وزعماء وقادة من حول العالم. وكذلك ألفيس بريسلي، الملك.

يعكس الفندق صورة واشنطن بقديمها وحديثها. تصاميمه الداخلية وديكوراته تروي حكايات من سيرة المدينة وأسرارها. في الأعوام الأخيرة صارت ليالي الجمعة والسبت عنواناً لمحبّي السهر عند سطحه. "الرُوف" الذي يشرف على أبرز معالم العاصمة ومبانيها التاريخية الساحرة ليلاً. الآن يقف أحد الحراس عند زاوية مدخله الجانبي الواقع عند تقاطع بارز. تشير الكمامة على وجهه إلى أزمة الوباء، وتكمّم الألواح الخشبية بوابات الفندق وشبابيكه الزجاجية التي في متناول أيدي العابرين. وحدها البوابة الرئيسية السوداء لا تزال تظهر بحالتها العادية، إنما مزنّرة من محيطها بإجراءات درء المخاطر.

وإذا التفتّ يميناً من هناك في اتجاه شارع 14، سيطالعك عند الناصية واحدٌ من أقدم فنادق العاصمة ومطاعمها. منذ أكثر من قرن، يشهد "هاميلتون واشنطن" على تاريخ من تطوّر البلاد والهندسة الأوروبية الكلاسيكية. كان مبنيّاً من الطوب عام 1851 ويُستخدم مدرسة خاصة، قبل أن يشتريه الأدميرال هوراشيو ويسميه "هاميلتون" تكريماً للسيدة هاميلتون هولي، صديقة زوجة الأدميرال وابنة ألكسندر هاميلتون، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة.

مع مرور عقود، وفي بداية عشرينيات القرن العشرين، بني الفندق مجدداً بطرق حديثة تعكس أهميته التاريخية وقيمته الهندسية. ومثل غيره من الفنادق الكبرى في هذا المحيط، استضاف رؤساء وقادة وفنانين بارزين. تقول سيرة الفندق إن الرئيس فرانكلين روزفلت استخدمه لقيادة عمليات قواته في الحرب العالمية الثانية.

في العاصمة الأمريكية غضبٌ مؤجّل. بعدما خنقها الفيروس ثلاثة أشهر، حرّرتها الكلماتُ الأخيرة للرجل المطروح على الإسفلت: "لا أستطيع التنفّس"

يُعدّ مطعمه حالياً في طبقته الأرضية واحداً من أهمّ مطاعم واشنطن القريبة إلى البيت الأبيض (خمس دقائق مشياً)، ومَن يدخله للمرة الأولى سيبقى مندهشاً لروعة تفاصيله، من السقف إلى الجدران والمقاعد، وما فيها وعليها من لوحات ونقوش وتاريخ. وعقب حالة الفوضى التي عمّت بجواره أثناء انفلات مجموعات النهب شملته إجراءات التحصين بالألواح الخشبية على امتداد جدرانه لحماية شبابيكه الملاصقة للشارع.

منذ عام 1983 استقرّ مطعم "أولد إيبيت غريل" في شارع 15 قريباً كذلك من البيت الأبيض، بعدما تنقّل بين أمكنة وملكيات عدة منذ تأسيسه عام 1856. يُصنّف أنه الصالون الاجتماعي الأقدم في واشنطن، وعلى مقاعده الخشبية القديمة جلس كذلك رؤساء وقادة أمريكيون ودوليون. استمر المطعم وجهة بارزة لوجوه المجتمع الواشنطني، سواء كانوا من أهل المدينة أم من الذين وفدوا إليها مع التغييرات التي تفرضها الحياة السياسية مع كل تغيير في البيت الأبيض أو لدى أعضاء الكونغرس وموظفي الإدارات، إلى الصحافيين والمشاهير والفنانين والعاملين في المؤسسات الدولية ومنها البنك الدولي وصندوق النقد، تجذبهم ديكوراته المتحفية والتاريخية التي تعكس جزءاً من ملامح العاصمة، ولا سيما اللوحات القيّمة والممهورة بتواقيع رسّامين بارزين. ولئن تأقلم روّاد الـ"أولد إيبيت" مع فكرة غلق أبوابه بسبب الوباء، مترقّبين عودته، فلن يكون سهلاً عليهم تقبّل المشهد الحالي لواجهاته ذات الأقواس الثلاثة وفي وسطها الباب الرئيسي محجوباً بلوح خشبي، وإن كان كثيرون منهم لن يعترضوا على الشعارات التي ألصقت عليه: "حياة السود مهمّة".

شملت عمليات التحصين غالبية الواجهات والمباني المحيطة. بعضها لمطاعم صغيرة تعاني أساساً من أزمة الإغلاق الكوروني، وقد تكون في طريقها إلى الإقفال النهائي.

بعيداً من منطقة البيت الأبيض والدوائر الحكومية، نسير في اتجاه واحدة من أبرز مناطق العاصمة: "ديبون سيركل" الشهيرة كذلك بمطاعمها وامتدادها نحو مناطق السفارات والبعثات الديبلوماسية. الحال ذاته. ليس مكتوباً ذلك في الواجهات الخشبية التي تتوارى خلفها ألواح زجاج المطاعم والمقاهي، لكنك تكاد تقرأ "لن نحتمل أي خسارة إضافية". نحو سبعين في المئة من واجهات هذه المنطقة سُيّجت بالخشب، وصولاً إلى المقلب الآخر، أبرز الوجهات السياحية في واشنطن، جورجتاون.

يعكس موضوع مترو جورجتاون والنقاش في شأنه جزءاً من قضية الأمريكيين الأفارقة وشعورهم بالتمييز والنظرة المتوجسة دوماً حيالهم، باعتبار أن غالبيتهم يميلون إلى تصديق الرواية الأولى التي تقول إن أثرياء جورجتاون لا يريدونهم في منطقتهم

أقرب محطات المترو إلى حيّ جورجتاون التاريخي، وهو فعلياً أكبر من حيّ وأصغر من مدينة، هي "فوغي بوتوم" من جهة واشنطن، و"روسلين" من جهة أرلينغتون، فرجينيا. أغلقت محطات المترو أثناء الاضطرابات لبعض الوقت وبعضها لا يزال مغلقاً. صحيح أنه يمكن الوصول من المحطتين إلى جورجتاون مشياً خلال ربع ساعة، لكنّ سؤالاً قديماً يعود إلى الواجهة: لماذا لا توجد محطة مترو في جورجتاون نفسها؟

تقول أكثر الروايات تداولاً إنّ المالكين الأثرياء في الحيّ التاريخي والتراثي المشرف على نهر البوتوماك اعترضوا بداية الستينيات على مشروع وصول المترو إلى منطقتهم. حجّتهم في ذلك أنّ المترو الذي كان يعدّ قليل التكلفة حينها قبل أن يصير من الأغلى عالمياً، يمكنه أن يجذب إلى الحي أفراداً من الطبقات الفقيرة، وربما يعملون ويسكنون فيه، وهذا سيؤدي برأي المعترضين إلى ارتفاع معدّلات الجريمة والسرقة ويُلحق الضرر بالصورة التاريخية للمنطقة.

وكان هذا الكلام، المفترض أنه حقيقي، يستبطن بلا شك عنصرية واضحة تجاه الأمريكيين من أصل أفريقي، وهم المعنيّون بمضمون هذه الرواية. لكنّها في المقابل رواية لا تعكس بالضرورة الحقيقة وراء عدم وجود محطة مترو في جورجتاون، وفق ما يقول مسؤولون وخبراء متخصصون. رواية هؤلاء تقول إنّ جغرافية منطقة جورجتاون ومحاذاتها لنهر البوتوماك لا توفّر الشروط الفنية اللازمة لتخصيصها بمحطة، وإلا سيستوجب ذلك تعديلات تبلغ تكلفتها ملايين الدولارات. ويضيفون بأنّ هدف المترو في أحياء واشنطن العاصمة هو توفير انتقال الموظفين بسهولة بين منازلهم ومكاتبهم، وليس في جورجتاون من الوظائف الحكومية أو المؤسسات الكبرى ما يجعل وجود محطة مترو فيها أمراً ملحاً، علماً أنّ في أعلى إطلالة هناك ثمة جامعة جورجتاون الشهيرة، ويمكن الوصول إليها بعد العبور في شوارع صغيرة تحفّ بجانبيها بيوت تراثية جميلة وسط أشجار تحوّل المكان في الخريف لوحات مذهلة.

يعكس موضوع المترو والنقاش في شأنه جزءاً من قضية الأمريكيين الأفارقة وشعورهم بالتمييز والنظرة المتوجسة دوماً حيالهم، باعتبار أن غالبيتهم يميلون إلى تصديق الرواية الأولى التي تقول إن أثرياء جورجتاون لا يريدونهم في منطقتهم.

وربما لأسباب مرتبطة بهذه الانطباعات، كانت جورجتاون ضحية إحدى موجات النهب الأخيرة.

شارع رئيسي ممتدّ من عمق العاصمة إلى جورجتاون، اسمه M street، على جانبيه وفي تفرعاته سلسلة من المطاعم وأماكن السهر ومحلات الملابس المعروفة والمصارف، ويؤدي الالتفاف منه نزولاً إلى الواجهة النهرية عند نهر البوتوماك التي يؤمها آلاف السياح سنوياً. لا يُعرف الآن من خلال التجوال في الشارع الرئيسي أيٌّ من المحلات تعرّض للتخريب إذ أنّ الواجهات كلها بصورة واحدة هي صورة الألواح الخشبية التي غطّتها على غرار قلب العاصمة.

عند التقاطع الرئيسي الذي يربط شوارع جورجتاون من جهات عدة يبدو المشهد غريباً، غير مألوف. عدا صورة المحلات الخشبية يُطبق على المنطقة المقفرة هدوء موحش لم تعتده هذه الشوارع الحيوية في مساءات عادية. بضعة رجال شرطة يستريحون عند إحدى الزوايا، وعند الزاوية المقابلة شابّة مع رفيقين لها ترفع لافتة سياسية مؤيدة للتظاهرات. لا أحد غيرهم هنا سوى سيارات عابرة قبيل سريان حظر التجوال في الحادية عشرة ليلاً.

وأبعد من الأحداث الأخيرة تبدو أزمة جورجتاون مضاعفة بعدما خسرت المنطقة في الأعوام الأخيرة كثيراً من مطاعمها ومقاهيها بفعل الارتفاع الكبير في بدلات الإيجار، وحلّت مكانها محلات لماركات ألبسة وأحذية شهيرة سرعان ما استسلم بعضها وأقفل بدوره. وجاءت أزمة كورونا لتفاقم متاعب أصحاب الأعمال الذين توقف كثير منهم عن دفع الإيجار الشهري مما قد ينذر بإعلانهم الإفلاس قريباً.

سيبقى مشهد المدينة المقفلة بالألواح الخشبية طويلاً في ذاكرة أهل واشنطن وروّادها. مشهد عابس شبيه بوجه دونالد ترامب مترجلاً من البيت الأبيض نحو الصورة التذكارية أمام الكنيسة. لكنّهم سيتذكرون كذلك أنّ ما حصل لوجه المدينة كان ثمناً جانبياً في واحدة من أهمّ مراحل التقدّم في الصراع من أجل العدالة الاجتماعية في الولايات المتحدة، وفي سنة انتخابية طاحنة.

أمس السبت، في السادس من حزيران/ يونيو، استعادت الشوارع زخمها. يجثو الآلاف في مواجهة البيت الأبيض، كلُّ على قدم واحدة تحية للعنق المخنوقة في مينيابوليس.

"لم يكن الرحيل الصادم لجورج فلويد خطوة إلى الوراء في هذا المسار، بمقدار ما كان خسارة إنسانية مؤلمة لكن ملهمة في الوقت ذاته"، يقول شابّ أمريكي أسود يوزّع المياه على جموع المتظاهرين. وفي السماء لا تكلّ طائرة الهليكوبتر من التحليق فوق واشنطن الغاضبة والحزينة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image