عبرت طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية الإسرائيلية "إل عال" المجال الجوي السوداني بشكل غير مسبوق، مساء أمس 4 حزيران/ يونيو، ناقلةً عدداً من الخامات ومفتشي الطعام الكوشر من الأرجنتين إلى تل أبيب.
بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية عدة، مُنحت الطائرة الضوء الأخضر لعبور السودان بشكل مفاجئ مع شرط سوداني غريب هو تأخير وصولها إلى البلاد إلى ما بعد انتهاء النشرات الإخبارية، تفادياً، على ما يبدو، للضجة التي قد يثيرها هذا الحدث.
واعتبر العديد من المسؤولين والإعلاميين الإسرائيليين الخطوة "حدثاً تاريخياً"، فيما وصفتها تايمز أوف إسرائيل بـ"العلامة الجديدة على زيادة دفء العلاقات" بين البلدين.
دخول مفاجئ
ورصد موقع تعقب الطائرات "فلايت رادار 24" الطائرة، التي كانت تحمل علامة ELY046، وهي تدخل المجال الجوي السوداني حوالى الساعة التاسعة والنصف مساءً بتوقيت إسرائيل، عقب نحو 12 ساعة من إقلاعها من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، حيث كان مقرراً أن تهبط في تل أبيب عند منتصف الليل.
السودان يمنح الضوء الأخضر لعبور أول طائرة ركاب تابعة لـ"إل عال" الإسرائيلية، شريطة تأخير وصولها إلى ما بعد انتهاء النشرات الإخبارية المحلية تفادياً لـ"الضجة"
هذا التطور سيقلّص، إذا أصبح دائماً، مدة الرحلات المباشرة بين مطاريْ بن غوريون الإسرائيلي الدولي وبوينس آيرس نحو ساعتين.
وذكر مصدر مطلع لتايمز أوف إسرائيل أن هذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها طائرة تجارية إسرائيلية على إذن بالتحليق فوق السودان، لافتاً إلى أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي اضطلع بدور في هذا.
وأوضح المصدر نفسه أن الرحلة، التي كان على متنها عدد من الحاخامات من مفتشي طعام كوشير (الطعام الحلال وفق الأحكام الدينية اليهودية)، سلكت المسار المعتاد تجاه الغرب فوق البحر الأبيض المتوسط ولم تتجه جنوباً إلا بعد اجتياز إسبانيا.
وأشار إلى أن الضوء الأخضر لرحلة العودة عبر السودان مُنح بشكل مفاجىء، وأن السلطات السودانية أصرّت على تأجيل الرحلة حتى لا تدخل الطائرة مجالها الجوي إلا بعد انتهاء نشرات الأخبار المسائية.
الطائرة كانت تنقل حاخامات وقادمة من الأرجنتين. يرى الإسرائيليون أن هذه الخطوة "تاريخية ودليل جديد على زيادة دفء العلاقات" بين السودان وإسرائيل
تطور العلاقات بعد البرهان
ليست هذه أول طائرة "إسرائيلية" تطير فوق السودان إذ كشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رسمياً، في شباط/ فبراير الماضي، أن طائرة تجارية تابعة للدولة العبرية قامت بأول رحلة فوق السودان. وبيّن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية حينذاك أن الطائرة كانت "طائرة إسرائيلية خاصة"، وليست رحلة تابعة لشركة الطيران الوطنية الإسرائيلية.
جاء ذلك بعد أقل من أسبوعين على اللقاء "التاريخي" بين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم في السودان، عبد الفتاح البرهان، في عنتيبي بحضور الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني. وهو اللقاء الذي عُدّ "تحولاً حاداً" في سير العلاقات بين إسرائيل والسودان الذي كان يُعتبر "عدواً شرساً لتل أبيب وحليفاً لإيران" إبان نظام حكمه السابق الذي سيطرت عليه الأحزاب الدينية.
وخلال الأسبوع الماضي، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن إسرائيل أرسلت طائرة تحمل طاقماً ومعدات طبية إلى السودان في محاولة لإنقاذ حياة "مهندسة التطبيع" نجوى قدح الدم، الدبلوماسية التي نسقت العلاقات السرية بين الخرطوم وتل أبيب على مدار عام ونصف العام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...